جريدة الرؤية العمانية:
2025-08-12@16:41:42 GMT

تضحيات تصوغ النصر

تاريخ النشر: 12th, August 2025 GMT

تضحيات تصوغ النصر

 

 

 

خالد بن سالم الغساني

 

يبرز نضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي، وتشمخ  بسالة مقاومته، في قلب التاريخ، كرمزٍ للصمود والإصرار؛ حيث يمزج  بين الألم والأمل في قصة كفاحٍ لم تنحنِ أمام ويلات التهجير والحصار والدمار، ولن تنحنِ أمام حرب التجويع التي يمارسها الكيان الصهيوني صد شعب غزة الآن، فمن نكبة 1948، مرورًا بانتفاضتي 1987 و2000، إلى طوفان الأقصى وحروب غزة المستمرة، يروي الفلسطينيون بدماء شهدائهم وصبر أمهاتهم، وصرخات أطفالهم قصة إيمانٍ لا يتزعزع بحقهم في أرضهم المقدسة، تضحياتهم الكبيرة، وآلامهم التي لا تتوقف هي لبناتٌ في بناء النصر، تُكتب بأحبار من الإيمان والإرادة والعزيمة التي لا تنثني.

كلُّ شهيدٍ رَوَت دماؤه ترابَ فلسطينَ يُنبت ثورةً، وكلُّ بيتٍ هُدِّم بَنَى جدارًا من العزيمة، وكلُّ طفلٍ يفقد مدرستَه يكبر معه حلمُ التحرر.

المقاومة الفلسطينية بأشكالها المختلفة والمتعددة، المسلحة والسلمية، بالحجارة أو بالفن والثقافة، تثبت أن الهزيمة الحقيقية هي الاستسلام، وهو خيارٌ لم يعرفه ولن يعرفه الفلسطينيون يومًا.

في هذه المسيرة النضالية الشاقة، يحاول الانهزاميون، قياس النضال بمقاييس مادية، فيعدّون الشهداء والدمار والتشريد هزيمة، متناسين أن التاريخ يرفض هذا الادعاء.

في انتفاضة الحجارة عام 1987، واجه الأطفال الفلسطينيون دبابات الاحتلال بحجارةٍ وإرادة، فألهموا العالم بصمودهم، وساهموا في تعبئة الوعي العالمي بالقضية. واليوم تستمر المقاومة مدعومة بالتضامن العالمي وحركات المقاطعة، مما يؤكد أن كل تضحية تخطو خطوة نحو النصر.

وكل يوم يمر يفشل الاحتلال بكل قوته العسكرية، وجسور دعمه الأمريكية والغربية، يفشل في كسر إرادة شعبٍ يرفض الخضوع.

النضال الفلسطيني جزءٌ من سلسلة نضالات الشعوب الحرة، ففي فيتنام تحدى الفيتناميون بأسلحة بدائية، قوى الاستعمار الفرنسي ثم الأمريكي، وحققوا النصر بعد عقود من التضحيات، وبنوا دولتهم بإرادتهم وعزيمتهم الحرة، ولم يكتب التاريخ هزيمتهم في كل خسائرهم الجسيمة، بل لقد كتب نصرهم في كسر غطرسة المستعمر، وفي كوبا، قاد فيديل كاسترو ورفيقه الأرجنتيني تشي جيفارا ثورةً ألهمت العالم، وتحولا إلى رمزين عالميين للتحرر، وأيقونتين لمعنى النضال، رغم الحصار والعزلة الطويلتين اللتين فُرضتا على كوبا، بينما في بلد المليون ونصف شهيد، الجزائر العزيزة، سالت الدماء غزيرة، لتتوج بتحقيق الاستقلال عام 1962، بعد استعمار دام 132 سنة، وتم طرد الاستعمار نهائيًا، فكانت كل خسارة خطوة نحو الحرية، وكل تضحية لبنةً في استعادة السيادة.

هذه الشعوب لم تقس نجاحاتها أو خسائرها بعدد الشهداء وحجم الدمار؛ بل بمدى تمسكها بحقها في الكرامة، وإصرارها على النضال حتى النصر مهما عظمت التضحيات وتراكمت الخسائر؛ فالعبرة في النهاية، والنهاية هي الحرية الكاملة لأراضيها وشعوبها.

إنَّ محاولاتِ الانهزاميين والمُستسلِمين فرضَ معايير الهزيمة عبر التركيز على عدد الشهداء أو حجم الدمار، متجاهلين السياق التاريخي للنضال، قد أثبتَ التاريخُ حقيقتَه التي لا يدانيها الشك، بأنَّ الانتصار لا يُقاس بالخسائر المادية، بل باستمرار الكفاح.

