شبكة انباء العراق:
2025-06-15@10:01:48 GMT

“الدنيا كما هي.. لكننا تغيّرنا”

تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT

بقلم : وسن زيدان ..

كثيرًا ما نسمع عبارات مثل: “الدنيا تغيرت”، “الزمن لم يعد كما كان”، وكأننا نحمل الزمن والدنيا مسؤولية كل ما نراه من تغيرات في القيم والأخلاق. ولكن، هل فعلاً تغيرت الدنيا؟ أم أن القلوب والنفوس هي التي تبدلت؟

الحقيقة التي قد يغفل عنها البعض هي أن الزمن في ذاته لا يتغير. الأيام تمر، والشمس تشرق وتغيب، والفصول تتعاقب كما كانت منذ الأزل.

ولكن، نحن البشر، نحن من يضع بصمته على هذا العالم، ونحن من نرسم ملامح “الدنيا” التي نتحدث عنها.

كانت الأخلاق في الماضي قيمة جوهرية في المجتمعات. الاحترام، الأمانة، الكرم، والترابط الأسري كانت هي القواعد التي تحكم علاقات الناس. أما اليوم، فقد نلاحظ تراجعًا في هذه القيم بسبب الانشغال بالمظاهر والاهتمام بالمصالح الفردية. لقد تغيرت الأولويات، وأصبحت المادة والمكانة الاجتماعية هي المحرك الرئيسي للعديد من التصرفات.

هذا التحول في الأخلاق ليس مسؤولية “الدنيا”، بل مسؤوليتنا نحن كبشر. القلوب التي كانت تفيض بالمحبة والصفاء أصبحت أكثر قسوة بفعل الأنانية والتنافس غير النزيه.

المبادئ التي كانت تُعتبر خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه أصبحت مرنة في عيون البعض، تُعدل وتُكيف حسب المصالح. في الماضي، كانت الكلمة وعدًا، والعهد التزامًا. أما الآن، فالكثيرون يتحدثون عن “الظروف” و”المتغيرات” كأعذار لتبرير أخطائهم وتجاوزاتهم.

لكن، رغم هذا التغير، لا تزال هناك قلوب طيبة وأرواح صادقة ترفض الانجراف مع التيار. هذه الفئة القليلة من الناس هي التي تجعلنا نؤمن بأن الأمل لا يزال موجودًا، وأن الدنيا لم تفقد جمالها، بل نحن بحاجة إلى إعادة النظر في تصرفاتنا.

العودة إلى القيم الأصيلة تبدأ من داخلنا. علينا أن نتحمل مسؤولية أنفسنا بدلاً من إلقاء اللوم على الدنيا أو الزمن. التغيير يبدأ من التربية، من غرس القيم في الأجيال القادمة، ومن تعليمهم أن الأخلاق هي أساس كل شيء.

كما أن دور الإعلام والتعليم والمجتمع مهم جدًا في إعادة إحياء المبادئ والقيم. يجب أن يكون هناك وعي بأن التغيرات التي نلاحظها ليست قدرًا محتومًا، بل نتيجة لما نصنعه نحن بأيدينا.
الدنيا لم تتغير. هي كما هي، بعيدة عن كل
اتهام. نحن من تغيرنا. نحن من نحتاج إلى وقفة صادقة مع أنفسنا لمراجعة أخلاقنا وسلوكياتنا. ربما حينها، حين تتبدل قلوبنا إلى الأفضل، سنرى أن “الدنيا” أجمل بكثير مما نعتقد.

حين تتبدل قلوبنا إلى الأفضل، سنرى أن “الدنيا” أجمل بكثير مما نعتقد، لأن الجمال الحقيقي لا يكمن في الأشياء المحيطة بنا، بل في الطريقة التي ننظر بها إلى الحياة وفي القيم التي نحملها ونعكسها في تعاملاتنا. إذا أردنا تغيير الواقع، فعلينا أن نبدأ بإصلاح دواخلنا؛ بالعودة إلى الصدق، بالتسامح مع الآخرين، بإحياء روح التعاون والتعاطف التي كانت يومًا أساس مجتمعاتنا.

