قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وافق على التوسط بين إيران والولايات المتحدة في محادثات تتعلق بالنووي.

وفي وقت سابق من أمس الثلاثاء، ذكرت بلومبرج أن روسيا وافقت على مساعدة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في التواصل إلى اتفاق مع إيران بشأن عدة قضايا منها البرنامج النووي لطهران ودعمها لجماعات مناهضة للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط.

في غضون ذلك، قال يوري أوشاكوف مستشار بوتين للسياسة الخارجية: إن المحادثات الروسية الأمريكية في العاصمة السعودية الرياض تناولت الوضع في إيران.

وأضاف: إن الجانبين اتفقا على إجراء محادثات منفصلة بشأن هذه القضية، وفي سعها لتحقيق ذلك لم يقدم المسؤولون في البيت الأبيض تعليقًا فوريًا. 

ومع ذلك، وفقًا لبلومبرج، أعرب ترامب عن اهتمامه بدور الوساطة الروسي خلال مكالمة هاتفية مع بوتن الشهر الماضي.

وترحب إيران بحذر بالعرض الروسي حيث رحبت إيران بالتطور بشكل مبدئي. 

وقال إسماعيل بقائي، المتحدث باسم الجمهورية الإيرانية ، خلال مؤتمر صحفي متلفز في طهران في 3 مارس: "نظرًا لأهمية هذه الأمور، فمن الممكن أن تُظهر العديد من الأطراف حسن النية والاستعداد للمساعدة في حل مشاكل مختلفة، ومن هذا المنظور، من الطبيعي أن تقدم الدول عرضًا للمساعدة إذا لزم الأمر".

 في 7 فبراير، أعرب المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي عن شكوكه بشأن المحادثات مع إدارة ترامب، قائلاً : "لا ينبغي التفاوض مع مثل هذه الحكومة؛ إنه ليس حكيماً ولا ذكياً ولا مشرفاً". 

ومنذ عودته إلى منصبه في يناير استعاد ترامب حملته "للضغط الأقصى" ضد إيران، لكنه أعرب أيضًا عن رغبته في إغلاق البرنامج النووي لطهران من خلال المفاوضات.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: البيت الأبيض بوتين السلاح النووي السعودية الرياض أوشاكوف إيران المزيد

إقرأ أيضاً:

الشرق الأوسط على صفيح نووي.. خطة «بوتين» لترويض إيران والغرب: «الضمانة» كلمة السر في لعبة التوازن

كشفت تقارير دولية مؤخرًا عن عرض مفاجئ تقدّمت به روسيا لإيران، يقضي بوقف كامل لتخصيب اليورانيوم مقابل اتفاق نووي شامل برعاية أمريكية.

 يأتي هذا التطوّر غير المتوقع في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متزايدة، وتحاول فيه موسكو إعادة ترتيب علاقاتها ومصالحها في الشرق الأوسط، بالتزامن مع استمرار الحرب في أوكرانيا والعقوبات الغربية المفروضة عليها.

الصفقة المقترحة تعكس رغبة روسيا في لعب دور الوسيط بين طهران وواشنطن، لكنها أيضًا تحمل رسائل سياسية، خاصة أن موسكو كانت من أبرز الداعمين لحق إيران في التخصيب سابقًا.

ويُثير هذا التحوّل تساؤلات حول أهداف روسيا الحقيقية، ومدى استعداد إيران لقبول مثل هذا العرض، وما إذا كان الغرب سيتجاوب معه في ظل مخاوف إسرائيل من أي تقدّم إيراني في البرنامج النووي.

أستاذ علوم سياسية: روسيا تلوّح بـ"صفر تخصيب" لمساومة الغرب

قال سعيد الزغبي، أستاذ العلوم السياسية، في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد، إن تقارير دولية كشفت مؤخرًا عن تحوّل مفاجئ في موقف موسكو، حيث عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على إيران صفقة جريئة تقوم على أساس "صفر تخصيب" مقابل اتفاق شامل مع الولايات المتحدة.

وأوضح الزغبي أن مصادر سياسية مطلعة أفادت لبعض مراكز الفكر في الولايات المتحدة بأن موسكو، التي لطالما دعمت حق طهران في تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية، باتت ترى أن خفض منسوب التوتر مع الغرب في الشرق الأوسط يخدم أولوياتها الحالية.

وأضاف: "من وجهة نظري، روسيا لا تريد بالفعل أن تتخلى إيران عن التخصيب، لكنها تستخدم فكرة (صفر تخصيب) كورقة ضغط تساوم بها الغرب حتى تكسب:

تخفيف العقوبات عنها بسبب أوكرانيا.

إعادة هيكلة النفوذ في الشرق الأوسط وفقًا لما تريده".

وتابع الزغبي: "بوتين الآن لا يقول لإيران (توقّفي)، هو يتحدث إلى الغرب: (ما هو المقابل بالنسبة لروسيا إذا جعلت إيران تتوقّف؟)."

واستطرد: "إيران لن تقبل بسهولة، لكنها سوف تستفيد، فهي تعلم تمامًا أن روسيا تحتاج إليها كورقة ضغط، ولذلك سيتم استخدامها في دور (الممنوع مرغوب)."

وأشار إلى أن السيناريو المحتمل سيسير كالتالي:

ستقول إيران (لا) في البداية.

