تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كان أبي رحمه الله صيدلانيًا يحب عمله. لم يكن أبدًا يخبر مريضًا يتلقى العلاج أنه مريض. بل كان يستبدل ذلك بجمل "وضعنا حلو. بناخد علاج عشان الوضع ما يبقاش أسوأ. لو مش عايز تاخده بلاش. بس ده الأفضل".. تلك الكلمات القليلة كانت تجعل المريض يأخذ العلاج ولا يبالغ في شراء أدوية أخرى لدعمه.
إن المباديء الأساسية في تسويق الوجع تعتمد على ما نسميه في نظريات التسويق بتخليق السلوك المستهدف. هناك طريقتان لذلك: الأولى أن يصور لك المسوق المنتج بأنه سر السعادة فيخلق لديك السلوك لامتلاكه كي تشيع دافعًا يسعدك، والثاني أن يصور لك أنك تنتهي وتنهار وتموت، وهذا المنتج سينقذك. إلا أن الثاني لا يحدث سريعًا مع الأسف. يقولون أن أصعب أنواع الموت هي الموت البطيء الذي يرتشفه الإنسان قطرة قطرة من كأس ممتليء جدًا. كلما زاد وجعك زاد استعدادك لامتلاك أي منتج يخفي هذا الوجع. لذا لن أوجعك اليوم فقط بل سأوجعك أطول فترة يمكنني أن أوجعك فيها كي تهرع لامتلاك علاج وجعك. لا يميل البشر لتصديق أنهم في خطر لدرجة التصرف الذي تمليه عليهم بسرعة. فهم يشعرون بالخطر، ثم يلجأون لطرقهم الخاصة أولًا، وحين يزداد التهديد يبدأون في البحث عن تجارب الآخرين، ثم حين يزداد مرة أخرى يبدأون في الاستماع للنصائح.
ألا ترون أن الزلازل والبراكين التي يتم التحذير منها لفترة قصيرة لا يستجيب الجميع لخطة النجاة كما تُملى عليهم فيها في كثير من الأحيان؟!. يكمن السبب الرئيسي في طول فترة الإيجاع في أن المنتج غالبًا لا يكون تأثيره بحجم علاج كل هذا الوجع. لذا فهو سيجد طريقه للسوق مرة واحدة وبشكل فائق الإنتشار. سيُباع كله خلال يوم أو يومين. سيزيد الطلب مرة أخرى قبل اكتشاف الحقيقة، ربما مرة أو مرتين، عليك حينها أن تتريث في الإنتاج لأنك لا تعلم متى سيعرفون أنك بالغت في تسويق الوجع مقارنة بتأثير المنتج. لذا تجد أن منتجات الطواريء تنفذ سريعًا بشكل غير مبرر أحيانًا.
الإعلام فى العالم يجيد تصوير المتلقي المريض. بل ويجيد إيهامه بأنه مريض حين لا يكون مريضًا. تثبت العديد من الدراسات أن المتلقين يصبحون أقرب من الإعلام في حالات الخطر، لذا قد يلجأ الإعلام في كثير من الأحيان لتخليق الخطر والتسويق له كي تقترب منه أكثر. وهو أمر غير أخلاقي بالمرة. إذ ليس من العدل أبدًا أن تصور نصف كوب "فارغ" ولا تذكر أن نصفه ممتلئً حتى لو كنت أنت لا ترى امتلاءه كإعلامي متشائم. أنت لا تقدم لنا رؤيتك للعالم طالما أنك لست صائع أكواب في هذا العالم. عليك أن تسأل صانع الكوب أولًا.
ترى ذلك جليًا حين يركز الإعلام على تصوير الألم الذي هو لاحق بك أو سيلحق بك قريبًا من حدث ما لا يتم تقديم معلومات حوله. تكون القصة الخبرية بداية حول حدث صغير حقيقي ينتهي بكل آثاره، ثم يستغل البعض ذلك في التهديد بآثارها الغير حقيقية دون الاستناد لحقائق أو معلومات أو متخصصين في المجال تحت عباءة "يقول البعض"، و"تنتشر أنباء حول" دون نسبة شيء لأحد. عليك أن تنتبه للرجوع لمصدر المعلومات حول كل شيء، لا سيما في عصر صارت مواقع التواصل الاجتماعي فيه بمثابة دار للإفتاء الاجتماعي والاقتصادي بلا رجال فتوى متخصصين في كثير من الأحيان. عليك ألا ترى الوجع وحدك في الحياة مهما حدث. ابحث دومًا عن المعلومة الموازية للوجع حينها ستستطيع أن تزن الأمر بشكل أقرب للموضوعية وربما لن تشعر بالوجع.
