لا يزال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواصل مناوراته وتهديداته باستئناف الحرب على قطاع غزة، مستغلا في ذلك عدم توصل مباحثات القاهرة إلى ما كان يصبو إليه، وهو تمديد المرحلة الأولى من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، الشرط الذي ترفضه حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

ووفق القناة الـ13 الإسرائيلية، سيبحث نتنياهو الليلة خيارات عسكرية عند انتهاء وقف إطلاق النار، وهو القرار الذي يأتي بعد محادثات القاهرة، التي قال مسؤولون إسرائيليون إنها "لم تكن جيدة".

وفي هذا السياق، يعتقد الكاتب المختص في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين أن "نتنياهو يضع المسدس على طاولة المفاوضات ويشحنه"، ولم يستبعد أن يقوم بمناورات عسكرية ميدانية فعلية، بعد أن تنتهي المرحلة الأولى من الصفقة، ولذلك يجب أخذ تصريحاته حول إمكانية استئناف الحرب بجدية.

غير أن موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي -يضيف جبارين- يتوقف على موقف الوسطاء، وخاصة المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف، الذي قال جبارين إنه كانت له تصريحات إيجابية تتعلق بضرورة الذهاب إلى مفاوضات المرحلة الثانية.. لكن هل سيعبأ نتنياهو بهذا الموقف؟ يتساءل المتحدث نفسه.

ولفت جبارين في السياق ذاته إلى أن البيت الأبيض أعطى قبل عدة أيام نوعا من التفويض لرئيس الوزراء الإسرائيلي ليدير هذه المرحلة وفق ما يراه مناسبا، وجاء ذلك على لسان الرئيس دونالد ترامب ومبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط ويتكوف.

إعلان

غير أن هذا التفويض الأميركي يبدو مكبّلا من الداخل الإسرائيلي الذي يطالب بإعادة الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية في غزة، حسب جبارين.

ومن جهته، يقول الباحث في الشؤون السياسية والإستراتيجية، سعيد زياد إن هناك "حالة انقلاب" على الاتفاق، لأن نتنياهو يريد أن يأخذ الأسرى لدى المقاومة ثم يكمل أهداف الحرب، ولا يريد الذهاب إلى المرحلة الثانية من الاتفاق لعلمه أن ذلك يعني بقاء حماس في الحكم وعلى الأرض، وأن الحرب ستتوقف تماما وينسحب الجيش الإسرائيلي من غزة.

وحسب زياد، يعمل الوسطاء حاليا على محاولة ضبط سياق التفاوض على المرحلة الثانية ومنح الأطراف الوقت اللازم لذلك، ورجح أنهم يسعون إلى تمديد المرحلة الأولى لأسبوعين على الأقل حتى يكون المناخ مناسبا لمفاوضات المرحلة الثانية، مشيرا إلى أن حماس لن تقبل بالإفراج عن أسرى مقابل تمديد المرحلة الأولى.

وكشفت هيئة البث الإسرائيلية أن الوسطاء حذروا إسرائيل من أنه إذا لم تبدأ محادثات المرحلة الثانية فلا تمديد لوقف النار.

وحول ما إذا كانت واشنطن ستسمح باستئناف الحرب في غزة، زعم تيم كوسنتين، نائب رئيس تحرير صحيفة " الواشنطن تايمز"، أن "الإدارة الأميركية لا تسيطر على إسرائيل، ولا يمكن أن تجبر نتنياهو على القيام بأي شيء".

لكنه أكد أن "نتنياهو يتعرض لضغوط أميركية كبيرة كي يواصل خط السير من أجل السلام"، مشيرا إلى أن ترامب حتى قبل استلامه السلطة كان يتعاون مع مصر وإدارة سلفه جو بايدن لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة.

وقال إن "حماس تريد أن تستمر كحزب سياسي ضمن الشعب الفلسطيني، لكن إذا كان الهدف هو السلام فلا بد أن تقبل بالتنحي".

