عبد الإله مول الحوت.. الشجرة التي تخفي غابة لوبيات البحار
تاريخ النشر: 11th, March 2025 GMT
زنقة 20 | علي التومي
في مشهد شغل الرأي العام المغربي، ظهر عبد الإله مول الحوت كمنقذ للمستهلكين، مقدماً السردين بثمن منخفض خلال الأيام الأولى من رمضان، وهو ما استقبله المواطنون بالتصفيق والترحيب، لكن سرعان ما انكشفت معطيات أخرى تشير إلى أن ما حدث لم يكن سوى مسرحية محبوكة، يقف وراءها وحوش الصيد البحري المهيمنة على القطاع، والتي استخدمت عبد الإله كواجهة لخدمة مصالحها.
السردين.. طُعم في لعبة المصالح:
تفيد مصادر مطلعة بأن عبد الإله لم يكن سوى جزء من خطة مدبرة بعناية، حيث تم إمداده بشاحنة مليئة بالسردين مملوكة لأحد كبار أباطرة القطاع، في خطوة مدروسة لإستقطاب الأضواء نحو “البطل الجديد”، بينما تُطبخ في الكواليس خطط ومكائد حفاظا على المصالح.
وبينما احتفى المواطنون بمشهد السردين الرخيص، كان اللوبي الحقيقي يراقب ردود الفعل، ممهدًا الطريق لإتمام صفقة أكبر إما التراجع عن تفتيش مخازن السردين، ورفع اليد عن مراقبة سفن الصيد في أعالي البحار، وإما مواجهة سيناريوهات مماثلة قد تكشف المزيد من الفضائح حول القطاع.
السكان بلا سردين.. واللوبي يوزع الأدوار:
الغريب في الأمر أنه في الوقت الذي كانت فيه شاحنة عبد الإله تبيع السردين بثمن بخس، كانت مدن مثل العيون وبوجدور تعاني من غياب شبه تام لهذا السمك، وفي المقابل، كان “وحوش القطاع” يرسلون أطنانًا من سردين اقاليم الجنوب إلى عبد الإله، متحكمين في خيوط اللعبة وموجهين السوق وفق مصالحهم.
قطاع يُستنزف.. ومواطنون محرومون من تذوق السمك :
ما جرى في الأيام الأخيرة ليس سوى فصل آخر من فصول هيمنة لوبيات الصيد البحري على ثروة تستخرج من أقاليم تعاني ساكنتها من الفقر والتهميش، رغم كونها تزود البلاد بكنوز بحرية هائلة، فبينما يحقق كبار الفاعلين أرباحًا ضخمة، يعيش سكان الداخلة وبوجدور وآسفي أوضاعًا بائسة، محرومين حتى من الحصول على سمك بسعر معقول.
نهاية المسرحية.. وبداية تساؤلات جديدة:
انتهى مشهد “البطل المزيف”، لكن المعركة حول القطاع لم تنتهِ، فالتصالح الذي تم بين كبار الفاعلين بعد هذه المسرحية يعكس طبيعة الصفقات التي تدور في الخفاء، حيث تُفرض شروط وتُلغى أخرى، في ظل غياب الرقابة الحقيقية والمحاسبة.
وفي الأخير يبقى التساؤل هل كانت قضية عبد الإله مول الحوت مجرد حلقة في سلسلة أكبر من التلاعب بقطاع الصيد البحري وهل سيستمر الرأي العام في التصفيق لعروض جديدة، أم أنه سيبدأ في التساؤل حول من يملك الحقيقة في هذا القطاع الحيوي.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: عبد الإله
إقرأ أيضاً:
محافظ الفيوم: حملات مكثفة لمنع الصيد المخالف ببحيرة قارون
عقد الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، إجتماعًا موسعًا لمتابعة آليات تنمية الثروة السمكية بالمحافظة، وإعادة التوازن البيئي لبحيرة قارون، من خلال استعراض نتائج التحاليل الدورية لمياه البحيرة، من كافة القطاعات، وكذلك نتائج رصد معدلات الإصابة بطفيل الإيزوبود للتأكد من استمرارية جودة المياه وانحسار معدلات الطفيل، استعدادًا لإنزال المزيد من زريعة الأسماك خلال الموسم الحالى استمرارًا للخطة العلمية التى تستهدف إعادة بناء المخزون السمكى بالبحيرة وتنميتها، وتعظيم الجدوى الاقتصادية والاجتماعية لها.
