حروب التعريفات الجمركية قصيرة لكن تأثيراتها تدوم أطول
تاريخ النشر: 10th, March 2025 GMT
يخشى الخبراء الاقتصاديون من أن التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تترك آثاراً غير متوقعة تمتد لفترة طويلة حتى بعد مغادرته منصبه.
شبه ترامب نهجه بنموذج القرن التاسع عش
وكتب ديفيد أوبرتي في صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، أن التعريفات التي فرضها الرئيس جورج دبليو بوش عام 2002 على الفولاذ، استمر سريانها لمدة سنتين، لكن تأثيرها على الاقتصاد بقي لمدة أطول.
وكان الهدف تلك التعريفات حماية صناعة الصلب الأمريكية المتضررة، وأدت إلى زيادة التكاليف على الشركات التي تستخدم الصلب في قطاع غيار السيارات والأختام المعدنية وغير ذلك، وعلى رغم إلغاء هذه التعريفات في العام التالي، باتت الشركات المتضررة أقل قدرة على المنافسة، حيث حاولت بيع منتجاتها في الخارج، كما تقول أستاذة الاقتصاد في جامعة ويسكونسن- ماديسون ليديا كوكس.
وتحدثت كوكس عن معاناة الشركات وعن فقدان الوظائف. وقالت إن "التأثيرات كانت واسعة النطاق". واستمرت لمدة نصف عقد بعد إلغاء بوش للتعريفات. تعريفات غير مسبوقة
وفقاً للصحيفة، لا يوجد في التاريخ الحديث مثال مشابه للتوسّع المتقطع الذي انتهجه ترامب في فرض الرسوم الجمركية على الشركاء التجاريين الرئيسيين.
ومع ذلك، يظل التاريخ مرجعاً مفيداً، إذ استمرت النزاعات التجارية السابقة – من أشباه الموصلات إلى الأخشاب وحتى الدجاج – لعقود، مما أدى إلى اضطراب الأسواق الدولية وارتفاع أسعار المستهلكين.
Tariffs are not short-term pain for long-term gain, they're short-term pain for long-term losses in output and incomes. https://t.co/tHBNGaPIX6
— Erica York (@ericadyork) March 6, 2025ولم يعمد أي من الرؤساء الذين انتهجوا هذه السياسات إلى ربط أجندته بالحمائية، بالقدر الذي فعله ترامب.
وتغطي تدابيره مجموعة منتجات من البيرة المكسيكية، والألعاب المصنوعة في الصين، والطائرات الكندية.
ويخشى خبراء الاقتصاد، من أن يؤدي نهج ترامب إلى إطلاق العنان لعواقب غير مقصودة، تمتد بعد فترة ولايته.
ولاحظت كوكس أن "هذا هو أكبر تغيير في سياسة التعريفات الجمركية شهدناه في التاريخ الحديث".
إلى ذلك، رأى أستاذ الاقتصاد في كلية دارتموث دوغلاس إروين، إن واشنطن كانت لديها تاريخياً أهداف محددة في ما يتعلق بالضرائب على الواردات. وكانت الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس رونالد ريغان على أشباه الموصلات اليابانية، ترمي إلى حماية قطاع التكنولوجيا الأمريكي من منافس هائل. وأنهى الرئيس ريتشارد نيكسون الرسوم الجمركية الشاملة قصيرة الأجل في عام 1971 بُعيد موافقة عملاقي التصدير في ألمانيا الغربية واليابان، على تعزيز قيمة عملتيهما.
مبررات متضاربةوبخلاف العديد من النزاعات التجارية في العقود الماضية، قدم البيت الأبيض في عهد ترامب مبررات متضاربة لفرض الضرائب على السلع الأجنبية الآن، وهي علامة على أن الحروب التجارية المقبلة قد تكون مفتوحة.
وقال إروين إن "المشكلة اليوم، هي أنه ليس من الواضح ما هو المطلوب من الدول الأخرى. إنه تصعيد دراماتيكي".
That this man is commerce secretary just befuddles me.
In the history of ANY country, tariffs have never created generational wealth. Over the long-term, they shrink economies, reduce competition, slow innovation and reduce quality. https://t.co/Tlh7lQ192I
وأدى عدم اليقين فعلاً إلى إضعاف ثقة المستهلك وتعزيز توقعات التضخم، حيث قدر باحثو الاحتياطي الفيديرالي في بوسطن، أن مقترحات ترامب المبكرة في شأن التعريفات الجمركية، قد تضيف 0.5 إلى 0.8 نقطة مئوية إلى التضخم الأساسي وفقاً لاستجابة المستوردين الأمريكيين.
وفي وول ستريت، يواجه المستثمرون الذين اعتبروا في السابق خطاب ترامب التجاري تكتيكاً تفاوضياً، احتمال وجود طرق محدودة للخروج. فقد تعرضت سوق الأسهم لضربة شديدة على مدى الشهر الماضي، ولم ينجح الإعفاء الذي منحه البيت الأبيض لمدة شهر واحد للعديد من الواردات الكندية والمكسيكية الخميس في وقف النزيف.
