حاكم الشارقة يشهد تدشين منتجات غراس العضوية في الصوبات الزراعية
تاريخ النشر: 20th, February 2025 GMT
شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، صباح اليوم ،حفل تدشين منتجات شركة "غراس" التابعة لمؤسسة الشارقة للإنتاج الزراعي والحيواني "اكتفاء" من الفواكه والخضراوات العضوية الغير معدلة وراثياً في الصوبات الزراعية بمدينة الذيد.
وتجول سموه في الصوبات الزراعية التي تقع على مساحة ثلاثة هكتارات كمرحلة أولى، وتضم المرحلة 4 بيوت محمية، تبلغ مساحة البيت الواحد 4800 متر مربع، إضافة إلى المنطقة الزراعية الحقلية بمساحة 6800 متر مربع ويُقدر الإنتاج بـ 250 طناً سنوياً.
وشاهد صاحب السمو حاكم الشارقة مختلف أنواع الخضراوات العضوية المزروعة من الباذنجان والطماطم والخيار والكوسا والفلفل والجزر والبصل والشمندر والفاصوليا والبامية، إضافة إلى التوت الأزرق العضوي والذرة والكيل والبروكلي.
واطلع سموه على مخططات التوسع للبيوت المحمية المستدامة في مرحلتها الثانية التي ستمتد على مساحة 32 هكتاراً، وستضم مشاتل ومناطق زراعية مكشوفة، ومنطقة التعبئة والتغليف، ومصنع العسل بجانب سكن للطلاب ومكاتب إدارية وقاعة اجتماعات، وشبكة ري متطوّرة تعتمد التقنيات الذكية.
وتعرف صاحب السمو حاكم الشارقة على سير عمل المشروع وأبرز التحديات التي واجهت القائمين عليه منها التحديات المناخية، وتم تخطيها من خلال تركيب وحدات تبريد خاصة للبيوت الزراعية متعددة التقنيات تعمل بنظام ضغط الهواء الإيجابي، لتوفير تيار هواء يوفر درجة برودة ورطوبة مناسبتين، إضافة إلى حركة الهواء لتوفير مناخ ملائم لمختلف النباتات طوال العام بأحدث التقنيات المبتكرة.
وكان حفل الافتتاح قد استهل بكلمة ألقاها الدكتور خليفة مصبح الطنيجي رئيس دائرة الزراعة والثروة الحيوانية، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الشارقة للإنتاج الزراعي والحيواني "اكتفاء"، ثمن فيها جهود وإسهامات صاحب السمو حاكم الشارقة في الحفاظ على البيئة الثرية وتنمية القطاع الزراعي وصون البذور النادرة.
وتناول الطنيجي أبرز التحديات التي تواجه عملية التوسع وتطور الأنشطة الزراعية في الدولة والمنطقة بشكل عام وهي: قسوة الطقس مع الهواء الساخن والجاف، بالإضافة إلى ندرة المياه الصالحة للزراعة، مشيراً إلى أن الحلول سابقاً كانت عبر استخدام البيوت البلاستيكية التقليدية لإطالة الموسم الزراعي، ولكنها تعاني من ارتفاع استهلاك الطاقة والمياه للتبريد ولا توفر البيئة المثالية للأشجار ما يؤثر بشكل عكسي على المحاصيل والإنتاج.
وأوضح الرئيس التنفيذي لمؤسسة "اكتفاء" أنه من خلال التعاون مع أحد المهندسين المواطنين تم استخدام البيوت الزراعية المستدامة والتي لها قابلية التحكم في المناخ الداخلي والعمل بشكل كامل بالطاقة الشمسية إضافة للخصائص الفيزيائية للماء والهواء، من خلال تركيب وحدات تبريد تعمل بنظام ضغط الهواء الإيجابي ليوفر مناخا ملائما لمختلف النباتات طوال العام.
