عناصر من ملييشيا الحوثي على متن عربة في أحد شوارع صنعاء (إ.ب.أ)

شهدت عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي تصاعدًا غير مسبوق في جرائم القتل الجنائية والأسرية خلال الأيام الثلاثة الماضية، حيث تحوَّلت هذه المحافظات إلى "مناطق مفتوحة للانتقام والفوضى".

حيث سُجلت عشرات الحوادث الدموية التي أودت بحياة مدنيين بينهم أطفال ونساء، وسط اتهامات لناشطين حقوقيين بتقاعس المليشيات عن فرض الأمن ومحاسبة الجناة، ما يُعمّق أزمة الانفلات الأمني وانعدام الاستقرار الاجتماعي.

مذبحة عائلية في المحويت

اندلع نزاع عائلي عنيف بين أفراد من عائلة المعمري في مديرية الرجم محافظة المحويت، حول ملكية قطعة أرض، ما أدى إلى إطلاق نار واسع أسفر عن مقتل محمد خالد المعمري وإصابة آخر بجروح خطيرة. وفقًا لمصادر محلية لوكالة خبر.

جثث في الجوف وتعز

عثر مواطنون على المواطن عبدالله صالح تسيعان مقتولا ومُلقى في وادي سريره بمديرية المطمة في الجوف، مع آثار إطلاق نار عليه بعد ثلاثة أيام من اختفائه، بينما لا تزال التحقيقات متوقفة وسط اتهامات للأجهزة الأمنية الحوثية بالتباطؤ وتجاهل الجريمة كون الضحية من ذوي البشرة السوداء، وفقًا لسكان محليين.

في محافظة تعز، اكتشف الأهالي جثة الطفل عبدالرحمن طارق الفودعي (12 عامًا) مُعلَّقة بحبل في عزلة الفوادع بمديرية المواسط، فيما أقدم وسام سيف المهندس على طعن زوجته حتى الموت خلال نومها في مديرية مقبنة - بحسب إفادة مصادر محلية.

اختطاف وتعذيب طفل في الضالع

أثار مقتل الطفل مصطفى خالد المخطي (13 عامًا) صدمةً واسعةً بعد العثور على جثته في منطقة الغولين مديرية دمت محافظة الضالع مع آثار تعذيب وحشي، حيث كشف تقرير الطب الشرعي عن تعرضه لضربات مُميتة في الرأس وخنقٍ متعمد.

جريمة قتل جماعي في سوق شعبي بتعز

تحول سوق الحرية في مديرية شرعب الرونة بتعز إلى مسرح لجريمة قتل جماعي، بعد أن أطلق مسلحون نيران أسلحتهم بشكل عشوائي أمام صيدلية، ما أدى إلى مقتل بدر نبيل مسعد وإصابة اثنين آخرين.

اتهم ناشطون ومصادر حقوقية الأجهزة الأمنية التابعة للحوثيين بـ"التواطؤ" و"التعطيل المتعمد" للتحقيقات، خاصة في قضايا الأطفال والنساء، وسط مطالبات من أهالي الضحايا بتحقيقات عاجلة ومحايدة ومحاسبة الجناة وإحالتهم للعدالة.

ولم تصدر أي تصريحات رسمية من قيادات الحوثيين للتعليق على هذه الجرائم، بينما اقتصرت ردود الأجهزة الأمنية على وعود غامضة بـ"ملاحقة الفاعلين".

وتعكس هذه الموجة الدموية صورةً سلبية قاتمةً عن الواقع الإنساني والأمني في المناطق الخاضعة للحوثيين، حيث تتفاقم جرائم العنف الأسري والجنائي كإحدى تداعيات الحرب التي افتعلتها مليشيا الحوثي المدعومة من النظام الإيراني، وسط غياب أي استراتيجية فعّالة لاحتواء الأزمة أو تقديم الحماية للمدنيين.

فيما يُرجع مراقبون في إفادات لمحرر وكالة خبر، تفشي الجرائم إلى انتشار الأسلحة وتفشي المخدرات والشبو في أوساط المجتمع، وإهمال المليشيا الحوثية لملف الأمان الاجتماعي، مقابل تركيزها على التحشيد والتعبئة العسكرية.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

إقرأ أيضاً:

كيف حولت مليشيا الحوثي أكبر جامعة أهلية يمنية من منبر للعلم إلى منصة للتجنيد الطائفي وخلايا للاستخبارات

 

 

  

في قلب صنعاء، لم تعد جامعة العلوم والتكنولوجيا – أكبر جامعة أهلية في اليمن – مجرد مؤسسة تعليمية، ومنارة أكاديمية لآلاف الطلاب من مختلف المحافظات، فمنذ سيطرة مليشيا الحوثي عليها مطلع 2020 ، تحول الحرم الجامعي إلى ساحة تعبئة فكرية وعسكرية، وامتداده أصبح أشبه بـ"معسكر مغلق" يخضع لإدارة طائفية صارمة، ويضم كيانا استخباراتيا يتجسس على الطلاب، وفعاليات تحث على الجهاد، وصور ضخمة للأسلحة وقادة الحرب تملأ الجدران".

