موقع 24:
2025-05-16@17:03:11 GMT

قراءات في لبنان الجديد

تاريخ النشر: 1st, March 2025 GMT

قراءات في لبنان الجديد

يذكّرني ما حصل ويحصل في لبنان، ولنسمِّه لبنان الجديد، بما كان يحصل في المراحل التمهيدية التي مهّدت لتحوّلات المنظومة الاشتراكية الطبيعية عبر الشاشات ومن الداخل شبه الجاهز وبعناصر مدرّبة وببرامج إعلامية. صحيح أنّ لبنان كان وتقدّم وقفز في الحريّة بشكلٍ هائل وجريء مثالاً للميديا ستيت إلى درجة أسميناه يوماً صاحب المقصلة التي تجرّأت على قطع رأس مونتسكيو القائل بأنّه السلطة الرابعة الخاضع للسلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية، لكنّ الصحيح أيضاً وأيضاً أنّ الحال يبدو اليوم في لبنان مضروباً بألفٍ ويوم، وبالأساليب والخطط والقرارات المصانة دوليّاً لإشباع العيون والآذان والإرادات دحضاً لكلّ تحريم أو إدانة أو حجب ما كان يُعرف بالمحرّمات.

باتت المحرمات التاريخية وكأنّها هندسة المستقبل، وتحقيق السياسات والقرارات الدولية وأخواتها خروجاً نهائياً من التاريخ الدموي الثابت والمُكلف.
لطالما زُجّت الأنظمة والدول والعقائد في أتون من الصراعات بوقود وأساليب حامية كانت تُذكي النيران والحروب المحمولة Portable بالحقائب من وطنٍ إلى آخر كان أقصاها ما شهدناه عبر كوارث «ربيع العرب». كانت تلك بصفتها مقدّمات جاذبة مدروسة لفتح الشهية على المستقبل المرسوم. كلّ ذلك كان يقدّم بتهذيب دولي وصور فاتنة بهيّة، وعلى شكل هدايا ملفوفة بالأفكار المتغيّرة والمتحيّرة وبالأوراق والمشاريع والمبادرات التي كانت تشقّ الطريق نحو العرب ترقّباً لوعودٍ من الأمن والاستقرار والفهم التاريخي الجامع والخبير بشؤون العرب والمسلمين المستقبلية. جاء ذلك كلّه تحت عناوين وأفكار جاذبة تلقّفناها وحاضرنا بها في الجامعات وعلى الشاشات أهمّها: "نهاية التاريخ" ثم "الشرق الأوسط الكبير" وصولاً إلى "صراع الحضارات"، وغيرها من العناوين العالمية التي اجتاحت بمؤلفاتها المجتمعات والأذهان. هكذا نفهم ونقبل واعين وفقاً لمنطق الدبلوماسية الدولية الكبرى كيف تنقلب الأزمنة والأدوار والعصور لتنفتح على تقطيب الجراح الفلسطينية والعربية المُزمنة ليتمّ تجميلها بحروب قاسية ودموية مكلفة جدّاً كما حصل في لبنان تعقبها دبلوماسيات دولية إقليمية ناعمة جديدة وجريئة أو مفروضة سبق رسمها قبل حصولها فرضتها الاستراتيجيات الجديدة في معاقلها الدولية بعيداً من المواقف المنتظرة المتراكمة لدى تقدّم العرب الذين باتوا كما شعوب العالم ينهلون وقد لا يناقشون ذوبانهم الهائل في ماء العولمة.
نعم، يتأرجح لبنان الجديد الذي اعتبرته مثالاً متحيراً بين التطور والتنوع في صفوف الدول غير المستقرة، بينما تُقيم "إسرائيل" وتتقدّم في نصوص الدول الكبرى بماضيها وحاضرها تلويحاً بمستقبلٍ يحمل الملامح التي تتجاوز بكثير ما كان يُسمّى أو يُعرف بالملامح التطبيعية.
كيف أفسّر هذا؟
لطالما كانت إسرائيل سجينة القوسين تدليلاً على عدم الاعتراف بها. يكفي استرجاع النصوص القديمة والراهنة لماماً تأكيداً لهذا الأمر. المسألة أكثر من مقدّسة كانت ولربّما ما زالت تستل طهارتها من المقدس. كنت تقرأ فلسطين أو فلسطين المحتلّة أو الأراضي المحتلة أو الغاصب الإسرائيلي، إلى تسميات أخرى لا حصر لها تنزّ بالتراجع الخجول الملفوف بالحيرة والتخلّي الساكت، لكنّ الجرح الفلسطيني لم يلتئم حتى الأمس في غزّة وجنوبي لبنان لكأنه الجرح العربي التاريخي فكراً وموقفاً توسّع وتعسّل وانحصر سانداً ومسنوداً من إيران في جنوبي لبنان أخيراً، وكأنه لم ولن يعرف اليباس ولا حتى الاسوداد منذ 1948 حتى يوم 18 فبراير(شباط)2025 موعد الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب اللبناني المدمّر الباحث عن المعمّر محتفظاً بخمس من التلال شمالي نهر الليطاني تطل على جنوبه في إسرائيل بانتظار تاريخ تطبيق القرار الدولي 1701 نهائياً وفق نصوصه الأممية المعقّدة، والذي اعتبر من أطول نصوص القرارات الدولية في تاريخ مجلس الأمن الدولي.

