أجمع عدد من خبراء البيئة على أن التغيّرات المناخية هى السبب الرئيسى وراء نشوب الحرائق الأخيرة فى لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدين أنّ التقلب السريع بين الطقس الجاف والرطب فى المنطقة خلال السنوات الأخيرة أدى إلى خلق كمية هائلة من النباتات الجافة القابلة للاشتعال.

تقول د. هبة زكى، خبيرة البيئة، إنّ حرائق كاليفورنيا المدمّرة الأخيرة جاءت بمثابة تحذير صارخ من تأثيرات تغيّر المناخ المتزايدة، إذ انتشرت الحرائق بحجم وشدة غير مسبوقين، نتيجة عوامل مرتبطة بالاحتباس الحرارى، مشيرة إلى أنّ الدراسات العالمية تشير إلى أنّ ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية سيتسبّب فى زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة التى تؤدى إلى زيادة حدة الجفاف وتواتره، كما أنّ هذا الجفاف الشديد يجعل الغطاء النباتى أكثر هشاشة، وبالتالى أكثر عرضة للاشتعال.

«الحجار»: لا بد للعالم أن ينتبه لهذه القضية.. و«هبة»: سرعة الرياح تغذي الحرائق 

وأضافت، فى تصريحات لـ«الوطن»، أنّ أنماط الرياح المتغيرة، تؤثر أيضاً على تغيّر المناخ، مما يزيد قوة وسرعة رياح سانتا آنا الجافة، التى تعمل على تغذية الحرائق وانتشارها بسرعة كبيرة، موضحة أن موسم الحرائق الممتد يتزايد فى كاليفورنيا بشكل ملحوظ بسبب ارتفاع درجات الحرارة وتأخر موسم الأمطار، مما يزيد احتمالية اندلاع حرائق كبيرة ومدمرة، موضحة أنّ رياح «سانتا آنا» الجافة والجفاف غير المسبوق من السمات المميزة لتغيّر المناخ، مما يؤدى إلى تفاقم الجفاف وتجفيف الغطاء النباتى وخلق ظروف مثالية لاندلاع الحرائق، كما أنّ الأنشطة البشرية زادت بشكل كبير من تواترها وشدتها من خلال التوسع العمرانى فى المناطق المعرّضة للحرائق، وقمع دورات الحرائق الطبيعية، وإدخال أنواع نباتية غير محلية.

من جانبه، كشف د. صلاح الحجار، خبير بيئى ورئيس مجلس أمناء الجمعية المصرية للأبنية الخضراء، أنّ مدينة لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية، شهدت خلال الأيام الأخيرة سقوط كميات كبيرة من الأمطار، مصحوبة بالرعد والبرق، التى تكون محمّلة بالشحنات الكهربائية، مضيفاً أن السبب فى نشوب الحرائق يعود إلى التغيّرات المناخية، حيث سقطت الشحنات الكهربائية على الغابات، وهو ما نتج عنه حدوث شرارة.

وأشار إلى أن نسبة الأكسجين تكون عالية داخل الغابات، وتساعد فى نشوب الحرائق، كما ساعدت الرياح على سرعة انتشار الحرائق فى المدينة بأكملها، مؤكداً أنه من المتوقع أن تنتشر الحرائق بالمناطق المحيطة بلوس أنجلوس، لاحتوائها أيضاً على غابات وكميات كبيرة من الأشجار، مما يساعد على تكرار المشهد مرة أخرى، مضيفاً: «هذا المشهد يجب أن يقف العالم بأكمله أمامه، وينتبه إلى قضية تغيّر المناخ، وإدراك خطورة تأثيره على الطبيعة والبيئة والحياة بشكل عام».

فيما أوضح د. عزت حسن، خبير بيئى، أن التغيّرات المناخية لها دور كبير فى الحرائق الأخيرة التى شهدتها مدينة لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث إن تغيّر المناخ جعل الأعشاب والشجيرات التى تُغذّى حدائق لوس أنجلوس أكثر عرضة للاحتراق، مضيفاً أن التقلب السريع بين الظروف الجافة والرطبة فى المنطقة خلال السنوات الأخيرة أدى إلى خلق كمية هائلة من النباتات الجافة الجاهزة للاشتعال.

