خطورة توجهات المقيم فى البيت الأبيض.. الرئيس الأمريكى يتبع سياسة تخريبية بعيدة عن المعايير الدبلوماسية
تاريخ النشر: 15th, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يعيد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تشكيل نهج الولايات المتحدة في التعامل مع بعض أكثر الصراعات إلحاحاً في العالم، فيتخلى عن عقود من السياسة التقليدية لصالح استراتيجيات غريبة، أثارت لغطاً كبيراً حول العالم. وتعكس خططه لكل من غزة وأوكرانيا إيمانه بعقد الصفقات الشخصية ورغبته في تقليص التدخل الأمريكي في حين يسعى إلى فرض الحلول رغم عدم توافقها مع الواقع.
ربما يكون الأمر الأكثر إثارة للجدل هو خطة ترامب لغزة. فقد اقترح نقل ما يقرب من مليوني فلسطيني بشكل دائم إلى مصر والأردن، وهي الخطوة التي رفضتها الحكومات العربية بشكل قاطع. يمثل الاقتراح انفصالًا حادًا عن السياسة الأمريكية السابقة، والتي اعتبرت غزة منذ فترة طويلة جزءًا لا يتجزأ من أي دولة فلسطينية مستقبلية.
لم تدع أي إدارة أمريكية سابقة إلى التهجير القسري لسكان غزة. تراجع الرأي العام العربي والإسرائيلي أمام حل الدولتين بشكل كبير منذ اندلاع الصراع الأخير بين إسرائيل وغزة، ومع ذلك يُنظر إلى اقتراح ترامب الجذري على أنه غير قابل للتنفيذ من قبل القادة الإقليميين.
قال ريد سميث من منظمة Stand Together، وهي منظمة للسياسة الخارجية. "مقترح ترامب حول غزة غير قابل للتنفيذ، وهو ما يجعلني أتساءل عما إذا كانت مجرد مناورة جامحة لتحريك الشلل الدبلوماسي".
تايوان والصين
إن السياسة الخارجية التخريبية التي ينتهجها ترامب تخضع لمراقبة دقيقة من قِبَل حلفاء الولايات المتحدة وخصومها. ويخشى البعض أن تمتد رغبته في قلب السياسة التقليدية في أوكرانيا وغزة إلى مناطق ساخنة أخرى في العالم، بما في ذلك تايوان.
لعقود من الزمان، دعمت واشنطن دفاع تايوان ضد أوهام "العدوان الصيني" المحتمل. وفي حين التزم ترامب في الغالب بسياسة "الغموض الاستراتيجي" الراسخة فيما يتصل بالتدخل العسكري الأمريكي في تايوان، فقد تحدث أيضاً بعبارات عملية عن مستقبل الجزيرة.
وقال دانييل راسل من معهد السياسات التابع لجمعية آسيا: "إذا كانت الصين تشك في أن الولايات المتحدة ستفي بالتزاماتها تجاه تايوان، فإننا لا نردع الصين بل نشجعها".
وأضاف ريتشارد فونتين، الرئيس التنفيذي لمركز الأمن الأمريكي الجديد: "السؤال الكبير هو ما إذا كان الرئيس يعتقد أن الصفقة الكبرى مع بكين، والتي قد تشمل تايوان، ممكنة. وهذا سيكون غير تقليدي للغاية".
نتائج غير متوقعة
إن استعداد ترامب للتخلي عن المعايير الدبلوماسية وفرض حلول جريئة جعل منه مُخرباً في الشئون العالمية. وما إذا كانت سياساته غير التقليدية ستجلب السلام أم ستؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار يظل سؤالاً مفتوحاً. ومع تطور المفاوضات في أوكرانيا واستمرار التوترات في غزة، يراقب زعماء العالم عن كثب لمعرفة ما إذا كانت مقامرة ترامب ستؤتي ثمارها أم ستؤدي إلى نتائج عكسية.