وأشار الطنيجي إلى أن الركيزة الأساسية للصوبات الزراعية هو استزراع "البذور المتوارثة"، والتي تم الحفاظ عليها عائلياً قبل الحرب العالمية الثانية ولأكثر من 50 عاماً، وتتميز البذور بالتنوع الوراثي العالي، وهي مفتوحة التلقيح، موضحاً أنه يمكن جمع البذور من الثمار الناتجة وزراعتها في العام التالي، مع الحفاظ على الخصائص الأصلية للنبات، مما يجعلها أكثر قدرة على التكيف مع الظروف البيئية المختلفة، وتنتج نباتات ذات نكهة غنية ومميزة.
وأوضح الرئيس التنفيذي لمؤسسة "اكتفاء" أن مشروع الصوبات الزراعية يُعد أول مشروع في المنطقة يزرع التوت الأزرق العضوي، وهو من المحاصيل ذات الفوائد العالية وذو طلب مرتفع بين الأجيال الشابة، مشيراً إلى أن حجم السوق العالمي يبلغ 2.5 مليار دولار وقيمة وارداته تصل إلى 19.5 مليون دولار في الإمارات، كما سيتم استخدام التوت الأزرق لاحقاً في منتجات الزبادي بالفواكه في مزرعة ألبان مليحة.
وتناول الطنيجي الخطط التوسعية لمشروع الصوبات الزراعية والتي تأتي تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة، حيث ستبلغ التوسعة المقبلة 32 هكتارا، كما سيشمل التطوير على المشروع إعداد برامج تدريبية لطلاب كلية الزراعة بجامعة الذيد، وتدريب المزارعين والمحترفين على الزراعة المستدامة، وستتم تهيئة المزرعة لاستقبال الجمهور والرحلات المدرسية لتوفير تجربة ترفيهية ومعرفية.
أخبار ذات صلةواختتم الرئيس التنفيذي لمؤسسة "اكتفاء" كلمته مخاطباً صاحب السمو حاكم الشارقة، قائلاً: إن ما تقدمونه ليس مجرد جهود مؤقتة، بل رؤية استراتيجية بعيدة المدى، تؤسس لمستقبلٍ أكثر اخضراراً، وأكثر ارتباطاً بجذورنا وتراثنا الزراعي العريق، لقد أعدتم تعريف العلاقة بين الإنسان والطبيعة، وجعلتم من الزراعة رسالةً للحفاظ على الأرض، والهوية، والاستدامة، وامتد الأمل لأجيالٍ قادمة.
وشاهد صاحب السمو حاكم الشارقة والحضور مادة مصورة بعنوان "قصة زراعة المستقبل"، والتي تناولت بداية الصوبات الزراعية والجهود التي تمت منذ الحصول على البذور الغير معدلة وراثياً وصولاً لزراعتها وانتهاءً بحصد المحاصيل، والأنظمة الحديثة الذكية المستخدمة في الزراعة والتي توفر للنباتات البيئة المثالية وتكون صديقة للبيئة.
من جانبها ألقت فريش إميلمان من النمسا، وهي مدافعة عالمية معروفة عن البذور المتوارثة وغير المعدلة وراثياً، كلمة عبرت في بدايتها عن سعادتها بالتواجد في الشارقة وأن تكون جزءا من هذه المبادرة الكبيرة التي تُعد إحدى الممارسات الزراعية الفريدة في العالم.
وتحدثت إميلمان عن أنواع البذور وطريقة الحفاظ عليها من التعديل والمبادرات العديدة التي تساهم في تحقيق الأمن الغذائي والاستدامة الزراعية، متناولةً أبرز التحديات التي تواجه المزارعين في هذا القطاع للحصول على أغذية ومحاصيل سليمة غير معدلة وراثياً وخالية من الكيماويات للأجيال القادمة.
واختتمت فريش إميلمان كلمتها موجهةً شكرها وتقديرها لصاحب السمو حاكم الشارقة على جهوده الكبيرة في القطاع الزراعي، وحرصه الشديد على توفير غذاء آمن للمجتمع، متمنيةً التوفيق للجميع في إكمال مسيرة التطوير في المجال الزراعي.
