من الشام والجزيرة العربية وشرق أفريقيا.. الكشف عن الأصول الجينية لليمنيين
تاريخ النشر: 11th, March 2025 GMT
كشف فريق بحثي دولي رؤى جديدة حول أصل اليمنيين الحاليين، حيث كشف العلماء عن وجود مزيج غني من التأثيرات الوراثية القادمة من بلاد الشام (شرق البحر الأبيض المتوسط)، وشبه الجزيرة العربية، وشرق أفريقيا، وتكشف النتائج كيف شكلت الهجرات القديمة التركيبة الجينية لأهل اليمن على مدى آلاف السنين.
وبحسب الدراسة، التي نشرت بدورية "ساينتفك ريبورتس"، قام الباحثون بتحليل 46 جينوما كاملا و169 مجموعة جينية من أفراد يمنيين، إلى جانب 351 مجموعة جينية مقارنة من سكان الدول المجاورة.
والجينوم هو المجموعة الكاملة من المعلومات الوراثية الموجودة في خلايا الإنسان، ويتكون من الحمض النووي الذي يحمل التعليمات الوراثية اللازمة لنمو الكائن الحي ووظائفه وتكاثره.
ويمكن اعتبار الجينوم بمثابة "كتاب تعليمات" ضخم يحتوي على جميع الأوامر البيولوجية التي تجعل الكائن الحي على ما هو عليه.
ركز الباحثون على نوعين رئيسيين من المواد الوراثية، الأول هو ما يسمى "المجموعة الفردانية لصبغي واي البشري" (وهو الحمض النووي الذي ينتقل من الأب إلى الابن، وبالتالي يتتبع الأصول الذكورية)، والثاني هو "الحمض النووي الميتوكوندري" (وينتقل من الأم إلى الطفل، وبالتالي يتتبع الأصول الأنثوية).
إعلانهذه المجموعات الجينية تمثل علامات وراثية في شجرة العائلة تساعد في تتبع الأصول العميقة للأجداد، ويتم تحديدها من خلال طفرات جينية محددة تنتقل من جيل إلى جيل، يشبه الأمر تتبع نسب عائلة ما، لكن على مستوى الجينات، ولفترات تصل إلى آلاف السنوات.
يحتوي حمضك النووي على تغييرات جينية صغيرة (طفرات) تحدث على مدى آلاف السنين، تنتقل هذه التغيرات من الآباء إلى الأبناء، ويستخدمها العلماء لتجميع الناس في مجموعات جينية مختلفة.
ومن خلال دراسة هذه العلامات الجينية، تمكن الباحثون من دراسة أنماط الهجرة والروابط التاريخية بين اليمن والمناطق المجاورة، حيث ظهر أن معظم عينات اليمنيين تحمل المجموعة الفردانية من النوع "جيه 1″، وهي شائعة في جنوب غرب آسيا، بما في ذلك بلاد الشام وشبه الجزيرة العربية.
بينما يتطابق حوالي ثلث الحمض النووي الميتوكوندري اليمني مع مجموعات أفريقية، وخاصة المجموعة "إل 2 إيه 1″، وهو النمط الوراثي الأكثر انتشارًا في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ويشير هذا إلى أن العديد من أجداد سكان اليمن من جهة الأم جاؤوا من شرق أفريقيا تحديدا، على الأرجح من خلال التجارة والهجرة عبر البحر الأحمر.
وبحسب الدراسة، حدد العلماء موجتين رئيسيتين للهجرة أسهمتا في التنوع الجيني في اليمن، الأولى قبل حوالي 5220 عامًا، وهي الهجرة من بلاد الشام إلى اليمن.
ويتطابق هذا مع السجلات التاريخية للتجارة والتبادل الثقافي بين شبه الجزيرة العربية والحضارات القديمة مثل بلاد ما بين النهرين ومصر وكنعان، في العصر البرونزي.
أما الهجرة الثانية فكانت منذ حوالي 750 عامًا، حيث جاءت موجة ثانية من الهجرة من شرق أفريقيا خلال العصور الوسطى.
ويتماشى هذا مع طرق التجارة في المحيط الهندي، حيث كان اليمن مركزا رئيسيا للتجارة، بما في ذلك الذهب والتوابل والعمال المنقولون عبر البحر الأحمر.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان الجزیرة العربیة الحمض النووی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي النووي يُحدث نقلة في إدارة قطاع الطاقة
مع تصاعد الطلب العالمي على الطاقة، يزداد الاعتماد على الطاقة النووية، إلا أن إنشاء مفاعلات جديدة أو تمديد تراخيص التشغيل القائمة يتطلب كميات هائلة من الوثائق والإجراءات التنظيمية المعقّدة. وهنا يبرز دور الذكاء الاصطناعي بوصفه أداة قادرة على التعامل بكفاءة مع هذا العبء الورقي الثقيل.