جاء ذلك بحضور الدكتور محمد التوني نائب المحافظ، والأستاذ كامل علي غطاس سكرتير عام المحافظة، والدكتورة نسرين عزالدين الأستاذ بكلية الطب البيطري بجامعة القاهرة، مستشار المحافظ لشئون الثروة السمكية، والمهندس مصطفى سيد مدير عام منطقة وادي النيل للثروة السمكية بالفيوم، والدكتور حسام شعبان مدير فرع جهاز شئون البيئة بالفيوم، والمقدم أحمد أيمن رئيس قسم الشئون المالية والإدارية بإدارة شرطة حماية البيئة والمسطحات المائية بالفيوم، والأستاذ عادل أمين الصايم رئيس مجلس إدارة الجمعية التعاونية لصائدي الأسماك بقارون، والدكتورة مروة أحمد مسئول ملف التوازن البيئي بالمحافظة، وممثلين عن فرع جهاز شئون البيئة، وجهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية، والجهات ذات الصلة.
تم خلال الاجتماع، استعراض الوضع الحالى لبحيرة قارون ومناقشة نتائج التحاليل الدورية التى تمت خلال شهر أبريل 2025 والخاصة بمعايير جودة المياه والمسح الشامل لمعدلات الإصابة بطفيل الإيزوبود، حيث تأكد تحسن المعايير وتراجع نسب تواجد الطفيل مما يشير إلى استمرار تعافى البحيرة فى أغلب القطاعات، وصلاحيتها للتنمية تبعًا للخطة الموضوعة لذلك، كما تم خلال الاجتماع أيضًا، مناقشة إمكانية وقف عمليات الصيد بالبحيرة وتحديد فترة الغلق وذلك بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة.
وأكد محافظ الفيوم، على ضرورة التنسيق الكامل بين شرطة حماية البيئة والمسطحات المائية بالفيوم، وكافة الجهات المعنية، لتكثيف الحملات علي بحيرة قارون، لإحكام السيطرة ومنع الصيد المخالف والجائر، والتي تؤثر سلبًا على النتائج المنتظرة من أسماك الموسى، وعلى تنمية المخزون السمكي بالبحيرة، موجهًا سكرتير عام المحافظة، للتنسيق مع رؤساء المدن وكافة الجهات ذات الصلة للمشاركة بفاعلية في هذا الشأن.
ووجه محافظ الفيوم، مسئولي فرع جهاز شؤون البيئة، بالإسراع في تطهير أماكن تجمع القواقع والمخلفات في النقاط المحددة لإنزال الزريعة، كما وجه المحافظ بسرعة التنسيق لتشكيل لجنة لمتابعة وتقدير الناتج السمكي من بحيرة قارون لإعداد قاعدة بيانات موسمية وسنوية.
وأكد "الأنصاري"، أن المحافظة حريصة على الاستمرار في عمليات تنمية البحيرة وتحسين جوده المياه بها لتحقيق المردود الاقتصادي والاجتماعي المأمول،مثمنًا جهود مستشار المحافظ لشئون الثروة السمكية، وممثلي كافة الجهات المعنية بتنمية البحيرة، لافتًا أن المرحلة القادمة تحتاج إلى المزيد من الجهد والعطاء، والتعاون بين مختلف الجهات المعنية بتطوير بحيرة قارون، الأمر الذي يعود بالنفع والفائدة على مواطني المحافظة.
فيما أكدت مستشار المحافظ لشئون الثروة السمكية، على أهمية إستمرار إجراء التحاليل الدورية للمياه والأسماك، والمسح الحقلي الشامل للبحيرة، مع إستمرار تطبيق الإستراتيجية العلمية الموضوعة لمقاومة الطفيل، خاصة فى مواسم تكاثر الطفيل وارتفاع معدلات الإصابة به، تبعًا للدراسات العلمية والتجارب التى تم إجراؤها بمعرفة المتخصصين من الفريق العلمى، لافتة إلى أن مجمل نتائج تحاليل المياه لشهر أبريل 2025 وتقارير الجهات التى قامت بها أفادت بأنها فى الحدود الملائمة لحياة ونمو الأسماك، وتؤكد إستمرار التحسن الملحوظ فى جودة مياه البحيرة.
وأضافت مستشار المحافظ، أنه بناءً على ما أشارت إليه نتائج الفحص والمسح الميدانى للبحيرة، تم تحديد أنواع وكميات وأماكن إنزال أنواع الزريعة المنتظر توريدها للبحيرة الموسم الحالى من جهاز حماية البحيرات وتنمية الثروة السمكية.
محافظ الفيوم يسلم 18 موتوسيكلًا مجهزًا طبيًا لذوي الهمم والاحتياجات الخاصة cb653ddb-787c-48de-8d00-b9306107976d