بوتين: "بريكس" تعمل لتلبية تطلعات "الأغلبية العالمية".. وسنتخلص من الدولار قريبًا
تاريخ النشر: 23rd, August 2023 GMT
جوهانسبرج- رويترز
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تصريحات مُسجلة أمام قمة مجموعة بريكس المنعقدة في جنوب أفريقيا أمس الثلاثاء إن المجموعة تسير في طريقها لتلبية تطلعات مُعظم سكان العالم.
وأضاف "نتعاون على أساس مبادئ المساواة ودعم الشراكة واحترام مصالح بعضنا البعض، وهذا هو جوهر المسار الاستراتيجي لمجموعتنا و(هو مسار) موجه نحو المستقبل، وهو المسار الذي يُلبي تطلعات القسم الأكبر من المجتمع العالمي.
ويمثل أعضاء مجموعة بريكس، التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، أكثر من 40 بالمئة من سكان العالم. ومن المتوقع أن تناقش القمة إضافة أعضاء جدد، لكن بوتين لم يتطرق إلى هذه المسألة. ولم يتمكن بوتين من حضور القمة بسبب مذكرة اعتقال أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحقه في مارس بتهمة ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا.
ورفضت روسيا الاتهامات ووصفتها بأنها شائنة، وقالت إن هذه الخطوة ليس لها أي دلالة قانونية لأنها ليست عضوا في المحكمة الجنائية الدولية. لكن جنوب أفريقيا ضمن الدول الأعضاء في المحكمة، مما يعني أنها كانت ستضطر إلى اعتقاله إذا سافر إلى هناك.
وقال بوتين إنَّ القمة ستناقش بالتفصيل التبادل التجاري بين الدول الأعضاء باستخدام العملات المحلية وليس الدولار، وهي خطوة سيلعب فيها بنك التنمية الجديد التابع لمجموعة بريكس دورا كبيرا. وأضاف "يكتسب هدفنا المتمثل في التخلص من الدولار في علاقاتنا الاقتصادية زخما".
وتتزايد أهمية مجموعة بريكس بالنسبة لروسيا في وقت يواجه فيه اقتصادها عقوبات غربية بسبب الحرب في أوكرانيا، لذلك تتطلع موسكو إلى بناء علاقات دبلوماسية وتجارية جديدة مع آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.
وقال بوتين إن روسيا تسعى لتطوير مشروعين رئيسيين على وجه الخصوص، هما طريق بحري شمالي يضم موانئ جديدة ومحطات وقود وأسطولا كبيرا من كاسحات الجليد، وممر آخر يربط الموانئ الروسية بالمحطات البحرية في الخليج والمحيط الهندي.
وأضاف أن روسيا ستظل موردا غذائيا موثوقا به لأفريقيا وأنها تضع اللمسات الأخيرة حالياً على محادثات من شأنها توفير الحبوب مجانًا لمجموعة من الدول الأفريقية كما وعد في قمة عقدت في سان بطرسبرج الشهر الماضي.
وجاء هذا الوعد بعد انسحاب روسيا من اتفاق كان يسمح لأوكرانيا بتصدير الحبوب من موانئها على البحر الأسود وقصف موسكو موانئ ومخازن حبوب أوكرانية، مما دفع كييف والغرب إلى اتهامها باستخدام الغذاء سلاحًا في الحرب.
من جهته، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ لمجموعة بريكس إن الاقتصاد الصيني متين وإن أساسيات نموه على المدى الطويل لم تتغير. وشي موجود في جوهانسبرج لحضور قمة مجموعة بريكس، التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.
وجاءت تصريحاته في بيان معد قرأه وزير التجارة الصيني وانغ ون تاو في منتدى للأعمال.
