تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في تطور سياسي لافت، أقدم التيار المتشدد في إيران على إقصاء اثنين من كبار مساعدي الرئيس مسعود بيزشكيان، حيث صوّت البرلمان الإيراني يوم الأحد لصالح عزل وزير الاقتصاد عبد الناصر همتي، بينما قدّم نائب الرئيس للشؤون الاستراتيجية، محمد جواد ظريف، استقالته تحت ضغط متزايد.

ووجّه المتشددون اتهامات لوزير الاقتصاد المقال بالفشل في كبح التضخم المتصاعد، وارتفاع الأسعار، والتراجع الحاد في قيمة الريال الإيراني، بينما تعرض ظريف لانتقادات بسبب امتلاك بعض أفراد عائلته جنسية أمريكية.

ورغم دفاع بيزشكيان القوي عن الرجلين، إلا أنه لم يتمكن من منع استبعادهما.

تساؤلات حول استمرار الضغوط

تصدر التساؤل حول ما إذا كان المتشددون سيتوقفون عند هذا الحد العناوين الرئيسية للصحف الإيرانية يوم الاثنين، حيث توقعت بعض الصحف أن تستمر الهجمات على بيزشكيان وحكومته.

وفي الوقت الذي أشار فيه بعض المعلقين السياسيين، الذين تحدثوا إلى وسائل الإعلام الناطقة بالفارسية خارج إيران، إلى أن أي شخص في وضع بيزشكيان كان سيقدم استقالته على الفور، فضّل المحللون داخل إيران الصمت، إما بسبب الخوف من العواقب أو تجنبًا لأي تصريحات قد تُفسَّر على أنها تقويض للحكومة.

دور خامنئي في الأزمة الاقتصادية

ما لم يتم التطرق إليه بشكل مباشر في وسائل الإعلام الإيرانية هو أن إقالة همتي جاءت في سياق أزمة اقتصادية تعود جذورها إلى رفض المرشد الأعلى علي خامنئي التفاوض مع الولايات المتحدة لحل المشكلات الاقتصادية المتفاقمة في البلاد. ورغم إقرار العديد من المسؤولين مؤخرًا بأن العقوبات الأمريكية هي السبب الرئيسي للأزمات الاقتصادية، إلا أنهم تجنبوا تحميل خامنئي مسؤولية استمرارها.

حتى بيزشكيان وهمتي، اللذان استعرضا في خطاباتهم داخل البرلمان عمق الأزمة الاقتصادية، لم يجرؤا على ذكر خامنئي بالاسم. ومع ذلك، أوضح بيزشكيان موقفه بشكل غير مباشر قائلاً: "كنت أريد التفاوض مع الولايات المتحدة، لكن خامنئي منع ذلك، ولذلك قلت إننا لن نتفاوض."

هذه التصريحات أثارت جدلًا واسعًا، حيث بدت محاولة يائسة من بيزشكيان للتوضيح للشعب أن مسؤولية الأزمة لا تقع على عاتقه. ومن منظور خامنئي، فإن تحميل وزير الاقتصاد مسؤولية الإخفاقات الاقتصادية كان خطوة تهدف إلى تبرئته من التسبب في الأزمة المالية التي تعصف بالبلاد.

عزلة بيزشكيان تتزايد

مع هيمنة خامنئي على المشهد السياسي والإعلامي في إيران، يبدو أن بيزشكيان يجد نفسه في موقف ضعيف مع مساحة محدودة للدفاع عن نفسه، بينما يواجه مزيدًا من الضغوط من قبل المتشددين الذين لم يخفوا يومًا معارضتهم لرئاسته وسعيهم الدائم لإسقاطه.

ونقلت صحيفة فَرو الإصلاحية عن المتحدث السابق باسم الحكومة، علي ربيعي، قوله: "بيزشكيان يواجه أيامًا أصعب في المستقبل."

انتقادات لإستراتيجية المصالحة مع المتشددين

وانتقد بعض الإصلاحيين، من بينهم رجل الدين محمد علي أبطحي، المستشار السابق للرئيس محمد خاتمي، محاولات بيزشكيان للتقارب مع المتشددين، مشيرين إلى أنه عيّن شخصيات متشددة في مناصب حكومية رئيسية دون الحصول على دعمهم الفعلي لإدارته.

أما غلام حسين كرباسجي، رئيس تحرير صحيفة هم‌ميهن ورئيس بلدية طهران الأسبق، فكتب: "إذا لم يواجه بيزشكيان هذه الهجمات واعتمد على تقديم التنازلات، فإن المتشددين سيزدادون جرأة."

