لا يتصور الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن إعلان نيته تهجير الفلسطينيين من غزة، قد يعزز صمود سكان القطاع الذين عاشوا الإبادة الإسرائيلية على مدار 15 شهرا، وقاوموا كل أشكال الموت.

تصريحات الرئيس الأميركي وتمسكه بخطته، التي زلزلت المنطقة والعالم، دفعت سكان غزة المنكوبة إلى إلغاء فكرة السفر إلى الخارج طوعا، بل "جكرا في ترامب"، وهو مصطلح شعبي يعني العناد، على اعتبار أنه لا يملك السلطة لتهجيرهم قسرا.

وجلب مشروع ترامب، الذي يتمسك بفكرة أن "غزة لم تعد مكانا صالحا للسكن"، قصص التجذر بالأرض مهما بلغ العدوان والدمار الإسرائيليان عبر منصات التواصل الاجتماعي.

في كل مرة ترهبونهم بالموت والتهجير والنزوح يحدثكم أطفال غزة عن الحياة والأمل والبقاء والصمود.. pic.twitter.com/8YcZb5fBrK

— Khaled Safi ???????? خالد صافي (@KhaledSafi) February 17, 2025

واحدة من هذه القصص، حكاها الفلسطيني نبيل عيد الذي يعمل معلما، وقال إنه "منذ الشهور الأولى للمقتلة التي تعرضنا إليها، باشرت بتجهيز جوازات سفر لي ولأسرتي بقصد مغادرة قطاع غزة، وربما كنت قد عقدت النية بتقديم أوراق التقاعد المبكر وعدم العودة للقطاع ثانية، ليس هربا من الموت ولكن بحثا عن مستقبل أفضل لصغاري".

إعلان

وأضاف عيد -في منشور له عبر صفحته في فيسبوك- أنه بينما استعد للسفر، سيطر الجيش الإسرائيلي على معبر رفح ومنع حركة الدخول والخروج في مايو/أيار الماضي، لكن بعد تصريحات ترامب "قررت عدم المغادرة جكرا (عنادا) فيه".

ورغم عدم إخفاء نية الهجرة الطوعية عند البعض واعتبارها "ملاذ المواطن المنكوب في غزة، فإن قرار ترامب لتهجير سكان القطاع، سيغير تلك النوايا" كما كتبت نعمة حسن.

ورأى مدونون أن أقوى رد على تصريحات ترامب، خاصة بعد صمود الفلسطينيين لنحو 15 شهرا تحت آلة القتل الإسرائيلية، هو أن "غزة ليست للبيع" وأن الرئيس الأميركي أو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يستطيعان إجبار أكثر من مليوني مواطن على ترك وطنهم قسرا.

ولم يكن ترامب يظن أن الفلسطينيين سيردون على عرض التهجير بعبارة "شكرا ترامب"، فبعد محاولة إحباطهم بفكرة أن القطاع مكان غير صالح للسكن، رد مدونون بأن المشروع حفّز الغزّيين على البقاء في الأرض وإلغاء فكرة السفر إلى الخارج وإن كانت طوعا.

وظن ترامب بعد إمعان نتنياهو في حرب الإبادة على غزة، والتي أدت إلى استشهاد وإصابة نحو 160 ألف شخص، ودمار هائل لم يعرفه العالم منذ الحرب العالمية الثانية، بأن النكبة قد تُعاد، وأن كل الخسارات على مدار 15 شهرا قد تدفع الفلسطينيين لبيع غزة كما يتصور تاجر العقارات.

ووجه الفلسطيني يوسف شرف سؤالا لترامب: أتظننا نعطيك غزة هكذا بعد كل فاتورة الدم والعطاء؟ وبعدما أبادت إسرائيل 37 فردا من عائلتي، ودمّرت بيتي وأحلامي، بل اعتقلتني بعد حصار مستشفى الشفاء بمدينة غزة، ونال مني التعذيب على مدار 10 أشهر أسيرا.

