غرفة القاهرة توافق على تنظيم معارض "أهلًا رمضان" وتخصيص 3 ملايين جنيه لدعم غزة
تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT
عقد مجلس إدارة غرفة القاهرة التجارية برئاسة أيمن العشري اجتماعًا طارئًا أمس الإثنين لمناقشة بعض الموضوعات الهامة ، من بينها ترتيبات تنظيم معارض أهلًا رمضان استعدادًا لاستقبال شهر رمضان المبارك، ومناقشة اعتماد مبلغ مالي لمساعدة أهالي غزة طبقًا لتوجهات القيادة السياسية المصرية ، على رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي.
حيث وافق مجلس إدارة غرفة القاهرة بالإجماع على إقامة عدد من معارض "أهلًا رمضان" بمناطق محافظة القاهرة المختلفة لدعم المواطنين بسلع ذات أسعار مخفّضة.
كما وافق مجلس إدارة الغرفة بالإجماع أيضًا على اعتماد 3 مليون جنيه لدعم أهالي غزة ضمن توجهات الدولة المصرية بتواصل تدفق قوافل المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح لدعم أهالي غزة ؛ إيمانًا بتحمل المسئولية الانسانية في الظروف التي يمر بها الشعب الفلسطيني.
وجاءت آراء أعضاء مجلس إدارة الغرفة لتصب في أهمية هذه المعارض والالتفاف حولها بما يلبي متطلبات المواطنين من السلع الأساسية وبأسعار مخفضة عن مثيلاتها بالسوق الحر.
ويُراعي مجلس إدارة الغرفة التوزيع الجغرافي لتنظيم هذه المعارض ، مع تجهيزها مجانًا للعارضين ، وبالتالي يقدمون خصومات مناسبة على أسعار السلع .
وقرّر مجلس إدارة الغرفة استمرار المتابعة اليومية حتى إقامة هذه المعارض ، ثُمَّ المتابعة أثناء فترة إقامتها بما يحقق احتياجات المواطنين من السلع الأساسية والموسمية.
ويأتي اجتماع مجلس إدارة الغرفة ضمن الجهود المجتمعية التي اعتادت عليها الغرفة بتنظيم معارض أهلًا رمضان ، سواء المعرض الرئيسي الذي يُقام بقاعة جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة بمدينة نصر أو الشوادر التي تنظمها الغرفة في عدد من الأحياء ، خاصة الشعبية.
وشدّد مجلس إدارة الغرفة على أهمية هذه المعارض ودورها في مساندة المواطنين وتخفيف العبء عنهم في ظل دخول شهر رمضان المبارك بتوفير السلع ، خاصة الاستراتيجية التي تلبي احتياجات المواطنين خلال شهر رمضان المبارك من خلال التنسيق مع المصانع الغذائية وكبار التجار لتوفير السلع بأسعار الجملة ، وتوفير مساحات عرض مجانية للتجار لتقليل التكاليف.
وقال أيمن العشري إن هذه الجهود تأتي في إطار المبادرات الرئاسية لدعم الفئات الأكثر احتياجًا وتوفير السلع بأسعار مخفضة ، مع التأكيد على أن المخزون الاستراتيجي من السلع الأساسية في حالة آمنة ويكفي لتلبية الاحتياجات.
وتابع "العشري" : هذه المعارض تهدف إلى دعم أهالينا من خلال تقديم أسعار مخفضة بتقليل حلقات التداول وزيادة المعروض ؛ مما يساهم في تحقيق توازن سعري في الأسواق ، مشيرًا إلى أن معارض "أهلاً رمضان" ساهمت في السنوات الماضية في ضبط الأسواق بشكل ملحوظ.
ولفت رئيس غرفة القاهرة التجارية إلى أن معارض "أهلاً رمضان" تهدف إلى توفير السلع الأساسية للمواطنين بأسعار مخفضة تتراوح ما بين 20 إلى 30%، وذلك بالتعاون مع وزارة التموين والتجارة الداخلية ومحافظة القاهرة ، وتشمل معارض أهلًا رمضان كافة السلع الأساسية منها الأرز، والزيوت، والمكرونة، والسكر، ومنتجات الألبان، بالإضافة إلى اللحوم الحمراء والدواجن وغيرها من السلع الرمضانية.
ووجّه "العشرى" الشكر لأعضاء مجلس إدارته على تحمسهم لتعظيم دور مساندة المواطنين مع دخول الشهر الكريم ، كما وجّه الشكر لكل منتسبى غرفة القاهرة الذين يساندون من أجل تعظيم هذا الدور والمساهمة في ضبط السوق واستقراره بشكل مستمر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: غرفة القاهرة رمضان أهل ا رمضان معارض أهل ا رمضان غزة أهالي غزة عبد الفتاح السيسي مجلس إدارة الغرفة السلع الأساسیة غرفة القاهرة أسعار مخفضة هذه المعارض أهل ا رمضان معارض أهل من السلع رمضان ا
إقرأ أيضاً:
غرفة مشتركة
سعيد الحاتمي -
وصلت متأخرا..
