أفادت تقارير بأن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تدرس مقترحا بزيادة ضخمة لعدد المستوطنين بالضفة الغربية المحتلة ليصل إلى مليون مستوطن، مقارنة بنحو 170 ألفا يعيشون حاليا بتلك الأراضي، فيما أدانت السلطة الفلسطينية هذا التوجه.

ووفقا لما نقله موقع "واينت" الإلكتروني، فإن الاقتراح قدمه ما يسمى برئيس المجلس الإقليمي لمستوطنات الضفة يوسي داجان، ويشمل إقامة "مدن" جديدة، ومناطق صناعية، ومستشفى، وسكة حديد، ومطار.

وأشار الموقع الإلكتروني إلى أن المجلس الاستيطاني استأجر خدمات مهندسين ومستشارين مهنيين، لوضع المخطط بشكل غير معلن طوال أكثر من سنة، بهدف زيادة عدد المستوطنين خلال العقود الثلاثة المقبلة.

اقرأ أيضاً

وزير مالية إسرائيل يتعهد بتكثيف البناء في مستوطنات الضفة

ولفت إلى أنه جرى وضع الخطوط العريضة للمخطط خلال مؤتمر سنوي مركزي لقادة المستوطنين، قبل عشرة أشهر تقريبا، من دون الكشف عن طاقم المخططين له.

وحسب "واينت"، يشمل المخطط توسيع عدد من المستوطنات وتحويلها إلى "مدن"، وإقامة "مدن" جديدة، ومد سكك حديد باتجاه وسط إسرائيل وشمالها، وتوسيع شوارع، وإقامة مركز طبي في مركز المجلس الإقليمي للمستوطنات، ومطار، ومناطق صناعية، ومراكز ثقافية.

ويسعى المبادرون إلى هذا المخطط إلى توسيع مستوطنات "إيتمار"، "تسوفيم"، "سلعيت" و"أفني حيفتس". ويقضي المخطط بتوسيع البؤرة الاستيطانية "حوميش"، بعد شرعنتها، بحيث تستوعب 15 ألف مستوطن، وكذلك شرعنة مستوطنتي "غانيم" وكديم" وتوسيعهما، اللتين تم إخلاؤهما في إطار خطة فك الارتباط عن غزة وشمال الضفة، عام 2005.

وأشار الموقع إلى أنه يجري التخطيط لـ"مدينة" كبيرة تحمل اسم "تعناخ" في شمال الضفة الغربية المحتلة، وأن تستوعب 30 ألف مستوطن، و"مدينة" باسم "شَمير" في جنوب غرب الضفة ووسطها، بالقرب من مدينة كفر قاسم، وأن تستوعب أكثر من 100 ألف مستوطن.

اقرأ أيضاً

"خطيئة فك الارتباط".. وزيرة إسرائيلية: سنعود إلى مستوطنات غزة

إدانة فلسطينية

من ناحيتها، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين، ما تناقله الإعلام العبري بشأن المخطط الاستعماري الذي تقدم به ما يسمى رئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة، إلى رئيس الوزراء نتنياهو، والهادف إلى تعميق الاستيطان في شمال الضفة الغربية وتوسيعه.

وقالت الخارجية في بيان صحفي اليوم، إن الكشف عن هذا المخطط يفسر السبب الحقيقي خلف هجمة الاحتلال والمستوطنين الشرسة على شمال الضفة، باعتبارها حلقة من حلقات الضم التدريجي المعلن للضفة الغربية المحتلة.

وحذرت من تداعيات هذا المخطط وأبعاده ونتائجه على فرص تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: المستوطنات الإسرائيلية مستوطنون الضفة الغربية المحتلة نتنياهو الضفة الغربیة شمال الضفة

إقرأ أيضاً:

ما جذور مخطط إي 1 الاستيطاني.. وكيف يهدد مستقبل الدولة الفلسطينية؟

يُعد مخطط "إي 1 - E1"، وهو اختصار لـ"شرق 1 - East 1"، أحد أخطر المشاريع الاستيطانية الإسرائيلية على الإطلاق، نظراً لموقعه الجيوسياسي الحاسم وتداعياته على إمكانية قيام دولة فلسطينية متصلة جغرافياً.