وأضاف كرباسجي أن "المصالحة الوطنية يجب أن تكون لها حدود." موضحًا أن عزل همتي كان خطوة ذات دوافع سياسية بحتة، ولن تؤدي إلى أي تحسن حقيقي في الوضع الاقتصادي. ولفت إلى أن المتشددين لم ينسوا أن همتي كان منافسًا رئيسيًا لإبراهيم رئيسي وسعيد جليلي في الانتخابات الرئاسية لعام 2021، حيث وجه انتقادات حادة لفهمهم السطحي للاقتصاد الإيراني.

تحذير للرئيس الإيراني

من جانبها، حذّرت رويداد24، وهي منصة إعلامية إصلاحية، الرئيس الإيراني من فشل إستراتيجيته القائمة على المصالحة مع القوى المتشددة، قائلة: "المصالحة مع من هم في السلطة فشلت. فكّر في المصالحة مع الشعب."

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: بيزشكيان إيران المصالحة مع

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي والتعليم الأكاديمي .. بين التمكين وتراجع التفكير النقدي

- أكاديميون: أهمية الرقابة والتنظيم لتفادي الاعتماد المفرط على الإجابات الجاهزة

- طلبة: تشجّع الطالب على البحث والتحليل ويمكنها أن تطرح حلولًا متعددة

بات الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من المشهد التعليمي في مؤسسات التعليم العالي، حيث عبّر عدد من الطلبة عن أهمية استخدامه في تسهيل الوصول إلى المعلومات وإنجاز البحوث الدراسية في وقت أقصر وبجهد أقل، بينما أكّد أكاديميون ضرورة تنظيم استخدام هذه التقنيات الحديثة لتفادي الاعتماد المفرط عليها، مما قد يؤدي إلى ضعف مهارات التحليل والتفكير النقدي لدى الطلبة.

وفي هذا السياق، سلّطت "عُمان" الضوء على آراء طلبة وأكاديميين حول حضور الذكاء الاصطناعي في البيئة التعليمية الجامعية، ومدى تأثيره على مخرجات التعليم، والفجوة بين الاستخدام الإيجابي والممارسات السلبية المرتبطة به.

يرى الطالب سعيد بن أحمد الجابري من كلية البيان أن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي ساعدهم على فهم المواد الدراسية بشكل أسرع من خلال منصات ذكية وتطبيقات تعليمية ذكية، وهو وسيلة لتوفير الوقت وتحقيق نتائج أفضل، ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يوفر لنا كمًّا هائلًا من المعلومات، مما يساعدنا على الحصول على المعلومات بشكل أسرع.

وأضاف: أدوات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تشجّع الطالب على البحث والتحليل، ويمكنها أن تطرح حلولًا متعددة للمشكلة الواحدة، مما يساعدنا على التفكير في أي حلٍّ لنا هو الأفضل.

بدوره، أعرب الطالب يونس بن يعقوب الشكيلي عن ارتياحه لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التي تسهّل الوصول إلى المعلومات وتساعد على إنجاز المهام الدراسية بسرعة وكفاءة، لكن في المقابل، أشار إلى وجود مخاوف من تراجع مهارات التفكير النقدي إذا تم الاعتماد على الذكاء الاصطناعي للحصول على الإجابات الجاهزة دون تحليل أو فهم، إذ قد يؤدي ذلك إلى ضعف القدرة على التفكير المستقل.

وأبدى رأيه بتنظيم حلقات عمل تدريبية للطلبة والمعلمين حول الاستخدام الآمن والأخلاقي للذكاء الاصطناعي، وتطوير سياسات جامعية تنظم أدوات الذكاء الاصطناعي داخل القاعات الدراسية، بالإضافة إلى تشجيع دمج الذكاء الاصطناعي مع مهارات التفكير النقدي.

بينما قال الطالب وائل بن علي الجابري: الذكاء الاصطناعي ساعدني كطالب في أداء أشياء لتلخيص وفهم المواد بشكل أفضل، والمساعدة في البحث عن المعلومة بشكل أفضل، مما اختصر لي وقتًا من حيث البحث عن المعلومة وشرحها. وأضاف أيضًا: ساعدني في تطوير من مهاراتي الدراسية، إلى جانب علّمني كيف أحفظ بشكل أسرع.

في المقابل، يرى بعض الأكاديميين أن الاعتماد الزائد على الذكاء الاصطناعي قد يؤثر سلبًا على مهارات التفكير النقدي لدى الطلبة، وأشاروا إلى أهمية وجود رقابة وتنظيم لاستخدام الذكاء الاصطناعي لتفادي الوقوع في الاستخدام الخاطئ، مثل الاعتماد المفرط على الإجابات الجاهزة.