لقد أثارت مساعي ترامب من أجل السلام في أوكرانيا مخاوف في كييف والعواصم الأوروبية. أثار قراره ببدء المفاوضات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن مخاوف من أن واشنطن قد تقبل تسوية غير مواتية لأمن أوكرانيا على المدى الطويل.
في مقر حلف شمال الأطلسي، حدد وزير الدفاع الأمريكي الجديد بيت هيجسيث إطارًا للمفاوضات يتضمن تنازلات مثل تخلي أوكرانيا عن عضوية حلف شمال الأطلسي وقبول الخسائر الإقليمية. انتقد المسئولون الأوروبيون هذا النهج، على أساس أنه يقوض النفوذ الأوكرانى قبل أن تبدأ المحادثات.
قال مسئول أوروبي كبير: "يتحدث ترامب دائمًا عن "السلام من خلال القوة"، وهذا هو النهج الصحيح على وجه التحديد مع الروس. ولكن هنا لم نرى حقًا جزء القوة بعد".
يصر ترامب على أنه سيحافظ على المساعدات العسكرية لأوكرانيا ولكنه يؤكد أن بوتين جاد بشأن السلام، فيما قالت تاتيانا ستانوفايا من مركز كارنيجي روسيا أوراسيا: "يريد ترامب وقف إطلاق النار الذي ينهى أوكرانيا كقضية لفترة من الوقت، لكن هدف بوتين هو إخضاع أوكرانيا لموسكو".
المستشار "الصقر"
أما جون بولتون مستشار الأمن القومي، فإنه يعتقد أن الرئيس الروسي انتظر عودة ترامب للتفاوض، وأنه "حقق انتصاراً كبيراً على الولايات المتحدة".. في مقابلة مع شبكة CNN يوم الخميس الماضى، انتقد جون بولتون، بشدة الرئيس بسبب مفاوضات السلام الجارية بين أوكرانيا وروسيا، والتي وعد فيها الجمهوري بوقف إطلاق النار قريبًا جدًا.
وبحسب قوله فإن الكرملين يشرب الفودكا "مباشرة من الزجاجة"، وهي طريقة للقول إن روسيا تحتفل بالمفاوضات الأخيرة، معتقدة أنها خرجت حتى الآن فائزة كبيرة. ويرى أن "الرئيس ترامب استسلم فعليا لبوتين قبل أن تبدأ المفاوضات"، وأضاف "لقد حقق بوتين انتصاراً كبيراً ضد الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وأوكرانيا هذا الأسبوع". كما أوضح "صقر" البيت الأبيض في سلسلة من المنشورات على منصة X: "إن الضرر الذي يلحق بالمصالح الأمنية الأمريكية سيمتد إلى ما هو أبعد من أوروبا الوسطى، كما يمكن لخصومنا في الشرق الأوسط ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ أن يروا ذلك".
فى مقابل هذه الرؤية، قال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان في تصريح للإذاعة العامة "إذا جاء الرئيس الأمريكى وصنع السلام، فسيكون هناك اتفاق، وأعتقد أن روسيا ستعيد دمجها في الاقتصاد العالمي والنظام الأمني الأوروبي وحتى النظام الاقتصادي ونظام الطاقة الأوروبي، وهو ما سيعطي دفعة هائلة للاقتصاد المجري"، وأكد فيكتور أوربان "سنستفيد كثيرا من اتفاق السلام". ويُنظر إلى فيكتور أوربان على أنه حليف للرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الذي قال الخميس إنه يؤيد عودة روسيا إلى مجموعة السبع.
عقد صفقة
وقبل توجهه إلى مؤتمر ميونيخ للأمن الذى انطلق أمس الأول الجمعة، قال نائب الرئيس الأمريكى جي دي فانس إن الرئيس الأمريكى "لن يسلك هذا الطريق وهو غافل عن كل شيء". وأضاف: "كل شيء على الطاولة، دعونا نعقد صفقة".
