DW عربية:
2025-07-01@15:17:23 GMT

فيلم "باربي" يشعل نار الانقسام في دول الخليج !

تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT

يثير قرار بعض دول الخليج عرض فيلم "باربي"في السينما جدلًا واسعًا في مجتمعاتها المحافظة، بين منتقدين تحدثوا عن مساس بقيمهم الدينية والاجتماعية ومرحّبين مبتهجين وسط طفرة في اللون الزهريّ تجتاح الأزياء والأكسسوارات من وحي عالم هذه الدمى.

 وحاليا يُعرض الفيلم في السعودية والإمارات والبحرين التي سبق أن منعت عرض أفلام تتخللها مشاهد تشير إلى مجتمع الميم-عين، بينما منع الفيلم في الكويت.

  ففي إحدى دور السينما في مرسى دبي، تلتقط نساء وفتيات ارتدينَ اللون الزهريّ وبعضهنّ حملنَ علب بوشار زهريّ اللون حلو المذاق، صورًا داخل مجسّم كبير يتوسط بهو السينما للترويج للفيلم ويُشبه العلبة التي توضع فيها الدمية على رفوف المتاجر.

 وكانت مجموعة شابات إماراتيّات متحمّسات للغاية لمشاهدة الفيلم. وقالت إحداهنّ وتُدعى وديمة العامري (18 عامًا)، "لم نكن نتخيّل أن يُعرض مثل هذا الفيلم في دول الخليج". أما السيدة منيرة (30 عامًا) التي لم تكشف عن اسم عائلتها، فتقول إن بناتها اللواتي وصفتهنّ بأنهنّ "ثلاث باربيات" وقد ارتدينَ فساتين زهريّة، يرغبنَ في مشاهدة الفيلم. لكن يبدو أنها لم تكن مدركة أن الفيلم مخصص في الإمارات للذين تتجاوز أعمارهم الـ15 عامًا فقط.

 وأضافت الأمّ السعودية "إذا كان الفيلم يتضمّن مبادئ أو مفاهيم مختلفة عن تلك التي نؤمن بها، لا ينبغي عرضه في السعودية أو في دول الخليج، لكننا أتينا لنعطيه فرصة".

   في بلادها السعودية التي تشهد منذ تولي الأمير محمد بن سلمان عام 2017 ولاية العهد، انفتاحًا اجتماعيًا شمل إعادة فتح دور السينما بعد إغلاق استمرّ عقودًا، يتمّ الترويج للفيلم بكثافة. فقد انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات بعنوان "باربي السعودية"، تُظهر توزيع أزهار على نساء ارتدينَ عباءات تقليدية زهريّة خلال أول عرض للفيلم في الرياض.  

عرض الأزياء خلال في أسبوع الموضة في دبي أكتوبر 2009 والذي خلد الذكرى الخمسين "لباربي"

وتناقل مستخدمون لشبكات التواصل صورةً معدّلة تُظهر الأمير محمد بن سلمان والرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد يرتديان بشتًا زهريًا، في منشور ساخر. وعلى الرغم من سياسة الانفتاح التي ينتهجها الزعيمان، لا تزال النساء في بلديهما يواجهنَ قيودًا كثيرة. 

  في دبي أيضًا، انتشرت عدوى باربي في كلّ مكان، وصولًا إلى استخدام الذكاء الاصطناعي لتحويل صور أهمّ معالم الإمارة إلى ما يشبه عالم باربي في منشورات تشاركها كثرٌ على شبكات التواصل. كما جرى تداول فيديو مركّب يُظهر دمية عملاقة ثلاثية الأبعاد تخرج من علبتها إلى جانب برج خليفة، أطول مبنى في العالم. وفي البلدين، طرح العديد من المطاعم أطباقًا ومشروبات مستوحاة من عالم باربي. كما خصّصت بعض متاجر الألبسة والأحذية والأكسسوارات زوايا خاصة بمنتجات باربي. لكن كل هذه الطفرة لم تمنع الانتقادات.

  في دبي، قالت السعودية حنان العمودي التي لا ترغب في مشاهدة الفيلم، "نؤيّد الحريّة والانفتاح لكن بالنسبة لباربي سمعتُ أنه يهزّ الذكوريّة"، مضيفةً أن الانفتاح في المنطقة يجب أن يحصل "بعقلانية". وأضافت المرأة المنقّبة "المرأة أصبحت تعتمد أكثر على نفسها، وهذا أمر لا نختلف عليه، لكن أن يصبح الرجل مثل المرأة لناحية التبرّج واللباس وأمور أخرى، فهذا أمر لا يعجبني".

