ثاني شركة خاصة بالعالم تنجح في الهبوط على سطح القمر
تاريخ النشر: 3rd, March 2025 GMT
حققت مركبة الهبوط القمرية "بلو غوست" التابعة لشركة "فايرفلاي إيروسبيس" -وهي شركة طيران خاصة مقرها تكساس- إنجازا مهما بالهبوط بنجاح على سطح القمر، مما يمثل لحظة محورية في استكشاف الفضاء.
وهذا يجعلها ثاني شركة خاصة تحقق هبوطا قمريا متحكما فيه، فقد كانت الأولى هي شركة "إنتويتيف ماشينز" التي تتخذ من هيوستن مقرا لها، والتي هبطت مركبة الهبوط "أوديسيوس" الخاصة بها العام الماضي، وكان الهبوط مصحوبا ببعض التحديات.
وقد بدأت رحلة "بلو غوست" الاستكشافية -التي تستمر 45 يوما- بإطلاقه في 15 يناير/كانون الثاني قاطعا مسافة هائلة تجاوزت 3.5 ملايين كيلومتر قبل دخوله مدار القمر في 13 فبراير/شباط.
وخلال هذه الفترة نفّذ المسبار سلسلة من المناورات الدقيقة للاقتراب من سطح القمر، وأكمل بنجاح تعديل مساره الأخير، ثم أصبح في وضع مثالي للهبوط بالقرب من "مونز لاتريل"، وهو تكوين بركاني يقع ضمن بحر الشدائد أحد الأحواض القمرية القديمة التي غمرتها الحمم البركانية قبل أكثر من 3 مليارات عام، وبعد ذلك نزلت مركبة الهبوط التابعة من مدارها القمري على وضع الطيار الآلي.
مركبة الهبوط القمرية "بلو غوست" مصممة لتوصيل الحمولات العلمية والتكنولوجية إلى سطح القمر، ويبلغ ارتفاع المركبة نحو مترين وعرضها قرابة 4 أمتار، وهي مجهزة بـ4 أرجل هبوط، مما يوفر الاستقرار عند الهبوط.
إعلانوفي مهمتها الأولى حملت المركبة 10 تجارب برعاية وكالة ناسا كجزء من مبادرة خدمات الحمولة القمرية التجارية (كليبس)، وهدفت هذه التجارب إلى دراسة جوانب مختلفة من البيئة القمرية، بما في ذلك خصائص التربة القمرية، والحقل المغناطيسي للقمر، وسلوك الغبار القمري.
كما تضمنت المركبة الهبوطية أدوات مثل المثقاب المصمم لقياس درجات الحرارة تحت السطح وجهاز يهدف إلى جمع عينات من تربة القمر للتحليل.
ويؤكد هذا الإنجاز على الدور المتزايد الذي تلعبه الشركات الخاصة في استكشاف الفضاء، وهو المجال الذي تهيمن عليه الوكالات الحكومية تقليديا.
ويوضح نجاح "فايرفلاي" جدوى البعثات القمرية التجارية، ويسلط الضوء على مرونة هذا النوع من الشركات، خاصة بالنظر إلى تعرّض "فايرفلاي إيروسبيس" قبل 8 سنوات لخطر الإفلاس.
وغالبا ما تقدم الشركات الخاصة نهجا مبتكرا وحلولا فعالة من حيث التكلفة لمهام الفضاء المعقدة، لأن طبيعتها التنافسية تدفع التقدم التكنولوجي والكفاءة التشغيلية.
أضف إلى ذلك أن سوق المهام الفضائية يتوسع بشكل كبير، بداية من نشر الأقمار الصناعية -وهو نطاق تهتم به كل دول العالم حاليا- ووصولا إلى السياحة الفضائية، وهو نطاق واعد مستقبلا.
كما أن الشراكات بين الشركات الخاصة والوكالات الحكومية -مثل برنامج "كليبس" التابع لوكالة ناسا- تمكن من تقاسم الموارد والخبرات وتسريع الجداول الزمنية للمهمة وتوسيع البحث العلمي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان مرکبة الهبوط سطح القمر
إقرأ أيضاً:
جهود القاهرة تنجح في التهدئة.. اتفاق شامل يدخل حيز التنفيذ في غزة (فيديو)
أكد اللواء محمد عبد الواحد، الخبير الأمني والاستراتيجي، أن الفرحة التي عمّت شوارع قطاع غزة وامتدت إلى الملايين حول العالم بعد نجاح مفاوضات شرم الشيخ، لا يمكن وصفها، موضحًا أن هذا النجاح جاء نتيجة تحركات سياسية ودبلوماسية واسعة استمرت منذ بداية الحرب على غزة وعلى مدار عامين.
وأضاف عبد الواحد، خلال لقائه مع أحمد دياب وسارة مجدي ببرنامج "صباح البلد"، والمذاع عبر قناة "صدى البلد"، أن مصر قادت هذه المفاوضات من خلال جهاز المخابرات العامة العريق، إلى جانب الوساطة الأمريكية والقطرية، مؤكدًا أن الدور المصري لا يمكن اختزاله في فقرة أو حلقة، نظرًا لأن القضية الفلسطينية كانت ولا تزال في صميم السياسة الخارجية المصرية.
وأشار إلى أن الوسيط الأمريكي والسياسيين حول العالم أشادوا بالدور المصري الكبير في إنجاح المفاوضات، مضيفًا أن الاتفاق القائم بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي يُعد الفرصة الأخيرة لوقف الحرب التي استمرت عامين من الإبادة والمعاناة، مؤكدًا أن مدينة شرم الشيخ، "مدينة السلام"، كانت المكان الأمثل لاحتضان هذه المرحلة التاريخية.
وقال عبد الواحد إن المفاوضات التي جرت في شرم الشيخ شارك فيها وسطاء من الولايات المتحدة وقطر، بالإضافة إلى تركيا التي انضمت رسميًا لأول مرة، إلا أن المحرك الرئيسي كان الدولة المصرية، التي تولي القضية الفلسطينية اهتمامًا كبيرًا منذ عام 1948، واستطاعت أن تكتسب خبرات عالية على مدار السنوات، سواء فنية أو تفاوضية أو حتى في التعامل مع الملف الفلسطيني.
وأوضح أن جهاز المخابرات العامة المصري أصبح جهازًا متعدد المهام يجمع بين المهام الأمنية والدبلوماسية، تحت قيادة اللواء حسن رشاد، مشيرًا إلى أن الجهاز لم يعد يقتصر فقط على مكافحة التجسس وتحليل المعلومات، بل بات يملك ما يُعرف بـ "دبلوماسية المخابرات"، القادرة على اتخاذ قرارات سريعة، وبتوفر إمكانيات لوجستية وفنية ومالية عالية.
الوفد المصري التفاوضي يضم شخصيات ذات خبرة تمتد لأكثر من 30وأضاف أن "الوفد المصري التفاوضي يضم شخصيات ذات خبرة تمتد لأكثر من 30 عامًا، ويعرفون تفاصيل دقيقة عن الوضع في غزة وإسرائيل، وهم يمتلكون ثقافة عالية بأبعاد الأزمة"، مؤكدًا أن هذه المهارات غير متوفرة لدى أي جهاز في الشرق الأوسط، وهو ما يجعل مصر تلعب دورًا لا يمكن لأي دولة أخرى القيام به.