ورغم أن المخطط الإسرائيلي، الذي يربط القدس بمستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، جرى إقراره رسمياً في آب/ أغسطس 2025، إلا أن بدايات فكرته وتفاصيله موجودة منذ عقود وجرى تطويرها وزيادة حجمها طول السنوات الماضية.

ما هو "إي 1"؟
يُعتبر المخطط كتلة تخطيطية استيطانية تقع بالكامل في الأراضي المصنفة (ج) في الضفة الغربية المحتلة، وهي مناطق تخضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة بموجب اتفاقيات أوسلو. تبلغ مساحة هذه المنطقة نحو 12 كيلومتراً مربعاً، وقد أُعلنت معظمها "أراضي دولة" وضُمّت إدارياً لمستعمرة "معاليه أدوميم" طوال السنوات الماضية.

ويتمركز المخطط ضمن موقع حيوي بين مستوطنة "معاليه أدوميم" الكبرى ومستوطنة "بسغات زئيف" شمال شرق القدس، وتحيط به تجمعات فلسطينية حيوية مثل عناتا والعيساوية والزعيم والعيزرية وأبو ديس، مما يجعله مركزاً للضغط الديمغرافي والتوسع الإسرائيلي على حساب الامتداد الطبيعي للتواجد الفلسطيني في القدس وما حولها.

????جددت وزارة الخارجية الألمانية رفضها لمشروع "E1" الاستيطاني الإسرائيلي، مؤكدة أن جميع الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة تمثل انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي وتهديدًا لفرص تحقيق السلام.#عربي21 pic.twitter.com/e2oz9THZiK — عربي21 (@Arabi21News) August 20, 2025
وجاء في تقرير لـ"وكالة الأنباء الفلسطينية" أن "اختيار هذا الموقع بالتحديد، في الخاصرة الأضيق للضفة الغربية، ليس عشوائياً، بل يمثل استغلالاً ممنهجاً للتصنيفات المؤقتة لاتفاقيات أوسلو من أجل ترسيخ السيطرة الإقليمية الإسرائيلية الدائمة عبر أدوات قانونية وإدارية".

ولا يقتصر الهدف المعلن لمخطط "إي 1" تاريخياً على مجرد ربط مستوطنة معاليه أدوميم بالقدس فحسب، بل يتجاوز ذلك إلى رؤية جيوسياسية أوسع هي رؤية "القدس الكبرى"، التي تهدف إلى ضم ما يقارب 600 كيلومتر مربع، وهو ما يعادل نحو 10 بالمئة من مساحة الضفة الغربية، وتتم خدمة هذا الهدف عبر إنشاء أحزمة طرق ومناطق صناعية وأحياء جديدة في منطقة المخطط.


ويمثل تنفيذ المخطط وفقاً للتحليلات الدولية سياسة تؤدي إلى "الضم بحكم الأمر الواقع - De Facto Annexation"، وهذا الضم لا يترتب عليه فقط تبعات ومسؤوليات قانونية على "إسرائيل" بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بل يهدف إلى خلق واقع جغرافي وديمغرافي متواصل للسكان الإسرائيليين بين القدس و"معاليه أدوميم"، مما يساهم في تهويد القدس وعزلها عن محيطها الفلسطيني.

بدايات المخطط
مر "إي 1" بمراحل متعددة من التخطيط والتجميد وصولاً إلى الإقرار، وظهرت فكرته في التسعينيات كجزء من استراتيجية "إسرائيل" لتوسيع نفوذها شرق القدس وربط التجمعات الاستيطانية الكبرى.

ومنذ مطلع تسعينيات القرن الماضي، ظلّ المشروع يشكّل أحد أخطر أدوات الهندسة الجيوسياسية التي تسعى "إسرائيل" عبرها إلى إعادة رسم ملامح الضفة الغربية والقدس بما يخدم مشروعها طويل الأمد.

