د. مسلم بن علي المعني **

 

تطرقنا في المقالة السابقة إلى المجال المعرفي وأكدنا أن المعرفة تشكل الأساس في التعليم، إلّا أن هناك مجال آخر لا يقل أهمية عن المجال المعرفي؛ بل يفوقه من حيث التحصيل العلمي وهو التركيز على المهارات التي يكتسبها الطالب أثناء دراسته الجامعية الأولى وهذا المجال يُعرف بالمجال المهاري.

ومن الأهمية أن ندرك أن هذا المجال يلعب دورا مهما في التعليم الجامعي؛ كونه لا يركز على الجانب النظري؛ بل يركز على تطوير المهارات لدى الطالب والتطبيق العملي والتعلم القائم على التجربة. ففي حين يركز المجال المعرفي على اكتساب المعرفة، يُركز المجال المهاري على تطوير الكفايات القائمة على التجربة والتي هي مُهمة للغاية في التخصص لدى الطالب كونه يتطلب أن يمتلك الطالب المعرفة الفنية الكافية حتى يُطبقها بطريقة إبداعية مع امتلاك القدرة على اتباع الإجراءات.

ولعلَّ إحدى الفوائد المُهمة في المجال المهاري أنه يركز على اكتساب الطالب للمهارة عبر تدرج مبني بصورة جيدة بدءًا من العام الدراسي الأول ووصولًا إلى السنة الأخيرة له من الدراسة. ففي المستوى الخامس (السنة الأولى) حسب الإطار الوطني للمؤهلات، يبدأ الطالب بتطوير مهارات أساسية تتمثل في المُلاحظة مع تطبيق عملي لا يمكنه القيام به بشكل مستقل وإنما بإشراف من أستاذ المقرر. فيبدأ الطالب بمراقبة ما يفعله المختصون في مجال التخصص من خلال حضور الورش والعروض التقديمية وعروض الأداء التي يقدمها المختصون مع المشاركة في التمرينات والمناقشات حتى يتطور لديه فهم قائم على التفكير الناقد. وعلى الرغم من أن التركيز على الجانب المعرفي المتمثل في فهم النظريات في مجال التخصص مهم جدا في المرحلة الأولى من الدراسة، إلّا أن الطالب يبدأ في تطوير مهارات أساسية ككتابة مقالة أو رسم الخطوط الأساسية.

أما في السنة الثانية فيبدأ الطالب في ممارسة ما تعلمه في السنة الأولى مع حصوله على توجيه وإسناد من أستاذ المقرر، وهنا يبدأ الطالب في الأنشطة العملية لكنه لا يزال بحاجة إلى مساعدة وتصحيح. فعلى سبيل المثال يبدأ طالب الحقوق في صياغة مسودات تتعلق بالعقود أو المشاركة في المحاكمات الصورية بإشراف من أستاذ المقرر. وفي هذه المرحلة، تبدأ الثقة لدى الطالب من خلال الأدوات التي يتحصل عليها في الممارسة.

أما في السنة الثالثة، فيبدأ الطالب في امتلاك المهارة والعمل بشكل مستقل؛ إذ يتوقع من الطالب أن تكون لديه الثقة اللازمة في إجادة ما يقوم به من خلال قدرته على تنفيذ بشكل مستقل مهام وتدريبات أكثر تقدما وتعقيدا. وهنا يبدأ الطالب في التحول إلى الكفاية الذاتية رغم أنه قد يحتاج إلى تعليقات من فترة إلى أخرى من أستاذ المقرر. فطالب التصميم الجرافيكي يستطيع أن يقوم بعمل تصميمي متكامل اعتمادًا على ما يمتلكه من معرفة نظرية، مما ينتقل من مرحلة تلقي المعرفة إلى مرحلة القدرة على التنفيذ بشكل مستقل دون الحاجة إلى إشراف أو متابعة متواصلة. لذا يبدأ الطالب في مستوى السنة الثالثة في تطوير الثقة وإجادة المهارة مما يمكنه من تنفيذ المهام بأقل جهد ممكن وبجودة عالية.

