رمضان بطعم الحزن.. اليأس يخيم على الفلسطينيين فى جنين وطولكرم بالضفة الغربية.. عمليات جيش الاحتلال تؤكد قسوة الظروف فى ظل أوامر إخلاء المخيمات
تاريخ النشر: 15th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يختلف رمضان هذا العام في الضفة الغربية اختلافاً كبيراً عن احتفالات الأعوام الماضية، حيث يتصارع آلاف الفلسطينيين النازحين، وكثيرون منهم من مخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم، مع حقائق العملية العسكرية الإسرائيلية التي اقتلعت حياتهم من جذورها. وبالنسبة لعشرات الآلاف من الفلسطينيين، أصبح الشهر المقدس، الذي عادة ما يكون وقتاً للعبادة الروحية والتجمعات المجتمعية والعائلية، بمثابة تذكير قاتم بقسوة وعدم يقين فى ظل الأوامر الإسرائيلية بإخلاء المخيمات ونزوحهم.
شوارع بلا أضواء
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن الأسواق الصاخبة في رمضان، والتي كانت تمتلئ تقليدياً بدفء المجتمع وتوقع وجبات الإفطار، أصبحت الآن مجرد ظل لما كانت عليه في السابق. ففي مدينتي جنين وطولكرم بالضفة الغربية، أصبحت الشوارع هادئة بعد أن كانت تتوهج ذات يوم بالأضواء وأصوات الأطفال وهم يلعبون. يقول محمود سكر، وهو أب لأربعة أطفال من جنين، نزحت أسرته خلال العملية العسكرية الإسرائيلية التي بدأت في يناير: "كان رمضان يشرق في الماضي". ويزعم الجيش الإسرائيلي، الذي نفذ عمليات كاسحة في المنطقة، بما في ذلك إرسال الدبابات إلى جنين وإقامة وجود عسكري في طولكرم، أن العملية تهدف إلى تفكيك الشبكات "الإرهابية". ومع ذلك، كان التأثير مدمرًا بالنسبة للأسر النازحة، ويتساءل الكثيرون متى، أو ما إذا كانوا سيعودون إلى منازلهم؟.
بالنسبة للأسر مثل عائلة سكر، فإن مصاعب النزوح أثرت سلبًا على حياتهم العائلية والروحية. فر محمود وعائلته من جنين وليس لديهم سوى الملابس التي يرتدونها. اضطروا إلى التشتت عبر منازل مختلفة لتجنب العنف المستمر. ومع بداية شهر رمضان، سعت الأسرة إلى لم شملها، مدفوعة بالرغبة في الحفاظ على الوحدة المقدسة للشهر الكريم.
يقول محمود: "لقد غادرنا بلا شيء. والآن لا نعرف إلى أين ننتمي". وقد أصبح هذا الشعور بعدم الانتماء، إلى جانب صدمة النزوح، موضوعًا مركزيًا للعديد من العائلات الفلسطينية.
في غياب مجتمعهم السابق، تكافح العائلات النازحة لإعادة خلق وسائل الراحة في المنزل. على سبيل المثال، لا يمكن العثور على المسحراتي - الشخصية الأيقونية التي تمشي تقليديًا في الشوارع ليلاً، وتدعو الناس إلى وجبة السحور قبل الفجر - في أي مكان. تقول نائلة سكر، زوجة محمود: "لن يطرق بابنا هذا العام، ليس لدينا باب ليطرقه". الهدوء الذي يلف شوارع طولكرم الآن لا يكسره سوى أصوات المركبات العسكرية وتحرك السكان النازحين بين الحين والآخر عبر أنقاض منازلهم السابقة. بالنسبة إلى انتصار نافع، من طولكرم، فإن غياب مطبخها المحبوب، حيث كانت تعد وجبات الطعام لمجتمعها خلال شهر رمضان، أمر مؤلم بشكل خاص. وتقول "لا شيء مثل رمضان هذا العام. إنه يتعلق بالعائلة، وكسر الخبز معًا. بدون ذلك، ماذا يتبقى منه؟".
التهجير القسري
بالنسبة للعديد من الفلسطينيين النازحين، أصبحت وجبة الإفطار التقليدية، والتي تتكون عادة من الحساء والسلاطة وطبق رئيسي دسم، امتيازًا نادرًا. فبدلاً من الوجبات التي تعدها الأسرة، يعتمد الكثيرون الآن على المساعدات، حيث يقوم المتطوعون بتسليم وجبات الإفطار الباردة للمحتاجين. إن هذه الوجبات المعبأة، والتي يتم تسليمها في كثير من الأحيان في وقت متأخر من اليوم، تشكل تذكيرًا صارخًا بالظروف الصعبة التي يواجهها الفلسطينيون في الضفة الغربية.