وجرى وضع المخطط لأول مرة بين عامي 1991 و1994 في عهد إسحق رابين كامتداد عمراني وظيفي لمستوطنة "معاليه أدوميم" وربطها بالقدس، وسرعان ما تطور إلى استراتيجية متكاملة عكست جوهر المشروع الاستيطاني الإسرائيلي القائم على تفكيك الجغرافيا الفلسطينية وتحويلها إلى "كانتونات" معزولة.

وفي الفترة ما بين 1997 و1999 حصلت المصادقات الأمنية والحكومية على الخرائط الهيكلية، وأُعلنت آلاف الدونمات المحيطة "أراضي دولة"، ما شكّل "الأساس القانوني" الإسرائيلي للتوسع لاحقاً. ثم شهدت السنوات ما بين 2009 و2012 تجميداً مؤقتاً بفعل الضغوط الدولية، قبل أن يُعاد تفعيله كردّ على خطوة رفع مكانة فلسطين في الأمم المتحدة، حيث طُرحت مناقصات للتصميم ثم جُمّد التنفيذ من جديد.

أما في الفترة ما بين 2014 و2020 فشهدت أعمال بنية تحتية هادئة أعادت إحياء المخطط، خصوصاً مع الدفع السياسي الذي وفرته "صفقة القرن"، وحديث رسمي عن بناء 3500 وحدة استيطانية في المنطقة.

وعلى مدى العقدين الماضيين، تعرض المخطط لتجميد دوري بسبب الضغوط الدولية الشديدة التي أدركت خطورته على الأفق السياسي، فتنفيذ "إي 1" كان يُنظر إليه دولياً على أنه خط أحمر لأنه ينهي أي أمل واقعي لحل الدولتين.

في محاولة لتخفيف حدة الانتقادات الدولية، عرضت الحكومة الإسرائيلية في عام 2008، تحت قيادة رئيس الوزراء آنذاك إيهود أولمرت، خطة لبناء طريق بديل لربط مدينتي بيت لحم ورام الله، للسماح بحركة الفلسطينيين حول "معاليه أدوميم"، إلا أن الجانب الفلسطيني رفض هذا الاقتراح، حيث اعتبر قبوله بمثابة شرعنة للتقطيع الجغرافي الذي يفرضه المخطط والاستيطان، كما أن الهدف الإسرائيلي من الطريق الالتفافي كان فصل حركة الفلسطينيين عن المستوطنين.

بريطانيا تستدعي سفيرة الاحتلال بعد الموافقة على خطة الاستيطان في الضفةhttps://t.co/O7AjGSgukK — عربي21 (@Arabi21News) August 21, 2025
وأخيراً، في الفترة ما بين تموز/ يوليو وآب/ أغسطس 2025، دخل المشروع منعطفاً حاسماً حين رفضت لجنة الاعتراضات جميع الطعون المقدمة مكتفية بتوصيات شكلية، ليعلن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بدء التنفيذ العملي، في خطوة تمثل المسمار الأخطر أمام دولة فلسطينية متصلة وقابلة للحياة.

وأكد تقرير "وفا" أن مشروع "إي 1" بهذا التسلسل ليس مجرد خطة عمرانية، بل هو مخطط استراتيجي بنيوي للتغيير الديموغرافي والسياسي يهدد الوجود الفلسطيني برمته، ويحوّل القدس إلى مركز استعمار مغلق، معزول عن امتداداته الفلسطينية، في تحدٍّ صارخ للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.

إحياء المخطط
شهد عام 2025 تحولاً في مسار المخطط، حيث تم إحياؤه والمضي قدماً به بشكل غير مسبوق، متجاوزاً الضغوط الدولية، وتم عقد جلسات استماع للموافقة النهائية على المخططات التفصيلية، وبلغت وتيرة التصديقات أوجها في آب/ أغسطس 2025، حيث تمت الموافقة النهائية على خطط بناء ما مجموعه 3401 وحدة استيطانية جديدة.

