في ظل التحديات الاقتصادية والجيوسياسية التي تواجهها ألمانيا تسعى الشركات المتوسطة والصغيرة إلى استكشاف أسواق جديدة لتعزيز استدامتها ونموها.

ورأى مكتب الأعمال الألماني الفدرالي للشركات المتوسطة والصغيرة في قمة الويب بقطر فرصة لتعزيز الشراكات الاقتصادية والاستفادة من البيئة الاستثمارية المتطورة في المنطقة.

وفي هذا السياق، أجرينا حوارا مع نزار معروف المدير الإقليمي للمكتب الألماني الفدرالي للشركات المتوسطة والصغيرة لدول مجلس التعاون في قطر، للحديث عن الدوافع وراء مشاركة المكتب في قمة الويب، والفوائد التي يمكن أن تحققها الشركات الألمانية من هذا التوسع نحو الأسواق العربية.

ما العوامل التي دفعت الشركات الألمانية المتوسطة والصغيرة للتوجه نحو أسواق الشرق الأوسط والمشاركة في قمة الويب بقطر؟

شهدت ألمانيا في السنوات الأخيرة تحديات متعددة أثرت على بيئة الأعمال، من أبرزها:

شح الطاقة وارتفاع تكاليفها: أدت الحرب الروسية الأوكرانية إلى اضطرابات في إمدادات الطاقة، مما أثر على الصناعات الألمانية التي كانت تعتمد بشكل كبير على الطاقة الروسية.

وهذا الوضع دفع الشركات إلى البحث عن أسواق جديدة ومستقرة لتوسيع أعمالها.

إعلان

شح الأسواق الخارجية التقليدية: مع تباطؤ النمو في بعض الأسواق الأوروبية والآسيوية بات من الضروري استكشاف أسواق ناشئة وواعدة لتعويض هذا النقص.

سياسات الحكومة الألمانية الجديدة: مع تشكيل حكومة جديدة في ألمانيا لا يزال هناك ترقب لكيفية تعاملها مع الملف الاقتصادي، خصوصا فيما يتعلق بتشجيع تنويع الشراكات الاقتصادية وتعزيز وجودها في أسواق جديدة مثل الشرق الأوسط.

الفرص المتاحة في قطر: بفضل مؤسسات مثل جهاز "استثمر في قطر" ومركز قطر المالي وهيئة قطر للمناطق الحرة أصبحت الدولة مركزا رئيسيا لجذب الشركات الأجنبية، مما يجعلها بيئة جاذبة لرواد الأعمال والشركات المتوسطة والصغيرة الألمانية.

وبناء على ذلك قررنا في المكتب الألماني للشركات الصغيرة والمتوسطة تعزيز وجودنا في قطر والمشاركة بفاعلية في قمة الويب لربط الشركات الألمانية بفرص جديدة في المنطقة.

مشاركة المكتب الألماني للشركات المتوسطة والصغيرة خلال قمة الويب قطر 2025 (الجزيرة) كيف يمكن للشركات الألمانية المتوسطة والصغيرة الاستفادة من وجودها في قطر والشرق الأوسط؟

هذه الخطوة تأتي في وقت يشهد فيه الاقتصاد الألماني تحولات ديمغرافية بارزة، وأصبح مديرو العديد من الشركات المتوسطة والصغيرة من أصول مهاجرة، إذ ينتمي عدد كبير منهم إلى عائلات انتقلت إلى ألمانيا خلال العقد الماضي.

وهذا التنوع داخل المجتمع الاقتصادي الألماني يمنح الشركات فهما أعمق للأسواق العالمية والثقافات المختلفة، ولا سيما في منطقة الشرق الأوسط.

"الحرب على العقول".. لماذا تتجه ألمانيا إلى قطر؟

هناك "حرب عالمية على العقول المبدعة"، إذ تتنافس الدول على جذب الكفاءات والموهوبين في مجالات الابتكار وريادة الأعمال.

واليوم، تشهد الأسواق العالمية تنافسا شرسا على استقطاب العقول المبتكرة ورواد الأعمال المتميزين، وهو ما يدفع الشركات الألمانية إلى البحث عن بيئات داعمة توفر فرصا حقيقية للنمو.

إعلان

وفي هذا السياق، برزت قطر كوجهة جاذبة، ليس فقط للاستثمار، ولكن أيضا كمركز عالمي لريادة الأعمال بفضل ما توفره الدولة من دعم للشركات الناشئة والبنية التحتية المتطورة.

لماذا تُعد ألمانيا الشريك المناسب لقطر في هذا المجال؟

ألمانيا لديها واحدة من أقوى البنى التحتية في العالم فيما يتعلق بالتكنولوجيا والتعليم، كما أن لديها نظاما تعليميا قويا يفرز رواد أعمال ومبتكرين على مستوى عالمي، ومدن مثل برلين وميونخ ودوسلدورف أصبحت مركز جذب للشركات الناشئة، خاصة في مجالات التكنولوجيا الفائقة والذكاء الاصطناعي وهندسة البرمجيات.