 

اليوم، لم تعد جامعة العلوم والتكنولوجيا في صنعاء صرح علمي ، بل نموذجا صارخا لكيفية تحويل منبر العلم إلى أداة للهيمنة، ومصنع للعقول المعبّأة لصالح مشروع طائفي مسلح، في مشهد يلخص كيف يمكن للمعرفة أن تتحول إلى سلاح أخطر من البنادق.

 

سيطرة بالقوة وتغيير هوية الجامعة

 

بدأت القصة حين اقتحمت مليشيا الحوثي الجامعة بقوة السلاح واعتقلت رئيس الجامعة الشرعي حميد عقلان، وعينت بدلا عنه أحد الموالين لها، عادل المتوكل، ومنذ ذلك الحين، أعادت الجماعة هيكلة الجامعة بالكامل، فارضةً قرارات تتجاوز حدود التعليم لتطال الحياة الشخصية للطلاب، خاصة الطالبات، عبر لوائح تحدد المظهر الخارجي وتمنع أبسط مظاهر الحرية الشخصية.

  

قرارات متشددة ومضايقات ممنهجة

 

للوهلة الأولى لسيطرتهم على الجامعة سعى الحوثيون المدعومون من إيران إلى فرض قرارات جديدة على الطلاب تتعلق بالرسوم الدراسية وأخرى "تنتهك خصوصيات الطالبات" وفق ما قالته هديل ، وهو اسم مستعار لطالبة في الجامعة فضلت عدم الكشف عن اسمها الحقيقي لأسباب أمنية.

 

إحدى القرارات "الغريبة والمتشددة" كما تصفها هديل في حديثها لمارب برس، تتمثل في تحديد نوعية الملابس والمظهر الخارجي للطالبات، إذ أصدروا قرارا بمنع وضع "مساحيق التجميل، وإظهار الشعر أو استخدام البخور".

 

"الأمر لم يقف عند هذا فحسب، بل تم إنشاء كيانات جديدة تدين بالولاء للجماعة مهمتها تنظيم فعاليات تحث الطلاب على الجـهاد والالتحاق بالجبهات لقتال من يسمونهم بالمرتزقة"

 

وفق طلاب أفادوا لمارب برس في أحاديث منفصلة أُجريت معهم عبر الهاتف إلى أن عشرات الفعاليات أقامها الحوثيون في الجامعة فضلا عن تحويل بعض المباني إلى مراكز صيفية تُقدم فيها ما تسمى بـ "الدورات الثقافية والعسكرية".

 

ويقال أحد الطلاب أنه يتم إلزام الطلاب بحضور فعاليات طائفية منظمة، تُقام بانتظام في فناء الجامعة تحت مسميات مثل "الهوية الإيمانية، ويوم الشهـيد، ويوم الـولاية، ويوم عاشـوراء، وذكرى مقــتل الإمــام زيد، وبدر الدين الحوثي، ويوم 21 سبتمبر، "، مشيرًا إلى أن تلك الفعاليات تهدف إلى خدمة أجندة الحوثـيين وتوجهاتهم، من خلال تعبئة العقول وتجنيد الشباب.

 

تحويل الحرم إلى ساحة تعبئة

 

عشرات الفعاليات أُقيمت في أروقة الجامعة، بعضها تحوّل إلى معارض أسلحة إيرانية الصنع، من صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، وصور قتلى من جماعات موالية لإيران في اليمن والعراق، بينهم أبو مهدي المهندس وقاسم سليماني.

 

هذه الأنشطة تُموَّل بسخاء من كيان جديد أنشأته المليشيا داخل الجامعة تحت اسم "ملتقى الطالب الجامعي"، في وقت تعاني فيه الكليات التطبيقية من نقص حاد في الأجهزة والمختبرات.

  

"ملتقى الطالب الجامعي": الخلية الاستخباراتية

 

بحسب تقرير سري حصل عليه "مارب برس"، فإن الملتقى ليس مجرد نشاط طلابي، بل ذراع استخباراتية تضم 794 طالبًا وُصفوا بـ"المجاهدين"، تلقوا تدريبات ثقافية وعسكرية، ويتوزعون على فروع الجامعة في صنعاء وتعز والحديدة وإب وذمار.

 

مهام وأنشطة الملتقى تتمثل في "جمع قاعدة بيانات عن طلاب الجامعة بمن فيهم المنتسبين الجدد وإلحاقهم في دورات تدريبية، ومنع أي تظاهرات تهدف لإفشال الحـوثيين".