إن النزوح المستمر وعدم اليقين بشأن مستقبلهم يلقي بظلاله القاتمة على شهر رمضان بالنسبة للأسر في الضفة الغربية. ولم تبد إسرائيل أي إشارة إلى أن العملية العسكرية ستتوقف قريبًا، الأمر الذي ترك الأسر النازحة في حالة من الغموض. وبالنسبة للعديد من الناس، أصبح شهر رمضان، الذي كان تقليديًا وقتًا للتجديد والتأمل، شهرًا للانتظار - انتظار الأخبار، وانتظار الأمل، وانتظار إمكانية العودة إلى المنازل التي عرفوها ذات يوم.
ومع تقدم الشهر المقدس، يواصل الفلسطينيون في الضفة الغربية التعامل مع واقعهم القاسي، متمسكين بالأمل الخافت في أن يعودوا ذات يوم إلى منازلهم ويستعيدوا الحياة التي سُرقت منهم.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: رمضان الضفة الغربية فی الضفة الغربیة شهر رمضان
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يصعّد بالضفة والقدس.. اعتقالات وهدم منازل وتشديد عسكري خانق (شاهد)
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الإثنين، عدوانها المتصاعد على مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة والقدس، من خلال عمليات اقتحام واعتقال وهدم واسعة، طالت مختلف المناطق، وسط حصار عسكري مشدد وتقييدات خانقة على حركة الفلسطينيين.
إصابة شاب وتشديد أمني في القدس
في بلدة الرام شمالي القدس المحتلة، أصيب شاب يبلغ من العمر 35 عاماً برصاص حي في قدميه، بعد أن أطلقت عليه قوات الاحتلال النار قرب الجدار الفاصل.
وذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمها قدمت له الإسعاف الميداني، قبل نقله إلى مجمع فلسطين الطبي في رام الله.
في السياق ذاته، نصبت قوات الاحتلال بوابة حديدية جديدة عند المدخل الشرقي لبلدة حزما شرقي المدينة، بعد يوم واحد من نصب بوابة مماثلة عند المدخل الغربي، ضمن إجراءات تهدف إلى تضييق الخناق على حركة الفلسطينيين في محيط القدس.
كما اقتحمت بلدات العيسوية وعناتا وأبو ديس، واحتجزت عدداً من الشبان، وسلمت أربعة منهم استدعاءات للتحقيق.
قوات الاحتلال تنصب بوابة حديدية عند المدخل الشرقي لبلدة حزما، شرق القدس pic.twitter.com/fHRKITk98z — القسطل الإخباري (@AlQastalps) June 16, 2025
شرطة الاحتلال تقتحم منزلاً ببلدة العيساوية بالقدس وتقوم بتفتيشه. pic.twitter.com/IH6abfz4rI — القسطل الإخباري (@AlQastalps) June 16, 2025
لليوم الـ141 طولكرم ومخيماتها تحت الحصار
تواصل قوات الاحتلال عدوانها العنيف على مدينة طولكرم ومخيميها (طولكرم ونور شمس) لليوم الـ141، ولليوم الـ128 على التوالي في مخيم نور شمس، عبر حملات اعتقال، ومداهمات واسعة، وتدمير متواصل للبنية التحتية والمباني السكنية.
فقد اقتحمت قوات الاحتلال فجراً عدة أحياء في المدينة، وداهمت عمارة سكنية في الحي الجنوبي تعود للمواطن حكم ناصيف، وحطمت محتويات الشقق بعد تفتيشها.
واعتقلت عدداً من الشبان، بينهم تامر عبيد، والأشقاء مصطفى ونافع محمد السلمان (عودة)، ومروان عثمان أبو جراد، ويزن صباريني، إضافة إلى يوسف زقوت، ويوسف أبو إسكندر، وإسلام البنا في ضاحية ذنابة.
وتزامن ذلك مع استمرار إغلاق حاجز عناب شرقي المدينة، ونصب حواجز مفاجئة قرب بوابة جسر جبارة جنوبًا، ما أدى إلى اختناقات مرورية وتعطيل حياة المواطنين.
كما واصلت جرافات الاحتلال لليوم الحادي عشر على التوالي هدم عشرات المنازل في المخيمات، خاصة في حارات البلاونة والعكاشة والنادي.
ووفق مصادر محلية، فإن الاحتلال يسعى لهدم 106 مبانٍ في المخيمين، من بينها 58 مبنى في مخيم طولكرم وحده، تضم أكثر من 250 وحدة سكنية وعشرات المحال التجارية.
وأدى العدوان حتى الآن إلى استشهاد 13 مواطناً، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما حامل، إضافة إلى عشرات الإصابات والاعتقالات، وتدمير شامل للبنية التحتية.
