الأمم المتحدة تعيّن السويدية ريتشاردسون نائبة للمبعوثة الأممية ومنسقة مقيمة في ليبيا

ليبيا – عيّن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الجمعة، السويدية إنغيبورغ أولريكا أولفسدوتر ريتشاردسون، نائبة جديدة لممثلته الخاصة في ليبيا، ومنسقة مقيمة في البلاد، خلفًا لزيمبابوية إينيس شوما. ويأتي القرار في توقيت حرج تواجه فيه البعثة الأممية تحديات سياسية وأمنية معقدة، بالتزامن مع استعداد الممثلة الخاصة هانا تيتيه لتقديم خريطة طريق لمجلس الأمن في 21 أغسطس.

خبرة واسعة في التنمية والعمل الإنساني
تتمتع ريتشاردسون بخبرة تتجاوز 30 عامًا في مجالات التنمية والمساعدات الإنسانية والتعافي بعد النزاعات وحقوق الإنسان، وعملت في مناطق عدة شملت غرب ووسط أفريقيا، والبحر الكاريبي، وغرب البلقان، وجنوب شرق أوروبا. وشغلت مناصب بارزة، بينها نائبة الممثل الخاص لمكتب الأمم المتحدة المتكامل في هايتي، والمنسقة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في هايتي منذ 2022، إضافة إلى عملها منسقة مقيمة في كوسوفو. وتحمل درجة الماجستير في اقتصاديات التنمية من جامعة غوتنبرغ، وليسانس العلوم الاجتماعية من جامعة لوند، وتتقن الإنجليزية والفرنسية والبرتغالية والإسبانية إلى جانب لغتها الأم السويدية.

نهج أممي جديد لمعالجة الأزمة الليبية
يرى مراقبون أن تعيين ريتشاردسون يأتي في إطار مسعى غوتيريش لتجديد الدماء وضخ نهج جديد في عمل البعثة، التي تعرضت لانتقادات بسبب ضعف التقدم في حل الأزمة. ويعكس مسارها المهني توجه الأمم المتحدة لاعتماد مقاربة شاملة تجمع بين الجهود السياسية ومعالجة القضايا الإنسانية والتنموية، بما في ذلك التنمية المستدامة وإعادة الإعمار.

خطة تيتيه ونهج تصاعدي من القاعدة الشعبية
تستند خريطة الطريق المرتقبة لهانا تيتيه إلى “نهج اجتماعي تصاعدي” يمنح شرعية الحل السياسي من القاعدة الشعبية وصولًا إلى النخب، استنادًا إلى لقاءات موسعة مع مكونات المجتمع الليبي واستطلاع رأي شارك فيه أكثر من 15 ألف مواطن. إلا أن هذه الخطة تواجه عقبات كبيرة، من أبرزها غياب سياسة مالية موحدة، وانهيار المؤسسة المصرفية المركزية، وانتشار المرتزقة الأجانب، ما قد يهدد قدرتها على تحقيق اختراق سياسي حقيقي.

أهمية الدور التنموي والإنساني في إنجاح الجهود السياسية
يُنتظر أن يكمّل دور ريتشاردسون في تنسيق الشؤون الإنسانية والتنموية الجهود السياسية، من خلال معالجة القضايا الاقتصادية والاجتماعية التي تمس حياة الليبيين وبناء الثقة، بما يخلق بيئة أكثر ملاءمة للحوار. لكن نجاح هذه المقاربة يظل مرهونًا بقدرة البعثة على التوفيق بين الأهداف التنموية والسياسية والتغلب على التحديات الأمنية والمالية.

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

عاجل- الأمم المتحدة تقلص نداء المساعدات لعام 2026 إلى النصف رغم تفاقم الأزمات الإنسانية عالميًا

خفضت الأمم المتحدة، الإثنين، حجم نداء المساعدات الإنسانية المخصص لعام 2026 إلى نحو 23 مليار دولار فقط، وهو مبلغ يقل بنسبة 50% عن حجم التمويل الذي كانت المنظمة تأمل بتوفيره، في وقت تواصل فيه الأزمات الإنسانية العالمية تسجيل مستويات غير مسبوقة من الاحتياج.

