أوروبا في قبضة الحرّ والحرائق!
تاريخ النشر: 12th, August 2025 GMT
مدريد"أ.ف.ب" شهدت أوروبا اليوم الثلاثاء موجة حرّ خانقة، فيما تتزايد الحرائق التي يُؤججها الاحترار المناخي، لا سيما في شبه الجزيرة الأيبيرية.
في إسبانيا، حيث أُبلغ عن عشرات الحرائق المتفاوتة الشدة، لقي رجل حتفه ليلا في حريق اندلع مساء الاثنين في بلدة تريس كانتوس الواقعة على بُعد 25 كيلومترا شمال مدريد، وأتى على أكثر من ألف هكتار.
وعلق رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز على منصة إكس قائلا "نحن مُعرّضون لخطر شديد بسبب حرائق الغابات".
واضطر آلاف الأشخاص إلى قضاء الليل خارج منازلهم، مع إجراء عمليات إجلاء طارئة في بعض الأحيان.
وفي فرنسا، أعلنت السلطات حالة تأهب قصوى لمواجهة موجة حرّ شديد في 14 مقاطعة في الجنوب الغربي والوسط الشرقي. وقالت أندريا التي تعمل لدى جمعية وتجمع التبرعات من المارة في مدينة ليون (وسط شرق البلاد) "الجو خانق ولا هواء".
كما اشتكى آلان بيشو قائلا "الجو حارٌّ جدا" وهو يجلس صباحا على شرفة في ديجون (وسط شرق) وأضاف "أفضل الذهاب إلى المكتب، على الأقل هناك مكيف هواء".
قال خبير الأرصاد بجامعة ريدينغ البريطانية أكشاي ديوراس، في تصريح مكتوب لفرانس برس "موجة الحر التي تؤثر حاليا على فرنسا وإسبانيا ودول البلقان ليست مفاجئة".
وأضاف "هذه الموجة ناجمة عن قبة حرارية مستقرة فوق أوروبا. وبسبب التغير المناخي، نعيش الآن في عالم أكثر دفئا بشكل ملحوظ، وهذا الواقع يزيد من تكرار موجات الحر وشدّتها".
وأشار إلى أن الجفاف يمثل واقعا لأكثر من نصف أوروبا، بشكل خاص في المناطق المحيطة بحوض البحر المتوسط منذ أشهر عدة، ما يوفر ظروفا ملائمة لاندلاع الحرائق.
وأعربت وكالة البيئة البريطانية اليوم الثلاثاء عن قلق متزايد من نقص المياه في إنجلترا، الذي أصبح يُصنف الآن "مسألة ذات أهمية وطنية". ويُعد النصف الأول من العام الجاري الأكثر جفافا منذ العام 1976، الذي شهد بدوره جفافا شديدا في أوروبا، ما يشير إلى ظاهرة مقلقة تهدد أوروبا برمتها.
وفي جنوب إسبانيا، تم تفادي كارثة مساء امس بعد تجدد الحريق قرب تاريفا في الأندلس، وهي منطقة سياحية شهيرة تعرضت لحريق الأسبوع الماضي.
قال مستشار الشؤون الداخلية في الحكومة الإقليمية للأندلس أنطونيو سانز، "عشنا لحظات من الخطر الشديد، إذ وصلت ألسنة اللهب إلى مداخل المناطق السكنية"، مضيفا أن عمليات الإجلاء جرت "في وقت قياسي".
وأُصيب أحد عناصر الحرس المدني خلال مشاركته في عمليات الإجلاء، بعدما صدمته سيارة.
وصباح اليوم الثلاثاء، سُمح لمئات الأشخاص من أصل نحو ألفي شخص تم إجلاؤهم من مقاطعة قادس بالعودة إلى منازلهم.
وتمكن حوالى 600 شخص من قرى متعددة أُجلي سكانها بسبب الحريق الذي اجتاح الموقع الطبيعي "لاس ميدولاس" المصنّف ضمن التراث العالمي لليونسكو في منطقة قشتالة وليون (شمال غرب مدريد)، من العودة إلى منازلهم صباح اليوم الثلاثاء، إلا أن حرائق عدة ظلت مشتعلة في المنطقة نفسها قرب مدينة سامورا.
وفي البرتغال، لا تزال ثلاثة حرائق مستعرة، أبرزها حريق ترانكوسو (وسط البلاد) الذي اندلع السبت، ويشارك في احتوائه 700 عنصر إطفاء مدعومين بأربع طائرات.
