كتب أستاذ العلوم السياسية جان بيير فيليو أنه لا جدوى من الغضب من مشروع الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحويل قطاع غزة، بعد إخلائه من سكانه الفلسطينيين، إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، ما لم يترجم ذلك في معارضة سريعة تقوم بالتعبئة الاستباقية لصالح حل الدولتين.

وتساءل الأستاذ -في زاويته بصحيفة لوموند- عن الزعماء الذين يشعرون الآن بالغضب من تصريحات البيت الأبيض، ماذا فعلوا حقيقة خلال 16 شهرا لمنع حدوث هذا الظلم، وأين كانت الديمقراطيات الغربية عندما كان القصف والجوع يضربان السكان العالقين تحت الخيام؟ وأين كانت الدول العربية عندما كان أهل غزة يطالبونها بالتدخل لرفع الحصار؟

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ميديا بارت: مناورات الدولة الفرنسية لمنع توسعة مسجد نانتيرlist 2 of 2إعلام إسرائيلي: نحن نمشي في حقل ألغام وحماس ستطالب بأمور أخرىend of list

وذكّر الكاتب بأن ترامب لم يكتف بتأكيد عزمه على امتلاك القطاع الفلسطيني، بل أوضح أن سكان غزة لن يكون لهم الحق في العودة إليها، ليضيف بذلك كلاما لا يقل وحشية عما يعيشونه من واقع غير إنساني.

ومع أن ترامب -كما يقول- لا يتحمل أي مسؤولية مباشرة عن تحويل غزة إلى "موقع هدم" ضخم، فإن قراره بنقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس أثار موجة من الاحتجاجات الشعبية في غزة، قتل فيها العشرات في مايو/أيار 2018، في أثناء حفل نقل السفارة.

إعلان

ولم تحاول أي دولة استغلال تلك الاحتجاجات الشعبية في غزة لتحدي قبضة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هناك، كما لم تحاول أي دولة منع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من تأجيل الانتخابات العامة إلى أجل غير مسمى في أبريل/نيسان 2021، حسب الكاتب.

وكانت مسؤولية زعماء الاتحاد الأوروبي هائلة في حرمان الشعب الفلسطيني من الديمقراطية رغم أن الاتحاد هو المانح الرئيسي للسلطة الفلسطينية، مبررين ذلك باسم "استقرار" الأراضي الفلسطينية، وهو "استقرار" وهمي لأن الاستيطان مستمر في الضفة الغربية إلى جانب حصار غزة.

مصير أوروبا يتحدد في غزة

وعندما تحطم هذا "الاستقرار" الوهمي في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، لم يحاول أصدقاء إسرائيل المعروفون منعها من "الوقوع في فخ حماس"، بل رافقوها في حملتها لتدمير غزة، وهي أخطاء لا علاقة لترامب بها -حسب الكاتب- بل إن وصوله إلى البيت الأبيض فتح الباب لهدنة سمحت -رغم هشاشتها- بعودة مئات الآلاف من النازحين إلى أنقاض ما كان في السابق موطنهم.

أما الآن -يضيف فيليو- فإن الرئيس الأميركي يعلن "بوقاحته المعتادة" عن الحالة التي سمحنا جميعا لغزة بالغرق فيها، من خلال التغاضي عن تدمير هذه المنطقة وإبادة شعبها، كما تعطي حماس -بظهورها هناك من جديد- الحجة لقادة إسرائيليين وأميركيين لطرد سكان القطاع، بذريعة "النصر الكامل" على الحركة.

وإذا كانت وحشية ترامب تميل بشدة إلى فرض الأمر الواقع في غزة، فعلى العالم عكس هذا الواقع من أجل فتح آفاق المستقبل أمام أكثر من مليوني نسمة من سكان القطاع، ومن أجل استعادة الشرعية لنظام متعدد الأطراف مهتز للغاية.

وذكّر الكاتب في هذا السياق بقوله قبل عام إن "احتمال النصر الروسي في أوكرانيا يتزايد بطول أمد الحرب في غزة، بسبب الفجوة التي يخلقها ذلك بين الديمقراطيات الغربية والجنوب العالمي، والتي تتجاوز بكثير العالم العربي".