وسأل شرف مرة أخرى: "هل تظن أننا بعد كل هذه الخسارات نبيع غزة؟.. يا أبله لم يعد لدينا ما نخسره سوى هذه الأرض التي تراها أنت ركاما، بينما نراها نحن فرصة ثانية للبناء وللبقاء وللتجذر مدى العمر، لسنا صفقة عقارية لأننا عقدنا مع الأرض صفقة أبدية".

"أمانة الله ما تفرجيهم دمعتك"
شاب غزاوي بعد لقائه بوالده لحظة تحريره من سجون العدو الصهيوني..

لنا الله يا أبطال، وحرية شعبنا وأقصانا قريبة يقيناً بالله.. pic.twitter.com/mtJPt6MLrb

— أدهـم ابراهيم أبـو سلميـة (@pal00970) February 16, 2025

إعلان

ومنذ 25 يناير/كانون الثاني الماضي يواصل ترامب ترويجه لمخطط تهجير الفلسطينيين من غزة إلى دول مجاورة مثل الأردن ومصر، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

ترامب يعرض صفقة على نتنياهو لإنهاء حرب غزة

كشفت هيئة البث الإسرائيلية، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة بشأن إنهاء محاكمة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تأتي في إطار "تحرك واسع النطاق" يهدف إلى إنهاء الحرب علي قطاع غزة.

وأوضحت المصادر أن مطالبة ترامب بوقف الإجراءات القضائية بحق نتنياهو عبر منصة "تروث سوشيال" لم تكن مجرد موقف شخصي، بل خطوة مدروسة تهدف إلى تهيئة الرأي العام الإسرائيلي لمرحلة ما بعد الحرب، وربما التمهيد لإمكانية إصدار عفو عن نتنياهو في سياق اتفاق سياسي أوسع.

ونقلت هيئة البث عن مصدر مقرب من نتنياهو أن دعوة ترامب جاءت بالتنسيق مع جهود أمريكية-إسرائيلية لبلورة تسوية شاملة، تتضمن وقفًا لإطلاق النار في غزة، وتغييرات محتملة في المشهد السياسي الإسرائيلي، مؤكداً أن الرئيس الأمريكي "يرى في نتنياهو شريكًا أساسيًا في تنفيذ خطته لإنهاء الصراع مع غزة وتوسيع اتفاقات التطبيع مع الدول العربية".

وتأتي هذه التطورات في ظل أنباء عن اتفاق وشيك بين واشنطن وتل أبيب ينهي الحرب في غزة خلال أسبوعين، مع إعادة هيكلة إدارة القطاع، وسط ضغوط عربية وأمريكية متزايدة.

طباعة شارك ترامب نتنياهو غزة

مقالات مشابهة

  • "تشمل غزة".. صفقة كبرى تُرسم بعد "ضربة إيران"؟
  • هيئة البث: تصريحات ترامب حول وقف محاكمة نتنياهو جزء من تحرّك إقليمي لإنهاء حرب غزة
  • أستاذ علوم سياسية لـ «الأسبوع»: تصريحات ترامب بشان وقف إطلاق النار في غزة غير كافية.. ويجب التحرك نحو خطة سلام شاملة
  • ترامب يعرض صفقة على نتنياهو لإنهاء حرب غزة
  • عاجل. البيت الأبيض: تصريحات خامنئي غايتها "حفظ ماء الوجه"
  • أحد مهندسي صفقة شاليط: ترامب الوحيد القادر على وقف حرب غزة
  • ترامب: المواد النووية الإيرانية تقع على عمق 35 طابقا تحت الأرض
  • فقدتُ ساقَيَّ الاثنتين: فلسطينيون يتسلقون جدار الفصل على أمل العمل
  • مقربون من الزمالك يعقدون جلسة مع عبد القادر.. وأسامة فيصل يرغب اللعب للأهلي
  • تصريحات حميدتي .. مثال للسذاجة السياسية