كان أغلب المتسلقين قد توزعوا على فنادق المدينة الصغيرة.
حجزت غرفة مشتركة في أحد النزل. وجود السباق الجبلي أوجد ضغطا على أماكن السكن القليلة المتوفرة. لذلك دون تردد قبلت بهذا السرير الشاغر في غرفة ضيقة. حين وصلت كانت السماء تنفض على الجبل بقايا غيمة عابرة. أشار السائق إلى مبنى صغير تطل إضاءته الخافتة من بين الأشجار اللامعة. «هذا هو نزل سيدة الجبل». أخرجت حقيبتي وودعته على وعد بأن يأتي ليحملني فجر يوم السباق. كانت بعض التعديلات يتم إضافتها على الواجهة، والممرات في الحديقة الصغيرة في المدخل.
كرهت أن أقطع على موظف الاستقبال حالة اندماجه الشديد مع ما يشاهده في هاتفه. لكنني منهك بسبب سفري الطويل وكان لا بد لي أن أدخل لأنام. وضعت حقيبتي ووقفت أمام المنضدة في زاوية البهو الصغير.
- مساء الخير. لدي حجز مسبق لديكم.
- أووه. وصلت أخيرا. حمارك بطيء جدا يا صديقي. أنت آخر الواصلين، كنا على وشك أن نلغي إقامتك. ليس هناك مفتاح للغرف. ادخل بهدوء. شريكك وصل قبل الغروب بقليل. قد يكون الآن يتقلب في أحلامه، حاول ألا توقظه. ليلة سعيدة.
أخبرني برقم الغرفة ثم عاد ليتابع ما كان يشاهده قبل أن أصل. ولأن جميع النزلاء قد خلدوا للنوم، فقد كانت إضاءة السلم المتصل مباشرة بمكان الاستقبال خافتة جدا، ومقطوعة جاز ليلية تتهاطل من مكان ما. صعدت بحذر يقودني الدرابزين الخشبي إلى الطابق الأعلى. الغرفة تقع في عند نهاية الدرج مباشرة. لم يكن الباب مغلقا ولم يكن مفتوحا. دخلت بهدوء. كما طلب مني موظف الاستقبال. كدت أن أتعثر على المدخل بحذاء عدو جبلي وضعه خلف الباب مباشرة. استعنت لأصل إلى السرير بالإضاءة الخفيفة التي يسربها باب الحمام الصغير الملحق بالغرفة. ترك قطع ملابسه موزعة على المساحة الصغيرة بين السريرين. هناك منضدة صغيرة وضع عليها حقيبة ظهر صغيرة. أزحت عصا التسلق التي تركها على سريري. خلعت حذائي ثم تمددت على الفراش. شعرت برغبة في الاستحمام، لكنني تجنبت الفكرة خشية أن أزعج هذا الجسد الضئيل الذي بعثر أشياءه في كل الغرفة ونام بعمق على مقربة مني.
كان صوت قطرات المطر المتقطعة وهي ترتطم بزجاج النافذة يصل بسهولة إلى الداخل. لذلك واجهت صعوبة مبدئية في في النوم، إذا ما أضفت عليه معاناتي المستمرة في التأقلم على المبيت في الأماكن الجديدة.
- «هل وصلت عائشة إلى أسرتها؟»
- «لا أرجوك. ليس الآن.. يجب أن أنام، يومين فقط عن السباق». أقول لذاكرتي. لكن الأوان قد فات.
التقينا هذا الصباح بعد حاجز التفتيش الأخير في المطار. كانت عائدة إلى بلادها بعد خمس سنوات متواصلة في الغربة. فتاة في منتصف عقدها العشريني، تآكلت ملامحها من العمل المنزلي. مدت لي ببطاقة الصعود وهي تحاول أن تعيد وضع حقيبة ظهرها القماشية على كتفها.
-«سيدي. أين تقع البوابة ( B3)».
- نحن في نفس الطائرة على ما يبدو، بإمكانك أن تتبعيني.
لا يحتاج المرء إلى المزيد من الجهد ليواجه ذلك التوهان العميق الذي كانت تعيشه تلك اللحظة، جلسنا متجاورين على مقعد طويل أمام بوابة الصعود. فتحت حقيبتها وأخرجت قاموسًا للمصطلحات الطبية «هل أنت عاملة صحية؟» لا يا سيدي. كنت قبل هذا الصباح عاملة منزلية. ولكنني بعد أسبوع سأكون طالبة تمريض. خلال خمس سنوات عشتها هنا جمعت من المال ما أستطيع به أن أساعد أسرتي لدفع تكاليف دراسة التمريض. أبي يدبغ الجلود وأمي تصيد الأسماك النهرية في قريتنا البعيدة. لدي شقيق صغير اسمه حسن. وصل إلى الحياة بعد شهر من مغادرتي المنزل، بلغ الخامسة من العمر ولم نلتق حتى الآن، سأريك صورته. مدت يدها وأخرجت هاتفها.
حين فتحوا البوابة توادعنا كصديقين واختفت بين الجموع.