والأمر الذي أثار قلقاً بالغاً هو الانتقال من التبرير السكني إلى التصريح بالهدف الجيوسياسي الصريح، فقد أكد وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، أن هدف الموافقة على البناء هو "دفن حل الدولتين"، مضيفاً أن الدولة الفلسطينية تُمحى من على الطاولة ليس بالشعارات بل بالأفعال، وأن "هذه الأرض تعود لإسرائيل".

????وزير مالية الاحتـ.ـلال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش يعلن الموافقة على خطة الاستيطـ.ـان الجديدة في منطقة E1، مؤكداً أنها "ستدفن فكرة الدولة الفلسطينية" وتمثل "المسمار الأخير في التابوت" لهذا المفهوم

وتشمل هذه الخطة بناء 3,401 وحدة سكنية في مستـ.ـوطنة معاليه أدوميم بالضفة… pic.twitter.com/B2ZbfjRdPz — عربي21 (@Arabi21News) August 14, 2025
يعكس تصميم المخطط الهندسة الجيوسياسية الهادفة إلى خلق حقائق دائمة على الأرض، فهو لا يقتصر على مجرد بناء وحدات سكنية، بل يتضمن شبكة معقدة من البنى التحتية الوظيفية التي تضمن السيطرة الإسرائيلية وتفصل السكان الفلسطينيين بشكل ممنهج.

مدينة كاملة
تمت المصادقة على المخطط لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة في الممر الاستراتيجي، وتظهر التفاصيل الهيكلية للمشروع أنه يهدف إلى إقامة مدينة إسرائيلية مكتملة السيادة والوظيفة، لا مجرد حي سكني تابع، ويتضح هذا من خلال تنويع المرافق ليشمل الجوانب الأمنية والاقتصادية والسياحية.

وفي عام 2012، أقرت حكومة الاحتلال أن المخطط يتضمن الاستيلاء على 1350 دونماً لإقامة منطقة صناعية شمال غرب المنطقة المصنفة ضمن المخطط، إضافة إلى 180 دونماً لإقامة مقر لشرطة الاحتلال، وقد تم تشييد المقر المذكور بهدف توسيع مناطق الاستيلاء.


وضمت المصادرة أيضاً حينها مخططاً للاستيلاء على مساحة 500 دونم من أراضي عناتا وشعفاط لإقامة مكب نفايات على أن يتم تحويله لاحقاً لحديقة عامة، إضافة إلى ثلاثة مخططات تفصيلية للبناء، لبناء 2176 وحدة استيطانية وآخر لبناء 256 وحدة، إضافة إلى 2152 غرفة فندقية.

تمت المصادقة أيضاً على تضمين بناء 1250 وحدة، وحديقة توراتية إلى الشمال الغربي من المخطط المذكور.

وبحسب تقرير "وفا"، أقر الاحتلال أيضاً مخططاً لتنفيذ ما يسمى طريق "نسيج الحياة"، الذي تم إنجاز جزء منه قرب جدار الفصل والتوسع العنصري الواقع شرق عناتا وصولاً إلى منطقة الزعيم، والجزء الآخر منه يُقترح إنشاؤه ابتداءً من الزعيم وصولاً إلى العيزرية، ويهدف إلى خدمة تنفيذ وتطوير مخطط البناء في المشروع المذكور، إضافة لكونه مقترحاً مستقبلياً لتحويل طريق القدس–العيزرية ومنع الفلسطينيين من استخدامه.

شطر الضفة وعزل القدس
وتنبع الأهمية الاستراتيجية للمخطط من موقعه الذي يهدد بتقطيع أوصال الدولة الفلسطينية المزمعة، مما يجعله الضربة القاضية لحل الدولتين، فهو يقع في النقطة الجغرافية التي تربط بين الأجزاء الرئيسية للضفة الغربية، وتنفيذه يعني شطر الضفة الغربية فعلياً إلى نصفين: فصل شمال الضفة ممثلاً بمحافظة رام الله عن جنوبها الممثل بمحافظات بيت لحم والخليل.

