شبكة انباء العراق:
2025-06-26@18:30:49 GMT

“الدنيا كما هي.. لكننا تغيّرنا”

تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT

بقلم : وسن زيدان ..

كثيرًا ما نسمع عبارات مثل: “الدنيا تغيرت”، “الزمن لم يعد كما كان”، وكأننا نحمل الزمن والدنيا مسؤولية كل ما نراه من تغيرات في القيم والأخلاق. ولكن، هل فعلاً تغيرت الدنيا؟ أم أن القلوب والنفوس هي التي تبدلت؟

الحقيقة التي قد يغفل عنها البعض هي أن الزمن في ذاته لا يتغير. الأيام تمر، والشمس تشرق وتغيب، والفصول تتعاقب كما كانت منذ الأزل.

ولكن، نحن البشر، نحن من يضع بصمته على هذا العالم، ونحن من نرسم ملامح “الدنيا” التي نتحدث عنها.

كانت الأخلاق في الماضي قيمة جوهرية في المجتمعات. الاحترام، الأمانة، الكرم، والترابط الأسري كانت هي القواعد التي تحكم علاقات الناس. أما اليوم، فقد نلاحظ تراجعًا في هذه القيم بسبب الانشغال بالمظاهر والاهتمام بالمصالح الفردية. لقد تغيرت الأولويات، وأصبحت المادة والمكانة الاجتماعية هي المحرك الرئيسي للعديد من التصرفات.

هذا التحول في الأخلاق ليس مسؤولية “الدنيا”، بل مسؤوليتنا نحن كبشر. القلوب التي كانت تفيض بالمحبة والصفاء أصبحت أكثر قسوة بفعل الأنانية والتنافس غير النزيه.

المبادئ التي كانت تُعتبر خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه أصبحت مرنة في عيون البعض، تُعدل وتُكيف حسب المصالح. في الماضي، كانت الكلمة وعدًا، والعهد التزامًا. أما الآن، فالكثيرون يتحدثون عن “الظروف” و”المتغيرات” كأعذار لتبرير أخطائهم وتجاوزاتهم.

لكن، رغم هذا التغير، لا تزال هناك قلوب طيبة وأرواح صادقة ترفض الانجراف مع التيار. هذه الفئة القليلة من الناس هي التي تجعلنا نؤمن بأن الأمل لا يزال موجودًا، وأن الدنيا لم تفقد جمالها، بل نحن بحاجة إلى إعادة النظر في تصرفاتنا.

العودة إلى القيم الأصيلة تبدأ من داخلنا. علينا أن نتحمل مسؤولية أنفسنا بدلاً من إلقاء اللوم على الدنيا أو الزمن. التغيير يبدأ من التربية، من غرس القيم في الأجيال القادمة، ومن تعليمهم أن الأخلاق هي أساس كل شيء.

كما أن دور الإعلام والتعليم والمجتمع مهم جدًا في إعادة إحياء المبادئ والقيم. يجب أن يكون هناك وعي بأن التغيرات التي نلاحظها ليست قدرًا محتومًا، بل نتيجة لما نصنعه نحن بأيدينا.
الدنيا لم تتغير. هي كما هي، بعيدة عن كل
اتهام. نحن من تغيرنا. نحن من نحتاج إلى وقفة صادقة مع أنفسنا لمراجعة أخلاقنا وسلوكياتنا. ربما حينها، حين تتبدل قلوبنا إلى الأفضل، سنرى أن “الدنيا” أجمل بكثير مما نعتقد.

حين تتبدل قلوبنا إلى الأفضل، سنرى أن “الدنيا” أجمل بكثير مما نعتقد، لأن الجمال الحقيقي لا يكمن في الأشياء المحيطة بنا، بل في الطريقة التي ننظر بها إلى الحياة وفي القيم التي نحملها ونعكسها في تعاملاتنا. إذا أردنا تغيير الواقع، فعلينا أن نبدأ بإصلاح دواخلنا؛ بالعودة إلى الصدق، بالتسامح مع الآخرين، بإحياء روح التعاون والتعاطف التي كانت يومًا أساس مجتمعاتنا.

التغيير يبدأ بخطوة صغيرة، لكنها قادرة على صنع فرق كبير. فلنجعل من أنفسنا نموذجًا للخير، ولننظر إلى العالم من منظور إيجابي يحمل في طياته الإيمان بأن الخير لا يزال موجودًا، وأن الإصلاح ممكن. فالزمن لا يغير الإنسان، بل الإنسان هو الذي يملك القوة لتغيير نفسه والعالم من حوله.