الفلسطينيون، مثل الفيتناميين والجزائريين، يبنون نصرهم يومًا بعد يوم، لا بالتوقف عن الخسارة، بل بالتوقف عن الخوف منها. كل تضحية هي بذرةٌ تُزرع في أرض الحرية، وكل صرخة طفل هي صوت المستقبل، إنهم يلهمون العالم من خلال صمودهم وتضحياتهم وعزائمهم، إنها تراكمات ستصنع نصرًا مؤزرًا، فكما أثمر نضال الشعوب الحرة عبر التاريخ، فإن فلسطين بإرادة شعبها، ستبقى شعلة الأمل وقبلة الأوفياء والمخلصين لها حتى التحرير الكامل.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

محافظ الإسكندرية يتفقد بدء تنفيذ مشروع توسعة طريق الحرية

أجرى أحمد خالد حسن سعيد، محافظ الإسكندرية، جولة ميدانية بنطاق حي شرق، تفقد خلالها شارع أبو قير لمتابعة أعمال استكمال مراحل استراتيجية وخطة المحافظة للحد من الاختناقات المرورية بالمحاور الحيوية.

 وذلك في إطار الاستجابة الفورية لشكاوى المواطنين بشأن الكثافات المرورية بالمناطق الحيوية.

وخلال جولته، أصدر محافظ الإسكندرية توجيهات مشددة إلى مسؤولي حي شرق بضرورة منع استغلال الأرصفة الخاصة بالمشاة لمعارض السيارات في نطاق شارع أبو قير، مشددًا على أهمية الحفاظ على حق المواطنين في استخدام الأرصفة بأمان.

كما وجه الشركة المنفذة بسرعة إنجاز الأعمال وفق الجدول الزمني المحدد، مؤكدًا على ضرورة تنسيق الجهود مع إدارة الحدائق المركزية لتحديد مواقع مناسبة للأشجار والزراعات واللافتات المرورية، بما يحافظ على المظهر الحضاري والطابع الجمالي للمنطقة.

وفي هذا الإطار، سيتم استبدال الأشجار الحالية، أسوةً بما تم في مشروعات التحسينات المرورية السابقة، وذلك بزراعة أنواع ملائمة تضيف لمسات جمالية مثل أشجار الجاكراندا والبونسيانا والبلتفورم، مع التدعيم بالنباتات العطرية مثل مسك الليل والعتر البلدي والريحان، وذلك في الجذر الوسطي.

أما بالنسبة للأرصفة على جانبي الطريق، فقد تم اختيار أشجار لا تعيق حركة المشاة ومنتظمة النمو حتى لا تتعارض مع واجهات المباني والخدمات، مثل شجرة السرو الإيطالي، مع التدعيم بشجيرات مثل التويا والجهنمية، وكذلك النباتات العطرية والزهور، وذلك في إطار خطة المحافظة للارتقاء بأعمال التشجير وفق الهوية البصرية للطرق.

وقد أعلنت محافظة الإسكندرية عن البدء في تنفيذ مشروع توسعة طريق الحرية (أبو قير)، وذلك في المسافة من منطقة سيدي جابر وحتى محطة ترام الوزارة، بهدف تحسين السيولة المرورية في مناطق سيدي جابر وسموحة، والتي تُعد من أكثر المناطق تكدسًا مروريًا.

ويتضمن المشروع إضافة أربع حارات مرورية جديدة ليصل إجمالي عدد الحارات إلى 8 حارات (4 حارات في كل اتجاه)، بما يسهم في تعزيز الحركة المرورية وتخفيف الضغط على الطريق.

ويُنفذ المشروع على عدة مراحل، تبدأ المرحلة الأولى من شارع إبراهيم الشريف حتى شارع سوريا، وتستغرق مدة تنفيذها 45 يومًا، بمعدل ثلاثة أسابيع لكل اتجاه.

طباعة شارك الاسكندرية مشروع الكورنيش أحمد خالد محافظ الاسكندرية حي شرق

مقالات مشابهة

  • وسط أجواء من الحزن والإدانات:الفلسطينيون يشيعون الصحفيين الستة الذين اغتالهم العدو الصهيوني في غزة
  • مصر وقطر وتركيا تصوغ مبادرة جديدة للصفقة / تفاصيل
  • غزة – إجمالي عدد شاحنات المساعدات التي دخلت خلال الـ15 الماضية
  • دروس من تضحيات "جنود الإعلام": بين ميادين غزة وتيخوانا
  • "أونروا": الاحتلال يواصل إسكات الأصوات التي تبلغ عن الفظائع في غزة
  • الاحتلال يفرض قيودًا مضاعفة على الطواقم القانونية التي تتابع الأسرى
  • محافظ الإسكندرية يتفقد بدء تنفيذ مشروع توسعة طريق الحرية
  • الإعلام الحكومي بغزة: المساعدات التي دخلت القطاع لا تكفي إلا 3% فقط
  • مي عمر بإطلالة صيفية ورسالة عن الحرية على الشاطئ