واستعرض الحفل مادة مصورة عن مزرعة فريش إميلمان في النمسا وتطورها لتصبح بنكاً للبذور، إضافة إلى تعاونها المستمر مع الدول الأوروبية والعالمية، وفوزها بجائزة أفضل مزرعة وشركة إنتاج بذور عضوية في أوروبا، وصاحبة شركة "Rainsaat" التي تزود مؤسسة اكتفاء ببذور الإرث.
وتفضل صاحب السمو حاكم الشارقة بتكريم النمساوية فريش إميلمان مقدماً لها درعاً تذكارياً تقديراً لجهودها وتعاونها الكبير مع إمارة الشارقة.
ويهدف مشروع الصوبات الزراعية إلى إنشاء مجتمعات زراعية تنموية متكاملة وإنتاج منتجات زراعية عضوية ذات جودة عالية، وتبرز أهميتها بوصفها إحدى أهم التقنيات الحديثة التي نجحت في توفير ظروف نمو مناسبة، وحماية المحاصيل من تقلبات الطقس والآفات، وساعدت على إنتاج أنواع مختلفة من الخضراوات، وفي غير مواسمها المعتادة.
ويعمل المشروع وفق أحدث التقنيات التي وصلت إليها التقنية الزراعية بهدف زيادة الإنتاج الزراعي زراعة عضوية خالية من الكيماويات مع زيادة كثافة النباتات وإنتاج ثمار ذات مواصفات تسويقية عالية، وتقليل الاستهلاك في كميات مياه الري المستخدمة وتنظيم عملية الري.
حضر حفل تدشين بجانب صاحب السمو حاكم الشارقة كل من: الشيخ خالد بن عصام القاسمي رئيس دائرة الطيران المدني، ومعالي عبدالله بلحيف النعيمي رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، وعدد من كبار المسؤولين ورؤساء الدوائر والهيئات المحلية وأعيان المنطقة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الزراعة سلطان القاسمي حاكم الشارقة صاحب السمو حاکم الشارقة الرئیس التنفیذی لمؤسسة الصوبات الزراعیة إضافة إلى
إقرأ أيضاً:
زيارة ترامب للإمارات.. نقاط مفصلية وأرقام ترسم ملامح المستقبل
في لحظة جمعت بين التاريخ والسياسة، استقبلت دولة الإمارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في زيارة رسمية استثنائية، عكست عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، ورسّخت موقع الإمارات كقوة إقليمية صاعدة وصاحبة رؤية مستقبلية.
استقبال بروح إماراتية أصيلة
منذ لحظة وصول ترامب، كان المشهد مختلفًا. فرق العيالة، أعلام ترفرف، أهازيج فخر وطنية، و”ندبة الشحوح” التي أدهشته، في لوحة تراثية أكدت على عمق الهوية الإماراتية وكرم الاستقبال. وفي لحظة إنسانية لافتة، تقدّمت الطفلة مريم الكعبي بباقة ورد إلى ترامب، في مشهد بسيط لكنه عميق الدلالة، يعكس ثقافة الترحاب الإماراتية، ويُجسّد حفاوة الاستقبال التي يُعدّ الإنسان الإماراتي جوهرها وأساسها.
رموز القوة الاقتصادية – مربان والنفط والاستثمارات
أثناء الزيارة، أبدى ترامب إعجابه بخام مربان، واصفًا إياه بأنه “الأفضل عالميًا من حيث الجودة والاستقرار”.
يُعد مربان، الذي بدأ إنتاجه من حقل “باب” في 1958، من أهم ركائز الطاقة في الإمارات، ويمثل اليوم أكثر من 50% من إنتاج النفط في الدولة، ما يعكس الثقة العالمية بقدرات الإمارات الإنتاجية واستقرارها.
الشراكة الاقتصادية بين الإمارات وأمريكا
الزيارة جاءت محمّلة بحزمة من الاتفاقيات والصفقات التي تعكس تحول العلاقة من تحالف سياسي إلى شراكة اقتصادية وتكنولوجية شاملة:
1.4 تريليون دولار: استثمارات إماراتية في أمريكا على مدى 10 سنوات.