وأشار «حسن» إلى أن هناك دراسة جديدة لعلماء فى مجال البيئة، تشير إلى أن تغير المناخ عزّز ما يسمونه بظروف «الارتداد» عالمياً بنسبة 31 - 66% منذ منتصف القرن العشرين، مضيفاً أن حرائق الغابات التى انتشرت فى أجزاء من منطقة لوس أنجلوس، أدّت إلى مقتل خمسة أشخاص على الأقل، وحرق مئات المبانى، وإصدار أوامر الإخلاء لأكثر من 179000 شخص.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: التغير المناخي المناخ كوكب الأرض الصحة العالمية فيضانات إسبانيا حرائق كاليفورنيا تغی ر المناخ لوس أنجلوس إلى أن

إقرأ أيضاً:

تركيا تشتعل لليوم الخامس.. نيران الغابات تخرج عن السيطرة وتشرد الآلاف

انضم إلى قناتنا على واتساب

شمسان بوست / متابعات:

تواصل فرق الإطفاء التركية، لليوم الخامس على التوالي، معركتها الشرسة ضد حرائق غابات واسعة اجتاحت مناطق عدة من البلاد، في ظل موجة حر قياسية ضربت تركيا هذا الصيف.


وتتركز أسوأ الحرائق في محافظة بورصة الصناعية شمال غربي البلاد، ومحافظة كارابوك شمالاً، بينما سُجلت حرائق أقل حدّة في ولايات مرسين وأنطاليا وأوشاك.


وأعلن وزير الزراعة والغابات، إبراهيم يومكلي، عن إجلاء أكثر من 3500 شخص من محيط بورصة، ونحو 1800 شخص من قرى كارابوك، مع استمرار توسّع النيران بشكل مقلق. ويشارك في عمليات الإخماد أكثر من 2300 عنصر إطفاء وإغاثة، مدعومين بـ850 مركبة وست طائرات وأربع مروحيات، إلا أن الرياح العاتية والتضاريس الوعرة تُصعّب من جهود السيطرة.


الحرائق أسفرت حتى الآن عن وفاة أربعة أشخاص، بينهم رجل إطفاء فارق الحياة إثر أزمة قلبية، وثلاثة آخرين لقوا حتفهم في حادث انقلاب شاحنة صهريج أثناء مشاركتها في إخماد الحرائق. كما اضطرت السلطات إلى إغلاق جزء من الطريق السريع الرابط بين إسطنبول وإزمير لساعات، وسط مشاهد مرعبة أظهرت النيران تقترب من المنازل وسحب الدخان الكثيف تغطي سماء بورصة.


وتأتي هذه الكارثة البيئية في ظل موجة حر غير مسبوقة، تجاوزت فيها درجات الحرارة 40 درجة مئوية في معظم المناطق، وسجلت 50 درجة في الجنوب الشرقي للمرة الأولى في تاريخ تركيا المناخي.

وأطلقت هيئة الأرصاد تحذيرات من استمرار الوضع الحرج حتى شهر أكتوبر بسبب الجفاف والحرارة المستمرة.


الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن أن البلاد شهدت أكثر من 3000 حريق منذ بداية الصيف، متعهداً بإعادة تشجير المناطق المتضررة. فيما وصف وزير الزراعة حرائق الغابات بأنها “جريمة بحق الوطن”، مؤكدًا التزام الحكومة بإعادة تأهيل كل شبر تضرر بأسرع ما يمكن.

مقالات مشابهة

  • 200 منزل .. أهالي برخيل بسوهاج: الحرائق متواصلة من شهرين
  • محافظ سوهاج لـ صدى البلد: صرف تعويضات فورية للمتضررين من حرائق برخيل
  • حصر المنازل المتضررة من حرائق برخيل في سوهاج لصرف التعويضات
  • قرار عاجل من ولايتي إسطنبول ويالوفا: حظر استخدام وبيع الألعاب النارية
  • تركيا تكافح حرائق غابات ضخمة لليوم الثالث
  • تحذير.. ارتفاع درجات الحراة يهدد بزيادة أسعار المنتجات الزراعية بالأسواق
  • تركيا تشتعل لليوم الخامس.. نيران الغابات تخرج عن السيطرة وتشرد الآلاف
  • موجة حر قياسية تصل 50 درجة في تركيا.. حرائق الغابات تلتهم مساحات واسعة
  • أردوغان: تركيا في حالة تأهب دائمة لحماية الغابات من الحرائق
  • انحسار الحرائق في اليونان وسط استمرار جهود الإطفاء