وقد هجرت العمليات العسكرية أكثر من 5 آلاف عائلة، أي ما يزيد عن 25 ألف مواطن، ودُمرت 400 منزل كلياً، وتضرر أكثر من 2500 منزل جزئياً، في حين تحولت المخيمات إلى ما يشبه "مدينة أشباح" وسط حصار خانق وانتشار واسع للآليات العسكرية.
اجتياحات في نابلس واعتقال والدة شهيد
وفي محافظة نابلس، اقتحمت قوات الاحتلال مخيم عسكر الجديد، وفرضت طوقاً عسكرياً شاملاً عليه، وداهمت عدداً من المباني السكنية، وحولت بعضها إلى ثكنات عسكرية.
من انتشار جنود الاحتلال في مخيم عسكر الجديد شرق نابلس. pic.twitter.com/XXvOB7O8AU — القسطل الإخباري (@AlQastalps) June 16, 2025
واعتدت القوات على السكان، وأصابت مسناً سبعينياً وحفيده خلال عملية الاقتحام.
كما استهدفت قوات الاحتلال طواقم الإسعاف، إذ أطلقت قنابل صوت وغاز سام على سيارة إسعاف كانت تُخلي عائلة من قرية تل جنوبي نابلس.
وداهمت بلدة بيتا ومقرًا لحركة فتح، كما اعتقلت والدة الشهيد سائد الكوني بعد اقتحام منزلها في شارع الأرصاد بمنطقة الجبل الشمالي.
عدوان على بلدة عزون شرق قلقيلية
كما تواصل قوات الاحتلال عدوانها على بلدة عزون شرق قلقيلية لليوم الثاني على التوالي، إذ فرضت حصاراً محكماً على البلدة وأغلقت مداخلها، وحولت عددًا من البنايات إلى ثكنات عسكرية.
وأفاد مدير البلدية ماجد عدوان بأن الاحتلال داهم مئات المنازل منذ فجر أمس الأحد، واعتدى على سكانها، واعتقل عدداً من الشبان مؤقتاً.
تصعيد استيطاني وهدم في سلفيت
وفي محافظة سلفيت، اعتقلت قوات الاحتلال ضابط الإسعاف حسام مجد أثناء توجهه إلى مركز الإسعاف في بديا. وفي محافظة رام الله والبيرة، اقتحمت القوات بلدات بيرزيت وسلواد وعبوين ومخيم الجلزون، وحولت عدة منازل إلى مواقع عسكرية دون تسجيل اعتقالات.
في بلدة كفر الديك غرب سلفيت، هدم مستوطن، بحماية قوات الاحتلال، غرفة زراعية تعود للمواطن علي عبد الحميد أحمد، بحجة "عدم الترخيص".
كما تواصل مجموعات استيطانية أعمال تجريف واسعة في أراضي قرية ياسوف شرق المحافظة، تحت حماية الاحتلال.
وتشهد قرى محافظة سلفيت إغلاقاً متواصلاً بالمداخل الرئيسية، باستخدام بوابات حديدية ونقاط تفتيش عسكرية، ما يفاقم معاناة المواطنين ويقيّد حركتهم اليومية.
قوات الاحتلال تقتحم بلدة سلواد شمال شرق رام الله وتداهم عدة منازل. pic.twitter.com/1lmAoQTz95 — القسطل الإخباري (@AlQastalps) June 16, 2025
هجمات المستوطنين شمالي أريحا
وفي تطور ميداني آخر، هاجم مستوطنون، مركبات المواطنين الفلسطينيين على طريق المعرجات شمال غرب أريحا، ورشقوها بالحجارة، وأطلقوا عبارات استفزازية، ما أدى إلى عرقلة حركة المرور وإجبار العديد من المركبات على العودة وسلوك طرق بديلة.
كما أغلقت قوات الاحتلال حاجزي "الهيئة" شمالي أريحا، و"البوابة الصفراء" شرقي المدينة، ما تسبب بأزمات مرورية خانقة، في ظل استمرار الإغلاق على بقية الحواجز.
تفرض قوات الاحتلال إغلاقاً شاملاً على الضفة الغربية لليوم الرابع على التوالي، منذ شنّها هجوماً على إيران فجر الجمعة الماضي، ما حال دون وصول آلاف الفلسطينيين إلى أماكن عملهم، إضافة إلى استمرار إغلاق المسجد الأقصى وكنيسة القيامة في القدس.
وتنفذ قوات الاحتلال عمليات دهم واعتقال في مختلف المحافظات، ضمن تصعيد غير مسبوق يطال الإنسان والمكان في آن واحد، في ظل صمت دولي وعجز أممي عن كبح جماح العدوان الإسرائيلي المتصاعد.
المسجد الأقصى المبارك فارغ من المصلين لليوم الرابع على التوالي بعد إغلاق الاحتلال أبوابه ومنع الأهالي من الوصول اليه pic.twitter.com/j7yZttmMP1 — القسطل الإخباري (@AlQastalps) June 16, 2025