التغيير يبدأ بخطوة صغيرة، لكنها قادرة على صنع فرق كبير. فلنجعل من أنفسنا نموذجًا للخير، ولننظر إلى العالم من منظور إيجابي يحمل في طياته الإيمان بأن الخير لا يزال موجودًا، وأن الإصلاح ممكن. فالزمن لا يغير الإنسان، بل الإنسان هو الذي يملك القوة لتغيير نفسه والعالم من حوله.

اخيرا .. ، تذكروا دائمًا أن الدنيا ستبقى كما هي، محايدة وصامتة. لكننا نحن من نحدد ملامحها، بأفعالنا، بأخلاقنا، وبما نزرعه من قيم. فلنكن نحن التغيير الذي نتمنى رؤيته في هذا العالم.

user

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات نحن من

إقرأ أيضاً:

لتجنب تخفيف الأحمال.. الكهرباء تسارع الزمن لتشغيل خط الربط مع السعودية

تبذل وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة جهودا كبيرة هذه الأيام لتجنب اللجوء لتخفيف الأحمال خاصة بعد الأجواء المتوترة في المنطقة والحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل ممها يؤثر على تصدير الغاز لمصر والذي بدوره يؤثر على عمل محطات توليد الكهرباء. 

ومن أهم الخطط الاستراتيجية التي تم الاعداد لها منذ سنوات مشروع الربط الكهربائى بين مصر والسعودية والذي من المقرر أن يدخل العمل خلال فصل الصيف الحالى 

وكشف مصدر مسئول بالشركة المصرية لنقل الكهرباء أن العمل في المشروع يتم على قدم وساق للانتهاء من التنفيذ خلال عدة أسابيع، لافتا إلى أن الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، كلف المهندسة صباح مشالى نائب الوزير بعمل زيارة كل أسبوعين للمشروع للأطمئنان على انتظام العمل وتذليل كافة العقبات. 

واوضح المصدر أن  المهندسة صباح مشالى نائب وزير الكهرباء والطاقة المتجددة قامت  اليوم بزيارة محطة محولات بدر جهد 500 ك.ف للاطلاع على آخر تطورات تنفيذ مشروع الربط الكهربائى بين مصر والسعودية، وتسريع دخول المشروع على الشبكة للمساعدة فى تأمين التغذية خلال فصل الصيف الحالى. 

نائب الوزير تتابع تسريع العمل بمشروع الربط الكهربائي المصرى السعودى 

رافق نائب الوزير خلال الزيارة المهندسة منى رزق رئيس الشركة المصرية لنقل الكهرباء والمهندس محمد رياض العضو المتفرغ للمنطقة الشمالية والمهندس ايهاب عطية رئيس منطقة كهرباء القاهرة وعدد من قيادات المنطقة.

 ومشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية ، سيلعب دورا مهما فى تأمين الشبكة الكهربائية خلال شهر الصيف وتنفيذ خطة الدولة المصرية فى عدم اللجوء لتخفيف الاحمال نتيجة نقص إمدادات الوقود اللازمة لتشغيل محطات إنتاج الكهرباء، كما صرح رئيس الوزراء ووزير الكهرباء. 

نسبة تنفيذ مشروع الربط الكهربائى مع السعودية 90٪

وكشف المصدر  أنه تم الانتهاء من الأعمال الخاصة بمشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية بنسبة تجاوزت الـ 90% .

وأوضح المصدر أن الجدول الزمني لمشروع الربط بين مصر والسعودية لتبادل 3 آلاف ميجا وات يتضمن تشغيل المرحلة الأولى صيف  2025 بقدرة 1500 ميجا وات، وتشغيل المرحلة الثانية بقدرة 1500 ميجا وات نهاية العام الجاري.

