الثورة نت:
2025-06-09@14:49:47 GMT

الهوية الإيمانية تحقيق لخير أمة أُخرجت للناس

تاريخ النشر: 18th, February 2025 GMT

 

 

الهوية الإيمانية تعني الالتزام بتعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة للرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، وكما أكد على ذلك الشهيد القائد -رحمه الله- :(عين على القرآن وعين على الأحداث)؛ لأن تحقيق خيرية الأمة لا يكون إلا بتلك الأسس لا بغيرها.
الهدف من العودة بالأمة إلى مراتب الخيرية معناه مواجهة الإجرام والفساد والطغيان بكل أشكاله وصوره ونشر قيم الخير والعدالة للناس جميعا، لأن الرسالة المحمدية رحمة للعالمين ((وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)).


الأمة التي تحافظ على هويتها مهما كانت هذه الهوية أو منطلقاتها أو توجهاتها هي التي تستطيع مقارعة الأمم الأُخرى في مضمار البناء الحضاري والتقدم والرقي، ولذلك هي جديرة بالاحترام، أما الأمة التي تستبدل هويتها بهوية زائفة أو لا تتناسب مع قيمها وعاداتها وتقاليدها، يسيطر عليها الآخرون ويسخرونها في خدمة أهدافهم بعد استعبادها وقهرها، وهو ما نشاهده اليوم ماثلاً في سيطرة الأمم وتكالبها على الأمة العربية والإسلامية.
لقد تناست الأنظمة العربية والإسلامية هويتها التي اختارها الله لها ((كنتم خيرامة أخرجت للناس)) وذهبت للبحث عن هويات الأمم الأخرى وبعضها اختارت العودة إلى الهويات الجاهلية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى .
الهويات الشرقية أو الغربية التي يريدها البعض_ بديلاً عن الهوية الإسلامية التي اختارها الله لهذه الأمة هي الأساس في النهوض لو لا فساد الأنظمة وعمالتها التي تريد خدمة أعدائها على حساب الهوية التي فيها عزتها ومجدها ورفعتها وكرامتها.
عندما تستعير الأمم هويات غيرها، فإنها تمكن الاستعمار منها وهو ما يريده المستعمرون الجدد حتى يستفردوا بكل قطر على حدة، كما يفعل المستعمر اليوم الذي دجن الأنظمة ورهن قراراتها وإرادتها، وكانت غزة هي الضحية، فقد تكاتف عليها الإجرام والمجرمون من كل حدب وصوب وخذلتهم معظم الأنظمة العربية والإسلامية باستثناء محور المقاومة؛ بل وصل الأمر بهذه الأنظمة إلى دعم الإجرام والمجرمين من أجل إكمال جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، في سلوك لا يتفق مع الإسلام ولا مع العروبة ولا مع الإنسانية بصلة، مع أن الخذلان بين منزلتين كفر وإيمان وحق وباطل .
من الوثائق السرية التي تحدث عنها المبشر البريطاني -همفر- التي ترمي إلى تحطيم الإسلام والمسلمين خلال قرن واحد تتحدث عن الآتي:
البند(2): التعاون الأكيد مع فرنسا وروسيا في وضع خطة شاملة لتحطيم العالم الإسلامي من الداخل والخارج .
البند (6): زرع الأديان والمذاهب المزيفة في بلاد الإسلام وفق تخطيط دقيق واختيار البلدان المناسبة لكل دين منها؛ المذهب الشيعي يُقسّم إلى أربعة أديان؛ وجعل المذاهب الأربعة السنية أدياناً مستقلة لا ارتباط بينها؛ وإعادة الخلافات الدموية بينها؛ والدس في كتبها أنهم المسلمون وما عداهم كفار يجب قتلهم وإبادتهم.
كانت هذه خطط الإمبراطوريات الاستعمارية قبل دخول أمريكا على مسرح الحياة السياسية، بريطانيا في أوج قوتها وسلطانها ومثل ذلك فرنسا وروسيا وألمانيا وغيرها، وكانوا يطلقون على الخلافة العثمانية الرجل المريض الذي يجب إسقاطه والاستيلاء على الأراضي التي يحكمها ويسيطر عليها باعتبارها غنائم حرب .
الإسلام كان هو الرابط لكل تلك الأمم من إسطنبول شرقا إلى أدغال إفريقيا ومن بخارى إلى المحيط الأطلسي ومن هنا جاءت فكرة تحطيم الإسلام واللغة لتفتيت تلك الروابط حتى يسهل الاستيلاء عليها.
استعملت القوى الاستعمارية أساليب إحياء النعرات القومية والطائفية والإقليمية واللغوية واللونية وغيرها من النعرات الهدامة التي تستطيع من خلالها تفريقهم إلى قوميات وأقاليم ولغات ومع ذلك لازالت هناك صعوبة في تحقيق أهدافها، فمازال الإسلام كدين ورابط لشتات الأمة عائقا أمامها، لأن القرآن الكريم يوجه الأمة إلى الوحدة ((يايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن اكرمكم عند الله اتقاكم )) وهي الآيات التي تُليت في البيت الأبيض عقب تنصيب ترامب في ولايته الثانية.