وتنتهي غدا السبت المرحلة الأولى التي استمرت 6 أسابيع، وقد امتنعت إسرائيل عن الدخول في مفاوضات بشأن المرحلة الثانية، وتسعى لتمديد الأولى لاستعادة مزيد من أسراها في غزة دون التعهد بإنهاء الحرب.

إعلان

وقالت حركة حماس في وقت سابق إنه مع انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق، تؤكد الحركة "التزامها الكامل بتنفيذ كافة بنود الاتفاق بجميع مراحله وتفاصيله".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات المرحلة الثانیة المرحلة الأولى الأولى من فی غزة

إقرأ أيضاً:

معاريف: صيغة اتفاق غزة المعروضة حاليا رفضها نتنياهو مارس الماضي

كشفت صحيفة “معاريف” العبرية، في تقرير لها اليوم، أن التفاهمات التي يجري بلورتها حاليا بين إسرائيل وحركة حماس، بوساطة الولايات المتحدة وقطر ومصر، لا تمثل اختراقاً جديداً في مسار المفاوضات، بل تعكس تقريباً نفس الصيغة التي كانت مطروحة منذ مارس الماضي، والتي رفضها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في حينه.

وبحسب الصحيفة، فإن الجمود الذي أصاب هذا المسار خلال الأشهر الماضية لم يكن بسبب مواقف حماس فقط أو تطورات الساحة الإقليمية، بل ارتبط أيضاً بالحسابات السياسية الداخلية لنتنياهو، الذي كان يسعى لتفادي أي اتفاق قد يهدد استقرار ائتلافه الحكومي.

وأشارت الصحيفة، إلى أن حركة حماس التي دخلت منذ مارس في حالة من "لا شيء لتخسره"، لم تغير مطالبها الأساسية، التي تتمحور حول إنهاء الحرب أو الدخول في مفاوضات واضحة ومباشرة لتحديد شروط إنهائها، مع بعض التعديلات الطفيفة غير الجوهرية في صيغة الطرح.

وفي تطور لافت، وصل نتنياهو إلى العاصمة الأميركية واشنطن حاملا ما وصفته الصحيفة بـ"ورقة اتفاق" تقضي بالإفراج عن جزء من الأسرى الإسرائيليين لدى الحركة، في خطوة يعتقد أنها تهدف إلى تثبيت حكومته وتخفيف الضغوط الداخلية والدولية عليه.

وتطرح علامات استفهام حول ما إذا كان نتنياهو مستعداً هذه المرة للمضي قدماً في مسار تفاوضي فعلي، أم أن الخطوة لا تعدو كونها محاولة سياسية لتقليل حدة الانتقادات دون تغيير جوهري في الموقف الإسرائيلي.

طباعة شارك إسرائيل وحركة حماس إسرائيل حماس الولايات المتحدة وقطر ومصر بنيامين نتنياهو

مقالات مشابهة

  • حماس وإسرائيل تنهيان جلسة المفاوضات الثانية دون اتفاق
  • معاريف: صيغة اتفاق غزة المعروضة حاليا رفضها نتنياهو مارس الماضي
  • مسئولون أمريكيون لـ أكسيوس: ترامب يأمل في إنهاء حرب غزة خلال زيارة نتنياهو
  • الاستراتيجي للفكر: نتنياهو يسعى للخروج الآمن من أزمته الداخلية
  • نتنياهو يتجه للمضي قدما في اتفاق غزة رغم انقسامات حكومية حادة
  • «نتنياهو»: اللقاء مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى «اتفاق غزة»
  • وفد التفاوض الإسرائيلي يصل الدوحة وترامب يسعى للتوافق مع نتنياهو بشأن غزة
  • ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزة
  • الوفد الإسرائيلي يغادر إلى الدوحة وخلاف على 3 نقاط في اتفاق وقف إطلاق النار بغزة
  • نتنياهو يتوجّه اليوم إلى واشنطن لبحث اتفاق غزة