مثل قنديل البحر.. دراسة تكشف نوعًا من المرجان يمشي نحو الضوء الأزرق
تاريخ النشر: 6th, February 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- الشعاب المرجانية ليست معروفة بحركتها أو تمتعها بأقدام. لكن لاحظ علماء مرجانًا فطريًا يُدعى "Cycloseris cyclolites" يستطيع"المشي" بنشاط نحو موجات الضوء الأزرق بطريقة تحاكي السباحة النبضية لقنديل البحر.
تُعد غالبية الشعاب المرجانية بمثابة كائنات حية ثابتة، وتظل متصلة بشكل دائم بركيزة، تمامًا مثل الطحالب التي تنمو على الصخور، طوال فترة حياتها.
وكشفت دراسة جديدة أن مرجان "C. cyclolites" يبدأ حياته ملتصقًا بمكانٍ واحد، لكنه يصبح متحركًا خلال مرحلة النضج، ويتسبب ذلك في انحلال جذعه.
تتواجد هذه الفصيلة بشكلٍ شائع في جميع أنحاء منطقة المحيط الهادئ الهندي، مع وجود أدلة تُشير إلى احتمال تواجدها في المحيط الهندي والبحر الأحمر أيضًا، وفقًا لما ذكره الدكتور بريت لويس وهو المؤلف الرئيسي للدراسة، وزميل أبحاث ما بعد الدكتوراه في كلية علوم الأرض والغلاف الجوي بجامعة كوينزلاند للتكنولوجيا بأستراليا.
تُعتَبَر مناطق الشعاب المرجانية التي ينفصل عنها مرجان "C. cyclolites" مناطق عالية الطاقة ذات أمواج قوية، وتتنافس فيها الكائنات الحية على المساحة بشكلٍ كبير.
تُجبر هذه العوامل البيئية السيئة أعدادًا صغيرة من هذه الفصيلة، ويصل طولها إلى 9 سنتيمترات، على الهجرة إلى المياه الأكثر عمقًا.
ويساهم التنقل بهذه الطريقة الشعاب المرجانية للبقاء والتكاثر بسبب انخفاض طاقة الأمواج، وانخفاض درجة الحرارة، وقلة مستوى المنافسة على موارد مثل الغذاء وأشعة الشمس في محيطها الجديد، بحسب الدراسة التي نُشرت بتاريخ 22 يناير/كانون الثاني في مجلة "PLOS One" العلمية.
رغم أن الأبحاث السابقة أظهرت أنّ بعض الشعاب المرجانية الحرة تتمتع بالقدرة على الحركة عند تعرضها للضوء أو أشعة الشمس، إلا أنّ التفاصيل الدقيقة لكيفية تنقل الكائنات في محيطها ظلت غامضة بسبب أنظمة التصوير رديئة الدقة.
والآن، أكدت الدراسة الجديدة أن مرجان"C. cyclolites" يتحرك بنشاط من خلال تقنية تُعرف باسم التضخم النبضي (pulsed inflation) عند تعرضه للضوء الأزرق، ما يسمح له بالهجرة باتجاه مصادر الضوء التي تحاكي بيئته الطبيعية.
أشارت الحركة المميزة التي لوحظت لدى "C. cyclolites" إلى أنّ الشعاب المرجانية الحرة قد تتمتع بوظائف جسدية أكثر تعقيدًا ممّا اعتقده العلماء سابقًا، وبشكلٍ يُشبه قنديل البحر.
التحرك نحو الضوءجمع لويس وفريقه خمس عينات من هذه الشعاب المرجانية قبالة ساحل "كيرنز" في أستراليا، قبل نقلها إلى حوض مائي في جامعة "كوينزلاند" للتكنولوجيا.
هناك، اختبر العلماء استجابة الشعاب المرجانية للأطوال الموجية الزرقاء والبيضاء بشكلٍ فردي قبل تعريضها لمصادر الضوء في الوقت ذاته.
وأظهر مرجان "C. cyclolites" تفضيلًا قويًا للضوء الأزرق، وأظهرت غالبية العينات استجابة ضوئية إيجابية، أو استجابة تسببت في تحركها نحو مصدر الضوء.
تم تصنيف الحركة من خلال نبضات دورية، أو نوبات من الحركة استمرت لمدة تتراوح بين ساعة وساعتين.
وعلى العكس من ذلك، تحركت 13.3% فقط من العينات استجابةً للضوء الأبيض مع تنقلها لمسافات أصغر بكثير عند قيامها بذلك.
عند تعريض المرجان للضوء الأزرق والأبيض معًا، تحركت جميع العينات نحو الضوء الأزرق مع تجنب الضوء الأبيض.
بالنسبة لمرجان "C. cyclolites"، يعمل الضوء الأزرق كإشارة اتجاهية تساعد الشعاب المرجانية على التحرك نحو مياه أكثر عمقًا وهدوءًا.
فهم حركة المرجانعبر استخدام التصوير الفوتوغرافي عالي الدقة بتقنية الفاصل الزمني، وثّق الباحثون الميكانيكا الحيوية المعقدة لمرجان "C. cyclolites".
في البداية، سجّل الفريق الحركة السلبية للشعاب المرجانية، والتي تُعتبر الطريقة الأساسية للهجرة بمجرد أن تتحرّر من ركيزتها.
تعتمد الحركة السلبية على طاقة الأمواج والجاذبية، حيث تُولِّد أمواج المحيط قوة كافية لتحريك الشعاب المرجانية، ولكن في الاتجاه الخاطئ أحيانًا.