وطوّرت شركة أتوميك كانيون الناشئة (Atomic Canyon)، بالشراكة مع محطة ديابلو كانيون النووية (Diablo Canyon) في ولاية كاليفورنيا الأميركية، نماذج ذكاء اصطناعي متخصصة باستخدام الحاسوب الفائق فرونتير (Frontier) في مختبر أوك ريدج الوطني التابع لوزارة الطاقة في الولايات المتحدة.
وتهدف هذه النماذج إلى تقليص الوقت والجهد والموارد التي ينفقها القطاع النووي في البحث ضمن ملايين الوثائق المتعلقة بالصيانة والهندسة والتقييمات التنظيمية وإجراءات التشغيل.
اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي يتوقع الهزّات الارتدادية للزلازل في ثوانٍ
عبء تنظيمي ضخم
تخضع الصناعة النووية لإشراف هيئة التنظيم النووي الأميركية (NRC)، المسؤولة عن الترخيص ومراجعة تصاميم المفاعلات ومراقبة الأثر البيئي وخطط إيقاف التشغيل.
وتوفر محطة ديابلو كانيون الكهرباء لأكثر من 4 ملايين شخص، وتمثل نحو 8% من إجمالي طاقة كاليفورنيا.
وبعد أن كان من المقرر إيقاف المحطة في عام 2025، قررت الولاية في عام 2022 تمديد تشغيلها حتى عام 2030، ما استلزم إعداد طلب ترخيص ضخم تجاوز 3 آلاف صفحة.
وأوضحت مورين زاوليك، نائبة رئيس المحطة، أن الموظفين يقضون نحو 15 ألف ساعة سنوياً فقط في البحث عن الوثائق داخل قواعد بيانات تضم ما يقرب من ملياري صفحة.
الذكاء الاصطناعي يقتحم عالم الملاحة البحرية
ذكاء اصطناعي متخصص
جرّبت الشركة نماذج ذكاء اصطناعي جاهزة، لكنها أخفقت في التعامل بدقة مع المصطلحات النووية المعقدة، وأنتجت في بعض الحالات معلومات غير دقيقة. لذلك قرر الفريق تطوير نموذج متخصص، وهو ما تطلب قدرات حوسبة هائلة.
ومن خلال برنامج مخصص في مختبر أوك ريدج، حصل المشروع على 20 ألف ساعة تشغيل من وحدات المعالجة الرسومية (GPU) على الحاسوب العملاق فرونتير، وهي قدرة حوسبية ضخمة تُستخدم في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
واستُخدمت هذه الموارد لتدريب منصة Neutron، التي تعتمد على نماذج تضمين الجمل لفهم المصطلحات النووية وسياقها بدقة، بدل توليد محتوى جديد.
وجرى تدريب هذه النماذج، المعروفة باسم FERMI، على قاعدة بيانات ADAMS الوطنية التابعة لـ(NRC)، والتي تضم أكثر من 3 ملايين وثيقة و53 مليون صفحة توثّق تاريخ المفاعلات النووية الأميركية منذ عام 1980.
الذكاء الاصطناعي يسلّح المناعة بـ"صواريخ" لمهاجمة السرطان
نتائج أولية وخطط مستقبلية
بدأ موظفو المحطة النووية بالفعل ملاحظة تحسّن لافت في سرعة البحث ودقة الوصول إلى المعلومات، سواء من سجلات المحطة أو من قاعدة ADAMS، بحسب ما نقل موقع Tech xplore.
وقال جوردان تايمان، مدير المشروع في ديابلو كانيون، إن الأداة الجديدة ستتيح للمهندسين التركيز على حل المشكلات التقنية بدل الانشغال بالأعباء الإدارية.
وتخطط شركة أتوميك كانيون لتطوير إصدارات إضافية من نماذج FERMI، فيما يعمل باحثو أوك ريدج على دمجها مستقبلاً مع نماذج لغوية توليدية متقدمة.
وفي يوليو الماضي، وقّعت الشركة والمختبر اتفاقية تعاون لتعزيز تطوير الذكاء الاصطناعي في القطاع النووي.
أمجد الأمين (أبوظبي)