يرى الخليجيون الرافضون للفيلم أنه "يمس بقيمهم الدينية والاجتماعية"

ويتناول فيلم "باربي" استقلالية المرأة وعملها في مجالات تُعتبر حكرًا على الرجال. في عالم مثاليّ تحكمه الباربيات، لا يشغل الرجال مناصب مهمّة ويبدون تابعين لنساء متمكّنات يتمتّعنَ بجمال نموذجيّ. لكن سرعان ما يروق لكين المُغرم بباربي، مبدأ النظام الأبوي الذي اكتشفه في عالم البشر، ويقرّر تطبيقه في عالم الدمى، فيفشل.

  رغم أن الكثير من نقّاد الفنّ والسينما أعجبهم الفيلم، إلا أن بعضهم أعربوا عن خيبة أملهم. ورأت الصحافية الكويتية شيخة البهاويد أن باربي "من أكثر الأفلام فشلًا، إذا ما كان أفشلها، في طرح الفكرة النسوية"، مشيرةً إلى أنه "يطرح نسويةً بيضاء واستعمارية وسطحية".

  وأوضحت أن "النسوية لا تقوم أبدًا على استبدال نظام أبوي بنظام أمومي، إنما أن تصل البشرية إلى نظام مبنيّ على المساواة والعدالة وتكافؤ الفرص". في بلادها حيث مُنع عرض الفيلم بحجّة أنه "يخدش الآداب العامة"، شاهدت الصحافية الفيلم عبر مواقع إلكترونية غير مرخّصة.

وقالت البهاويد "مهما حاولت باربي أن تضع صبغة تمكين المرأة، ستبقى بحدّ ذاتها نموذجًا مخالفًا للفكر النسوي لأنّها صورة نمطية ولديها معايير جمال محددة، واللون الزهريّ الذي يرمز لها، يقسّم الأدوار الجندرية".

 في البحرين، اعتبر الداعية الإسلامي حسن الحسيني على حسابه على إنستغرام الذي له مليون متابع، أن الفيلم يدعو إلى "الثورة ضد فكرة الزواج والأمومة"، ويُظهر الرجال "بلا رجولة" أو "مثل الوحوش". وانتقد الداعية مشاركة ممثلة متحوّلة جنسيًا في الفيلم، داعيًا المسؤولين في البحرين إلى وقف عرضه.

  ومؤخرا حظّرت دول الخليج فيلم "الرجل العنكبوت" الذي تضمّن مشهدًا يُظهر راية تدعم المتحوّلين جنسيًا. كما منعت الكويت عرض فيلم "توك تو مي"، الذي شرك فيه ممثل متحول جنسيًا، فيما عُرض في السعودية والإمارات.

ع.ع /  (أ ف ب)

 

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: فيلم باربي هوليوود سينما دول الخليج المجتمعات العربية الاسلام فيلم باربي هوليوود سينما دول الخليج المجتمعات العربية الاسلام دول الخلیج

إقرأ أيضاً:

عالم جديد… عالم متوحش جدا

يتوجب على كل دول العالم وبالأخص دول الشرق الأوسط، والدول العربية الأخرى، بعد الهجوم الإسرائيلي المفاجئ على إيران، وما تبعه من ضربة أمريكية على المواقع النووية الإيرانية أن تستخلص مجموعة من النتائج التي باتت أقرب من المسلمات في تعامل الحلف الصهيوـ أمريكي بشكل خاص، والغربي بشكل عام إزاء دول العالم الأخرى والتي تؤكد على ثوابت لا مجال للمساس بها.

هذه الثوابت هي من محرمات النظام الدولي الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة الأمريكية: أولا الرفض القاطع للمطالبة بمحاسبة إسرائيل على جرائمها (وآخر فيتو أمريكي في مجلس الأمن بخصوص العدوان على غزة، وارتكابها جرائم حرب، وإبادة جماعية، وعدم إدخال المساعدات، رغم موافقة 14 عضوا آخرين على مشروع القرار الأممي، والهجوم غير المبرر للإدارة الأمريكية السابقة واللاحقة على محكمة الجنايات الدولية بسبب إصدار حكم بإلقاء القبض على بنيامين نتنياهو ويولاف غالانت كمجرمي حرب لخير دليل على ذلك).