ويعد مشروع الربط الكهربائى بين مصر والسعودية  من أكبر وأهم المشروعات بالمنطقة،  فهذا المشروع يربط بين أكبر شبكتين كهربائيتين في المنطقة ونواة لسوق عربية مشتركة فى مجال الكهرباء والطاقة،حيث تخطط مصر لتصدير الطاقة للخارج من خلال التوسع فى مشروعات الربط الكهربائى للاستفادة من القدرات الهائلة من الطاقة المتجددة التى تتمتع بها مصر.

كما يهدف المشروع  إلى استغلال الاختلاف فى وقت  ذروة الاحمال بين شبكتي البلدين بما يساهم في تعظيم الاستفادة من قدرات التوليد فى مصر والسعودية، وخفض معدلات استهلاك الوقود والتشغيل الاقتصادى للشبكة. 

جدير بالذكر أن المشروع يتكون من 3 محطات محولات ضخمة ذات جهد عالٍ يعمل على تنفيذه تحالف من 3 شركات عالمية. 

المحطة الأولى في شرق المدينة بالسعودية والثانية في تبوك، والثالثة في مدينة بدر شرق القاهرة ويربط بينهما خطوط هوائية يصل طولها لنحو 1350 كيلومتراً وكابلات  بحرية. 

وتستهدف خطة وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة لتأمين صيف 2025، إضافة 4 آلاف ميجا وات إضافية بتكلفة استثمارية سواء محليه أو أجنبية تصل إلى 4 مليارات دولار، لذلك تم وضع خطة واضحة للاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة فى هذا الشأن. 

وتضمنت الخطة إضافة قدرات تصل إلى 2000 ميجا وات وتشمل إضافة 500 ميجاوات طاقة شمسية من مشروع أبيدوس طاقة شمسية التى تم ربطها على الشبكة القومية للكهرباء منذ  شهرين، علاوة على إضافة 1500 ميجاوات (طاقة شمسية + طاقة رياح)، وربطها بالشبكة القومية للكهرباء بعد الانتهاء من (مشروع الطاقة الشمسية الإضافى بقدرة 1000 ميجاوات + مشروع أمونت طاقة رياح الجارى تنفيذه بقدرة 500 ميجاوات)، الإضافة إلى نظام التخزين بالبطاريات لاول مرة فى مصر.

كما تستهدف الخطة إنشاء محطات لإنتاج الكهرباء من الشمس والرياح بقدرة 650 ميجا وات.

كما تساهم الخطة العاجلة التى وضعتها الدولة ممثلة فى وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة لإضافة 4 آلاف ميجاوات للشبكة الكهربائية من الطاقة المتجددة في صيف 2025 فى توفير 500 مليون و800 ألف جنيه يوميا تكلفة الوقود المستخدم لإنتاج نفس الكمية من الكهرباء.

طباعة شارك الكهرباء تخفيف الأحمال الربط الكهربائى بين مصر والسعودية

مقالات مشابهة

  • إدارة سجون الاحتلال تلغي جميع زيارات الأسرى التي كانت مقررة اليوم
  • الرئيس الإيراني: لو لم نتمكن من الدفاع عن أنفسنا لشهدنا اعتداءات إسرائيل يوميا
  • السجن موضوعًا ثقافيًا
  • أطراف الزمن
  • الزمن
  • «أحلى عروسة في الدنيا».. بوسي تهنئ منة عدلي القيعي بزفافها
  • لتجنب تخفيف الأحمال.. الكهرباء تسارع الزمن لتشغيل خط الربط مع السعودية
  • وزير الدفاع الإسرائيلي: تعاملنا مع وكلاء إيران على مدار عام ونصف لكننا الآن نتعامل مع رأس الأفعى
  • نتنياهو: ضربنا رأس برنامج التسلح النووي الإيراني.. وندافع عن أنفسنا وجيراننا العرب
  • دعاء مستجاب بخيرات الدنيا والآخرة.. اغتنمه وردده الآن