 

ومن المهام أيضًا "القيام برصد أي تحركات للمظاهرات وإبلاغ الجهات المعنية في الجامعة والعمل على منعها قبل وقوعها، إلى جانب تنظيم الفعاليات الخاصة بالحوثيين وحشد الطلاب للمشاركة فيها، والإشراف على كافة حفلات وفعاليات الجامعة".

 

ويشرف على الملتقى محمد الوادعي ورائد الشاعر، المقرب من القيادي الحوثي صالح الشاعر، المدرج على قائمة العقوبات الأمريكية لدوره في تهريب الأسلحة ومصادرة ممتلكات بمئات الملايين من الدولارات.

 

تجنيد علني ودورات طائفية

 

التقرير السري يكشف أن الملتقى نجح في تجنيد 200 طالب تم إرسالهم لجبهات القتال من أصل 794 تلقوا دورات طائفية مكثفة من مختلف الفروع بمحافظات صنعاء وتعز والحديدة وإب وذمار بعد تسجيلهم بملتقى الطالب الجامعي التابع للحوثيين، ومعظم من تم تسجيلهم من الطلاب المستجدين بعد السيطرة على الجامعة.

 

ويتوزع الطلاب الذين تسجيلهم بكشوفات ملتقى الطلاب الجامعي بواقع 281 طالباً من المركز الرئيسي و 248 طالبة من فرع الطالبات، ومن فرع تعز 85 طالبا إضافة إلى 68 طالبا من فرع الحديدة و 57 طالبا من فرع إب و 55 طالبا من فرع ذمار

 

واستعرض التقرير السري العديد من الأنشطة التي ينفذها الملتقى من بينها جمع قاعدة بيانات عن طلاب الجامعة بمن فيهم المنتسبين الجدد وإلحاقهم في دورات تدريبية، ومنع أي تظاهرات مناهضة لمليشيا الحوثيين.

 

وحسب الوثائق فان الملتقى يقوم برصد أي تحركات للمظاهرات وإبلاغ المليشيا للعمل على منعها قبل وقوعها، إلى جانب تنظيم الفعاليات الخاصة بالحوثيين وحشد الطلاب للمشاركة فيها، والإشراف على كافة حفلات وفعاليات الجامعة.

 

ورغم أن الوثائق تظهر عدم التجاوب الكبير من قبل الطلاب لدعوات التجنيد من قبل الحوثيين إلا أنها تشير إلى توجه المليشيا لتشديد الرقابة على الطلاب تمهيدا لحملات تجبرهم على حضور دورات طائفية، خاصة بعد إدراج دورس طائفية في مناهج الجامعة بمختلف التخصصات

 

فقدان الاعتراف الأكاديمي

 

رداً على هذه الممارسات، قررت إدارة الجامعة في أغسطس 2020 نقل مقرها إلى العاصمة المؤقتة عدن، وعدم الاعتراف بالشهادات الصادرة من فروع صنعاء ومناطق سيطرة الحوثيين، وهو ما أقرّته لاحقًا وزارة التعليم العالي في الحكومة الشرعية.

 

كما وجهت وزارة الخارجية اليمنية السفارات بعدم الاعتراف بمخرجات الجامعة في صنعاء، فيما أصدر مجلس الجامعات العربية قراراً مماثلاً بعدم الاعتراف بمخرجات الجامعة في صنعاء.

 

مقالات مشابهة

  • كيف حولت مليشيا الحوثي أكبر جامعة أهلية يمنية من منبر للعلم إلى منصة للتجنيد الطائفي وخلايا للاستخبارات
  • هجوم سيبراني عنيف يوقف يمن نت في عدة محافظات ويستهدف شريان الاتصالات الخاضع لسيطرة مليشيا الحوثي بصنعاء .. عاجل
  • هجوم سيبراني يستهدف شريان الاتصالات الخاضع لسيطرة الحوثي في صنعاء
  • مليشيا الحوثي تواصل حملات الاختطاف في تعز وإب.. خمسة مختطفين جدد في مديرية خدير
  • استياء واسع في إب بعد تأجير مليشيا الحوثي أسطح مساجد ومدارس لموالين لها
  • شبكة حقوقية: مليشيا الحوثي تختطف أطفال معلم معتقل في ذمار وتواصل حصار أسرته
  • تعز.. مليشيا الحوثي تختطف مسؤولين محليين وكوادر تربوية وسط مخاوف على سلامتهم
  • اعترافات طاقم سفينة "الشروا" تكشف شبكة تهريب إيرانية عابرة للقارات لتسليح مليشيا الحوثي
  • ذمار.. مليشيا الحوثي تختطف طفلين لابتزاز والدهما المحتجز لديها وتسجيل اعترافات مفبكرة
  • استئناف ترميم قلعة القاهرة بتعز بعد سنوات من الدمار الذي تسببت به مليشيا الحوثي