هل يكون هجوم كورسك الخطأ الأكثر كلفة على أوكرانيا؟
تاريخ النشر: 14th, March 2025 GMT
رأى الضابط البريطاني المتقاعد ريتشارد كمب أن انسحاب أوكرانيا القسري من كورسك يعزز فرص الدخول في مفاوضات سلام مع روسيا.
وكتب كمب في صحيفة ذا تلغراف البريطانية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يكن ليبحث في محادثات السلام لو لم ينجح في طرد الجيش الأوكراني. بل كان ليشترط انسحاب كييف من الأراضي التي يسيطر عليها أولًا، مما كان سيشكل تحدياً سياسياً هائلاً للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وكان أحد الأهداف الاستراتيجية لهجوم كورسك كسب ورقة ضغط في مفاوضات مستقبلية، لكن الواقع أثبت أنه لم يؤتِ ثماره. وقد أدرك القائد العام للجيش الأوكراني الجنرال أوليكساندر سيرسكي ذلك، ولهذا بات يركز على الحفاظ على أرواح جنوده بدلاً من القتال للتمسك بالمواقع.
The Kursk Offensive failed for a variety of reasons, one of which being the lack of a clear objective.
Was it to seize the nuclear power plant like we were told in August? Was it to score a PR victory and convince the West to continue supplying Ukraine with weapons? Was it to… pic.twitter.com/MpSsiTgaDA
وكانت كييف تأمل أيضاً أن يُجبر دفع قواتها إلى الأراضي الروسية بوتين على نشر قوات كبيرة لاستعادتها، مما يخفف الضغط على خطوط المواجهة في دونباس. لكن الأمور لم تسر على هذا النحو أيضاً.
بدلاً من ذلك، ردت روسيا عبر الدفع بقوات محدودة، واستدعت قوات كورية شمالية لتعويض النقص، وفي المقابل واجهت أوكرانيا نقصاً في جميع الجبهات.
وكانت كييف تأمل أن يجبر توغل قواتها في الأراضي الروسية بوتين على نشر قوات كبيرة لاستعادتها، مما يخفف الضغط على الجبهات في دونباس، لكن الأمور لم تسر على هذا النحو. بدلاً من ذلك، احتوت روسيا الجبهة بهجمات محدودة واستعانت بقوات كورية شمالية لتعويض النقص العددي، بينما اضطرت أوكرانيا لسحب قوات من جبهات القتال الرئيسية لدعم الهجوم.
منذ بدء المعركة في أغسطس (آب) الماضي، واصلت روسيا تقدمها في دونباس، وإن كان ببطء. ومع ذلك، من المحتمل أن أوكرانيا كانت ستخسر أراضي أكثر هناك لولا كورسك. ورغم أن الحروب تُحسم أحياناً بمخاطر كبرى، فإن هذا الهجوم ربما كان مدفوعاً باعتبارات سياسية أكثر من كونه قراراً عسكرياً بحتاً، خصوصاً مع اقتراب الانتخابات الأمريكية وحاجة كييف لتعزيز الدعم الدولي.
It was suicide for the Ukraine to go on the offensive in Kursk, when Russia had complete air superiority. The only thing saving them was the $billion Patriot missile systems. They are gone and now they are being bombed into oblivion. Without American tech, they control nothing. pic.twitter.com/0nIjXgRm5b
— Naughty Beaver (@beaver_naughty) March 11, 2025 فوات الأوانبعد فشل الهجوم المضاد الأوكراني عام 2023، تضاءلت آمال الغرب في تحقيق نصر عسكري حاسم، وبدأ الاهتمام الدولي يتحول إلى الشرق الأوسط.
ومع ذلك، حاولت كييف استعادة الزخم عبر هجوم كورسك، على أمل تكرار نجاحاتها في خاركيف وخيرسون عام 2022. وأراد زيلينسكي إقناع العالم بأن أوكرانيا لا تزال قادرة على تحقيق الانتصارات إذا تلقت الدعم اللازم، لكن هذه الرسالة جاءت متأخرة، إذ كانت الولايات المتحدة وأوروبا قد بدأت تركز على التوصل إلى تسوية تفاوضية بدلاً من تحقيق نصر عسكري.