نجد حولنا بالتأكيد الكثير من الإعلاميين الشرفاء الذين لا ينساقون لتسويق أمور مؤلمة لمجرد تحقيق مكاسب شخصية أو مؤسسية. لكنني هنا أردت التنويه عن شيء يجب أن ندرسه ونحذر منه في وقت صار كل منا إعلاميًا يستطيع إعادة بث فكرة أو خبر. أسعد الله كل حياتكم بلا أوجاع.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الوجع
إقرأ أيضاً:
«خمسة لصحتك».. كيف تعرف أنك مريض ضغط.. وما هي طرق الوقاية؟
كيف تعرف أنك مريض ضغط.. ارتفاع ضغط الدم من الأمراض المنتشرة على مستوى العالم، وتعد أحد عوامل الخطر التى قد تؤدي للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والنوبة القلبية، وارتفاع ضغط الدم نادرًا ما يكون له أعراض، لذا، يُعرف بأنه «مرض صامت».
وتوفر « الأسبوع » لزوارها ومتابعيها كل ما يخص كيفية التعرف على أنك مريض ضغط، وذلك من خلال خدمة إخبارية شاملة يقدمها الموقع على مدار اليوم.
أعراض مرض الضغطفي الغالب لا تظهر أعراض واضحة لارتفاع ضغط الدم في البداية، ولهذا يعرف «بالمرض الصامت»، ومع ذلك قد يعاني بعض الأشخاص من أعراض عند ارتفاع الضغط بشكل كبير أو عند حدوث مضاعفات. يمكن أن تشمل هذه الأعراض: صداع شديد، نزيف الأنف، ضيق في التنفس، ألم في الصدر، دوخة، غباش الرؤية، اضطراب نبضات القلب، أو حتى الغثيان والقيء.
-الأعراض المحتملة لارتفاع ضغط الدم:-الصداع: صداع شديد، خاصة في مؤخرة الرأس أو أمام الأذنين، قد يكون علامة على ارتفاع الضغط.
-نزيف الأنف: قد يكون نزيف الأنف المتكرر علامة على ارتفاع ضغط الدم.
-ضيق التنفس: صعوبة في التنفس، خاصة عند بذل مجهود، قد تكون علامة على ارتفاع الضغط.
-اضطراب نبضات القلب: عدم انتظام ضربات القلب أو الشعور بخفقان القلب.
-الدوار: الشعور بالدوار أو الدوخة، قد يكون علامة على ارتفاع الضغط.
-اضطرابات الرؤية: غباش الرؤية أو تشوشها، قد تكون علامة على ارتفاع الضغط.
-الغثيان والقيء: قد تكون علامة على ارتفاع الضغط الشديد.
-التعب والارتباك: الشعور بالتعب والارتباك أو فقدان التركيز.
1. ممارسة النشاط البدني:
-ممارسة الرياضة بانتظام لمدة 150 دقيقة على الأقل أسبوعياً، مثل المشي السريع أو السباحة أو ركوب الدراجة.
-التمارين الهوائية تقلل من خطر ارتفاع ضغط الدم.
-قد تساعد تمارين القوة في خفض ضغط الدم.
2. المحافظة على وزن صحي:
-فقدان الوزن الزائد يمكن أن يقلل من ضغط الدم بشكل ملحوظ
3. اتباع نظام غذائي صحي:
-تجنب الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والصوديوم.
-الإكثار من تناول الفواكه والخضروات، والحبوب الكاملة، والبروتينات.
-تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم، مثل الموز والبرتقال.
-تجنب تناول كميات كبيرة من الملح.
4. الحد من الكافيين والكحول:
-الكحول والتدخين يساهمان في تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم.
5. الإقلاع عن التدخين:
-التدخين يضر بالأوعية الدموية ويزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم.
6. إدارة الإجهاد والتوتر:
-الحصول على قسط كافٍ من النوم.
7. الفحوصات المنتظمة:
-إجراء فحوصات منتظمة لضغط الدم، خاصة إذا كان هناك تاريخ عائلي لارتفاع ضغط الدم.
-علاج أي حالات صحية أخرى قد تساهم في ارتفاع ضغط الدم، مثل السكري.
8. تجنب التعرض للهواء الملوث:
-يُنصح بتقليل التعرض للهواء الملوث، حيث يمكن أن يؤثر ذلك على صحة القلب والأوعية الدموية.
اقرأ أيضاًابحث عن بدائل صحية.. مخاطر الملح على مرضى الضغط
«ارتداء ملابس خفيفة وبقاء الجسم رطب».. نصائح مهمة لمرضى الضغط أثناء الموجة الحارة
في ظل ارتفاع درجات الحرارة.. نصائح لمرضى الضغط المنخفض تجنبا للإغماء