وعند الجمع بين الأمواج والمنحدر الطبيعي لمنطقة الشعاب المرجانية، يتم دفع الشعاب المرجانية الفطرية تدريجيًا إلى المنطقة الأمامية للشعاب، والتي تتمتع ببيئة رملية أكثر هدوءًا.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أبحاث العلوم المحيط الهادئ المحيط الهندي دراسات الشعاب المرجانیة الضوء الأزرق
إقرأ أيضاً:
شواطئ باليكسير وتشاناق قلعة ويالوا.. وجهات صيفية تركية تجمع بين النظافة والجمال
وسط تحضيرات مكثفة تهدف للحفاظ على معايير الجودة البيئية والسياحية، تستعد الشواطئ التركية الحاصلة على "العلم الأزرق" في ولايات تشاناق قلعة وباليكسير وبورصا ويالوا، شمال غربي البلاد، لاستقبال زوارها خلال موسم الصيف.
ورفع العلم الأزرق على الشاطئ يعني أنه يطابق المعايير البيئية الصارمة التي تطبقها "مؤسسة التعليم البيئي" الدولية (مقرها في العاصمة الدانماركية كوبنهاغن).
وتُمنح هذه الرخصة وفقا لـ32 معيارا خاصّا مثل جودة المياه البحرية ونظافتها، والفعاليات الهادفة للتوعية البيئية، والعناية بإدارة البيئة، وجودة الخدمات المقدمة، إضافة إلى الأمن الموفر في المناطق السياحية.
وفي هذا السياق، تضم باليكسير 49 شاطئا معتمدا تحمل العلم الأزرق، تليها تشاناق قلعة بـ12 شاطئا، في حين توجد 3 شواطئ في كل من بورصا ويالوا.
سهولة الوصولفي ولاية باليكسير، يبرز قضاء آيوالق بامتلاكه 19 من أصل 49 شاطئا يحمل العلم الأزرق.
رئيس بلدية آيوالق مسعود أركين قال إن موقع القضاء الإستراتيجي، وسهولة الوصول إليه عبر جسر "تشاناق قلعة 1915″، وجسر "عثمان غازي"، والطرق السريعة، ومطار باليكسير، جعلت منه وجهة مفضلة لزوار المدن الكبرى كإسطنبول وأنقرة.
وأضاف "آيوالق مدينة غنية بمطبخها المحلي، وقريبة من المراكز الحضرية الكبرى، وذلك ما يجعل الإقبال عليها ممتدا طوال العام".
وأردف "نأمل أن يكون موسم هذا الصيف جيدا. لدينا 19 شاطئا يحمل العلم الأزرق، 5 منها بإدارة البلدية، ونعمل على زيادة هذا العدد من خلال تدابير وتجهيزات متواصلة".
من جهته، أوضح الأمين العام لاتحاد تطوير البنية التحتية السياحية في آيوالق، أوميد أوزغولتكين، أن نسبة الإشغال في الفنادق بلغت 80%.
تنوع سياحيوفي ولاية تشاناق قلعة، قال مستشار رئيس اتحاد وكالات السفر التركية، أحمد جليك، إن الولاية تتميز بجودة مياهها وسواحلها النظيفة بفضل التيارات المستمرة في مضيق الدردنيل.
إعلانوأوضح جليك "لدينا 12 شاطئا معتمدا بالعلم الأزرق، وذلك يعزز التنوع السياحي. ينبغي تحويل مركز المدينة إلى وجهة سياحية يستفيد منها الزوار المحليون والأجانب القادمون لزيارة مدينة طروادة الأثرية ومتحفها والجزر القريبة".
وأضاف "ندعو الجميع لزيارة تشاناق قلعة والاستمتاع بالشواطئ الرملية والمياه الدافئة، خاصة في العطلة الصيفية التي نتوقع أن تشهد ارتفاعا في أعداد الزوار".
خدمات وتسهيلاتأما ولاية بورصا، فتضم بدورها 3 شواطئ عامة تحمل العلم الأزرق، اثنان منها في قضاء "قره جه بك"، والثالث في بحيرة إزنيق.
وقال رئيس قسم المتنزهات والحدائق في بلدية بورصا الكبرى، خاقان تنري أور، إن طول السواحل في الولاية يصل إلى 277 كيلومترا، مشددا على أن العلم الأزرق يمثل معيارا عالميا لجودة الحياة.
وأضاف "نلتزم بتقديم خدمات مجانية مثل كراسي الاستلقاء والمنقذين، مع تسهيلات لذوي الاحتياجات الخاصة، واستكملنا تجهيزات الشواطئ والمرافق الاجتماعية".
"ونواصل العمل لتأهيل شواطئ جديدة للحصول على العلم الأزرق"، كما أكد تنري أور.
تطور سريعوشهدت ولاية يالوا تطورا سريعا في اعتماد شواطئها، فقد حصلت خلال العامين الأخيرين على 3 علامات للعلم الأزرق.
وقال قائم مقام قضاء جينارجق، أوغوزخان أردي آتاق، إن عدد سكان القضاء يتضاعف في الصيف ليصل إلى 750 ألف نسمة مع الزوار.
وتُستكمل حاليا التحضيرات في شاطئ "سارالكنت"، في حين تجري مساعٍ لاعتماد شاطئ "سرايجق" المجاور والحصول على العلم الأزرق.
أما رئيس بلدية قايتازدره، دوغان جتيل، فأوضح أنهم حازوا العام الماضي جائزة أفضل أنشطة للتوعية البيئية.
وأشار جتيل إلى أن طول الشواطئ الحاصلة على العلم الأزرق ارتفع من 200 متر إلى 1100 متر بعد دمج شاطئ "سرايجق".