وهذا الوضع يعكس إخفاق الغرب منذ بداية الحرب، حيث زودت واشنطن وحلفاؤها أوكرانيا بمساعدات عسكرية كافية للدفاع، لكنها لم تكن كافية لتحقيق النصر، وحتى معركة كورسك، وهي أول غزو أوكراني للأراضي الروسية منذ الحرب العالمية الثانية، لم تغير هذا الواقع. ومع غياب أي تحول استراتيجي لصالح كييف، باتت هزيمة كورسك ترمز إلى المرحلة القاتمة التي تواجهها البلاد الآن.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل صناع الأمل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية بوتين زيلينسكي الحرب الأوكرانية بوتين زيلينسكي روسيا أوكرانيا
إقرأ أيضاً:
الجيش الروسي يستهدف مواقع للصناعة العسكرية والطاقة في أوكرانيا بصواريخ “كينجال”
روسيا – أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم السبت أن قواتها شنت هجوما باستخدام صواريخ “كينجال” باليستية فرط صوتية على مؤسسات للمجمع الصناعي العسكري الأوكراني ومنشآت الطاقة التي تدعم عملها.
وقالت الدفاع الروسية في تقريرها اليومي: “ردا على الهجمات الإرهابية التي تنفذها أوكرانيا ضد أهداف مدنية في روسيا، شنت القوات الروسية الليلة الماضية ضربة مكثفة بأسلحة عالية الدقة تطلق من البر والبحر وصواريخ “كينجال” باليستية فرط صوتية وطائرات مسيرة بعيدة المدى، على مواقع للمجمع الصناعي العسكري الأوكراني ومنشآت الطاقة التي تدعم عملها”.
وأكدت الدفاع الروسية أن الضربة حققت هدفها وتمت إصابة كل المواقع المقرر استهدافها.
وذكر تقرير الدفاع الروسية أن مجموعة اقتحام أوكرانية على دراجات نارية مدعومة بالدبابات، حاولت التوغل من منطقة بلدة شيفتشينكو إلى الضواحي الشمالية لمدينة كراسنوارميسك (بوكروفسك) في دونيتسك، إلا أن وحدات مجموعة قوات “الوسط” صدت الهجوم وقضت على أكثر من 60 جنديا أوكرانيا، كما دمرت 3 دبابات ونحو 20 دراجة نارية.
وفي محيط بلدة سفيتلويه في دونيتسك أيضا، أحبطت القوات الروسية محاولة قامت بها مجموعة من الجنود الأوكرانيين لفك الحصار، حيث قتل 11 مسلحا وأُسر واحد.
وكشف تقرير الدفاع الروسية أن إجمالي خسائر الجيش الأوكراني خلال آخر 24 ساعة بلغ نحو 1355 جنديا، حيث فقدت أوكرانيا:
نحو 200 جندي في منطقة مسؤولية مجموعة قوات “الشمال” الروسية في سومي وخاركوف أكثر من 220 جنديا في منطقة مسؤولية مجموعة قوات “الغرب” في خاركوف ودونيتسك نحو 190 جنديا في منطقة مسؤولية قوات “الجنوبية” في دونيتسك أكثر من 480 جنديا في منطقة مسؤولية قوات “الوسط” في ودونيتسك نحو 230 جنديا في منطقة مسؤولية قوات “الشرق” في وزابوروجيه و دنيبروبيتروفسك نحو 35 جنديا في منطقة مسؤولية قوات “دنيبر” في زابوروجيه وخيرسونوأصابت نيران القوات الروسية منشآت مواقع للبنية التحتية للموانئ يستخدمها الجيش الأوكراني، ومستودعات ذخيرة، إضافة إلى نقاط انتشار مؤقت لقوات الجيش الأوكراني والمرتزقة الأجانب في 142 منطقة.
وأسقطت الدفاعات الجوية الروسية قذيفتين من نظام “هيمارس” و169 طائرة مسيرة معادية خلال آخر 24 ساعة.
المصدر: وزارة الدفاع الروسية