وهذا التنوع في المهارات والابتكارات يجعل ألمانيا شريكا إستراتيجيا مثاليا لقطر، إذ يمكننا أن نوفر التكنولوجيا المتطورة والخبرات اللازمة لدفع بيئة ريادة الأعمال في المنطقة إلى الأمام.

ويعزز هذا التعاون الاستثمارات القطرية الكبيرة في ألمانيا، والتي تتجاوز 25 مليار يورو موزعة على قطاعات متنوعة تشمل صناعة السيارات والتكنولوجيا والمصارف والطاقة المتجددة والشحن والبنية التحتية.

وهذه الاستثمارات تعكس عمق ومتانة العلاقات الاقتصادية بين البلدين، مما يعزز فرص التعاون في مجالات الابتكار وريادة الأعمال.

الاستثمارات تعكس عمق ومتانة العلاقات الاقتصادية بين البلدين، مما يعزز فرص التعاون في مجالات الابتكار وريادة الأعمال(الجزيرة) ما دور المكتب الألماني في تعزيز الشراكات بين قطر وألمانيا؟

لم يقتصر دور المكتب الألماني للشركات المتوسطة والصغيرة على تعزيز وجودها في قطر من خلال قمة الويب، بل لعب أيضا دورا محوريا في تسهيل عقد العديد من الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص القطريين والشركات الألمانية في مختلف المجالات والصناعات.

ومنذ أن بدأنا نشاطنا كمركز إقليمي في قطر قبل عامين استطاع المكتب أن يسهم في تطوير علاقات قوية بين الشركات الألمانية ونظرائها في قطر، سواء في القطاعين الحكومي أو الخاص.

إعلان

وقد عززت مشاركتنا الأخيرة في قمة الويب هذا الدور، إذ تم توقيع اتفاقيات تعاون عدة بين مؤسسات قطرية وشركات ألمانية، وهو ما يعكس أهمية وجودنا في المنطقة وحضورنا كجهة فاعلة في دعم هذه الشراكات.

وقد نجحنا في جلب أكثر من 100 شخصية ألمانية للمشاركة في قمة الويب بقطر، مما يعكس الاهتمام المتزايد من قبل الشركات الألمانية بالفرص الاستثمارية المتاحة في المنطقة.

ولا يقتصر التعاون بين الجانبين فقط على مجال التكنولوجيا، بل يمتد أيضا إلى قطاعات أخرى، مثل الصناعة والتعليم والبحث والتطوير، مما يفتح آفاقا واسعة للتعاون المستقبلي.

وتشكل مبادرة مكتب الأعمال الألماني خطوة مهمة في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين ألمانيا والشرق الأوسط، في وقت تسعى فيه الدول إلى تعزيز الابتكار والاستفادة من الفرص الناشئة.

ويبقى السؤال مفتوحا بشأن مدى تأثير هذه الشراكات على مستقبل ريادة الأعمال في المنطقة، وما الذي يمكن أن تقدمه الشركات الألمانية لدعم التحولات الرقمية والصناعية في أسواق الخليج.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان الشرکات الألمانیة المکتب الألمانی فی المنطقة فی مجالات فی قطر

إقرأ أيضاً:

سامسونج تسرع تحديث أندرويد 16.. وليس فقط لهواتفها الرائدة

على الرغم من أن الأضواء تتجه غالبًا نحو سلسلة الهواتف الرائدة، إلا أن سامسونج لا تهمل هواتفها المتوسطة عند التحضير لإطلاق واجهة One UI 8.0.

 فقد كشفت تسريبات عن بدء الشركة الكورية بالفعل في اختبار إصدار أندرويد 16 لهاتف Galaxy A56، ما يشير إلى أن هذا الجهاز سيكون من أوائل الهواتف المتوسطة التي تحصل على التحديث.

هذه المعلومات تستند إلى ظهور إصدارات أولية من البرنامج الثابت للهاتف على خوادم سامسونج، في إشارة واضحة إلى أن عملية التطوير تسير بخطى متقدمة.

قائمة الهواتف المؤهلة لآخر تحديث من سامسونج One UI 8 الجديد.. هل موبايلك من بينها؟تحديث One UI 8 سيكون الأخير لهواتف سامسونج Galaxy A محددةسامسونج تطلق نسخة One UI 8 Watch قريبا.. مش لكل الساعاتالحق اشتري .. خصم هائل على هاتف سامسونج جالاكسي S24 FEسامسونج تستعد لصيف مزدحم مع إطلاق هاتف Galaxy M36 رسميًا في الهندسامسونج تواجه أزمة حقيقية مع هاتف Galaxy S25 Edge: مبيعات ضعيفة وإنتاج منخفضسامسونج تعلن عن One UI 8 .. التحديث الكبير يصل هذا الصيف قبل الموعد المعتادتسريب جديد يكشف ملامح سامسونج Galaxy S25 FE قبل الإعلان الرسميسامسونج تخطط لإطلاق 3 هواتف جديدة قبل الإعلان عن Z Fold 7 وZ Flip 7تجاوز تأخيرات الماضي في تحديثات One UI

تسعى سامسونج هذا العام لتجنب التأخيرات التي شهدها طرح One UI 7 العام الماضي، خاصة على الأجهزة من الفئة المتوسطة. 

