استمرار الاشتباكات بين حزب العمال الكردستاني والجيش التركي رغم دعوات أوجلان لحل الحزب
تاريخ النشر: 28th, February 2025 GMT
العراق – استمرت الاشتباكات بين حزب العمال الكردستاني والجيش التركي في مناطق محافظة دهوك شمال العراق رغم الدعوات الأخيرة التي أطلقها زعيم الحزب عبد الله أوجلان لعناصر الحزب بإلقاء السلاح وحلّ أنفسهم.
وأفادت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي بوقوع اشتباكات في منطقة نهيل التابعة لقضاء العمادية في محافظة دهوك، حيث شن مقاتلو الحزب هجمات على مواقع الجيش التركي، وذلك في ظل ظروف جوية قاسية وتساقط كثيف للثلوج.
من جانبها، نقلت قناة “العربية” الإخبارية أن اشتباكات عنيفة اندلعت ليل امس الخميس/الجمعة بين مسلحي الحزب والقوات التركية على سفح جبل متين، ضمن قضاء العمادية شمال محافظة دهوك.
يأتي هذا في وقت دعا فيه أوجلان الحزب إلى عقد مؤتمر عام وحل نفسه، مؤكدا أنه يتحمل المسؤولية التاريخية عن هذا القرار.
وقد صدرت نسخة من بيان أوجلان باللغة العربية، أشار فيها إلى أن الأتراك والأكراد سعوا على مدى أكثر من ألف عام إلى “الحفاظ على وجودهم والصمود في وجه القوى المهيمنة، مما جعل التحالف القائم على الطوعية ضرورة دائمة لهم”.
وأكد أوجلان في بيانه على “الحاجة إلى مجتمع ديمقراطي”، معتبرا أن “الحلول القائمة على النزعات القومية المتطرفة، مثل إنشاء دولة قومية منفصلة، أو الفيدرالية، أو الحكم الذاتي، أو الحلول الثقافية، لا تلبي متطلبات الحقوق الاجتماعية التاريخية للمجتمع”.
المصدر: مواقع إخبارية
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
خطة عربات جدعون.. الجذور التاريخية والأهداف العسكرية
أقر المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر (الكابينت) مطلع أيار/ مايو 2025 خطة عملية "عربات جدعون" بهدف تحقيق حسم عسكري وسياسي في قطاع غزة، عبر عملية منظمة من 3 مراحل، مع استخدام 5 عوامل ضغط ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في محاولة لإرغامها على القبول باتفاق لتبادل الأسرى، وتفكيك بنيتها العسكرية. وبدأ الجيش الإسرائيلي تنفيذها عبر استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط.
البعد التلمودي التاريخي لاختيار هذا المصطلح حاضر بقوة من قبل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، إذ يعتبر جدعون واحد من الشخصيات العسكرية اليهودية العامّية، التي أضيفت إليها العديد من الأحداث والأساطير الافتراضية مع مرور الزمان، فهو في الأساس عامل معصرة، ثم أصبحت قصص بطولته تشبه الحقيقة مع تكرار الحكايات المفخّمة عنه. ويعود جدعون إلى سبط منشى بن يوسف، وهو من أبطال الإيمان لدى أصحاب الديانة اليهودية، وتعني كلمة جدعون بالعبرانية "الحاطب" أو الذي يقطع بشدّة، وهي كناية عنيفة مقصودة.
تهدف الخطّة إلى تحقيقٍ حسمٍ عسكريٍ وسياسيٍ في غزة، عبر عمليةٍ منظَّمة مِن 3 مراحل، مع استخدام 5 روافع ضغطٍ مركَّبةٍ ضد حركة حماس، في محاولةٍ لإرغامها على القبول باتّفاقٍ لتبادل الأسرى، وتفكيك بُنيتها العسكرية
تعود أصل قصص جدون وعشيرته كلها مع المديانيين المنسوبين إلى "مَدْيَن"، أحد أبناء إبراهيم من زوجته قطورة، وهم من سكان جنوب الأردن وجوارها وسيناء وشمال الحجاز. كان جدعون صارما لا يبالي بأحدٍ في شأن معتقداته، حتى إنه عندما دعاه ملاك الرب ليخلّص قبيلته من المديانيين الذين أذلّوها في جنوب الأردن وسيناء، هاجم جدون المديانيين برجاله الثلاثمائة من صفوة المنتخبين وانقضّ على ديارهم ليلا، وأعملَ فيهم السيف والقتلَ بلا رحمة. ولضمان تحقيق هذا النصر استدعى جدعون كل قبائل أفرايم ومنسى ونفتالى وأشير للإغارة على مدن المديانيين، فاضطربت أحوال المديانيين حتى حارب بعضهم بعضا، وفرّوا إلى الأردنّ نجاة بحياتهم.
