توفي الشيخ ياسر محمد القدس، الثلاثاء، أحد المعتقلين السابقين في سجون مليشيا الانتقالي المدعومة إماراتيا، جراء حادث مروري بمدينة تعز، جنوب غرب اليمن.

 

وقالت مصادر محلية، إن الشيخ "القدس" كان في طريقه إلى أحد مساجد مدينة تعز، لأداء الصلاة عندما تعرض للحادث المروري الذي أودى بحياته.

 

وأشارت المصادر إلى أن الشيخ القدس قضى خمس سنوات في سجون مليشيا الانتقالي بمدينة عدن، بتهم ملفقة وفقا لمصادر حقوقية متطابقة.

 

وعبر العديد من النشطاء الحقوقيين عن حزنهم لوفاة القدس، مطالبين بفتح تحقيق في ملابسات اعتقاله السابق والظروف التي أدت إلى وفاته.

 

وذكر الصحفي أحمد ماهر المفرج عنه مؤخرا من سجون مليشيا الانتقالي، أن الشيخ القدس" كان رفيقه في السجن بمدينة عدن، كاشفا عن تعرضه لظلم ووشايات جعلته يعيش خلف القضبان لخمس سنوات.

 

وقال "ماهر" في منشور له على منصة فيسبوك عن الشيخ القدس، إنه كان مدرسًا في أبين، وهو من أبناء جعار، وخطيبًا مفوهًا، له خطبة شهيرة عن فلسطين في جعار، فسمي بـ"ياسر القدس". كان يمتلك صوتًا جميلًا في قراءة القرآن، وله تسجيلات دعوية كثيرة، لذلك سافر إلى قطر، وكان إمام مسجد لمشايخ آل ثاني لسنوات، حتى عاد إلى عدن، وهو لا يعلم أنه سيعود إلى الظلم والسجن!".

 

 

وأضاف: "كان رجل خير وبر، يساعد الفقراء والمساكين في صمت. عاد قبل حرب 2015، ولم يستطع العودة إلى قطر بسبب الحرب، ففتح مدرسة خاصة باسم "قطر" ورفع علمها فوق المبنى في مديرية المنصورة. وبسبب بلاغ كيدي، تم اختطافه إلى مبنى التحالف، وبقي مخفيًا قسريًا، ونُقل إلى سجن بئر أحمد لثلاث سنوات، ثم أفرجت عنه النيابة!".

 

وأوضح أنه وبعد الإفراج عنه، بقي في عدن أيامًا مع أسرته، حتى تم اختطافه من قبل قوات مكافحة الإرهاب مرة أخرى، "ولُفقت ضده قضية، وصدر بحقه حكم ظالم بعد عامين من محاكمة بدون أدلة قانونية بناءً على أقوال منسوبة إليه أثناء فترة الإخفاء القسري!".

 

وأشار إلى أنه صدر ضد الشيخ القدس حكما بالسجن لست سنوات، وأنه لم "يستأنف خوفًا من تلفيق تهم أخرى، ولم يكن لديه محامٍ جيد لأنه لا يملك القدرة المالية".

 

وتطرق لوضع عائلته المعيشي، حيث قال: "أسرته كانت تعاني الأمرين، وأطفاله يعملون في الشارع لجمع قيمة زيارة والدهم في السجن"، مضيفا: "ظُلم الشيخ ياسر في مدينته بين أهله وناسه في فترة كانت تعاني فيها مديرية المنصورة وعدة مديريات في عدن من البلاغات الكيدية التي ترسل صاحبها إلى الإخفاء القسري دون أدلة وتحتاج لسنوات لإثبات براءتك!.

 

ولفت إلى أن الشيخ القدس أخبر "ماهر" أنه يخاف الجلوس في عدن حتى لا يُختطف مرة أخرى، وأنه سيسافر إلى تعز ليتمكن من الجلوس مع أسرته بأمان، ثم يحاول السفر إلى قطر.. ولم يكن يعلم أنه ذاهب إلى الموت..".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: عدن تعز الانتقالي الامارات سجون الشیخ القدس

إقرأ أيضاً:

أحمد ياسر يكتب: التوقيت والسيناريوهات والتداعيات العالمية

شهدت الأسابيع الأخيرة تصعيدًا حادًا في التوترات بين إيران وإسرائيل، اتسم بتبادل التهديدات العسكرية، والهجمات الإلكترونية، والعمليات السرية في جميع أنحاء المنطقة، حتى وصلنا إلى الضربات المتبادلة منذ صباح الأمس.

