أكد الدكتور محمود الأبيدي، من علماء وزارة الأوقاف، أن شهر رمضان يعد موسمًا جامعًا للناس على مختلف المستويات، إذ يجتمع المسلمون في المساجد للصلاة والتراويح، وفي البيوت للعبادة والتراحم، وعلى القنوات الفضائية التي تساهم في تعزيز الروحانيات.

رمضان.. شهر الصحبة الصالحة

وأضاف الأبيدي خلال حلقة برنامج «مع الناس»، المذاع على قناة الناس، أن كلمة «رمضان» تحمل معاني الوحدة والصحبة الصالحة، إذ يسعى المسلمون في هذا الشهر إلى الالتقاء بمن يحفزهم على التقوى والعبادة.

وأشار إلى قصة مريدٍ كان يشكو من ضعف تقواه، فأجابه شيخه قائلاً: «يا بني، إذا كنت على التقوى لا تقوى، فصاحب من يقوى»، مؤكدًا أن الصحبة الصالحة لها دور كبير في رفع الهمم، خاصة في رمضان، حيث يتلاقى الناس في المساجد، يتلون القرآن، ويجتمعون في مجالس العلم والذكر.

ترشيد الوقت في رمضان

وشدد الدكتور الأبيدي على أهمية استغلال الوقت، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه».

وأوضح أن الشباب ليس مجرد سن، بل هو طاقة وحيوية في القلب، مما يدفع صاحبه إلى قيام الليل، وصلاة الفجر، والاجتهاد في العشر الأواخر من رمضان، مؤكدًا أن زيادة الهمة في رمضان تعني مزيدًا من القرب من الله، وتحقيق الأهداف الروحية والجسدية في هذا الشهر المبارك.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: رمضان الصحبة الصالحة التقوى العبادة استغلال الوقت

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: النبي عظَّم أمرَ الصلح بين الناس تنفيذًا لأوامر الله

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن سيدنا رسول الله ﷺ كان يُكثر الموعظة والوصية، رجاءَ أن ترقَّ القلوب، وتستقيم الأعمال، ويستجيب الناس لرب العالمين، ومما تركه لنا من الوصايا العظيمة: وصيةُ إصلاح ذات البين.

وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن النبي ﷺ عظَّم أمرَ الصلح بين الناس، وإزالةِ الخلاف والنزاع، تنفيذًا لأمر الله تعالى: {إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}.

وتابع: فالوفاقُ والصلحُ رحمةٌ في الدنيا، ورحمةٌ في الآخرة، أمّا الفسادُ بين الناس والإفسادُ بينهم، فهو أعظم من كبائرَ كثيرةٍ نهى عنها رسول الله ﷺ.

دعاء الرزق بالولد .. كلمات مُجربة للمحرومين من نعمة الإنجابأيهما أنفع للمتوفى قراءة القرآن أم الدعاء أم الصدقة؟

وطلب الودّ والصفاء بين الناس هو الذي يجعلك في نظر الله، وفي رحمته، وفي رضاه؛ فيستجيب الله دعاءك، ويؤيدك، وينصرك، ويشرح صدرك، ويُذهب همّك، ويغفر ذنبك، ويستر عيبك.

أما إن رضيتَ بالفساد، خرجت من نظر الله، وعُلِّقت حتى تعود، وتتوب، وتصلح ما بينك وبين أخيك.

وهذه وصية رسول الله ﷺ لنا، فمن أطاع فقد أطاع لنفسه، ومن أبى فإنما أبى عليها، لا يضرّ الله شيئًا، فالله غني عنك، وعن الناس أجمعين، وهو ربّ العالمين.

وقد نهانا النبي ﷺ عن الهجر، فقال: «لا يهجر أحدكم أخاه فوق ثلاث ليالي فيلتقيان فيُعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام». وفي حديثٍ آخر: «فمن بدأ بالسلام فقد خرج عن العهدة فلو استجاب له أخوه فمعه، وإذا لم يستجب له أخوه فليس بهاجر». يعني الذي بدأ بالسلام فلم يستجب له أخوه ليس بهاجر، وأصبح الهجر منحصرًا في ذلك الذي أبى.

وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي ﷺ قال: «تُفتَّح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس فيُغفر لكل من لم يشرك بالله شيئا، إلا رجلٌ بينه وبين أخيه شحناء» فيُقال: أنظروا هذينِ حتَّى يصطلحا، أنظِروا هذينِ حتَّى يصطلِحا ،أنظِروا هذينِ حتَّى يصطلِحا ».

وهذا التكرار في الحديث يدل على التأكيد، والإنظارُ هو التعليق والتأجيل، فلا يُرفع لهما عمل، ولا يُحكم لهما بالجنة حتى يُصلِحا ما بينهما.

وروى الطبراني والبزار عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ قال: «أفضل الصدقة إصلاح ذات البين». فتأمل: إصلاحك بين اثنين يُعدّ عند الله أفضل من الصدقات.

وروى أبو الشيخ الأصبهاني عن أنسٍ رضي الله تعالى عنه أن النبي ﷺ قال: «من أصلح بين اثنين أصلح الله شأنه». فيا لها من بشرى! ويا له من فضل! من أراد أن يُصلح الله شأنه، فليبدأ بإصلاح ذات البين.

ثم قال ﷺ: «وأعطاه الله بكل كلمةٍ قالها في الإصلاح، عِتقَ رقبة». وإن كان الرِّق قد زال، فإن أجر العتق باقٍ.

ثم قال ﷺ: «ورجع وقد غُفر له ما تقدم من ذنبه».

أيها العاصي، أيها المبتلى، الذي لا يقوى على الإقلاع عن معصيته، ولا يعرف من أين يبدأ: أصلِح بين الناس، وابدأ صفحةً جديدةً مع الله.

إذا أردت أن يُصلح الله شأنك، ويشرح صدرك، ويغفر ذنبك، فابدأ بما بسط لك النبي ﷺ طريقه، وسنَّ لك سنته، وهو: إصلاح ذات البين.

جدّد عهدك مع الله، وكن مع الصادقين، وستجد نفسك قد تغيّرت، ونفسك التي كانت تعاكسك، قد صارت تؤازرك، فذلك فضل الله.. وتلك وصية نبيّه ﷺ.

طباعة شارك الصلح بين الناس الموعظة الحسنة إصلاح ذات البين

مقالات مشابهة

  • عالم بالأوقاف: الهجرة النبوية درس عملي في التخطيط والأخذ بالأسباب
  • عالم أزهري: الهجرة النبوية لم تكن هروبًا بل تكليف إلهي ومنهج رباني
  • موضوع خطبة الجمعة لـ وزارة الأوقاف.. «لله درُّكَ يا ابن عباس»
  • الأوقاف تعلن موضوع خطبة الجمعة غدًا... تعرف عليها
  • خالد الصاوي يودّع صديق العمر سامح عبد العزيز: "العشرة والنجاح لا تُنسى"
  • «لله درك يا ابن عباس».. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة 11 يوليو 2025
  • عبد الله عمرو مصطفى يقتحم عالم الغناء
  • عبد الله عمرو مصطفى يقتحم عالم الغناء الفترة المقبلة
  • بالفيديو: توفير في الوقت والكلفة... لبنان يخطو نحو عصر جديد في المعاملات التجارية
  • علي جمعة: النبي عظَّم أمرَ الصلح بين الناس تنفيذًا لأوامر الله