مساجد الشارقة.. صور تجسّد عمارة القلوب
تاريخ النشر: 16th, March 2025 GMT
محمد عبدالسميع (الشارقة)
أخبار ذات صلةشهد النادي الثقافي العربي في الشارقة افتتاح معرض تشكيلي بعنوان: «مساجد الشارقة عمارة القلوب» الذي ينظمه النادي بالتعاون مع جمعية الإمارات للتصوير الضوئي، وبحضور الدكتور عمر عبد العزيز، رئيس مجلس إدارة النادي، وعدد من الفنانين من أعضاء الجمعية، وجمهور من محبي الفنون التصويرية وفنون العمارة الإسلامية.
شارك في المعرض 26 مصوراً فوتوغرافياً من أعضاء الجمعية، قدموا 38 لوحة لمجموعة مصورة من مساجد الشارقة، وأبرزت اللوحات المصورة أساليب التصاميم والزخرفة المختلفة وجوانب جمالها وتميزها وتطورها عبر العصور الإسلامية وفي مختلف بلدان العالم، ما جعل من الشارقة «مدينة المساجد» ومدينة العمارة الإسلامية بكل تجلياتها من الناحية المعمارية والأثرية الجمالية.
ركز الفنانون في لوحاتهم المصورة للمساجد على ثلاثة اتجاهات، الأول: المشهدية الخارجية للمسجد ومدى انسجامه مع المحيط السكني والطبيعي من حوله والجلال الذي يضفيه المسجد على ذلك المشهد، ومن اللوحات البارزة في هذا الاتجاه لوحة للمصورة الفنانة سماح نضال الخفش قدمت فيها صورة ليلية من الأعلى لمسجد النور، حيث يتناغم التشكيل الضوئي للمسجد مع مشهد جزيرة النور والبحيرة وانعكاسات تلك الأضواء، وتتوزع العناصر بانسجام.
وفي الاتجاه الثاني تم التركيز على تصوير معالم الجمال الخارجي للمساجد، حيث تبرز صورة الفنان خضر محمد العيدروس التقطها لمسجد حديث البناء في مدخل مدينة الذيد على شكل كرة زجاجية، تعلوه مئذنة حلزونية، وتبدو كتل المسجد متناغمة بانسجام وروعة كقطعة فنية نادرة.
وفي الاتجاه الثالث تم التركيز على تصوير التكوينات والزخرفة الداخلية للمساجد، حيث قدم الفنان بوريا أكبر أسدي صورة داخلية لسقف أحد المساجد حيث تتداخل الأقواس والقباب والثريات والنوافذ المعشقة كفسيفساء متناغمة، تشير إلى دقة وجمال فنون العمارة الإسلامية.
حاضنة للإبداع
في تعليقه على المعرض، قال د.عمر عبد العزيز: «إن النادي الثقافي العربي يواصل مساره بتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، بوصف الشارقة حاضنة للإبداع على جميع المستويات الثقافية، ونحن نسعد باستضافة هذه الكوكبة من المحترفين من فناني جمعية الإمارات للتصوير الضوئي الذين أبرزوا في هذا المعرض قدراتهم الفنية البديعة من حيث القدرة على التحكم في الكاميرا والتقاط اللحظة المناسبة وخلق الرؤية عن طريق عمليات التبئير والترميز والمقترحات البصرية المختلفة التي تعبر عن جملة بصرية واحدة يجمعها استلهام عمارة المساجد في شهر رمضان الفضيل، وبعض هذه الإبداعات ترتقي إلى أن تصبح عالمية بامتياز».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الشارقة مساجد الشارقة النادي الثقافي العربي
إقرأ أيضاً:
ورحل مؤلف «ذات».. صنع الله إبراهيم يودع الحياة وتبقى كلماته خالدة
غيب الموت اليوم الأديب المصري الكبير صنع الله إبراهيم، عن عمر ناهز 88 عامًا، بعد إصابته بالتهاب رئوي حاد استدعى نقله إلى أحد مستشفيات القاهرة.
صوت مختلف في الرواية المصريةيُعد صنع الله إبراهيم واحدًا من أبرز رموز الأدب المصري والعربي في النصف الثاني من القرن العشرين، حيث عرف بكتاباته الجريئة، التي لم تجامل السلطة، وتطرقت لقضايا الحرية، والفساد، والهوية، والعلاقة بين المواطن والدولة.