وأحياناً، روج ترامب لفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على معظم السلع من تلك البلدان، فضلاً عن رسوم جمركية إضافية بنسبة 20 في المائة على الصين، كجزء من حملة لوقف تدفق الفنتانيل والمهاجرين إلى الولايات المتحدة. وفي نقاط أخرى، صوّر مسؤولو الإدارة الضرائب على الواردات، كتدابير لتعزيز التصنيع المحلي وإيرادات الحكومة، وهي أهداف يقول خبراء الاقتصاد، إنها متعارضة مع بعضها البعض.
وشبه ترامب نهجه بنموذج القرن التاسع عشر، الذي كان موجوداً قبل تضخم سلاسل التوريد الدولية والاستثمار الأجنبي. وفي خطاب أمام الكونغرس الثلاثاء الماضي، وصف الرئيس الأمريكي التعريفات الجمركية، بأنها وسيلة لحماية الوظائف الأمريكية و"حماية روح بلدنا".
ويعتقد الخبراء عموماً أن سياسة ترامب التجارية كانت أكثر صرامة في المرة الأولى. ومع ذلك، أدت الرسوم الجمركية على السلع الأساسية والسلع الاستهلاكية إلى عصر جديد من الحماية التجارية الأمريكية، التي وسعتها إدارة الرئيس السابق جو بايدن إلى حد كبير.
ولفتت الباحثة البارزة في مركز ميركاتوس بجامعة جورج ماسون كريستين ماكدانييل، إلى أن الولايات المتحدة ربما تكون أكبر اقتصاد في العالم، لكنها ليست كبيرة إلى الحد الذي يسمح لها بإجبار الموردين الأجانب على تحمل تكلفة ضرائب الاستيراد.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الحرب التجارية ترامب التعریفات الجمرکیة الرسوم الجمرکیة
إقرأ أيضاً:
ظلّا معا 83 عاما .. سر أطول زواج في العالم حتى الآن
في خطوة مثيرة للجدل، أعلن الزوجان إليانور ولايل جيتنز من مدينة ميامي أنهما حصلا على لقب أطول زواج في العالم، بعدما ظلّا معاً 83 عاماً، وعن سر هذا الإنجاز قالا ببساطة: «نحب بعضنا البعض».
السيدة إليانور جيتنز (107 أعوام) وزوجها لايل جيتنز (108 أعوام)، كشفا بأن الحب الصادق والمتبادل كان العامل الأساسي للتماسك بينهما طيلة هذه المدة الطويلة.
وقد اعتمدت لجنة التحقق التابعة لموقع «لونجفيكويست» شهادة زواجهما التي تعود إلى عام 1942، إلى جانب بيانات التعداد السكاني الأميركي وأرشيفات أخرى موثّقة عبر عقود، لتأكيد أن زواجهما هو الأطول عالمياً حتى الآن.
يُذكر أن هذا اللقب انتقل إليهما بعد وفاة الزوجين البرازيليين الذين كانا يحتفظان به، حيث عاش الزوجان السابقان 85 عاماً معاً.
سر أطول زواج في العالمبدأت قصة إليانور ولايل حين التقيا أول مرة في 1941 في مباراة كرة سلة بجامعة «كلارك أتلانتا» – أو ربما جامعة مورهاوس، بحسب ما تذكّرت إليانور – ولم يكن ذلك اللقاء سوى بدايتهما، إذ سرعان ما وقع الاثنان في الحب رغم أن لايل كان على وشك التجنيد خلال الحرب العالمية الثانية.
وفي 4 يونيو 1942، تزوجا بعد أن منح لايل إذناً للتدريب لمدة ثلاثة أيام في قاعدة عسكرية بجورجيا، وكان يوم زفافهما أول لقاء بين لايل وعائلة إليانور. تذكّر لايل أنه غادر القطار في مقصورة منفصلة بسبب العنصرية السائدة آنذاك، ووصف تلك الرحلة الطويلة بأنها «استحقت العناء من أجل إليانور».
حين أُرسل لايل للخدمة العسكرية في إيطاليا ضمن فرقة المشاة 92 بالجيش الأميركي، كانت إليانور حاملاً بطفلهما الأول، وانتقّلت إلى نيويورك حيث التقت عائلة زوجها للمرة الأولى، واستمرت مراسلاتهما عبر البريد بالرغم من أن الرسائل كانت تُراقب من قبل الجيش.
وبعد نهاية الحرب، استقرا سوياً في نيويورك، حيث اجتازا امتحان الخدمة المدنية، وعمل كلاهما في وظائف حكومية، كما سافرا، وكان من بين وجهاتهما المفضّلة غوادلوب في البحر الكاريبي.
ولم يكن التعلّم بعيداً عن حياتهما، إذ حصلت إليانور وهي في السابعة والستين من عمرها على درجة الدكتوراه في التعليم الحضري من جامعة فوردهام في برونكس، بينما ظل الزوجان ناشطين في رابطة خريجي جامعة كلارك أتلانتا، قبل أن ينتقلا إلى ميامي ليكونا أقرب إلى ابنتهما أنجيلا.
وفي المقابلة التي أجرتها «لونجفيكويست» معهم، عبّر لايل عن سعادته بالبقاء إلى جانب زوجته، وقال: «أنا سعيد بوجودي هنا، نستمتع بوقتنا معاً… قمنا بالكثير من الأشياء معاً».
وأكد لايل أنه يفتقد نيويورك، وأقر بأنه لم يستطع تصديق أن زواجه من إليانور حقق أرقاماً قياسية.