موقع 24:
2025-08-12@14:52:57 GMT

أين ستتجه أوروبا المأزومة

تاريخ النشر: 8th, March 2025 GMT

أين ستتجه أوروبا المأزومة

سؤال صار يطرح بقوة اليوم ويتعلق بمستقبل الحلف الغربي، وتحديداً بالتحالف الاستراتيجي الأمريكي الأوروبي، الذي من أهم أركانه منظمة حلف شمال الأطلسي،الناتو) ومستقبل هذا التحالف بعد الأزمة المتعددة الأوجه التي انفجرت مؤخراً. صاعق التفجير بالطبع تمثل بمستقبل الحرب في أوكرانيا. ما حدث من صدام في القمة الأمريكية الأوكرانية في واشنطن واللغة والتحذيرات التي اتسم بها خطاب ترامب ونائبه مع زيلينسكي، لغة بعيدة كل البعد عن اللغة الدبلوماسية، شكلت صاعق التفجير الذي أشرنا إليه والذي كان منتظراً مع عودة ترمب إلى البيت الأبيض.


وتبع ذلك القمة الأوروبية التي استضافتها لندن على عجل لتعبئة الموقف الأوروبي دعماً لأوكرانيا في وجه سياسة الصدمات التي يمارسها بشكل متزايد "الأخ الأكبر" الأمريكي تجاه ما يفترض أن يكون استراتيجية غربية مشتركة في مواجهة الخطر الروسي. يمثل ذلك أحد أوجه الصدام المتزايد في البيت الغربي الذي بدأه الرئيس ترامب في الاقتصاد والتجارة والسياسة، والأولويات في المصالح والعلاقات والمقاربات المتصادمة تجاه ما يفترض أن تكون مصالح حيوية أو قضايا استراتيجية مشتركة في البيت الغربي. البيت الذي صارت التشققات في جدرانه تهدد بسقوطه. من الأمور المثيرة للاهتمام أن بريطانيا كانت قد تركت الاتحاد الأوروبي لأسباب اقتصادية وسياسية وتجارية بشكل خاص. ساهم بذلك سبب أساسي وهو انتماؤها الأولي إلى "البيت الأطلسي" على حساب انتمائها الأوروبي، بسبب العلاقة الخاصة ذات الطابع المتعدد الأبعاد مع واشنطن.
بريطانيا هذه لم تحتمل صدمة ترامب في المسألة الأوكرانية فوجدت نفسها بعيدة عن واشنطن وملتصقة بـ"الأسرة الأوروبية" في مواجهة ما تعتبره أحد التحديات الأمنية، بالمفهوم الشامل للأمن، لأمنها المباشر وأمن محيطها الغربي، والمتمثل بالحرب الروسية ضد أوكرانيا. أحد أوجه رد الفعل الأوروبي أيضاً أو الاستنفار الأوروبي، بعد توجه واشنطن لعقد صفقة ثنائية مع موسكو لتسوية الأزمة الأوكرانية، دون أن يعني ذلك بالطبع الوصول إلى نتيجة في وقت قريب، العودة إلى نفض الغبار عن السياسة الأمنية والدفاعية المشتركة للاتحاد الأوروبي.
السياسة التي تشكل أحد أهم أركان عملية البناء الأوروبي، والتي تم تهميشها وسقطت من جدول الأولويات الأوروبية الفعلية. وفي هذا السياق دعت رئيسة المفوضية الأوروبية من بروكسل إلى زيادة الإنفاق العسكري الأوروبي إلى حدود 800 مليار يورو سنوياً مع ما يحمله ذلك من ضغوطات على عدد من الاقتصادات المنهكة في أوروبا. في السياق نفسه بدأت أصوات أوروبية وخاصة من طرف فرنسا تتحدث عن ضرورة البحث في إقامة «مظلة نووية أوروبية»، وهو ما يعكس بشكل واضح تراجع أو اهتزاز الثقة بالدور الأمريكي في هذا الخصوص وفي إطار حلف الناتو. ما يزيد من مرارة الأوروبيين أن واشنطن تتعامل معهم وكأن مستقبل أوكرانيا لا يعني الأمن الأوروبي، حتى يشارك الأوروبيون إلى جانب واشنطن في مسار دبلوماسية التسوية وشروط تحقيقها.
والمثير للاهتمام أن اليمين الأوروبي المتشدد، الذي يزداد قوة وانتشاراً في أوروبا بسبب الأزمات متعددة الأوجه والدرجات بين بلد وآخر، التي يتغذى عليها هذا اليمين من خلال خطابه التبسيطي والاختزالي والشعبوي، يبدي تفهماً أو تأييداً أو تعاطفاً بدرجات مختلفة مع سياسة ترامب بسبب التقارب معه في الرؤية للمشاكل القائمة وفي الحلول المطلوبة لمعالجتها.
فإذا كانت أوكرانيا تشكل الأولوية الاستراتيجية للأمن الأوروبي في مواجهة روسيا العائدة بقوة لتعزيز نفوذها في القارة القديمة، حيث أن تسوية هذه الأزمة ستحكم دون شك ميزان القوى في تلك القارة، فإن تراجع الاهتمام الأمريكي مع ترامب في المسرح الاستراتيجي الأوروبي لمصلحة إعطاء الأولوية للخطر الذي تشكله الصين الشعبية في "مسرح المحيطين" وفي العالم، يشكل أهم أوجه الخلاف في البيت الاستراتيجي الغربي بين واشنطن من جهة، وحلفائها الأوروبيين من جهة أخرى. ويرى أكثر من مراقب أن هذه الأزمة قد تشكل حافزاً أساسياً وضاغطاً لإعادة إحياء «الاستقلالية الاستراتيجية» الأوروبية، التي كانت تشكل دائماً أحد أهم أهداف عملية البناء الأوروبي.
قد تذهب أوروبا في هذا الاتجاه، الذي دونه الكثير من العوائق، إذا ما توفر توافق الحد الأدنى العملي المطلوب في البيت الأوروبي، الذي بقدر ما توسع بقدر ما ازدادت تحدياته الداخلية في مجالات مختلفة، وكذلك تكاليف مواجهة هذه التحديات. أوروبا اليوم على مفترق طرق، والمستقبل غير البعيد سيدل على الطريق الذي ستسلكه.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب الأوكرانية ترامب فی البیت

