أكد الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن مراعاة الفروق الاجتماعية بين الزوجين أمر بالغ الأهمية في بناء حياة زوجية مستقرة.

وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال تصريح: "الزوجة تهدأ من ناحية زوجها وترضى بما قسم الله لها من البيئة، دخل المكان الذي يعيش فيه الإنسان له دور، وظيفة الزوج ودخل الزوج له دور، حياة المرأة عند أهلها ومستواها الاجتماعي له دور، هذه الأشياء تضبط لنا مسألة النفقة، تزوجت امرأة من طبقة معينة، ما تجيش تنفق عليها أقل من طبقتها، صعب تجد منها تقديرًا وتقول لك: شكرًا، أنا مش قادرة، مش قادرة أتحمل هذا، كنت عايشة في مستوى عالي، أنت أحرجت نفسك، لذلك، عندما نأتي لأمهاتنا البسطاء من الفلاحين، قد يشتري الزوج لها جلابية بسيطة في السنة، فتذهب لتخيطها عند الخياطة، ويا سلام، وتكون سعيدة بطرحة بسيطة، هذه الأشياء بالنسبة لها هي سعادة الدنيا بمستوى ثاني، إذا جاء لها الزوج بطقم جديد، تتساءل: "طقم؟! أعمل به إيه؟! أنا أريد واحد واثنين وأريد كل أسبوع أن يراني أصدقائي بطقم جديد".

وتابع: "البيئة تختلف، لذا، لابد أن تعيش المرأة في البيئة التي تتناسب مع مستوى زوجها، دائمًا مراعاة الفروق الاجتماعية في الزواج مهمة، يعني ما تجيش من مستوى عالي وأنت مش قادر تقوم بتلبية احتياجاتها، حتى أن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ينبغي للمرء ألا يذل نفسه"، فسأله الصحابة: "كيف يذل نفسه يا رسول الله؟"، فأجاب: "يعرضها لما لا يطيق"، فحتى لا تضطر لشراء شيء لا تستطيع تحمله، فلا تذهب وتختار زوجة من مستوى أعلى وأنت غير قادر على الوفاء بمطالبها".

وأضاف: "الفقهاء قالوا إنه إذا كانت الزوجة مخدومة في بيت أبيها، يجب أن تكون مخدومة في بيت زوجها، تجدها تحسب نفسها خادمة، لماذا؟ لأنها كانت في بيت والدها لا تدخل المطبخ وتظل جالسة، وهذا ليس افتراء، بل لأنها هكذا تربت المرأة، وهذا هو أسلوب حياتها، يجب أن يتفاهم الزوجان معًا على أن الحياة ستكون مختلفة، إذا كنت قادرًا على تحمل المسؤولية، فالأمر على ما يرام، ولكن إذا لم تكن قادرًا، فإعلم أن الحياة ليست مجرد عواطف فقط، وقد صورت هذه المسألة في أكثر من عمل درامي حيث يظهر الشجار والنزاع والطلاق بسبب أن أحد الطرفين كان يظن أن المسألة تعتمد فقط على العواطف".

واستكمل: "لذلك، (لينفق ذو سعة من ساعته ومن قدر عليه رزقه ضيق فلينفق مما آتاه الله)، إذا كانت الزوجة قد عاشت حياة أخرى في البداية، ثم مرت بتغيرات كبيرة، يجب عليها أن تتحلى بالصبر والرضا حتى يتجاوز الزوج كبوته، كم من الناس، تجار كبار، كانوا يعيشون في رغد ثم سقطوا، لكن لا يجب على الزوجة أن تقول: أنا كنت عايشة في مستوى عالي، وتترك زوجها، بل الأصل يقتضي أن تقف بجواره حتى يخرج من كبوته".