تُعتبر المنطقة الواقعة بين رام الله والقدس وبيت لحم المحور الحضري الحيوي الذي يمثل العمود الفقري لأي دولة فلسطينية مستقبلية، وبمجرد تنفيذ المخطط، فهو سيعمل على شلّ إمكانية تطوير هذا المحور المتصل. وهذه العملية تهدف إلى تفتيت الضفة الغربية إلى "جيوب معزولة ومقطعة الأوصال" تخضع للسيطرة الأمنية الإسرائيلية المطلقة، وهو ما يلغي المفهوم الجغرافي للدولة القابلة للحياة، وذلك بحسب "معهد الأبحاث التطبيقية – القدس (أريج)".

ومن الناحية السياسية، يستهدف المشروع قلب المعادلة في القدس، فمن خلال تطويق شرق القدس بالمستوطنات وعزلها عن امتدادها الطبيعي في الضفة، يمنع المخطط إمكانية قيام عاصمة فلسطينية في شرق القدس.

????وزير الخارجية الهولندي: توسيع إسرائيل سياسة الاستيطان يجب أن يدفعنا لتغيير مواقفنا والتعامل بشكل مختلف#عربي21 #هولندا pic.twitter.com/TlOkOFUCkJ — عربي21 (@Arabi21News) August 30, 2025
ويرتبط تنفيذ المخطط بعمليات التهجير القسري للمجتمعات البدوية الفلسطينية، حيث يواجه نحو 7000 فلسطيني يعيشون في 22 تجمعاً بدوياً، وأبرزهم عرب الجهالين، خطر التهجير القسري بسبب منطقة "إي 1".

وتقع هذه التجمعات، مثل الخان الأحمر، في نقطة استراتيجية تشرف على الخاصرة الأضيق للضفة الغربية، ويُعتبر وجودها "حجر عثرة" أمام إيجاد اتصال استيطاني إسرائيلي مباشر بين القدس والأغوار، وذلك بحسب ما نشر "مركز دراسات الوحدة العربية".

التداعيات الإنسانية والقانونية
أكدت الأمم المتحدة أن التهجير القسري الملازم لمخطط "إي 1" يُعد من أبرز الانتهاكات للقانون الدولي الإنساني، وهو ما يُنفذ ضمن استراتيجية أوسع لخلق بيئة قسرية تفرض الرحيل على السكان.

وتستخدم سلطات الاحتلال ذريعة "البناء بدون ترخيص" كأداة قانونية لهدم مساكن ومدرسة الخان الأحمر مثلاً، وهي تجمعات تعيش في المنطقة منذ عقود. أدت محاولات الإخلاء المتكررة إلى تصعيد قضية الخان الأحمر بقوة في المحافل الدولية.

يرفض أهالي الخان الأحمر أي اقتراحات إسرائيلية للترحيل إلى مواقع بديلة، متمسكين بحقهم في أرضهم، مؤكدين أن المنطقة هي أرض محتلة يسري عليها القانون الأردني الذي يسمح بتقديم مخططات تفصيلية لشرعنة المساكن.

ويكشف الإصرار على هدم هذه التجمعات، بالرغم من توفر وثائق عثمانية تثبت ملكية الفلسطينيين للأراضي، أن الغرض ليس تنظيمياً أو بيئياً، بل هو تكتيك لخفض التكاليف السياسية لعملية الإخلاء الحكومي المباشر لخدمة المشروع الاستيطاني الكبير.

وتؤكد تقارير الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن البيئة القسرية ضد الفلسطينيين في "مناطق ج" تتفاقم باستمرار، فمنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أدى تصاعد عنف المستوطنين الإسرائيليين والمضايقات للمجتمعات الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة إلى نزوح قسري لما لا يقل عن 2,700 فلسطيني، معظمهم من هذه المناطق.


