لجريدة عمان:
2025-06-20@22:44:14 GMT

بناء ثقافة الاستثمار في البورصة لدى الأفراد

تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT

يعد الاستثمار في قطاع الأوراق المالية واحدا من مجالات الاستثمار التي تحقق عائدا جيدا للمستثمرين، غير أن هناك أساسيات لا بد للمستثمرين وخاصة المستثمرين الأفراد التركيز عليها قبل شراء هذا السهم أو ذاك؛ لعل في مقدمتها أن البورصات معرضة للهبوط وتراجع أسعار الأسهم، وأن هناك العديد من العوامل التي تؤثر على البورصات صعودا وهبوطا، وعلى هذا فإنه على المستثمرين الأفراد إدراك هذه الحقائق حتى يستطيعوا بناء محافظ استثمارية مستقرة.

وقد شهدنا خلال الأسابيع الماضية تراجعا محدودا في السيولة، دفع العديد من المستثمرين الأفراد للاعتقاد بأن بورصة مسقط تواجه تحديات جسيمة، وأن على إدارة البورصة حث الصناديق والشركات الاستثمارية الكبرى على ضخ مزيد من السيولة في البورصة، وعلى الرغم من الجهود التي تم بذلها خلال الأشهر الماضية، لتنشيط البورصة من خلال 6 مبادرات تبنتها بورصة مسقط بالتعاون مع جهاز الاستثمار العماني، إلا أن هذا لا يعني أن النتائج سوف تتحقق بين ليلة وضحاها، كما أن أهداف الصناديق والشركات الاستثمارية تتحدد وفقا لتوجهاتها، وليس من خلال ضغط أي جهة أخرى.

ولعله من الملاحظ أن كثيرا من المستثمرين الأفراد يرغبون في تحقيق ربح سريع وكبير، فإذا اشتروا السهم اليوم بـ100 بيسة يريدونه أن يرتفع خلال أسبوع أو أسبوعين بنسبة 100%، وإن لم يتحقق ذلك فإنهم يعتبرون الاستثمار في البورصة غير مجدٍ، وهذا واحد من الأخطاء التي يقع فيها المستثمرون الذين يضعون سقفا مرتفعا من الأحلام، ويتناسون أساسيات الاستثمار في قطاع الأوراق المالية، التي من أبرزها أن الاستثمار في هذا القطاع هو أكثر مجالات الاستثمار تقلبا؛ فقد تحقق اليوم ربحا بنسبة 100% ولكنك أيضا قد تخسر غدا بنسبة 100%؛ وهذا يعني أن استراتيجيات الاستثمار في البورصة ينبغي أن تكون مبنية على الحقائق ونتائج الشركات وأداء الاقتصاد، وليس على الشائعات والمضاربات مع ضرورة استشارة الشركات المتخصصة والاستماع إلى وجهات نظرهم قبل الاستثمار.

هناك قضية أخرى مرتبطة بثقافة الاستثمار في البورصة، وهي أن البورصات لا يمكنها أن تصعد بشكل دائم، إذ لا بد لها من أن تتحرك صعودا أو هبوطا، وعلى المستثمرين اختيار وقت الدخول على السهم ووقت التخارج منه حتى يتمكنوا من تحقيق أهدافهم، والأهداف لا تكون دائما تحقق الأرباح، وإنما في بعض الأحيان تكون الأهداف هي تقليص الخسائر، كما أن المستثمرين طويلي الأجل يحققون عائدات جيدة من خلال توزيعات الأرباح التي تقرها الجمعيات العامة العادية السنوية، وليس فقط من خلال موجة صعود الأسهم، وقد شهدنا هذا العام توزيعات جيدة من معظم الشركات، ومع تحسن النتائج المالية التي أعلنت عنها شركات المساهمة العامة في النصف الأول من العام الجاري، فإنه من المتوقع أن يشهد العام المقبل توزيعات أفضل، كما أن إدراج أبراج لخدمات الطاقة في البورصة في مارس الماضي، وتوقعات طرح أوكيو لشبكات الغاز خلال الفترة المقبلة، واكتمال اندماج بنك صحار الدولي، وبنك اتش اس بي سي عُمان، وإعلان عدد من الشركات المدرجة في البورصة حصولها على عقود جديدة، وتحسن أداء الاقتصاد العماني، كلها عوامل مهمة من المتوقع أن تنعكس إيجابا على بورصة مسقط، وتسهم في استقطاب الاستثمارات الأجنبية التي تُعد أحد محركات البورصة، وهو ما ظهر جليا خلال الأسبوع الماضي من خلال إقبال المستثمرين الخليجيين والأجانب على الشراء لاقتناص فرص الاستثمار المتاحة.