وأردف: "إذن مراعاة البيئة، المستوى الاجتماعي، والراتب ودخل الزوج أمور مهمة جدًا، في جميع الأحوال، المرأة تعيش في مستوى زوجها، إذا كان في اليسر، فهي تعيش في يسر، وإذا كان في العسر، فهي تعيش في عيش محدود، ولكن لا يجب أن نسميه ضيقًا، لأن الله سبحانه وتعالى لا يضيق على أحد، ولكن هي تعيش في حدود إمكانياته، وعندما يرضى بذلك، فهي في منتهى السعادة".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الزواج الفتاوى النفقة الزوجين المزيد تعیش فی

إقرأ أيضاً:

هل رفع الزوجة صوتها على زوجها باستمرار مبرر للطلاق.. الأزهر للفتوى يجيب

قالت الدكتورة إيمان أبو قورة، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، في مداخلة تليفزيونية، عن سؤال ورد من أحد المتابعين من محافظة الفيوم، حول تصرف زوجته أثناء الخلافات الزوجية، حيث ترفع صوتها وتسيء في أسلوب الحديث، مؤكدًا أنه لا يرغب في الطلاق بل يسعى لحل جذري للمشكلة.

وفي ردها، أوضحت الدكتورة إيمان أن سلوك الزوجة المتمثل في رفع الصوت أثناء الشجار يُعد أمرًا غير مقبول شرعًا ولا يليق بالأخلاق الكريمة، مشيرة إلى أن ذلك يتنافى مع المبادئ التي أرساها الإسلام في حسن المعاشرة والاحترام المتبادل داخل الحياة الزوجية.

كيف تحصن نفسك من الحسد والسحر؟.. الأزهر للفتوى يكشف 4 طرق مجربةأستاذ بالأزهر يوجه نصيحة لطلاب الثانوية العامة: لا تكتفوا بقراءة الدرس مرة

وشددت على أن الطلاق لا يجب أن يكون الخيار الأول، بل يجب اللجوء إلى التفاهم والتروي وضبط النفس كسبيل لإدارة الخلافات، لافتة إلى أن إدارة الخلاف بحكمة تُعد مفتاحًا أساسيا لاستمرار العلاقة الزوجية على أساس من المودة والتفاهم.

كما أضافت أن التعامل مع الخلافات يجب أن يكون بالعقل والهدوء، فإذا شعر أحد الطرفين بأن التوتر يتصاعد، فعليه التوقف، وتغيير المكان أو الحالة، واللجوء إلى الوضوء والصلاة، ثم العودة إلى النقاش بعد هدوء الأعصاب، مؤكدة أن ذلك أكثر نفعًا من الدخول في مواجهة عنيفة في لحظة غضب.

وختمت حديثها بتوجيه نصيحة للزوجة، مؤكدة أن خفض الصوت من حسن الأدب والعشرة الطيبة، مشيرة إلى أن القرآن الكريم أمر الزوجين بالتراحم والتفاهم، لا بالصراع والتحدي، وداعية لهما بأن يرزقهما الله السكينة والمودة والرحمة في حياتهما الزوجية.

طباعة شارك رفع الزوجة صوتها الأزهر الطلاق

مقالات مشابهة

  • هل رفع الزوجة صوتها على زوجها باستمرار مبرر للطلاق.. الأزهر للفتوى يجيب
  • ما حكم تسمية المولود بأحد أسماء الله الحسنى؟.. أمين الإفتاء يجيب
  • هل يجوز للمرأة تعليم الرجال تلاوة القرآن وعلومه؟.. الإفتاء تحسم الجدل
  • هل يجوز الوضوء والاغتسال بماء البحر؟.. أمين الفتوى يجيب
  • هل يجوز إعطاء زكاة المال للأبناء؟ أمين الفتوى يوضح
  • هل يجوز الوفاء بالنذر مع جمعية خارج مصر؟ أمين الفتوى يجيب
  • هل تنادي الزوجة زوجها باسمه مجردا؟ أزهري يجيب
  • هل الذِّكر الجماعي بدعة؟ أمين الفتوى يجيب
  • هل يؤثر نسيان تسبيح الركوع على صحة الصلاة؟.. أمين الفتوى يجيب
  • في محكمة الأسرة.. حالات يجوز فيها رفع دعوى طلاق للضرر