200 مليار دولار: صفقات شملت قطاعات التكنولوجيا، الطاقة، المعادن، والطيران.
60 مليار دولار: مشاريع طاقة بين “أدنوك” وشركات أمريكية.
4 مليارات دولار: استثمار في مصنع لصهر الألومنيوم بأمريكا.
28 طائرة: صفقة لطائرات بوينغ.
شراكات في قطاع الرقائق الإلكترونية والتقنيات الدقيقة.
قفزة في الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المستقبل
أعلنت الإمارات، ضمن فعاليات الزيارة، عن إنشاء أكبر مجمع للذكاء الاصطناعي خارج أمريكا في أبوظبي، بسعة تشغيلية 5 غيغاوات، في مشروع يمثل نقطة تحول نوعية.
هذا الإنجاز يُجسّد رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة،”حفظه الله”، وتُترجم عمليًا تحت إشراف سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، الذي يقود ملف الذكاء الاصطناعي بخطى استراتيجية، محولًا الطموح إلى مشاريع تكنولوجية عملاقة.
وليس من قبيل المصادفة أن تكون الإمارات اليوم بالمرتبة الثالثة عالميًا بعد أمريكا والصين في هذا المجال، فقد وضعت الدولة استراتيجية وطنية تقوم على امتلاك المعرفة وصناعتها ، وتمكين الكفاءات وتوطين الابتكار.
بناء الإنسان… استثمار في الأجيال
هذه الرؤية ليست وليدة اللحظة، بل تجسيد لتوجه استراتيجي يؤمن بأن الاستثمار الحقيقي هو في الإنسان.
كل مشروع تم توقيعه، وكل شراكة أُطلقت، تصب في خدمة تمكين الأجيال الإماراتية القادمة، وتعزيز دورهم في قيادة المستقبل بثقة.
رسالة وفاء… مستشفى كند
في لحظة صادقة، استحضر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قصة الطبيبين الأمريكيين اللذين أسسا أول مستشفى حديث في العين – مستشفى كند، مشيرًا إلى أنهما كانا من المبشرين التابعين للكنيسة.
لم تكن هذه الإشارة عفوية، بل رسالة بليغة بأن التسامح في الإمارات لم يكن شعارًا طارئًا، بل ممارسة راسخة منذ عهد الشيخ زايد.
فالوطن كان مفتوحًا لكل من جاء حاملاً الخير، والدين لم يكن يومًا حاجزًا، بل جسرًا للتعايش والبناء المشترك.
هكذا عرف العالم الإمارات: وطنًا يحتضن الاختلاف، ويصنع من الإنسانية المشتركة أساسًا للنهضة.
كلمات ترامب في حق قائدنا صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان
في حديثه، وصف ترامب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بـ”القائد الحكيم والمحارب العظيم”، مضيفًا: “ما لم يعرفه العالم عنك، أنك شاركت في حروب عديدة شخصيًا. أنت محارب عظيم، رجل قوي، صاحب رؤية ثاقبة، تُعرف بمصداقيتك وعبقريتك”.
شهادة صادقة من رئيس أمريكا في حق قائد عربي عظيم، تحمل اعترافًا بدور “رجل السلام” صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد في صياغة استقرار المنطقة، وقيادة بلاده نحو موقع عالمي متقدم.
وسام زايد… تكريم إماراتي رفيع
تقديرًا لهذه الشراكة وتعزيزًا للعلاقات، منح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الرئيس ترامب وسام زايد، أعلى وسام في الدولة، كرمز للوفاء والعرفان، وإشارة إلى أن الإمارات لا تنسى من يمد لها يد التعاون الصادق.
الخاتمة
لم تكن زيارة ترامب مجرد محطة رسمية، بل إنها فصل جديد من فصول الحضور الإماراتي العالمي.
من التراث والهوية، إلى الطاقة والذكاء الاصطناعي، ومن الشراكة إلى الوفاء… قالت الإمارات كلمتها للعالم:
هنا نصنع المستقبل، وهنا تُكتب القصة… بثقة، بهُوية، وبسواعد عيال زايد.