إن اهتمام المستثمرين ببناء ثقافتهم الاستثمارية وفق الحقائق التي أشرتُ إليها سابقا، سوف يمكّنهم من تجاوز الكثير من تحديات الاستثمار في قطاع الأوراق المالية، ويجعلهم متفائلين بقدرتهم على تحقيق مكاسب جيدة، وبناء محافظ استثمارية مستقرة وذات عائد جيد.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الاستثمار فی البورصة من خلال

إقرأ أيضاً:

بنمو 373%.. رانيا المشاط : مصر الأولى إفريقيًا في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر

سجّلت مصر أعلى معدل نمو في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر على مستوى القارة الإفريقية خلال عام 2024، بنسبة نمو بلغت 373%، لتحتل المركز الأول إفريقيًا، حسب تقرير "أونكتاد" العالمي للاستثمار.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك بين وزارتي الاستثمار والتجارة الخارجية والتخطيط والتعاون الدولي اليوم الخميس ، أوضحت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، أن هذا الإنجاز يعكس التزام الحكومة بتعزيز بيئة الاستثمار من خلال أجندة إصلاحات طموحة تستهدف تمكين القطاع الخاص، وزيادة مساهمته في الناتج المحلي والصادرات.

وأضافت المشاط أن الإصلاحات الهيكلية والتحفيزات الموجهة قطعت شوطًا كبيرًا في تعزيز تنافسية الاقتصاد المصري، لافتة إلى أهمية استمرار التعاون الدولي لدعم الاستثمارات التنموية.

وأشاد التقرير بنجاح مصر في تجاوز التحديات الاقتصادية العالمية لتتصدر القارة، متفوقة على دول مثل إثيوبيا وكوت ديفوار وموزمبيق.


 

طباعة شارك التعاون الدولى الاقتصاد المصرى نركز مصر أفريقيا

مقالات مشابهة

  • ثقافة الغربية تحتفل بذكرى ثورة 30 يونيو وتواصل فعالياتها الصيفية
  • تعرف على أبرز الإجراءات الإسرائيلية لمنع انهيار البورصة.. متى جرى وقف التداول؟
  • وزير الثقافة: تطوير قاعة العرض المسرحي والسينمائي في قصر ثقافة بنها
  • وزير الثقافة خلال زيارته القليوبية.. ينفي خصخصة قصور الثقافة
  • بنمو 373%.. رانيا المشاط : مصر الأولى إفريقيًا في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر
  • وزير الاستثمار يتفقد عدد من الشركات بالمنطقة الحرة في مدينة نصر
  • جولد بيليون: الذهب يواصل التراجع في البورصة العالمية بعد تثبيت الفائدة الأمريكية
  • وزير الاستثمار والتجارة الخارجية يقوم بجولة تفقدية بعدد من الشركات بالمنطقة الحرة بمدينة نصر
  • إقرار نظام الاستثمار بالمدن الصناعية في سوريا
  • تكلفة أداء مناسك الحج بالنسبة للتنظيم الرسمي تتحدد بناء على الخدمات التي يتم توفيرها للحجاج المغاربة