مشروع Taara من جوجل.. ثورة في الإنترنت عبر أشعة الضوء
تاريخ النشر: 3rd, March 2025 GMT
تخيل مستقبلًا تُنقل فيه إشارات الإنترنت بسرعات فائقة عبر أشعة الضوء بدلًا من الكابلات التقليدية.
تسعى شركة جوجل لتحقيق هذا الحلم من خلال مشروعها السري "Taara"، الذي يجري تطويره داخل مختبر الأبحاث والتطوير "X" التابع لها.
وفقًا لـ ماهش كريشناسوامي المدير العام للمشروع، فقد خضعت شريحة Taara للاختبار على مدار 7 سنوات، ونجحت في تقديم خدمة إنترنت بسرعات مماثلة للألياف الضوئية، مما يفتح الباب أمام توصيل الإنترنت إلى المناطق النائية التي يصعب أو يكلف إيصال الكابلات إليها.
في إعلانها الأخير، كشفت جوجل عن الجيل الجديد من شريحة Taara، والذي يتميز بتقليل التعقيد والتكلفة مقارنة بالإصدار الأول، المعروف بـ Taara Lightbridge.
اعتمد الجيل الأول على مرايا وأجهزة استشعار وحركات ميكانيكية لتوجيه الضوء، بينما يستخدم الجيل الجديد برمجيات ذكية لتتبع وتصحيح مسار الشعاع الضوئي دون الحاجة إلى أجزاء ميكانيكية ضخمة.
وبفضل هذا التطور، انخفض حجم المكون الأساسي من حجم إشارة المرور إلى حجم ظفر الإصبع، وهو ما يمثل قفزة تكنولوجية قد تجعل الإنترنت الضوئي حقيقة ملموسة يستخدمها الملايين حول العالم.
يعمل النظام على مبدأ بسيط ولكنه دقيق للغاية؛ فعند تلاقي شعاعين من الضوء، تتشكل بينهما رابطة اتصال آمنة لنقل البيانات. يحتوي كل شريحة من الجيل الجديد على مئات من مصادر الضوء، بينما تتولى البرمجيات توجيه الشعاع وضمان وصوله إلى الوجهة الصحيحة.
سرعات فائقة في دقائق بدلًا من شهورعلى عكس كابلات الألياف الضوئية التي تتطلب مدًّا تحت الأرض لنقل البيانات، تعتمد Taara على حزمة ضوء غير مرئية يمكنها إرسال البيانات بسرعة تصل إلى 20 جيجابايت في الثانية ولمسافة تصل إلى 12.43 ميل (حوالي 20 كيلومترًا).
الأهم من ذلك أن إعداد النظام لا يتطلب سوى بضع ساعات فقط، مقارنةً بالأيام أو الأشهر التي تستغرقها عمليات تركيب الألياف الضوئية التقليدية.
تطبيقات مستقبلية بلا حدودترى جوجل أن "Taara" يمكن أن تكون حلاً اقتصاديًا لتوسيع خدمات الإنترنت إلى المناطق المحرومة، كما يمكن استخدامها في تكنولوجيا المركبات الذاتية القيادة لنقل البيانات بسرعة أعلى من أي وقت مضى. يقول كريشناسوامي: “الإمكانيات لا حدود لها، تمامًا كضوء نفسه”.
موعد الإطلاق.. وما بعدهمن المتوقع أن يتم طرح شريحة Taara رسميًا في عام 2026، وتدعو جوجل الباحثين والمبتكرين لاستكشاف تطبيقات جديدة لهذه التقنية عبر التواصل مع فريق المشروع عبر البريد الإلكتروني: [email protected].
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جوجل خدمة إنترنت المزيد
إقرأ أيضاً:
الضوء الأخضر للصهيونية: بين صمت الحكام وصرخة المقاومين
في الوقت الذي تُغرق فيه آلة الحرب الصهيونية قطاع غزة في أتون المجاعة والمجازر، وتستبيح الإنسان والحجر تحت مرأى ومسمع من العالم، تقف حركة حماس لتصرخ بمرارة ووجع: “الصمت المطبق لحكام أمتنا يشجع مجرم الحرب نتنياهو على المضي في سياسة التجويع والإبادة”. صرخة ليست مجرد احتجاج، بل هي إدانة موثقة للخذلان الرسمي العربي، الذي بات غطاءً سياسياً لواحدة من أبشع الجرائم في تاريخ البشرية.
ولم يكن السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي بعيداً عن هذا التوصيف، بل لخص بجملة مكثفة حجم المأساة الأخلاقية التي تعيشها الأنظمة الرسمية قائلاً: “بعض الأنظمة العربية تشجع العدو الإسرائيلي على مواصلة عدوانه على غزة، وهو ما يعطيه الضوء الأخضر للاستمرار في ارتكاب جرائمه”. وأضاف محذراً من العواقب: “التخاذل العربي له تأثير سلبي على الموقف الإسلامي؛ فإذا تحركت الأنظمة العربية بشكل جاد، لكان الكثير من الدول الإسلامية قد تحركت معها”.
الرسالتان، من حماس والسيد الحوثي، تتكاملان في جوهرهما: الاحتلال لا يستمد جرأته من قوته العسكرية فحسب، بل من هشاشة الموقف العربي وموات الضمير السياسي في أغلب العواصم الرسمية. وما كان للعدو أن يتمادى في القتل والحصار، لولا أنه وجد في خنوع بعض الأنظمة العربية تواطؤًا فعلياً، ووجد في صمتها مساحة آمنة للإفلات من المحاسبة.
إن هذا التوازي في الموقف بين فصائل المقاومة والقيادات المناصرة للمظلومين في الأمة، ليس مجرد تكرار في الكلام، بل هو تجسيد لوحدة البوصلة ووحدة المصير. إن الذين يصطفون مع فلسطين اليوم، كما هو حال صنعاء وقوى محور المقاومة، يعون تماماً أن المعركة ليست جغرافية فقط، بل معركة وعي ومبدأ وكرامة.
وفي مقابل هذا الموقف الأخلاقي الصلب، تزداد عورة الأنظمة المتخاذلة انكشافاً، ويصبح صمتها بمثابة “شهادة زور” على مجازر العصر. فهل يعقل أن تبقى غزة وحدها تحت الحصار والنار، بينما خزائن الأسلحة ومليارات الثروات مكدسة في العواصم التي تُمنع حتى من التعبير عن التضامن الحقيقي؟
في لحظة الحقيقة، تبرز المفارقة الصادمة: كلما علت صرخة المقاومين، ازداد صمت الخاذلين. وكلما نزف الجرح الفلسطيني، ازداد نتنياهو توحشاً، لأنه يدرك أن الضوء الأخضر الذي يناله لا يأتي فقط من واشنطن، بل من بعض العرب أنفسهم.
ختامًا، إن التاريخ لا ينسى، وغزة ستكتب بأشلاء أطفالها من كان معها ومن خذلها. والضمير الشعبي العربي والإسلامي لن يبقى إلى الأبد رهينة أنظمة لا تمثل إرادته، بل سيثور، وسينحاز كما فعل دائماً إلى الحق، إلى فلسطين، إلى غزة.