لنتذكّر أنّه منذ اتفاق كامب ديفيد وتداعياته في أوسلو ومؤتمر مدريد وصولاً إلى الغزو الأمريكي للعراق الذي عرّق التاريخ المعاصر، فاحت في الأجواء السياسية والإعلامية سيناريوهات تُبشّر بتجدد الكوارث الحاصلة في الخط الممتد بين النيل والفرات. إنّه الخط الممطوط نحو اليسار أو نحو اليمين وأقصى هندسته رسم المثلثات فوق رقعة الشرق لتتشابك وتتكامل لتؤلّف "موزاييك" من النجوم لتكتمل الحلقات عبرها، لتصل إلى نسيج البساط الدولي المفلوش فوق رقعة الشرق العربي.
لقد فات العديد من المفكرين العرب والباحثين أن دُور النشر العالمية والكتب والجامعات والخرائط أخرجت وتخرج من أدبياتها مفاهيم الحقوق والأوطان والمصطلحات القديمة في العصر الراهن، لتستبدلها بـ"الشرق الأوسط الجديد"، الذي غار لفترة لكنه لم يمُت أو يذوي بل يظهر قويّاً في زمن نسمع فيه وقع انكسار مصطلح "العالم الثالث"، وتفكك "العالم الثاني" اليوم أو ذوبانه في تجمّعٍ عالمي كبير تديره دول كبرى في تركيب العظمة المتجددة بين كبريات الدول في الشرق والغرب.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية لبنان فی لبنان ما کان

إقرأ أيضاً:

نهال كمال: رحلات علاج الأبنودي كانت كوابيس بالنسبة لي

حلت الإعلامية نهال كمال زوجة الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي وآية عبد الرحمن ابنة الأبنودي ضيوفا على الإعلامية منى الشاذلي في برنامج "معكم" المذاع على قناة "أون" .

إعلان الوفاة وترتيبات الدفن.. لأول مرة وصية عبد الرحمن الأبنودي مع منى الشاذليابنة الأبنودي: والدي كان مالي علينا الدنيا .. وزوجته: عاش رقيقا


وتحدثت نهال كمال عن رحلات علاج الأبنودي: "رحلات العلاج كانت كوابيس بالنسبة لي والأبنودي كان بيخاف إنه يتقال إنه بيلعب دور المريض".

وقالت نهال كمال: "الأبنودي كان بيحب يظهر قوي وكله حيوية، وفي آخر أيامه كان مريضا لكنه بيظهر قدام الناس إنه كويس لكنه كان بيبقى تعبان ومبيقدرش يلبس الشراب لوحده".

وتابعت نهال كمال: "الأبنودي قال في آخر أيامه إنه عايز يموت بسلام في الإسماعيلية".

وأكملت نهال كمال: "صديق له طلب منه السفر لفرنسا لعرض حالته على الأطباء هناك، وفعلا بدأ الأبنودي يعود لحياته الطبيعية واتكتبله عمر جديد". 
 

طباعة شارك الأبنودي عبد الرحمن الأبنودي منى الشاذلي معكم اخبار التوك شو

مقالات مشابهة

  • نهال كمال: رحلات علاج الأبنودي كانت كوابيس بالنسبة لي
  • كريم أنطون سعيد.. مسار حاكم مصرف لبنان من القانون إلى المالية
  • باسيل عن رفع العقوبات عن سوريا: يسقط حجة كانت تستعمل لبقاء النازحين في لبنان
  • أبو حيدر من دبي: ملتزمون بالمعايير الدولية لتجارة الألماس
  • جامعة الوادى الجديد تستقبل طلاب المدرسة الرسمية الدولية بالخارجة
  • الرئيس أحمد الشرع: سوريا لكل السوريين بكل طوائفها وأعراقها ولكل من يعيش على هذه الأرض المباركة، التعايش هو إرثنا عبر التاريخ وإن الانقسامات التي مزقتنا كانت دائماً بفعل التدخلات الخارجية، واليوم نرفضها جميعاً.
  • الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تصريح على متن الطائرة التي تقله إلى دولة قطر: رفع العقوبات عن سوريا أمر مهم لاستقرار منطقة الشرق الأوسط والرئيس السوري رائع ولديه الكثير من الفرص
  • متري اطلع الرئيس عون على نتائج اللقاءات التي عقدها في فرنسا وقطر
  • كانت المعركة، معركة الخوي، كسر عظم بحق، ولكنه عظم المليشيا
  • هل سيُسقط ترامب نتياهو بالتدريج ضمن الشرق الاوسط الجديد..؟.