دوت زخة مطر ناعم على النافذة وارتج الإفريز قليلا. كانت الستارة القماشية مفتوحة ويمكن للإضاءة في الخارج أن تدخل وتتجول بخفوت على جدران الغرفة وبين السريرين. حين انقلبت لأراقب رأيته متقرفصا في فراشه وينتصب جزأه العلوي كتمثال. يبدوا كأنه قام مفزوعا من كابوس أو أنه يعاني من وجع ما يمنعه من النوم. لا يتحرك وينظر جهة الباب.
«مرحبا يا صديقي لقد وصلت متأخرًا وأتمنى ألا أكون قد أزعجتك» انتظرته أن يرد ولكنه لم يلتفت، الضوء يهبط على جسده فيستقر ظله على الجدار، تشي نحافته واستقامة جذعه الصلب بهيئة عداء يجوب قارات العالم خلف السباقات الجبلية. «هل تزعجك برودة الغرفة؟ يمكنك تعديل برودة جهاز التكييف، أنا أيضا لا أحب البرد». أيضا لم يرد.
شعرت وكأن صوتي لا يذهب بعيدا، يخرج من فمي ويذوب في الفراغ قبل أن يصل إلى أذنيه. أكرر مناداته. ولكن الصدى يعود منكسرا في كل مرة. هل هو نائم ويعيش الآن حلمًا؟. أعرف هذه الحالة جيدا. عشتها مرات كثيرة، ومنذ أن كنت صبيا. نمت في أحد المرات بعد الغروب مباشرة، وكان منزلنا يقع على حافة حقل قمح كبير لجدي. بعد أن تجمعوا للعشاء افتقدتني أمي وجاءت لتوقظني بطريقة غاضبة. قمت مفزوعًا من فراشي وخرجت من الغرفة. توقعتني ذهبت لأغسل وجهي من مغسلة على مدخل البيت جهة الداخل، بينما أنا مشيت نائما وخرجت. لم أستيقظ إلا في وسط حقل جدي، حين عدت إلى البيت وجدتهم يبحثون عني. قلت لهم أنني ذهبت لأطمئن أن كل شيء على ما يرام في حقل القمح.
«إن كنت تعاني من ألم ما، قد أستطيع مساعدتك، هناك عيادة في أول الشارع، لمحتها عند قدومي، يمكنني مرافقتك إن أردت» رفع رأسه ونظر إلى السقف ثم عاد ليتمدد على فراشه، دون أن ينتبه إلى وجود شخص آخر ينام في السرير الذي يحاذيه. حتى نومه كان مختلفا، لم يكن يشخر أبدا وبالتأكيد لن يمكنك سماع ذرات الهواء وهي تدخل وتغادر رئتيه.
حين كنت طالبًا في المرحلة الابتدائية أحضروا لنا طالبا جديدا بعد بداية العام الدراسي بشهر. جلس بجانبي، كان مهندما ونظيفا بشكل لا يشبه البقية أبدا. لكنه كان لا يتكلم إلا نادرا، ينصت، ويبتسم، لم يكن انطوائيا رغم قلة حديثه، بل مفعما، ومندمجا في كل شيء، ومع ذلك كان عدد الكلمات التي تغادر فمه في اليوم قليل جدا. بعد أسبوع من حضوره تغيب عن المدرسة بسبب مرض طارئ فاستغل معلم الصف الفرصة وأخبرنا بسر صمته الطويل. «أخوكم هو الابن الوحيد لأبوين أبكمين، ويقضي أغلب وقته في المنزل لا يتحدث مع أحد، لذلك لم يتعلم الكثير من الكلام» حين شاهد الصدمة في وجوهنا طلب منا أن نساعده جميعا، ليطلق سراح الكلمات التي تتخلق في دماغه.
نمت قبل الفجر بقليل. لم تكن غفوة مريحة على كل حال. فالسرير كان ضيقا جدا وبالكاد يسمح لك بالتقلب، صحوت على شعاع النهار يقتحم الغرفة وصوت شريكي الذي لا يتكلم وهو يفتح أدراج الدولاب ثم يغلقها، فتحت عيني ورأيته يبحث في كل مكان. نفض فراشه أكثر من مرة. بحث في حقيبة ملابسه وحقيبة ظهره. أخرج جيوب بنطاله القصير وأعادها. أخذت أراقبه دون أن أتحرك.
«أين وضعتها؟» قال بحيرة وانحنى يبحث تحت السرير. نطق أخيرا، ولكنه لم ينتبه إلى حركتي وأنا استيقظ أو أقول له صباح الخير، ولا حين سألته عن ما يبحث عنه. عاد ثانية إلى دورة المياه وسمعته يبحث هناك ثم خرج. لم يظهر وكأنه تفاجأ بوجودي. بادرته بالتحية، لكنه لم يرد واكتفى بمد يده للسلام «لقد أزعجتك يا صديقي، أرجو أن تعذرني، ولكنني أبحث عن...» وأشار إلى أذنيه.
حين نظرت إلى سريري الذي كنت قد بدأت في ترتيبه كانت هناك سماعتان طبيتان تستقران على طرفه.
سعيد الحاتمي قاص عماني