وفي السنة الرابعة والأخيرة من الدراسة الجامعية الأولى يتوقع من الطالب أن يمتلك مهارات الابتكار وتكييف مهاراته للتعامل مع تحديات جديدة ومواقف معقدة مما يظهر قدرته على الإبداع وحل المشكلات. لذا تجد في تصميم البرامج الأكاديمية التركيز على طرح مقررات مثل مشاريع التخرج أو المشاريع ذات الطبيعة البينية حيث يستطيع الطالب العمل بشكل مستقل والتكيف مع المسائل الجديدة ليتمكن من التعامل مع مشاكل واقعية في مجال تخصصه. وتتجلى صور تمكن الطالب في المجال المهاري في القيام بإنتاج عمل أصيل له من خلال قدرته على التعامل مع التحديات التي يواجهها مع طرح أفكار جديدة وأساليب مبتكرة.

** عميد كلية الزهراء للبنات

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

التعليم العالي تُعلن بدء التقديم الإلكتروني للدراسات العليا في العراق

مايو 15, 2025آخر تحديث: مايو 15, 2025

المستقلة/- أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، اليوم الخميس، انطلاق إجراءات التقديم الإلكتروني إلى برامج الدراسات العليا في الجامعات العراقية للعام الدراسي 2026/2025، مؤكدة أن عملية التقديم ستستمر حتى العاشر من شهر حزيران المقبل.

وقالت الوزارة في بيان رسمي تلقت المستقلة:
“نعلن بدء إجراءات التقديم الإلكتروني إلى الدراسات العليا عبر البوابة المخصصة (https://adm.rdd.edu.iq) اعتباراً من اليوم الخميس الموافق 15 أيار 2025، ولغاية 10 حزيران 2025، وذلك وفقاً للتوقيتات المعتمدة في خطة التقديم والقبول المعتمدة من قبل الوزارة.”

وأشارت الوزارة إلى أن التقديم يشمل البرامج المختلفة للدبلوم العالي، الماجستير، والدكتوراه، داعية الطلبة الراغبين إلى مراجعة ضوابط وشروط التقديم المنشورة على الموقع الرسمي لضمان استكمال جميع متطلبات التقديم الإلكتروني بنجاح.

كما شددت على أهمية متابعة التحديثات والتعليمات الصادرة عن دائرة البحث والتطوير، والإلتزام بالمواعيد المحددة لضمان عدم ضياع فرصة القبول.

وتسعى وزارة التعليم العالي من خلال آلية التقديم الإلكتروني إلى تحقيق الشفافية وتسهيل الإجراءات أمام المتقدمين، وتوفير بيئة تنافسية عادلة بين الطلبة الراغبين في استكمال مشوارهم الأكاديمي في التخصصات العلمية والإنسانية المختلفة.

مقالات مشابهة

  • اختتام ملتقى الاستثمار في التعليم المدرسي الخاص بالداخلية
  • وزير التعليم العالي يبحث سبل تعزيز التعاون مع سفير ألمانيا الاتحادية
  • وزير التعليم العالي يبحث سبل تعزيز التعاون مع سفير ألمانيا
  • إطلاق جائزة التعليم العالي للغة العربية وآدابها
  • التعليم العالي تعلن عن منح دراسية مقدمة من اليابان للطلاب السوريين ‏
  • التعليم العالي تُعلن بدء التقديم الإلكتروني للدراسات العليا في العراق
  • برلمانى: توجيهات السيسي بتكثيف برامج تدريب المعلمين تمثل نقلة نوعية لتطوير التعليم
  • عاجل - السيسي: تطوير التعليم يبدأ من المعلم… الكفاءة والاختيار الدقيق أساس بناء المستقبل
  • متى يبدأ أنشيلوتي المهمة مع البرازيل؟
  • تحرك برلماني بشأن تضرر خريجي المعاهد الصحية من قرار جامعة دمنهور بسبب التقييم التراكمي