وهكذا، دعونا ننتظر ما تسفر عنه اتصالات الأيام التالية حول المفاوضات لوقف تلك الحرب بتأثيراتها على مجمل الواقع العالمى وعلى أوروبا بالتحديد.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الولایات المتحدة الرئیس الأمریکى إذا کانت ما إذا
إقرأ أيضاً:
الرئيس الأميركي يقلص مهلة إنهاء حرب أوكرانيا إلى 10 أيام
واشنطن، موسكو، كييف (الاتحاد، وكالات)
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس، بأنه سيمهل نظيره الروسي فلاديمير بوتين نحو 10 أيام أو 20 يوماً لإنهاء حرب أوكرانيا، مقلّصا مهلة سابقة مدّتها 50 يوماً.
وقال للصحافيين في تورنبري باسكتلندا حيث يجتمع مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، «سأحدد مهلة نهائية جديدة تبلغ نحو 10 أيام أو 20 يوماً. لا داعي للانتظار. لا نرى أي تقدّم يتحقق».
في السياق أعلن الكرملين أمس أنه لا يستبعد عقد اجتماع بين الرئيسين الروسي والأميركي في الصين سبتمبر المقبل.
ومن المقرر أن يزور بوتين الصين مطلع سبتمبر بمناسبة الاحتفالات بذكرى مرور 80 عاماً على انتهاء الحرب العالمية الثانية.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين «إذا قرر الرئيس الأميركي في النهاية زيارة الصين في هذه الأيام، فبالطبع لا يمكن نظرياً استبعاد انعقاد اجتماع من هذا النوع».
وستجري القوات الصينية عرضاً عسكرياً في ساحة «تيان أنمين» مع عرض طائرات وأسلحة متطورة لإحياء ذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية في الثالث من سبتمبر المقبل، بحسب ما أفاد مسؤولون صينيون الشهر الماضي.
وأكد الكرملين أن بوتين سيحضر الاحتفالات التي قال قادة صينيون إن زعماء بلدان أخرى حول العالم سيحضرونها أيضاً.
ولم يعقد اجتماع بين بوتين وترامب منذ بدء الولاية الثانية للرئيس الأميركي، غير أنهما أجريا مكالمات هاتفية في عدة مناسبات ولا سيما لبحث الأزمة الأوكرانية المحتدمة منذ فبراير 2022.
هجمات صاروخية وبـ «مسيرات»
أطلقت روسيا مئات المسيّرات و7 صواريخ باتّجاه أوكرانيا أمس، استهدفت بشكل رئيسي مدينة في غرب البلاد تضم قاعدة ستاروكوستيانتينيف الجوية، الواقعة على بعد حوالي 225 كيلومتراً غرب كييف، ويمكن أن تستضيف مقاتلات متطورة من طراز «إف 16» نقلها حلفاء كييف إلى أوكرانيا.
وشاركت في الهجوم الروسي 324 مُسيرة و4 صواريخ من طراز كروز وثلاثة صواريخ بالستية. وأفاد سلاح الجو الأوكراني بأنه أسقط 309 مسيّرات وصاروخين. وأدت الهجمات إلى إصابة 8 أشخاص بجروح في أنحاء البلاد، 5 منهم في كييف، بحسب السلطات الأوكرانية.
وفي السياق ذاته، قالت السلطات في العاصمة الأوكرانية كييف أمس إن روسيا شنت هجوماً على المدينة أسفر عن إصابة 8 من سكان أحد المباني بينهم طفل في الثالثة من عمره. وقال تيمور تكاتشينكو رئيس الإدارة العسكرية في كييف، إن 4 من المصابين في الهجوم نقلوا إلى المستشفى وإن أحدهم حالته خطيرة.
وفي الأثناء اضطرت شركة الطيران الروسية (إيروفلوت) لإلغاء عشرات الرحلات أمس بعد ما قالت إنه عطل في أنظمة المعلومات لديها، وأعلنت مجموعة قرصنة مناصرة لأوكرانيا أنها شنت هجوماً إلكترونياً على الشركة أصابها بالشلل.