اخيرا .. ، تذكروا دائمًا أن الدنيا ستبقى كما هي، محايدة وصامتة. لكننا نحن من نحدد ملامحها، بأفعالنا، بأخلاقنا، وبما نزرعه من قيم. فلنكن نحن التغيير الذي نتمنى رؤيته في هذا العالم.

user

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات نحن من

إقرأ أيضاً:

ريال مدريد يسابق الزمن لحسم مصير نيكو باز

يواصل نادي ريال مدريد تحركاته المكثفة في سوق الانتقالات الصيفي بهدف تعزيز صفوف الفريق للموسم المقبل، ضمن ما يبدو أنه “ثورة مصغرة” في التشكيلة التي يقودها الرئيس فلورنتينو بيريز. ومن بين الأسماء التي عادت لتتردد بقوة داخل أروقة “البرنابيو”، يبرز اسم النجم الشاب نيكو باز، الذي قد يعود إلى الفريق هذا الصيف.

ويمتلك ريال مدريد بند إعادة شراء في عقد نيكو باز يمنحه الحق في استعادته من نادي كومو الإيطالي مقابل 9 ملايين يورو، لكن هذه الإمكانية متاحة فقط حتى 30 يونيو الجاري، أي خلال 7 أيام فقط من الآن.

وقال اللاعب في تصريحات سابقة، معلقًا على مستقبله:"أنا هادئ، أركز على المنتخب والعطلة الصيفية، وبعدها سنرى ما سيحدث".

قرار قبل 30 يونيو أو الانتظار حتى 2026

حسب بنود العقد الموقّع مع كومو، يتعين على ريال مدريد إبلاغ النادي الإيطالي قبل نهاية الشهر الجاري إذا كان سيُفعل بند إعادة الشراء. في حال تجاوز هذا التاريخ، لن يكون بمقدور النادي الملكي استعادة نيكو باز حتى عام 2026، حين ترتفع قيمة البند إلى 10 ملايين يورو.

ووفقًا لتقارير إيطالية، على رأسها ما نشرته “سبورت ميدياسيت”، فإن نادي إنتر ميلان يراقب الموقف عن كثب، بل وبدأ بالفعل خطوات فعلية نحو التعاقد مع اللاعب ضمن مشروعه الرياضي الجديد، بقيادة الرئيس جوزيبي ماروتا. ومع ذلك، لا يستطيع الإنتر اتخاذ أي خطوة رسمية قبل انتهاء مهلة ريال مدريد.

اهتمام كبير بموهبة لامعة

منذ انضمامه إلى كومو، ترك نيكو باز انطباعًا قويًا، وأثبت أنه يملك موهبة استثنائية جعلته محط اهتمام عدد من الأندية الأوروبية الكبرى، إلى جانب إنتر ميلان. ويعرف ريال مدريد تمامًا حجم الاهتمام باللاعب، مما يجعل قرار استعادته محوريًا لمستقبل اللاعب والنادي على حد سواء.

مع اقتراب موعد الحسم، ستكون الأيام المقبلة حاسمة في مستقبل نيكو باز، إما بعودته إلى البرنابيو هذا الصيف، أو فتح الباب أمام رحيله إلى نادٍ آخر، أبرزهم إنتر، الذي يترقّب بصبر قرار ريال مدريد.
 

مقالات مشابهة

  • تجاعيدُ النصِّ المسرحيّ
  • وزير الدفاع الأمريكي: ضرباتنا التي استهدفت المواقع النووية بإيران كانت مثالية
  • الزعاق للطلاب: استمتعوا بالأشياء التي تمتلكونها ولو كانت بسيطة..فيديو
  • ماسكيرانو: أثبتنا أنفسنا وتأهلنا عن جدارة لمواجهة باريس سان جيرمان
  • العرابي: إيران اكتسبت قوة ليست فى نفس الوضع التي كانت إسرائيل تستهين به من قبل العمليات العسكرية
  • هل يمضي الزمن في خط مستقيم أم دائرة مغلقة؟
  • ريال مدريد يسابق الزمن لحسم مصير نيكو باز
  • الخشمان في قراءة سياسية عميقة: في لحظة إعادة ترتيب العالم… هل نعيد ترتيب أنفسنا؟
  • في لحظة إعادة ترتيب العالم… هل نعيد ترتيب أنفسنا؟
  • دعاء واحد يجمع لك خيري الدنيا والآخرة في العام الهجري الجديد 1447