وأكدت الأمم المتحدة أن البيئة القسرية هي نتيجة تفاعلية بين عوامل عدة أهمها: العنف والتشريد المباشر المتمثل باستمرار هجمات المستوطنين وعمليات قتل الفلسطينيين في سياق هذه الهجمات، إضافة إلى التواطؤ والتمييز في إنفاذ القانون وفشل إسرائيل المتعمد في منع ومعاقبة هجمات المستوطنين، إلى جانب الاستخدام غير القانوني للقوة من قبل القوات الإسرائيلية لحماية المستوطنين، وهو ما يساهم في البيئة القسرية.

وأضافت أنه يجري تقييد الحقوق الأساسية، نظراً لأن البنية التحتية لمخطط "إي 1" تهدف إلى تقييد حركة الفلسطينيين بشكل حاد، مما يؤدي إلى آثار كارثية على حقوقهم في الوصول إلى الرعاية الصحية، والتعليم، والعمل.

رفض دولي
يواجه مخطط "إي 1" إجماعاً دولياً على عدم شرعيته، حيث تُعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية وشرق القدس غير قانونية بموجب القانون الدولي، وقد عززت الشرعية الدولية هذا الموقف بقرار مجلس الأمن رقم 2334 لعام 2016، الذي أكد أن جميع المستوطنات، بما فيها "إي 1"، "باطلة من الناحية القانونية" وتشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي.

إضافة إلى ذلك، جاء رأي محكمة العدل الدولية (ICJ) الاستشاري في تموز/ يوليو 2024 ليضيف ثقلاً قضائياً، حيث قضت المحكمة بأن نقل المستوطنين الإسرائيليين والحفاظ على وجودهم في هذه المناطق يُعد انتهاكاً لاتفاقية جنيف الرابعة. ويترتب على "إسرائيل" الالتزام بوقف جميع الأنشطة الاستيطانية الجديدة فوراً وإجلاء المستوطنين من الأرض المحتلة، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.

????وزيرة خارجية بريطانيا????: نستنكر بشدة مع فرنسا وألمانيا وإيطاليا الزيادة الهائلة في عـ.نـ ـف المستـ.وطنـ ـين بالضفة.#عربي21 pic.twitter.com/Xj7i7OB1uY — عربي21 (@Arabi21News) November 27, 2025
وفي سياق تفعيل المخطط الأخير في عام 2025، تجددت الإدانات الدولية التي تصف المخطط بأنه "أحد أخطر المخططات الاستيطانية منذ عقود". وحذرت خدمة العمل الخارجي للاتحاد الأوروبي (EEAS) من أن المضي قدماً بالخطة يشكل خرقاً للقانون الدولي، وسيؤدي إلى قطع "دائم" للتواصل الجغرافي بين القدس الشرقية والضفة الغربية.

وأكدت المملكة المتحدة أن تنفيذ المشروع سيقوض حل الدولتين بشكل خطير و"سيقسم الدولة الفلسطينية إلى قسمين".

مقالات مشابهة

  • رغم تصاعد العنف.. نتنياهو يدعم «البؤر الاستيطانية» في الضفة الغربية
  • مراسلة الجزيرة: قوات الاحتلال تفجر مبنى داخل مخيم جنين شمال الضفة الغربية
  • إعلام عبري يقر بفشل عملية ” خمسة أحجار ” في شمال الضفة الغربية المحتلة
  • فضة أبو نعيم.. قصة فلسطينية تختصر معاناة المغير مع عنف المستوطنين
  • ما جذور مخطط إي 1 الاستيطاني.. وكيف يهدد مستقبل الدولة الفلسطينية؟
  • خبير عسكري: توغل إسرائيل شمال الضفة الغربية يهدف لوأد حل الدولتين
  • ثمانية عقود على مجزرة ثياروي.. تقارير سنغالية تكشف المخطط الفرنسي
  • عاجل | مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال تحظر التجوال على الفلسطينيين خلال اقتحام مدينة طوباس شمال الضفة الغربية
  • قوات الاحتلال تحتجز فتاة فلسطينية وتعتقل طفلًا في الضفة الغربية
  • الاحتلال يقتحم قرية مردا شمال سلفيت في الضفة الغربية