وكان يتبنّى جدون منهج الإبادة كأسلافه، فكان جيش عشائره يقتل كل ذكر حتى لو كان صغيرا، ويقتلون الفتيات المتزوجات، كيلا يتكاثر المديانيون، ونهبوا جميع مواشي الميدانيين، وأحرقوا كل خيامهم ومساكنهم بالنار حيث وجدوهم.
على المستوى العسكري، منذ انهيار المفاوضات -بعد وصولها لطريقٍ مسدودٍ- تلوّح إسرائيل بورقة توسيع العملية العسكرية، لممارسة مزيدٍ مِن الضّغوط على حركة حماس. ومِن أجل الاستعداد لهذه المرحلة استدعى الجيش الإسرائيلي قواتٍ كبيرة مِن الاحتياط، وصادق المستويان السياسي والعسكري على خرائط العمليات العسكرية، التي أطلق عليها "عربات جدون") التي تهدف مِن خلالها إسرائيل للسيطرة على مزيدٍ مِن الأراضي في قطاع غزة، وإعادة حشر الكُتلة السكانيّة في منطقةٍ جغرافيةٍ صغيرةٍ، مع استمرار سياسة التجويع والحصار.
وتهدف الخطّة إلى تحقيقٍ حسمٍ عسكريٍ وسياسيٍ في غزة، عبر عمليةٍ منظَّمة مِن 3 مراحل، مع استخدام 5 روافع ضغطٍ مركَّبةٍ ضد حركة حماس، في محاولةٍ لإرغامها على القبول باتّفاقٍ لتبادل الأسرى، وتفكيك بُنيتها العسكرية.
وتصف افتتاحية هآرتس هذه الخطة بأنّها أداةٌ للبقاء السياسي لحكومةٍ منفصلةٍ، حوّلت الحرب إلى وصفةٍ للحفاظ على تحالف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، نحو أوهام التهجير والاستيطان والحُكم العسكري. ويرى محلّلون أنها امتدادٌ لنزعةٍ تَوراتيةٍ دمويةٍ تحكُم العقلية الاستراتيجية للحكومة والجيش الإسرائيلي.
على الورق، تبدو الخطّة شاملة، إذ تدمج حزمة مِن الضغوط العسكرية والدبلوماسية والإعلامية لضمان تحقيق أهداف إسرائيل، وعلى الرغم مِن أنّ إسرائيل لم تُحدد بالتّفصيل ترتيباتها المفضَّلة لِما بعد الحرب في غزة، فإن الخطّة تُبرز شروطا مسبقة محدَّدة لمرحلة "اليوم التالي"، وهي: القضاء على الفصائل الفلسطينية، وفرض السيطرة العسكرية الإسرائيلية على غزة، ونقل السكّان إلى جنوب غزة لتوزيع المساعدات الإنسانية هناك؛ وأخيرا: إطلاق سراح الرهائن. وتنقسم الحملة إلى ثلاث مراحل، تتشكّل جزئيا وفقا لقيودٍ سياسيةٍ وعمليةٍ، وهي:
تمثل خطة عربات جدون خطة عسكرية بمعان ورموز تلمودية توراتية، تحاول من خلال إسرائيل على المستوى السياسي والعسكري رفع معنويات جشيها الذي يواجه تحديات كبيرة في غزة، وتحقيق النصر العسكري المطلق كما يريد نتنياهو لضمان البقاء في السلطة بعد إخفاق السابع من أكتوبر
1- التّحضير والضّغط الأوليّ (قيد التّنفيذ)، وتتضمّن هذه المرحلة تدمير البُنية التّحتيّة العسكرية والإدارية لـ"حماس"، بالإضافة إلى تجهيز جنوب غزة لاستيعاب المدنيين النازحين وتقديم المساعدات الإنسانية بالتعاون مع شركاتٍ أمريكيةٍ، تحت حمايةٍ أمنيةٍ إسرائيليةٍ. وتُتيح هذه المرحلة لـ"حماس" فرصة الإفراج التدريجي عن الرهائن بموجب إطار عملٍ اقترحه المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف كشرطٍ مبدئيٍّ لوقف التّصعيد.
2- نقل السكّان: في هذه المرحلة تهدف إسرائيل إلى إعادة تموضعٍ المدنيين في غزة داخل مناطق محدَّدةٍ في الجنوب الغربي، تم "تطهيرها"، مع فرز وعزل عناصر "حماس".
3- المناورة البرّية: في المرحلة النهائية، تدخل القوّات الإسرائيلية المناطق التي تمّ "تطهيرها"، لتقضي على العناصر المتبقيّة مِن "حماس"، وتؤسّس وجودا عسكريا طويل الأمد.
تمثل خطة عربات جدون خطة عسكرية بمعان ورموز تلمودية توراتية، تحاول من خلال إسرائيل على المستوى السياسي والعسكري رفع معنويات جشيها الذي يواجه تحديات كبيرة في غزة، وتحقيق النصر العسكري المطلق كما يريد نتنياهو لضمان البقاء في السلطة بعد إخفاق السابع من أكتوبر.