تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية فى تحليل نشرته أمس الثلاثاء، أن الحوار السياسى حول أزمة المناخ قد شهد تحولا جديدا، مشيرة إلى أنه فى الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية التى تهيمن عليها قضية الهجرة، سعى المستشار الجديد المحتمل لأكبر دولة ملوثة فى أوروبا إلى طمأنة الناخبين بأن وزارة الاقتصاد لن تشغلها المنظمات غير الحكومية.

وبدلًا من ذلك، نشر المرشح المحافظ الرائد فريدريش ميرز على وسائل التواصل الاجتماعى أن الوزارة سوف يقودها "شخص يفهم أن السياسة الاقتصادية أكثر من مجرد تمثيل مضخات الحرارة".


انتقاد حزب الخضر


وأضافت "الجارديان" أنه لم يكن العمل المناخى موضوعًا بارزًا فى الحملة الانتخابية قبل الانتخابات الفيدرالية الألمانية يوم الأحد الماضي، إلا عندما استخدمته الأحزاب اليمينية لانتقاد حزب الخضر.
وكانت سخرية "ميرز" بمثابة نهاية هادئة للهجمات التى استهدفت مرشح حزب الخضر، روبرت هابيك، وزير الاقتصاد والمناخ الذى دفع بقانون غير شعبى لتعزيز التدفئة النظيفة، لكنها علامة على مدى تحول المحادثة السياسية حول العمل المناخي.
واتهم سياسيون من يمين الوسط واليمين المتطرف حزب الخضر بتحويل ألمانيا إلى "دكتاتورية بيئية" بسبب سياسات تحد من حرق الوقود الأحفورى أو تلزم الجمهور بتغيير سلوكه.


خطاب نارى من "ميرز"


وفى خطاب نارى ألقاه فى اليوم السابق للانتخابات، قال "ميرز": إنه سيمارس السياسة "من أجل الأغلبية القادرة على التفكير السليم، والتى تتمتع أيضًا بكل ما لديها من عقل... وليس من أجل أى من المجانين الخضر واليساريين". وقال "ميرز" لاحقًا إنه كان يشير على وجه التحديد إلى المتظاهرين المناهضين لليمين.
ولكن هذا ليس هو الحال مع انتخابات عام ٢٠٢١؛ حيث حرصت جميع الأحزاب، باستثناء حزب البديل من أجل ألمانيا اليمينى المتطرف، على التباهى بأوراق اعتمادها المناخية من خلال الالتزام بتنظيف الاقتصاد الألمانى بحلول منتصف القرن ومنع الكوكب من ارتفاع درجة الحرارة بمقدار ١.٥ درجة مئوية (٢.٧ درجة فهرنهايت) فوق مستويات ما قبل الصناعة.


الخطاب المناخى الألماني


وببعض المقاييس، نجا الخضر من التحول فى الخطاب المناخى الألمانى الذى يطلق عليه نشطاء المناخ "حملة شعواء". فقد سجلوا انخفاضًا أقل فى حصة التصويت مقارنة بشركائهم السابقين فى الائتلاف، الحزب الديمقراطى الحر الليبرالى والحزب الديمقراطى الاجتماعى اليسارى الوسطي، على الرغم من سنوات من الانتقادات السياسية وانخفاض الاهتمام العام بالعمل المناخي. كما خسروا عددًا أقل من الأصوات يوم الأحد مقارنة بالانتخابات الأوروبية العام الماضي، حيث انخفضوا قليلًا من ١٥٪ إلى ١٢٪.


الموجة الخضراء فى أوروبا


وأضافت "الجارديان"، لكن النتيجة، التى من المرجح أن تترك الخضر مستبعدين من الائتلاف المستقبلي، تشكل دليلًا آخر على أن الموجة الخضراء التى اجتاحت أوروبا قبل بضع سنوات كانت حالة شاذة، وليست الوضع الطبيعى الجديد. فقد طُرد الخضر من الحكومة فى النمسا وبلجيكا وأيرلندا فى الأشهر الأخيرة، وهو ما يعكس اتجاهًا حديثًا لمعاقبة شاغلى المناصب من جميع الأطياف السياسية فى صناديق الاقتراع.
وفى ألمانيا، تخلى الناخبون الشباب خاصة عن الحزب بأعداد كبيرة لصالح حزب اليسار، الذى فاز بنحو ١.٢ مليون ناخب من الخضر والحزب الاشتراكى الديمقراطي.
وفى بعض النواحي، تعد سياسة المناخ التى ينتهجها حزب اليسار أكثر طموحا من سياسة حزب الخضر؛ إذ يريد الحزب أن تصل ألمانيا إلى الحياد المناخى بحلول عام ٢٠٣٥ ــ بما يتماشى مع مطالب النشطاء مثل حركة "أيام الجمعة من أجل المستقبل". ويؤكد الحزب الحاجة إلى العدالة فى التحول فى مجال الطاقة.
وتشير تحليلات "سناب" إلى أن نجاحه غير المتوقع كان مدفوعًا باستهداف الشباب التقدميين وإدارة حملة ناجحة للغاية على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتقول جيسيكا هاك؛ أستاذة العلوم السياسية بجامعة هامبورج: "ركز اليسار على حملة تقدمية تركز على قضايا جوهرية مثل ارتفاع الإيجارات وارتفاع تكاليف المعيشة. وقد ساهم هذا أيضًا فى أدائهم القوى نسبيًا فى المراكز الحضرية، حيث يتلقى الخضر عادةً دعمًا كبيرًا".
وفى المقابل، تبنى الخضر موقفًا أكثر اعتدالًا ووسطية - وخاصة فيما يتعلق بقضايا الهجرة - وهو ما أثار انتقادات داخلية، وخاصة من الجناح اليسارى فى الحزب."
ورغم أن المناخ لعب دورًا ثانويًا فى قرارات التصويت، فمن المرجح أن تؤدى النتيجة إلى إبطاء سرعة التحول فى مجال الطاقة فى ألمانيا.
وينكر حزب البديل من أجل ألمانيا، الذى صعد إلى المركز الثانى بنسبة ٢١٪ من الأصوات، أزمة المناخ علنا.
كما هاجم الأحزاب الأخرى لاتباعها أجندة أيديولوجية "يسارية خضراء"، ووصفت زعيمته المشاركة أليس فايدل مؤخرًا توربينات الرياح بأنها "طواحين هواء العار".
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أزمة المناخ حزب الخضر من أجل