وبالتعاون الوثيق مع جوجل خلال تطوير أندرويد 16، يبدو أن سامسونج تتبع جدولًا أسرع من المعتاد. 

وقد ظهرت مؤشرات ذلك من خلال Galaxy A56، الذي بدأ يحصل على إصدارات مبكرة من أندرويد 16، رغم عدم مشاركته في برنامج One UI التجريبي الذي يقتصر حاليًا على سلسلة Galaxy S25.

تحسينات دقيقة في التصميم بدلاً من تغييرات جذرية

لا يقدم One UI 8.0 تحديثًا بصريًا شاملاً كما فعل الإصدار السابق، بل يركز على تحسينات طفيفة مثل تحديث أنماط الأزرار في تطبيقات سامسونج لزيادة انسجام واجهة المستخدم. التحديث الجديد يحمل صقلًا للتجربة أكثر من كونه تحولًا كاملاً.

مزايا جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي

بجانب تحسينات أندرويد 16، تقدم سامسونج بعض المزايا الحصرية في One UI 8.0 والتي ظهرت لأول مرة مع هواتف Galaxy S25، من بينها ميزة Now Brief، وهي مساعد ذكي يقترح إجراءات بناءً على أنماط استخدامك اليومية. 

كما يدعم التحديث تسجيل الفيديو بتقنية log video لمحترفي التصوير.

إضافة إلى ذلك، تم تحديث متصفح Samsung Internet، وتحسين دعم العرض في Samsung DeX، وجعل مشاركة الملفات عبر Quick Share أكثر سلاسة.

جاهزية Galaxy A56 للتحديث في الولايات المتحدة

من المتوقع أن تحصل معظم هواتف سامسونج التي أُطلقت منذ عام 2023، بما في ذلك Galaxy A56، على واجهة One UI 8.0. وعلى الرغم من أن الهواتف الرائدة ستحصل على التحديث أولًا، يبدو أن الهواتف المتوسطة لن تنتظر كثيرًا هذه المرة.

ويؤكد اكتشاف البرنامج الثابت للهاتف أن سامسونج تعمل أيضًا على تطوير إصدار أمريكي من Galaxy A56، رغم أن الهاتف لم يُطرح بعد في الأسواق الأمريكية بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على إطلاقه عالميًا.

توقيت إستراتيجي للإطلاق

من المتوقع أن يُطرح Galaxy A56 في السوق الأمريكية بسعر يبلغ حوالي 499 دولارًا، مع مواصفات قوية تجعله خيارًا بارزًا في فئته. 

وتشير التقارير إلى أن سامسونج تؤخر إطلاقه في أمريكا لتجنب التداخل مع هاتف Galaxy S24 FE، ما يعكس استراتيجية دقيقة في توقيت الإصدارات.

الخلاصة

تُظهر سامسونج التزامًا متجددًا بتحسين تجربة المستخدم عبر التحديثات السريعة، حتى للهواتف المتوسطة. ويبدو أن Galaxy A56 سيكون من أوائل الأجهزة غير الرائدة التي تتلقى واجهة One UI 8.0، مما يبشر بدفعة قوية لمنطقة الهواتف المتوسطة مع أندرويد 16.

طباعة شارك أندرويد 16 سامسونج Galaxy A56

مقالات مشابهة

  • باسل رحمي يشرح حوافز الدولة التمويلية والضريبية للنهوض بقطاع المشروعات المتوسطة والصغيرة
  • تحذيرات من خطورة بناء سد على وادي اللوكوس
  • وزير قطاع الأعمال: فتح آفاق جديدة أمام الشركات المصرية في الأسواق الأفريقية
  • خبراء يكشفون للجزيرة نت دلالات وتوقيت خطاب حميدتي
  • سامسونج تسرع تحديث أندرويد 16.. وليس فقط لهواتفها الرائدة
  • تامر عاشور يروج لـ أحدث حفلاته بـ "المغرب"
  • أحزاب سياسية تؤسس اتحادات الفلاحين تزامناً مع إعلان صرف “دعم القطيع”
  • السفارة الألمانية بدمشق تدين الهجوم الإرهابي على كنيسة مار إلياس
  • طالبت بالعودة للمفاوضات.. الخارجية الألمانية: إيران تجاوزت الخطوط الحمراء
  • معماري يوضح طرق تفادي الحوادث خلال البناء بالمشروعات الكبيرة