وأكد الخليل بن أحمد العبدلي، الحاصل على ماجستير في الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقنية حديثة أو "ترند"، بل هو تحول عميق يمثل تغييرًا في طريقة الحياة والعمل والتفكير، ووصف العبدلي الذكاء الاصطناعي بأنه أداة قوية جدًا، وتعتمد على كيفية استخدامنا لها، موضحًا أنه إذا تم استغلالها بالشكل الصحيح، فإنها قد توفّر علينا وقتًا وجهدًا، وتفتح لنا سبلًا تعليمية، ومهارات جديدة، وتقنيات حديثة في عملنا وطريقة أدائنا، وكمؤسسة أو كدولة، فإنها ستفتح أمامنا فرصًا تعليمية ووظيفية لم نكن نتوقعها.

وأشار إلى أنه يجب في الوقت نفسه أن نكون واعين بأن الذكاء الاصطناعي لا يفكر ولا يشعر، هو يعتمد فقط على البيانات التي يتم تزويدها من المستخدمين، موضحًا أن الذكاء الاصطناعي العالمي الموجود خارج الدولة ذكاء اصطناعي عام، ومعلوماته عامة، وغالبًا ما تكون ناقصة ومنحازة، وأرجع ذلك إلى أن هذه الأنظمة تعتمد على بيانات الإنترنت العامة التي لا تعكس بالضرورة الواقع المحلي وقد تكون متحيزة.

وطرح العبدلي حلًّا استراتيجيًا يتمثل في ضرورة أن يكون للدول ذكاء اصطناعي خاص، وشرح أن الفكرة تقوم على الاستفادة من التقنيات العالمية، لكن مع ضمان أن البيانات المستخدمة محلية، والنظام يعمل داخل البنية الأساسية الوطنية، مؤكدًا أن تكون المعلومات خاصة، والتقنيات الخاصة الموجودة في الحاسوب لدينا لا تخرج خارج الدولة، ويرى أن تحقيق ذلك من شأنه أن يعمل طفرة معلوماتية لدينا في المؤسسات الحكومية.

وأوضح العبدلي أن استخدام الذكاء الاصطناعي يحتاج إلى وعي، وانتقد التوجه السطحي نحو التقنية قائلًا: المطلوب ليس الانجراف خلف "الترندات" والتقنيات لغرض التجربة، بل يكون هناك تبنٍّ حقيقي، وأهم موضوع هنا الوعي، وفي هذه المرحلة نحاول عمل دورات تدريبية، التي من خلالها نُعرّف المتدربين بأساسيات التحول إلى الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن التحول في استخدامات الذكاء الاصطناعي في سلطنة عمان بدأ منذ 3 سنوات، وأكّد أن المنطقة لا تزال في مرحلة الوعي، مما يتيح فرصة ثمينة لاستغلال هذه البداية بشكل صحيح من خلال التدريب التطبيقي والعملي والتوعية الصحيحة.

والخلاصة أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة كبيرة لتطوير التعليم الجامعي وتحسين مخرجاته؛ فقد أصبح جزءًا في العلم التقني وسهّل عملية التعلّم، ومع ذلك يبقى سلاحًا ذو حدّين، إذ في طيّاته العديد من الفوائد التي تسهم في تحسين جودة التعليم، ولكنه يتطلب وعيًا مشتركًا بين الطلبة والمعلمين لضمان تحقيق أفضل النتائج دون التأثير السلبي على المهارات الأساسية التي يحتاجها الطلبة في حياتهم العلمية والعملية.

ومن المهم أن تسعى المؤسسات التعليمية إلى استخدام الذكاء الاصطناعي كوسيلة داعمة لتطوير قدرات الطلبة وليس بديلًا عن التفكير، كما يجب وضع سياسات واضحة ومحددة لاستخدامه داخل الجامعات، مع توفير برامج توعية للطلبة والمعلمين لضمان الاستخدام الأخلاقي والفعّال للتقنيات الحديثة.

مقالات مشابهة

  • بين نيران الحرب وظلال النفوذ
  • روسيا تدرس حظر تصدير البنزين لدعم استقرار الأسعار المحلية
  • الذكاء الاصطناعي والتعليم الأكاديمي .. بين التمكين وتراجع التفكير النقدي
  • رئيس لبنان: التطبيع مع إسرائيل غير وارد حاليا
  • رئيس مجلس النواب يحضر المصالحة بين قبيلتي «العواقير والعبيدات» في بنغازي
  • احميد: المصالحة الوطنية أول طرق بناء الدولة في ليبيا    
  • سوق العقارات في دبي خلال النصف الأول من 2025: نمو متوازن وارتفاع في الطلب على الوحدات السكنية على الخارطة وعوائد استثمارية قوية
  • القاهرة للدراسات الاقتصادية يوضح عوامل مؤثرة بقرار المركزي بشأن أسعار الفائدة
  • مدبولي لصدى البلد: هناك توجه داخل البريكس بالتعامل بالعملة المحلية
  • أسعار الأسماك في الأسواق المحلية ليوم الأربعاء 9 يوليو 2025م