ثانيا حصر الحق في امتلاك القوة العسكرية والنووية في إسرائيل: (لا يحق لأي دولة، وخاصة دول الشرق الأوسط امتلاك قوة عسكرية تفوق، أو حتى تماثل قوة إسرائيل، وخاصة امتلاك السلاح النووي. (السلوك العدواني المشترك للحلف الصهيوـ أمريكي ضد المفاعل النووي العراقي أوزيراك، أو عملية بابل التي قامت بها إسرائيل بدعم أمريكي في السابع من حزيران 1981 ودمرت بها المفاعل العراقي، ثم تدمير المفاعل السوري، أو عملية البستان التي قامت بها إسرائيل في العام 2007، ثم إرغام ليبيا على تفكيك المفاعل النووي الليبي في العام 2003 بعد التهديد الأمريكي) هذا في الوقت الذي تمتلك فيه إسرائيل مفاعلا نوويا (مفاعل ديمونا) الذي قامت فرنسا ببنائه في العام 1958 دون إخطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهذا المفاعل أحد أبرز الأسرار المركزية في السياسة العسكرية الإسرائيلية، ولا يتم الحديث عنه إطلاقا إلا في ما ندر.

(أثيرت قضية مفاعل ديمونا في أعقاب قضية مردخاي فعنونو الذي كشف عن بعض أسرار هذا المفاعل وقامت إسرائيل باختطافه والحكم عليه بالسجن 18 سنة). إلا أن المحافل الدولية لا تتجرأ إطلاقا الإشارة إلى ما تمتلكه إسرائيل من تكنولوجيا نووية، والسلاح النووي، ولكن الجميع يعلم ذلك والجميع يتجاهل ذلك أيضا، على الرغم من المطالبة المستمرة من الدول العربية بأن يكون الشرق الأوسط خاليا من الأسلحة النووية منوهين بذلك لامتلاك إسرائيل هذا السلاح، دون ذكره، لكن أكثر من مسؤول إسرائيلي بعد عملية طوفان الأقصى طالبوا الحكومة باستخدام السلاح النووي بما يؤكد امتلاكها لهذا السلاح.
"إطالة الحرب مع إيران قد تلجئنا إلى السلاح الاستراتيجي""
وقد ذكرت صحيفة «لومانيتيه» الفرنسية بعد الهجوم الإسرائيلي على إيران في عنوان عريض: «كيف امتلكت إسرائيل السلاح النووي في ظل غموض تام وتجاهل للقانون الدولي» وذكرت أن أيا من الرؤساء الأمريكيين يجرؤ بمطالبة إسرائيل بالتوقيع على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، بل أن دونالد ترامب انسحب في العام 2019 من معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى ما فتح الباب على عالم يسوده الفوضى وتداس فيه القوانين الدولية دون رادع».

وتشير صحيفة «لو مانيتيه» إلى مصدر رفيع في «الموساد» الذي صرح مؤخرا إن: إطالة الحرب مع إيران قد تلجئنا إلى “السلاح الاستراتيجي»، والمقصود السلاح النووي.

وأصوات في الإدارة الأمريكية لم تستبعد الخيار النووي قبل توجيه ضربتها بقنابل خارقة للخراسانات. ثالثا: لم تعد أي دولة في الشرق الأوسط (أو غيره) بمنأى أن تمحى عن الخريطة في المخططات الصهيو ـ أمريكية حسب تصريحات نتنياهو نفسه الذي يريد أن يغير وجه الشرق الأوسط مؤيدا كلامه بخرائط جديدة عرضها على منبر الأمم المتحدة، ومتكئا على دعم دونالد ترامب الذي أهداه في شوطه الأول الجولان السوري بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية عليها.

منذ غزو روسيا «الدولة العظمى» لأوكرانيا، واحتلال أراضيها بالقوة العسكرية، وضمها إلى الأراضي الروسية، واحتلال إسرائيل للضفة الغربية وغزة، وأراض في لبنان وسوريا، ( ضاربة عرض الحائط بكل الاتفاقات الدولية بانتهاكها دون رادع اتفاقية فصل القوات في سوريا، والقرار الأممي 1701 بالنسبة للبنان، وانتهاك اتفاقية كامب دافيد مع مصر بتواجد قواتها على محور نتساريم) ومطالبات دونالد ترامب بضم كندا، واحتلال غرينلاند، والاستيلاء على قناة بنما، والتنويه إلى احتلال غزة وتحويلها إلى ريفييرا الشرق الأوسط، ثم الاعتداء الإسرائيلي على إيران بدعم الولايات المتحدة دون سابق إنذار، وبخداع الجانب الإيراني بالمفاوضات في الوقت الذي كانت القوات الإسرائيلية تجهز نفسها لتوجيه ضربتها لإيران وإطلاق تصريحات بنيتها تغير النظام، كما حدث في العراق واسقاط نظام صدام حسين.