إعلان

وأمام رهان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على إعادة انتخاب ترامب، قال فيليو إنه استنتج قبل عام أن "مصير أوروبا سيتحدد في غزة"، وبعد مرور تلك الفترة "ها نحن أمام إملاءات ترامب في غزة وتحدي إنقاذ القانون الدولي"، كما يختم الكاتب.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات فی غزة

إقرأ أيضاً:

عبد المنعم سعيد: هناك اندفاع عربي وإسلامي متزايد لحشد التأييد الدولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية

تحدث الدكتور عبد المنعم سعيد، المفكر السياسي، على الضمانات لتنفيذ خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشان غزة، موضحًا أن الاتفاقيات بين الدول لا تتطلب دائمًا وجود طرف ضامن، مشيرًا إلى أن المصالح المشتركة هي التي تمثل في كثير من الأحيان الضمان الحقيقي لاستمرار تلك الاتفاقات.

وأضاف "سعيد"، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية كريمة عوض، ببرنامج "حديث القاهرة"، المٌذاع عبر شاشة "القاهرة والناس"، أن هناك مصلحة واضحة بين الولايات المتحدة والدول الخليجية يمكن أن تدفع باتجاه وقف الحرب في قطاع غزة وإنهاء المعاناة الإنسانية، موضحًا أن إسرائيل تكبدت خلال الحرب خسائر بشرية واقتصادية كبيرة، إلى جانب انقسام داخلي حاد وتصاعد موجات معاداة السامية في العالم.

صعوبة الجزم بمآلات الأمور

وأشار إلى أن حركة حماس باتت تشعر بأن وضعها الراهن ليس كما كان في بداية هجومها على إسرائيل في 7 أكتوبر، لافتًا إلى أن الأيديولوجية داخل الحركة بدأت تمهد لفكرة تسليم السلاح، رغم صعوبة الجزم بمآلات الأمور، موضحًا أن الحسابات العقلانية أصبحت السائدة الآن، وهناك متغيرات يمكن البناء عليها للوصول إلى اتفاق شامل لوقف الحرب، مشيرًا إلى أن إسرائيل وافقت على المبادرة التي تنص على عدم ضم الضفة الغربية.

مندوب مصر بالأمم المتحدة سابقًا: خطة ترامب في غزة تُجمّد الوضع ولا تضمن استمراره.. وتحفظات القاهرة قائمةبدء مشاورات وقف الحرب في غزة الإثنين المقبل وسط دعم أمريكي وزخم دبلوماسي

وشدد على أن هناك اندفاعًا عربيًا وإسلاميًا متزايدًا لحشد التأييد الدولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية، موضحًا أن محور صلاح الدين قد يكون أحد نقاط التفاوض في خطة ترامب بين حماس وإسرائيل، مؤكدًا على أن الأطراف المشاركة تسير حتى الآن بشكل متدرج ومنضبط وفق التسلسل الزمني لخطة ترامب للسلام، ما يعزز فرص الوصول إلى تسوية سياسية تنهي الحرب في غزة.

طباعة شارك ترامب غزة دونالد ترامب الرئيس الأمريكي خطة الرئيس الأمريكي عبد المنعم سعيد

مقالات مشابهة

  • محمد هنيدي يعلن عن مسلسل جديد بمشاركة الكاتب يوسف معاطي
  • بدء جلسات التفاوض غير المباشرة بين إسرائيل وحركة الفصائل الفلسطينية في شرم الشيخ
  • الأمير تركي الفيصل: الاعترافات بالدولة الفلسطينية نجاح للإنسانية
  • إعلام فرنسي: فلسطينيون يرون أن حكم بلير لغزة سيكون نكتة القرن
  • أسرة تحرير الوفد تهنئ الكاتب الصحفي جهاد عبدالمنعم بخطوبة ابنة شقيقته
  • انقسامات داخل الفصائل الفلسطينية تُهدد فرص تطبيق خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة
  • الشيطان يكمن في البنود الغامضة.. ماذا بعد موافقة المقاومة الفلسطينية على «خطة ترامب»؟
  • عبد المنعم سعيد: هناك اندفاع عربي وإسلامي متزايد لحشد التأييد الدولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية
  • مصير حماس إذا أصرت على البقاء في السلطة.. ماذا قال ترامب لـCNN؟
  • التمساح سيلاحقكم.. نتنياهو في مقابلة حصرية مع يورونيوز: المسؤولية تقع على حماس لقبول الاتفاق