اللغة العربية وُجهت ضدها الحرب بمنعها من الانتشار وتوسيع استخدام اللغات واللهجات المحلية والأجنبية وإحياء اللغات التي اندثرت مثل الامازيغية والآشورية والبابلية والفرعونية وغيرها إلى جانب الفرنسية والإنجليزية وغيرها من اللغات وتم تجنيد الكثير من المثقفين والمفكرين والأدباء والشعراء لتوجيه الاتهامات والعيوب للغة العربية ووصمها بأنها سبب التخلف والانحطاط والتخلف والرجعية، في إسفاف وسخف مدعوم وممول بالثروات والإمكانيات العربية.
أُنشئت المراكز والجامعات التي عهد لها بتخريج ناقمين على العروبة والإسلام وحظيت اللغات واللهجات الأخرى بكل أشكال الدعم والتشجيع وجعلت لغات عالمية ولغة تدريس وتعلّم العلوم في كل الجامعات العربية وحوربت جهود تعريب اللغات في العلوم والإدارة والوظائف، مما جعل مجتمعات وشعوب الوطن العربي والإسلامي لا تفترق عن المجتمعات الغربية وغيرها مع إهمالها للغة القرآن والعلم والإيمان.
لم تكتف الاستراتيجيات الاستعمارية بتوظيف الطوائف واستخدامها لتدمير المجتمعات العربية والإسلامية، تبدأ المسألة بتشجيع الأديان من يهودية ونصرانية وبوذية وغيرها وإعادة عبادة الأصنام واستجلابها وتأسيس ما سميت بالإبراهيمية وإضافة تنمية وتغذية الصراع بين الإسلام والمسلمين وهذه الأديان واستغلالهم والاستعانة بهم في تدمير الإسلام والمسلمين من خلال تجنيدهم تحت عناوين الاضطهاد الديني وبذلك يكونون عونا للأعداء على المسلمين.
ورغم انخراط كثير منهم في المشاريع الإجرامية، إلا أن بعضهم حفظ الود والاحترام للإسلام والمسلمين، حتى أن بعض القساوسة قال: لقد دمروا المسجد ولكني سأجعل الأذان من داخل الكنيسة وهو رد على ما قاله وزير المستعمرات البريطانية (لقد استرجعنا اسبانيا من الكفار-المسلمين-بالخمر والبغاء، فلنحاول أن نسترجع بلادنا بهاتين القوتين العظميين).
هم يعلمون ويدركون خطورة توظيف الخلافات في تدمير الأمم من خلال حروبهم الدينية فيما بينهم؛ وبينهم وبين المسلمين، فيما عُرفت بالحروب الصليبية، لذلك يعملون جاهدين على توظيف الخلافات بين المسلمين سنة وشيعة وسنة فيما بينهم وشيعة أيضا، فإذا دب الخلاف وتعمقت جذوره؛ كل يتعصب لمذهبه وطائفته وإمامه بعيدا عن الحق والعدالة والانصاف، وكما قال الإمام علي -كرم الله وجهه –”اعرف الحق بالرجال ولا تعرف الرجال بالحق؛ واعرف الحق تعرف أهله”.
لقد أثبت التحالف الإجرامي على غزة وفلسطين وغيرها من الحروب الإجرامية على الأمة أن هناك جيوشاً مُعدة ومنظمة تعمل لخدمة إثارة الخلافات المذهبية والدينية في كل شرائح المجتمع تحت مسميات علماء ومحاضرين وسياسيين تمت الاستعانة بهم في الدس وتسويق الخلافات وسخرت لهم كل الإمكانيات وفي مقابل ذلك تمت محاربة كل المنادين بالوحدة والتآلف وغزة كانت المقياس والأساس.
الخطط التي يعدها ويعمل عليها ساسة الإجرام شرقا وغربا ويستهدفون من خلالها الأمتين العربية والإسلامية، لا تخرج عن أساليب المكر والكيد والخداع التي عايشها النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم منذ بزوغ الدعوة الإسلامية وحتى انتصارها وسقوط الشرك وعبادة الأوثان وانهيار أعظم امبراطوريتين في ذلك الزمان؛ المنافقون والحاقدون يديرون الحرب من داخل المجتمعات الإسلامية بمختلف مسمياتهم وأديانهم -نصارى ويهود ومنافقين- ويتعاضدون مع القوى الخارجية مهما كانت، حيث أنهم يظهرون في كل محنة ويرجفون وفي كل نصر يصمتون .
في المسيرة القرآنية التي أسسها الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي -رحمه الله- نموذج يؤكد أن الحق لا يُهزم حتى وإن واجه الباطل والإجرام بكل إمكانياته الكبيرة، لأنها مسيرة تعتمد على الله ومن يكن الله معه فلن يُخذل أبداً قال الله تعالى ((ان ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون)) آل عمران-160 .