اشتهر بأسلوبه السردي الخاص، وميله إلى الواقعية النقدية، وترك خلفه رصيدًا من الروايات المؤثرة، منها «اللجنة»، و«ذات»، و«شرف»، و«أمريكانلي»، ودخل عدد من أعماله قائمة أفضل 100 رواية عربية.
ترجمات صنعت فرقًالم تقتصر مسيرة صنع الله إبراهيم على الرواية، بل ساهم في فتح نوافذ على الأدب العالمي من خلال ترجمات متميزة، اختارها بعناية، لتكون ذات بعد فكري وإنساني. لم تكن ترجماته حرفية أو حيادية، بل محمّلة برؤيته النقدية، وغرضه التثقيفي. ومن أبرز هذه الترجمات: «حين تكتب المرأة عن نفسها: التجربة الأنثوية».
يضم هذا الكتاب مختارات من الأدب النسائي العالمي، لكنَّه ليس مجرد ترجمة أدبية، بل محاولة لفهم الذات الأنثوية من منظور المرأة نفسها، كما رأى صنع الله إبراهيم.
يقول في مقدمته إن المرأة هي الأقدر على التعبير عن مشاعرها، ورغباتها، وخاصة ما يتعلق بجسدها وتكوينها البيولوجي والنفسي، وهي مناطق طالما ظلت حبيسة المحرمات الاجتماعية، ويمثل الكتاب تجربة فريدة وجريئة تفتح آفاقًا جديدة لفهم أدب المرأة من داخلها.
العمارة بين الجمال والقبح: نظرة في كتاب «العدو»في كتابه «العدو»، يطرح صنع الله إبراهيم رؤية فلسفية وجمالية لفن العمارة، ينتقد فيها الحالة التي وصلت إليها المدن المعاصرة، حيث تغيب الروح لحساب الخرسانة.
ويتساءل في المقدمة «هل نفكر في مدى توافق المباني التي نعيش فيها مع حالتنا النفسية والروحية؟» ومن خلال قصة «روبي»، يرصد الكاتب الصراع بين الحلم الجمالي والفكر التجاري المادي الذي طغى على العمارة، مبينًا أن المسكن يجب أن يكون راحة للروح لا الجسد فقط.
ساخرًا من الاشتراكية: «الحمار» والواقع المنكسرمن خلال ترجمته لرواية «الحمار» للكاتب الألماني جونتر دي بروين، يقدم صنع الله إبراهيم نصًا ساخرًا يُسقط فيه الكاتب أزمة الإنسان في ظل النظم الشمولية.
تحكي الرواية قصة «كارل إرب» الذي يعيش حيرة وجودية بين نمطين من الحياة، ليصبح شبيهًا بـ«حمار بوريدان»، وهي حكاية فلسفية شهيرة عن حمار يموت جوعًا وعطشًا لأنه لا يستطيع الاختيار، وتسخر الرواية من تناقضات الاشتراكية في ألمانيا الشرقية، وتكشف هشاشة المفاهيم التي حكمت المجتمعات بعد الحرب.
الكاتب الذي لم يساومطوال مسيرته، عُرف صنع الله إبراهيم بأنه صوت ناقد لا يعرف المهادنة، سُجن في بدايات حياته بسبب انتمائه السياسي، وظل حتى آخر سنواته متمسكًا بمواقفه، يكتب في السياسة كما في الإنسان، في الفن كما في العمارة، دون أن ينفصل عن مجتمعه.
إرث باقٍ رغم الغياببرحيل صنع الله إبراهيم، تفقد الثقافة العربية أحد أكثر أعمدتها أصالة وجرأة. لكنَّ ما تركه من روايات، ومقالات، وترجمات، سيبقى شاهدًا على قلم عاشق للحقيقة، مؤمن بأن الأدب أداة للتغيير لا مجرد حكاية تُروى.
اقرأ أيضاًوفاة الدكتور علي المصيلحي وزير التموين السابق
وفاة والد العامري فاروق بعد صراع طويل مع المرض
«دون معاناة من أي مرض».. وفاة الفنان سيد صادق عن عمر يناهز 80 عامًا