أولا: لماذا الآن؟  التوقيت الاستراتيجي وراء التصعيد

1. إعادة تنظيم ما بعد غزة

خرجت إسرائيل من صراع غزة بحزم متجدد، مستهدفةً الشبكات المدعومة من إيران في سوريا ولبنان.

تحاول إيران، التي تواجه تراجعًا في مكانتها الإقليمية، إعادة تأكيد قوتها الردعية من خلال التصعيد غير المتكافئ (الميليشيات، والتهديدات الإلكترونية، والتهديدات البحرية في الخليج).

2. الأزمة الداخلية الإيرانية

يتعرض الاقتصاد الإيراني لضغوط شديدة بسبب العقوبات، والتضخم، وتزايد المعارضة الداخلية.

الخطاب القومي والمواجهة الخارجية يساعدان النظام على صرف الانتباه عن الاضطرابات الداخلية.

3. التنافس على النفوذ الإقليمي

يهدد التطبيع السعودي الإسرائيلي، المدعوم سرًا من واشنطن، استراتيجية إيران الإقليمية للعزلة.

ترى طهران حاجة ملحة لتوضيح خطوطها الحمراء وتعطيل أي تحالف محتمل بين الدول العربية وإسرائيل.

4. حسابات الانتخابات الأمريكية

قد تختبر إيران عزيمة الولايات المتحدة في عهد ترامب الثاني، بينما تسعى إسرائيل للحصول على ضمانات قبل أي تحول في الموقف الأمريكي نحو "ضبط النفس أولًا".

ثانيا ً: التداعيات والسيناريوهات

السيناريو الأول: تصعيد مُحكم (الأكثر ترجيحًا)

هجمات سرية، وضربات مُستهدفة في سوريا والعراق، وربما البحر الأحمر.

لا حرب شاملة، بل حالة من عدم الاستقرار المطول تشمل حزب الله، ووكلاء الحرس الثوري الإيراني، والعمليات الخاصة الإسرائيلية.

تستمر الهجمات الإلكترونية واضطرابات الشحن في الارتفاع.

التداعيات:

ضعف الثقة التجارية في ممرات الشحن في الخليج وشرق البحر الأبيض المتوسط، وارتفاع تكاليف التأمين والطاقة، خاصةً في حال استهداف ناقلات النفط.

السيناريو الثاني: حرب إقليمية (عالية المخاطر، منخفضة الاحتمالية)

سوء التقدير أو حادثة الراية الكاذبة حيث تُشعل مواجهة شاملة، قد تشمل لبنان وسوريا وحتى العراق…إسرائيل تهاجم منشآت رئيسية للحرس الثوري الإيراني؛ وترد إيران بوابل من الطائرات المسيرة/الصواريخ.

التداعيات:

اضطراب تدفقات النفط العالمية من مضيق هرمز، وتدفقات لاجئين هائلة في لبنان وسوريان وذعر في السوق، وارتفاع أسعار النفط إلى أكثر من 150 دولارًا للبرميل.

السيناريو الثالث: خفض التصعيد الاستراتيجي عبر أطراف ثالثة

تركيا، وقطر، وعُمان، أو حتى روسيا تتوسط لتهدئة جزئية.

تهدئة مؤقتة، لكن التوترات الجذرية لا تزال قائمة.

التداعيات:

هدوء قصير المدى، مع إعادة تسليح طويلة المدى من جميع الأطراف.

انفتاح محدود للدبلوماسية، وخاصةً بشأن القضايا النووية.

ثالثا: التأثير على السياسة الداخلية الإيرانية

تزايد عسكرة النظام:  الحرس الثوري الإيراني يكتسب نفوذًا أكبر، مستغلًا الأزمة لقمع المعارضة.