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

حكمة القيادة ووفاء الشعب من ذاكرة الأمة إلى نبض الحاضر في عيد الجلوس الملكي

صراحة نيوز ـ هدى نفاع

في كل أمة محطات تتجاوز في رمزيتها حدود التاريخ، وتستقر في وجدان الشعوب بوصفها مناسبات مجد وهوية وتجديد عهد وولاء.

وفي الأردن، يأتي عيد الجلوس الملكي، في التاسع من حزيران من كل عام، يجدد فيه الشعب الاردني ميثاق الثقة والانتماء والوفاء بينه وبين القيادة الهاشمية الرشيدة.
في هذا اليوم الوطني الخالد حين اعتلى جلالة #الملك_عبداللة_الثاني_بن_الحسين – حفظه الله ورعاه – الملك المعزز عرش المملكة، خلفًا لوالده العظيم الملك الباني الحسين بن طلال، طيّب الله ثراه، وفي لحظة تاريخية تجلّت فيها أسمى معاني الدستورية، والشرعية الملكية، والوفاء لمسيرة الحكم الهاشمي المستند إلى إرثٍ ضارب في الجذور، وعمق ديني وسياسي.

الهاشميون… من النسب الشريف إلى عهد الرؤية

العرش الأردني تجسيدًا لرسالة تاريخيّة فالعائلة الهاشمية التي تنحدر من الدوحة النبوية الشريفة، حملت منذ التأسيس مسؤولية بناء الدولة الأردنية الحديثة على مبادئ العدالة، والاعتدال، والكرامة، والاستقلال الوطني.
ومع انتقال الراية إلى جلالة الملك عبد الله الثاني، استمر هذا النهج، بل وازداد رسوخًا. فقد جاء جلالته إلى الحكم حاملاً رؤية جديدة للدولة العصرية، ركيزتها: الإنسان الأردني، وأفقها: المستقبل.
ربع قرن من القيادة الواعية والحكمة الثابتة
منذ الجلوس على العرش، أثبت جلالة الملك عبد الله الثاني، أن القيادة تقاس بعمق الأثر.
وعلى مدار أكثر من عقدين، لم يُعرف عن جلالته إلا الإخلاص للمسؤولية، والبصيرة في المواقف، والرحابة في الصدر تجاه شعبه. والحكمة المنوطة بالحنكة السياسيه.