إقرأ أيضاً:

الحشرة القرمزية تهاجم التين الشوكي في الساحل الغربي

كشف رئيس فرع الساحل الغربي بالمركز الوطني للوقاية والحجر الزراعي، مصطفى الزروق، عن تسجيل انتشار للحشرة القرمزية في عدد من مدن ومناطق الساحل الغربي.

وأوضح الزروق، في تصريح لقناة الأحرار، أن بؤر الإصابة تتركز في الزاوية، وجودائم، وأبوصرة، والماية، والطويبية، والمعمورة، وقرقوزة، والزهراء.

وأضاف الزروق أن بداية ظهور الإصابة تعود إلى مايو 2024، موضحًا أن الحشرة القرمزية تتغذى على أشجار فاكهة التين الشوكي فقط، ولم يُلاحظ انتشارها على أشجار أخرى.

وأشار الزروق إلى أن ضعف الإمكانيات في الفترة الماضية أثر على جهود المكافحة، مؤكدًا أنه بعد توفر الإمكانيات أطلق الفرع حملة لمكافحة هذه الحشرة.

كما الزروق أوضح أن المرحلة الأولى من الحملة نُفذت قبل 10 أيام، وأن المرحلة الثانية ستنطلق خلال الأسبوعين القادمين، لافتًا إلى أن العمل جارٍ حاليًا على متابعة وتقييم نتائج المرحلة الأولى، وأن النتائج المبدئية مبشرة، وفق قوله.

المصدر: قناة ليبيا الأحرار

المركز الوطني للوقاية والحجر الزراعي Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0

مقالات مشابهة

  • ترامب اعتبرها تحريرا وسكانها يرونها حربا.. البيت الأبيض يسيطر على واشنطن
  • الأسهم الأوروبية ترتفع مع تمديد هدنة الرسوم بين واشنطن وبكين
  • "البيت العود" في مطرح
  • البيت الأبيض: نشر 450 ضابطاً فيدرالياً لمكافحة الجريمة في شوارع واشنطن
  • حملة لمكافحة الحشرة القرمزية بعد انتشارها في مدن الساحل الغربي
  • بين النفاق الغربي والهوان العربي.. بدائل المقاومة تضيق
  • الحشرة القرمزية تهاجم التين الشوكي في الساحل الغربي
  • أوروبا:لا يمكن تحديد مسار السلام في أوكرانيا بدون حضورها
  • البيت الأبيض يوضح موقفه من الرسوم على سبائك الذهب
  • ما أسباب التحفظات الأوروبية الأوكرانية على خطة بوتين؟