إقرأ أيضاً:

حزب التجمع يراجع قوائم المرشحين في الانتخابات البرلمانية

قرر المكتب السياسي لحزب التجمع في اجتماعه أمس السبت ، دعوة الأمانة العامة للحزب ، لإقرار قوائم  المرشحين على المقاعد الفردية في الانتخابات البرلمانية المقبلة.

رئيس برلمانية التجمع يعلن موافقته على قوانين انتخابات مجلسي النواب والشيوخ«الإسكان» تعلن جدول تسليم أراضي «بيت الوطن» بالتجمع السادس بدءًا من يوليو المقبلنيللي كريم تشارك تامر حسني الغناء والرقص بحفله بالتجمع الخامسالدقهلية: رفع 530 طن مخلفات بلدية وتجمعات قمامة بالمنصورة

وناقش المكتب السياسي ، خلال الاجتماع ثلاثة تقارير ، الأول عن المتابعة الشاملة، للجان الحزب في المحافظات - على مدى أكثر من عام - للوقوف على الوضع التنظيمي و الجماهيري على أرض الواقع .

وأكد المكتب السياسي ، على أهمية المتابعة هذه المرة، لافتا إلى أهمية دعم النشاط النوعي لاتحادي النساء والشباب، والاهتمام بالأنشطة ذات الطابع الثقافي والفكري، وتعظيم الأداء السياسي والجماهيري للحزب، استعدادا للاستحقاقات الانتخابية القادمة ، ومن بينها انتخابات المجالس المحلية ، وتأهيل كوادر الحزب للمشاركة فيها.

كما ناقش الاجتماع التقرير الثاني حول النشاط الجماهيري لـ " التجمع " خلال عام 2024، والذي جاء تأكيداً لرؤية الحزب فيما يتعلق بالحركة وفقًا للإمكانيات المتاحة، وركزت في أغلبها على إحياء الذاكرة الوطنية ، بخلاف مشاركة بعض الفئات في قضاياها النوعية .

وتطرق المكتب السياسي خلال مناقشة التقرير الثالث تحت عنوان " مصر في عالم متغير ومضطرب" ، إلى خطورة الوضع الإقليمي الراهن ، وتأثيراته على الامن القومي المصري ، في ظل هيمنة النظام الرأسمالي العالمي، وسعي الإمبريالية العالمية لفرض نفوذها على المنطقة العربية .

وأكد المكتب السياسي ، على أهمية توحيد الأحزاب والقوى الشعبية، في هذه الفترة الحاسمة ،في مواجهة المخاطر والتحديات الخارجية والداخلية، و دعم القيادة السياسية في موقفها الصلب الداعم للقضية الفلسطينية ، و المساند لجهود تحقيق الاستقرار في الدول العربية التي تشهد أزمات وصراعات، بما يحفظ وحدة أراضيها ومؤسساتها الوطنية، ويضمن عودة الحياة الطبيعية لشعوبها ، وكذلك أهمية احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، ورفض محاولات تقسيم المنطقة العربية أو إضعافها، والعمل على تعزيز التضامن العربي في مواجهة التحديات المشتركة.

طباعة شارك الحياة الطبيعية المنطقة الحياة

مقالات مشابهة

  • تحت رحمة المناخ| الأمن الغذائي الأوروبي في مهب التغيّر البيئي .. الكاكاو والقهوة والقمح في دائرة الخطر
  • سفير ألمانيا: منتدى القاهرة يهدف إلى التعاون من أجل دعم القدرة على التكيف مع تغير المناخ
  • حزب الاتحاد: نخوض الانتخابات بالنظام الفردي ومنفتحون على كل القوى السياسية
  • خطوة تأخرت كثيرا.. «خبير»: تقرير فرنسا عن الإخوان أوضح أنها جماعة تظهر غير ما تبطن
  • فنزويلا: الحزب الحاكم يفوز في الانتخابات البرلمانية والإقليمية
  • للحد من مخاطر المناخ.. خليفة: زراعة أول شجرة توت في مكتبة مصر العامة بالزيتون
  • وزيرة البيئة تشارك في احتفالية السفارة الألمانية بالفعالية المائة من محادثات القاهرة للمناخ
  • تراجع الدولار وصعود اليورو بعد تأجيل ترامب فرض الرسوم الجمركية على أوروبا
  • حزب مادورو يكتسح انتخابات فنزويلا والمعارضة تصفها بالمهزلة
  • حزب التجمع يراجع قوائم المرشحين في الانتخابات البرلمانية