قاد جلالته مشاريع الإصلاح السياسي والإداري والاقتصادي، ودفع برؤية التحديث الوطني في شتى القطاعات. زيارته إلى القرى والأطراف والمحافظات سياسة قيادة ميدانية، كانت الأقرب إلى نبض الشارع والإحن لشعبه.

خارج حدود الوطن، ظل جلالته عنوانًا للحكمة والاتزان. نال احترام العالم في كافة المحافل الدولية، بفضل مواقفه الثابتة في الدفاع عن الحق الفلسطيني، وفي مقدمة ذلك القدس الشريف، حيث حمل جلالته الوصاية الهاشمية بإيمان وقوة، مدافعًا عن مقدسات الأمة، وعن فلسطين مدينة الرسل والأنبياء

كما وقف الأردن، بقيادة جلالته، صامدًا في وجه العواصف والتحديات، وفي زمن تغيرت فيه ملامح دول حافظ الأردن على أمنه، ومنعته، ومكانته السياسية و الدبلوماسية.

عيد الجلوس… يوم الوفاء للمسيرة

إن عيد الجلوس وقفة إجلال وطنية نستذكر فيها أن هذه الدولة التي نفاخر بها العالم قد قامت على سواعد أبنائها، وعزم قادتها، وصلابة إرادتها.
هو يوم نقف فيه أمام الإنجاز، لا لنتغنى فحسب، بل لنجدد العهد: عهد الإخلاص، وعهد البناء، وعهد الوفاء وعهد الولاء الصادق للعرش الهاشمي المفدّى.

قول ملكي خالد لجلالة الملك عبداللة الثاني بن الحسين
(أنا فخور بكم، وبوعيكم، وإرادتكم، وإصراركم. وستبقون دائمًا مصدر الإلهام، وعنوان الأمل، وعصب المستقبل)

في عيد الجلوس الملكي، ماضون في البيعة بثبات، ونؤكد أن الوطن بقيادته الهاشمية سيظل مرفوع الجبين، وعزيزا شامخا مكللًا بالعز، محصنًا بالإرادة والعزم ومتجذرًا في الوفاء.

كل عام وجلالة الملك عبداللة الثاني بألف بخير، وكل عام والأردن بأمن وأمان وكرامة تحت راية أردنية خفاقة.

مقالات مشابهة

  • مباحثات مثمرة عقدها وزير الأوقاف اليمني مع عدد من نظرائه في الدول العربية والإسلامية
  • فعالية خطابية لإدارة أمن ذمار بذكرى الولاية
  • وكيل الملك بقلعة السراغنة يعلن فتح تحقيق في حادثة سير جماعة سور العز التي أودت بحياة 7 أشخاص 
  • الدويري: المقاومة بغزة تقود حرب استنزاف تختلف عن تلك التي قادتها الجيوش العربية
  • حكمة القيادة ووفاء الشعب من ذاكرة الأمة إلى نبض الحاضر في عيد الجلوس الملكي
  • ناكر: أسأل الله أن يوفقنا في تحقيق كافة الآمال والطموحات المرجوة
  • ماذا بعد العيد ونفحاته الإيمانية..؟
  • دوران ينفي الخلافات التي حدثت في غرفة الملابس.. فيديو
  • ضيوف خادم الحرمين يوثقون رحلتهم الإيمانية من جدة إلى عرفات ومزدلفة وصولاً لمنى ويعبّرون عن شكرهم للمملكة
  • الحوثي : يوجه دعوة عاجلة وتحذير خطير