ستطلب ضمانات وحوافز ضخمة (رفع العقوبات، فك تجميد الأرصدة، وحتى صفقات سلاح).

وهكذا تحقق إيران مكاسب حتى لو لم يُبرم اتفاق نووي شامل.

وأضاف: "لا روسيا ستسمح بسلاح نووي إيراني، وروسيا تؤيد إيران قوية لكن ليست نووية بالكامل، حتى تظل إيران بحاجة إلى حماية موسكو، ولا تصبح (فرسًا نوويًا منفلتًا)."

وفي الوقت نفسه، تريد موسكو تقييد إسرائيل ومنعها من كسر اللعبة، بحيث تظل روسيا هي من تُمسك بـ(صمام الأمان).

وأكد الزغبي أن موسكو تمسك العصا من النصف، فهي تعطي إيران دعمًا نوويًا مدنيًا وغطاءً دبلوماسيًا، وتساوم الغرب بورقة "صفر تخصيب"، وتردع إسرائيل بالتهديد غير المُعلن.

ووصف ذلك بقوله: "هي لعبة توازن معقدة جيوسياسيًا، لكن الجميع يفهم أن أي خطأ صغير يمكن أن يُشعل حربًا أوسع من توقعات الجميع."

وأوضح أن السيناريو الأفضل هو تفادي الحرب عبر صفقة كبرى، تنجح روسيا من خلالها في إقناع إيران بقبول تجميد التخصيب عند مستوى منخفض، مقابل حزمة تحفيزات اقتصادية وضمانات أمنية، يتم التفاوض عليها برعاية روسية – أوروبية.

وبذلك تحصل إسرائيل على تطمينات أمنية واضحة بأن إيران لن تصل أبدًا إلى العتبة النووية.

ويخفف الغرب بعض العقوبات عن موسكو وإيران، فتتراجع أسعار الطاقة، ويهدأ الشرق الأوسط مرحليًا.

واستدرك الزغبي قائلًا: “هذا السيناريو يحتاج إلى تنازلات مؤلمة من إيران، وضمانات حقيقية للغرب، وتحركات ذكية جدًا من روسيا لتقديم نفسها كـ(ضامن موثوق به)، وهي كلمة السر: الضمانة”.

السيناريو الأسوأ: شرارة الحرب الإقليمية

أما بخصوص السيناريو الأسوأ، فقال الزغبي: "هو الانزلاق إلى حرب مفتوحة، حيث تواصل إيران التخصيب بسرعات قياسية، وتبدأ في تركيب أجهزة طرد متقدمة بشكل معلن. ومن ثم، تنفذ إسرائيل ضربة استباقية واسعة ضد المنشآت النووية، فترد إيران بقصف مدن وقواعد إسرائيلية بالصواريخ والطائرات المسيّرة."

ثم يفتح حزب الله جبهة لبنان، وتشتعل المليشيات في العراق وسوريا، فيتوسع الصراع إقليميًا.

ولا تتدخل روسيا عسكريًا بطريقة مباشرة، لكنها تدعم إيران بأسلحة دفاعية متقدمة، وأنظمة دفاع جوي، وحرب إلكترونية، مما يزيد كلفة أي تصعيد.

وأكد الزغبي أن “هذا السيناريو قد يدفع أسعار النفط فوق 200 دولار للبرميل، ويعيد تشكيل أمن الخليج، لأن روسيا تُمسك بخيوط المسرح: تُطمئن الغرب لتكسب تنازلات، وتدعم إيران لتضمن حاجتها إليها، وتردع إسرائيل حتى لا تكسر اللعبة”.

واختتم الزغبي تصريحاته قائلًا: “أرى أن الحرب الكبرى ليست مرجّحة غدًا، لكنها ممكنة في أي وقت، والشرق الأوسط يظل رهينة توازن دقيق جدًا… قابل للانفجار عند أول شرارة، ولا يدفع ثمنه إلا أبناء المنطقة العربية".
 

طباعة شارك تخصيب اليورانيوم روسيا موسكو الشرق الأوسط الحرب في أوكرانيا إيران

مقالات مشابهة

  • الشرق الأوسط على صفيح نووي.. خطة «بوتين» لترويض إيران والغرب: «الضمانة» كلمة السر في لعبة التوازن
  • إيران تبدي استعدادها للتفاوض مع الولايات المتحدة في الملف النووي
  • بوتين يدعم اتفاقًا نوويًا جديدًا مع إيران يشمل وقفًا كاملًا لتخصيب اليورانيوم
  • بوتين يدعم وقف إيران لتخصيب اليورانيوم بشكل كامل
  • بوتين يحاول إقناع إيران بالقبول باتفاق نووي مع الولايات المتحدة يمنعها من تخصيب اليورانيوم
  • مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون: نتنياهو أبلغ ترامب أن تل أبيب ستضرب إيران إذا استأنفت نشاطها النووي
  • نتنياهو أبلغ ترامب بعزم إسرائيل ضرب إيران حال استئناف النشاط النووي
  • وول ستريت جورنال: نتنياهو أبلغ ترامب أن تل أبيب ستضرب إيران إذا استأنفت برنامجها النووي
  • نتنياهو لـترامب: الجيش الإسرائيلي سيضرب إيران حال استئناف نشاطها النووي
  • دا سيلفا يرد على رسوم ترامب.. هل تشتعل حرب تجارية بين البرازيل وأمريكا؟