استشهادُ القادةِ يُعَزِّزُ عَزِيمَةَ المُقَاوَمَةِ الفِلَسْطِينِيَّةِ
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
بقلم براق المنبهي*
في قلب كل مُسلمٍ وكل مؤمنٍ، تتوارد المشاعر بين الخُسران والفخر بالشهداء الذين وقَفوا صُمودًا لا يُضاهى أمام الظلم والعدوان. اليوم، نُقدِّم تعازينا ومُواساتنا للإخوة المجاهدين في حركة حماس والقسام، ولأمّة فلسطين كلها، على استشهاد القادة الأبطال من كتائب عز الدين القسَّام، وعلى رأسهم الشهيد المجاهد مُحمد الضيف، رحمه الله.
مُحمد الضيف، الذي نال لقب “الرجل ذي التسع أرواحٍ” بسبب نجاته من تسع محاولات اغتيال، كان دائمًا رمزًا للعزم والتصميم. استشهاده جاء في ظروفٍ مليئة بالتحديات، حيث كان يقود كتائب القسَّام بشجاعةٍ، مُواجهًا نار العدو بنار المقاومة. ليس هو وحده، بل كلُّ من رفاقه الذين استُشهدوا معه، قدَّموا دروسًا عُظمى في الفِداء والتضحية.
الكثير مِن الحبر تم صرفه في تشويه صورة قادة حماس، حيث يزعم العدو والمنافقون أن هؤلاء يعيشون في الرفاهية ويستخدمون المواطنين كدرعٍ بشرية. لكن استشهاد القائد مُحمد الضيف وزملائه يكشف عن الحقيقة: هؤلاء القادة هم في الواقع في قلب المعركة، يتحمَّلون أخطر المهام، ويشاركون في العمليات العسكرية المباشرة. هذا الاستشهاد يدحض الكذب من قبل، كما فعل يحيى السنوار وزملاؤه عندما ظهروا في مواجهة النار.
الدرس المستفاد من استشهاد هؤلاء القادة هو أن الجهاد والنضال الشريف لا ينتهي بإنهاء حياة قائد، بل يتجدَّد ويستمر من خلال أجيال جديدة. هذه القيادة تأتي بالإلهام والحماس لمزيد من المقاومين ليقفوا في الصف الأول. هي تثبت أن الشهادة ليست نهاية، بل بداية لمزيد من العزيمة والتحدي.
نقول من اليمن للعائلات المضحية للشهداء، وللإخوة المجاهدين في كتائب القسام، ولأمة فلسطين كلها: نعزيكم ونواسيكم في هذا الإستشهاد العظيم. نسأل الله أن يتقبَّل شهداء فلسطين في فسيح جناته، وأن يمنح الصبر والسلوى لعائلاتهم وأحبائهم. ندعو أن ينصر الله أحراركم وكل من يُقاتل من أجل حق فلسطين، وأن يُحرِّر الأرض من الاحتلال.
في هذه الأوقات، يجب أن نتذكَّر أن كل استشهاد هو ضربة للعدو وإيقاظ للأمة، يُثبت أن النضال لن يكون قد انتهى طالما هناك من يؤمن بهذه القضية الحية.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
الأطراف الصناعية
فيديوهات لشباب في مقتبل العمر مبثوثة من مناطق سيطرة الدعم الصريع بدارفور لفاقدي الأطراف بسبب الحرب. منهم مَنْ أبدى أسفه نادمًا على ما أقدم عليه باتباع آل دقسو. ومنهم مَنْ يناشد في قيادته أن توفي بعهدها بعلاجه خارج السودان. وثالث مَنْ يتوعد في آل دقسو على تنكرهم له. على كلٍ بدأت تظهر نتائج الحرب في وسط المكون العربي الدارفوري، وسوف تكتمل صورة المشهد بسحابة الظواهر السالبة المجتمعية التي حتمًا سوف تغطي تلك الرقعة الجغرافية. وسبق وأن ناشدنا كغيرنا عقلاء عرب دارفور بأن فاتورة التمرد غالية الثمن، ولكن منهوبات دار صباح أعمت بصيرة أم قرون التي كانت تزغرد مع وصول كل فوج من السيارات المنهوبة، والحكامة تزيد في ضراوة المعركة، والإدارة الأهلية متجولة بين الفرقان والبوادي للحشد القبلي. والحالمون من المثقفين في الميديا دفاعًا عن باطل حميدتي. وخلاصة الأمر في تقديرنا ظهور هذه الفيديوهات خطة مدروسة بعناية يقف من خلفها على استحياء أمثال العنصري الوليد مادبو والحاقد الفاضل الجبوري، والقصد منها تهيئة الواقع للمطالبة جهرًا من الدولة التي تمردوا عليها بأن تتبنى حلًا لقضيتهم بعد أن خذلهم حميدتي في رابعة النهار. ولكن ليعلم هؤلاء بأن أهالي شهداء ود النورة والهلالية والصالحة والأبيض وبارا والنهود…. إلخ، لا يمكنهم دفع فاتورة فقدان فلذات كبدهم، وفي نفس الوقت دفع فاتورة علاج الجزار؛ بل الأمر أكبر من ذلك فهم غير مستعدين لرؤية هؤلاء المعاقين في مناطقهم لتلقي العلاج.
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الجمعة ٢٠٢٥/٦/٢٠