وتخشى السلطات يوما بالغ الصعوبة بسبب ارتفاع درجات الحرارة، التي قد تصل إلى 44 مئوية في الجنوب.
ولم تسلم إيطاليا من موجة الحر، حيث فُرض أعلى مستوى من التحذير في 11 مدينة، من بينها كبرى المدن الإيطالية مثل روما وميلانو وتورينو.
وسط هذا المشهد القاتم، شكّل التقدُّم في احتواء حريقٍ اندلع منذ السبت في منطقة شاسعة من متنزه جبل فيزوف الوطني، البركان المطل على خليج نابولي، بارقة أمل.
وفي جنوب شرق أوروبا، تصدرت منطقة البلقان المشهد، حيث لا تزال 14 بؤرة حريق نشطة في ألبانيا حتى الاثنين، إضافة إلى حرائق مستعرة في مونتينيغرو وكرواتيا. أما كوسوفو، فشهدت في يوليو الماضي أعلى درجة حرارة سجلت في تاريخها، بلغت 42,4 مئوية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الیوم الثلاثاء
إقرأ أيضاً:
العلاج الحر بالبحيرة.. غلق 24 منشأة طبية خاصة وإنذار 23 أخرى
واصلت مديرية الصحة بمحافظة البحيرة، برئاسة الدكتورة جاكلين عازر محافظ البحيرة، حملاتها المكثفة على المنشآت الطبية الخاصة بمختلف مراكز ومدن المحافظة، في إطار الجهود المستمرة لضبط المنظومة الصحية وضمان تقديم خدمات طبية آمنة وملتزمة بالاشتراطات القانونية والبيئية والصحية.
حيث أعلنت إدارة العلاج الحر بمديرية الصحة بالبحيرة عن مرور فرق التفتيش خلال الأسبوع الماضي على 129 منشأة طبية خاصة متنوعة الأنشطة، شملت عيادات خاصة، ومراكز طبية، ومعامل تحاليل، ومستشفيات خاصة، ووحدات أشعة، وذلك لمتابعة التزامها بلوائح الترخيص والاشتراطات المنظمة لمزاولة النشاط الطبي.
وأسفرت الحملات التفتيشية عن غلق 24 منشأة طبية مخالفة، من بينها 8 منشآت تُدار بدون ترخيص تم تنفيذ قرارات الغلق الفوري لها، إلى جانب 16 منشأة أخرى جارٍ استصدار قرارات غلق بشأنها.
كما تم فحص 8 شكاوى مقدمة من المواطنين، والرد عليها باتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المخالفين.
وفي السياق ذاته، تم توجيه 23 إنذارًا لمنشآت طبية تبين وجود بعض الملاحظات البسيطة بها، مع منحها مهلة محددة لتصحيح أوضاعها القانونية والفنية، بالإضافة إلى تحرير محضر انتحال صفة طبيب ضد أحد العاملين دون ترخيص مزاولة المهنة، وضبط محضرين لفض أختام حكومية كانت قد فُرضت مسبقًا على منشآت مغلقة.
وأكدت الدكتورة جاكلين عازر محافظ البحيرة أن الحملات تأتي تنفيذًا لتوجيهات وزارة الصحة والسكان، وفي إطار خطة الدولة للرقابة على القطاع الصحي غير الحكومي، مشددة على أن المحافظة لن تتهاون في تطبيق القانون على المخالفين، حفاظًا على سلامة المواطنين وضمان جودة الخدمات الصحية المقدمة.
كما أوضحت محافظ البحيرة أن القطاع الطبي الخاص يمثل شريكًا أساسيًا في منظومة الرعاية الصحية بالمحافظة، مؤكدة في الوقت ذاته أن الالتزام بالمعايير الطبية والاشتراطات القانونية هو الأساس لمواصلة العمل ودعم المنشآت الملتزمة التي تقدم خدمات ذات جودة عالية.
واختتمت محافظ البحيرة تصريحاتها بالتأكيد على أن المديرية مستمرة في تنفيذ حملات تفتيش مفاجئة ودورية بجميع المراكز والمدن، مشيرة إلى أن تلك الجهود تأتي ضمن سياسة الدولة لتحقيق الانضباط في الخدمات الصحية، والتصدي لأي مخالفات قد تهدد حياة المواطنين أو تسيء لمهنة الطب.