رد فعل اقتصادي: تشديد العقوبات، وتراجع قيمة العملة، وتزايد استياء الطبقة الوسطى.

رد فعل قومي: قد تُعزز المسيرات حول العالم شرعية النظام مؤقتًا، لكن المواجهة المطولة ستزيد من عزلة الشعب وتشعل فتيل احتجاجات جديدة.

رابعا: التأثير على إسرائيل

خطر الاستنزاف العسكري: عمليات متزامنة في غزة ولبنان وسوريا.

استقطاب سياسي داخلي وعودة الانقسامات حول الاستراتيجية (الاعتدال مقابل الردع الشامل) في الكنيست.

هشاشة اقتصادية حيث يعاني قطاعا التكنولوجيا المتقدمة والسياحة وسط مخاوف أمنية.

خامسا: رد الفعل الأمريكي: معضلة استراتيجية

تبدو إدارة ترامب منقسمة:

يُفضل المتشددون (على غرار بومبيو) إعطاء الضوء الأخضر للضربات الإسرائيلية واستغلال الأزمة لتشديد الضغط على إيران.

يُفضل الواقعيون تجنب الحرب الإقليمية التي قد تُعيق الانتعاش الاقتصادي وشراكات الولايات المتحدة مع دول الخليج.

الإجراءات الأمريكية المُحتملة:

1- خطاب داعم لإسرائيل، ولكن ضغوط خفية من أجل الاعتدال.

2- توسيع الوجود البحري في الخليج (القيادة المركزية الأمريكية).

3- التواصل الهادئ مع دول الخليج وتركيا للحد من التصعيد.

4- استخدام العقوبات كـ "صمام ضغط" - على سبيل المثال، استهداف وحدات الإنترنت والطائرات المُسيّرة الإيرانية.

سادسا ًَ: الآثار العالمية والاقتصادية

النظرة الاستراتيجية

تعكس المواجهة بين إيران وإسرائيل في منتصف عام 2025 تحولات منهجية أعمق، من خلال انهيار معايير الردع، وإعادة ترتيب التحالفات الإقليمية، وبيئة دولية تُثبط فيها منافسة القوى العظمى الوساطة، في حين أن تجنب الحرب الشاملة لا يزال ممكنًا، فإن مخاطر التصعيد حقيقية.

التوصيات الاستراتيجية:

1- بالنسبة للولايات المتحدة: الموازنة بين الردع والإشارات الدبلوماسية؛ وتجنب تمكين المتشددين في الحرس الثوري الإيراني من خلال رد الفعل المبالغ فيه.

2- بالنسبة للاتحاد الأوروبي: تعزيز الوجود البحري في البحر الأحمر؛ واستكشاف دبلوماسية القنوات الخلفية.

3- بالنسبة لإسرائيل: تجنب المبالغة في التدخل؛ وإعداد القطاعات المدنية للرد السيبراني.

4- بالنسبة لإيران: تهدئة التوتر وإلا خاطرت بانهيار اقتصادي وعزلة أعمق.

مقالات مشابهة

  • كأس العالم للأندية.. كشف منشطات لـ ياسر إبراهيم والعش
  • كأس العالم للأندية 2025.. «ياسر» و«العش» يخضعان لكشف المنشطات
  • مصرع وإصابة 5 مدنيين بحادث سير على طريق كركوك – تكريت
  • بحادث مرور وغرق.. مصرع شابين في كركوك
  • أحمد ياسر يكتب: التوقيت والسيناريوهات والتداعيات العالمية
  • تزايد الأصوات ضد الانتقالي في عدن.. وسط آمال بمغادرة المشهد قريباً
  • عدد من الأمراء والمشايخ يعزون في وفاة الشيخ حمد الحمد
  • نجل البيض: مقتل الناشط الجردمي في سجون الانتقالي انحدار خطير يهدد مستقبل المجلس
  • إصابة 3 أشخاص في حادث مروري أعلى محور 26 يوليو
  • خمس إصابات بحادث سير مروّع على طريق تكريت – سامراء