ويثير بطء تعافي الاقتصاد الصيني بعد جائحة كورونا مخاوف عالمية خاصة في أسواق النفط، إذ يشير إلى احتمال ضعف الطلب من أكبر مستورد للخام في العالم.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: مجموعة بریکس
إقرأ أيضاً:
جنوب أفريقيا: لا يحق لأحد استبعادنا من مجموعة الـ20
قال وزير العلاقات الدولية والتعاون الجنوب أفريقي رونالد لامولا، اليوم السبت، إنه لا يحق لأي عضو استبعاد جنوب أفريقيا من مجموعة الـ20.
جاء ذلك في بيان ردا على إعلان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أنه سيدعو بولندا إلى قمة مجموعة الـ20 المقرر عقدها في ميامي عام 2026 بدلا من جنوب أفريقيا.
ورفض لامولا الاتهامات الأميركية لبلاده قائلا إن جنوب أفريقيا عضو مؤسس لمجموعة الـ20، ولا يحق لأي عضو استبعادها من المجموعة من جانب واحد.
وأضاف لامولا أن رئاسة جنوب أفريقيا لمجموعة الـ20 ترتكز على مبدأ إشراك الدول الأفريقية ودول الجنوب العالمي بوصفها شركاء متساوين.
وأشار إلى أن ممثلي العديد من الدول، بينها الهند واليابان وألمانيا وفرنسا، أشادوا بحسن التنظيم والضيافة خلال القمة التي استضافتها جوهانسبورغ.
كما اعتبر أن جنوب أفريقيا حققت تقدما كبيرا في جميع المجالات خلال الأعوام الـ30 الماضية، رغم تاريخها الاستعماري الذي يمتد لـ300 عام والصدمات التي سببها نظام الفصل العنصري، مشيرا إلى أن اقتصاد بلاده تضاعف خلال هذه الفترة.
وأكد لامولا أن بلاده لا تزال منفتحة على مواصلة الحوار مع الولايات المتحدة رغم كل شيء.
والأربعاء الماضي، اتهم روبيو الحكومة في جنوب أفريقيا بسوء الإدارة الاقتصادية والاستقطاب السياسي والفساد والموقف المناهض لأميركا في العلاقات الدولية.
وأشار إلى أن تراجع الاقتصاد الجنوب الأفريقي بسبب التمييز العنصري ضد البيض أدى إلى خروج جوهانسبورغ من قائمة أكبر 20 اقتصادا صناعيا في العالم.
اتهامات أميركيةوأعلن روبيو، الأربعاء الماضي، أن جنوب إفريقيا، التي اتهمها بـ الاحتيال والتخريب"، لن توجه لها الدعوة لحضور اجتماعات مجموعة الـ20 خلال رئاسة الولايات المتحدة، وأن بولندا سيتم دعوتها بدلا منها لتحتل "مكانها الصحيح في المجموعة".
إعلانتجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة غابت عن قمة مجموعة الـ20 التي استضافتها جنوب أفريقيا الشهر الماضي. وبرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب مقاطعته للقمة بوجود أحداث عنف تستهدف البيض في جنوب أفريقيا، وهو ما نفته الأخيرة.
وزعم ترامب أن البيض، الذين يشكلون نحو 8% من سكان جنوب أفريقيا، تعرضوا لإبادة جماعية وصودرت أراضيهم.
وفي مايو/أيار الماضي، منحت الولايات المتحدة صفة لاجئ لمزارعي جنوب أفريقيا البيض، كما أعلنت أنها تعتزم اختيار معظم اللاجئين البالغ عددهم 7500 لاجئ الذين تستقبلهم العام المقبل من المزارعين البيض في جنوب أفريقيا، بحجة التمييز العنصري المزعوم ضدهم.
يذكر أن البيض في جنوب أفريقيا ما زالوا يمتلكون أكثر من 70% من الأرض، بينما لا يمتلك السود في جنوب أفريقيا، الذين يشكلون نحو 80% من السكان، سوى 4% من الأرض، وفق تقارير إعلامية.
وأثار قانون نزع ملكية الأراضي 2024 الذي وقعه رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا في 24 يناير/كانون الثاني الماضي، جدلا واسع النطاق لأنه يجيز نزع الملكية دون تعويض لتسريع إعادة توزيع الأراضي.