(نذكر هنا باستراتيجية الاحتواء المزدوج التي أطلقها السفير الأمريكي السابق في إسرائيل مارتن إنديك والتي ترتكز على احتواء العراق وإيران وقد نجحت أمريكا في احتواء العراق في العام 2003 واليوم تحاول احتواء إيران) هذه الأحداث المتتالية خلال السنوات القليلة الماضية تؤكد أن عالما جديدا يتشكل يقوم على مبدأ القوة ولا وجود للضعفاء فيه، وهذا ما يفسر تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه يريد تغيير وجه الشرق الأوسط، وهذا التغيير في ذهنية إسرائيل هو التوسع في احتلال الدول المجاورة، وخلق كيانات جديدة من الأقليات تدين بالولاء لها.

وصرحت مديرة معهد تشاتام هاوس برونوين ما دوكس في لندن لصحيفة اوبزيرفر قائلة: « نحن نعيش الآن في عالم تستطيع فيه الدول القوية أن تفعل ما تشاء». ويرى بيتر ريكيتس، الرئيس السابق لوزارة الخارجية البريطانية، وأول مستشار للأمن القومي في بريطانيا، أن هذه الفترة أكثر إثارة للقلق من أي وقت مضى منذ الحرب الباردة. نهج القوة في الشؤون الدولية من أمريكا وروسيا والصين، المقترن بضعف الأمم المتحدة، لم نشهد هذا المزيج من قبل». ببساطة فإن الأمر يعيد إلى الأذهان عودة الإمبريالية المزدوجة البريطانية الفرنسية متمثلة اليوم بالإمبريالية الصهيو ـ أمريكية.

يكمن التهديد الوجودي للعرب في قوتين متناحرتين تسعيان كل واحدة من طرفها الهيمنة على بعض الدول العربية وخاصة دول الشرق الأوسط، وقد نوهت أكثر من دولة عربية لهذا التهديد المزدوج دون اتخاذ أي إجراء رادع، وآخر تحذير جاء على لسان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الذي قال بأن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لتوسيع رقعة الحرب بهدف رسم خارطة جديدة للشرق الأوسط، مشيرا إلى « فشل المجتمع الدولي في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين».

وأظهرت الحرب الإيرانية الإسرائيلية أن إسرائيل تنتهك أجواء الدول العربية في المنطقة دون موافقتها متجاوزة بذلك كل القوانين الدولية وسيادة هذه الدول، وبعبارة أخرى أن هذه الدول أصبحت مكشوفة أمام الطيران الإسرائيلي، وفي تحليل للكاتبة الصحافية الأمريكية كاثلين جونستون في رد على رسالة سفير أمريكا لإسرائيل مايك هاكابي الذي مجد فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونوه فيها لاستخدام السلاح النووي قالت: «إن مجرد التلويح باستخدام السلاح النووي يعد أمرا مرعبا، وأن رفض واشنطن وتل أبيب لحصول إيران على السلاح النووي» لا ينبع من الخوف في استخدامه بل من فقدان القدرة على تغيير الأنظمة في المنطقة، إنهم يريدون إسقاط طهران لضمان السيطرة الإقليمية الكاملة، ولو لم تكن إيران تسعى لأن تمتلك السلاح النووي لبحثوا عن ذريعة أخرى».

القدس العربي

مقالات مشابهة

  • الشباب يغذون الانقسام بين الأجيال في الحزب الجمهوري حول إسرائيل
  • الجمهوريون يكافحون لتمرير قانون ترامب الضريبي رغم الانقسام
  • عالم جديد… عالم متوحش جدا
  • صالح: سعر الدولار سيواصل الارتفاع ما لم تُشكَّل سلطة تنفيذية قوية
  • قيادي من مصراتة: انقسام ليبيا بين حكومتين يضاعف معاناة المواطنين
  • وزارة الحج السعودية تسمح لمواطني دول الخليج العربي بأداء العمرة في أي وقت
  • الأمم المتحدة: الاستثمار في المساعدات يرسي أسس السلام في عالم مضطرب
  • الكأس الذهبية لا تبتسم للضيوف.. السعودية ثامن المنتخبات التي تفشل في التتويج باللقب
  • قاعدة العديد في قطر والإنذار الأخير.. خفايا الليلة التي عبرت فيها الصواريخ الإيرانية أجواء الخليج
  • المؤتمر: 30 يونيو أنقذت مصر من الانقسام وأسست للجمهورية الجديدة