تمويل أقل.. واحتياجات أكبر من أي وقت مضى

وقالت الأمم المتحدة إن تقليص نداء التمويل سيعني استبعاد عشرات الملايين من المحتاجين للمساعدة، بعدما دفعت التخفيضات التي فرضها كبار المانحين إلى إعادة ترتيب الأولويات والتركيز فقط على الفئات الأكثر عرضة للخطر.

وأشار مسؤولو المنظمة إلى أن ربع مليار شخص حول العالم يحتاجون إلى دعم عاجل، بينما تستهدف الخطة الأممية تقديم العون إلى 135 مليون إنسان بتكلفة تقديرية تبلغ 33 مليار دولار، لو كانت الموارد متاحة.

لكن الانخفاض الحاد في التمويل أجبر الأمم المتحدة على الاكتفاء بالبحث عن 23 مليار دولار، لإغاثة 87 مليون شخص فقط ممن وصفتهم بأنهم في “حالات حرجة تهدد حياتهم”.

الهجمات ونقص التمويل يضاعفان التحديات

وقال توم فليتشر، منسق الإغاثة بالأمم المتحدة، إن الوكالات الإنسانية باتت تعمل في ظروف وصفها بـ "المستحيلة"، مضيفًا:
"نحن مثقلون بالأعباء، ونعاني من نقص التمويل، ونتعرض لهجمات. نقود سيارة إسعاف باتجاه النيران… لكن يُطلب منا الآن أيضًا إخماد الحريق بلا ماء في الخزان، بل ويتعرض العاملون لإطلاق النار."

وأوضح أن التخفيضات الراهنة هي السبب المباشر الذي يجبر الأمم المتحدة على اتخاذ “قرارات صعبة وقاسية” تتعلق بمن يحصل على المساعدة ومن يُستبعد اضطراريًا.

تراجع واضح في المساهمات الدولية

وكانت الأمم المتحدة قد طلبت قبل عام تمويلًا يقارب 47 مليار دولار لخطتها الإنسانية لعام 2025، لكن تم تقليصه لاحقًا بعد تخفيضات واسعة من جانب الولايات المتحدة وعدد من المانحين الأوروبيين.

ووفق بيانات أممية حديثة، لم تحصل المنظمة خلال عام 2025 سوى على 12 مليار دولار فقط، وهو أدنى مستوى تمويلي خلال عشر سنوات، ولم يغطِّ سوى أقل من ثلث الاحتياجات المعلنة.

فلسطين.. أكبر نداء منفرد للمساعدات

وتضمن نداء الأمم المتحدة للعام المقبل أكبر طلب منفرد بقيمة 4 مليارات دولار لدعم الأراضي الفلسطينية المحتلة، يذهب معظمها لقطاع غزة، الذي دمرته حرب استمرت لعامين بين إسرائيل وحركة حماس.

ويعاني 2.3 مليون فلسطيني في غزة من فقدان المأوى والاعتماد شبه الكامل على المساعدات الإنسانية، بعد دمار واسع للبنية التحتية والخدمات الأساسية.

السودان وسوريا في المرتبة الثانية والثالثة

وحل السودان كثاني أكبر أزمة إنسانية من حيث حجم التمويل المطلوب، تليه سوريا، في ظل تفاقم الصراعات الداخلية وتدهور الوضع المعيشي لملايين المدنيين.

الولايات المتحدة لا تزال أكبر المانحين رغم التخفيضات

وتعتمد الأمم المتحدة بشكل شبه كامل على التبرعات الطوعية للمانحين، خاصة الولايات المتحدة، التي ما تزال أكبر ممول للعمليات الإنسانية، رغم خفض إدارة الرئيس دونالد ترامب مساهماتها خلال العامين الماضيين.

وأظهرت بيانات الأمم المتحدة أن حصة الولايات المتحدة تراجعت من أكثر من ثلث التمويل الدولي إلى نحو 15.6% فقط خلال عام 2025، ما كان له أثر مباشر في فجوة التمويل المتزايدة.

مقالات مشابهة

  • الإمارات تدعم بـ550 مليون دولار خطة الاستجابة الإنسانية لـUN لعام 2026
  • الأمم المتحدة تخفّض نداءها للمساعدات الإنسانية لعام 2026
  • البعثة الأممية تدعم مشاركة النساء برسم أولويات «الحوار الوطني»
  • الأمم المحتدة: احتياجات غزة تفوق قدرة الاستجابة الإنسانية
  • الأمم المتحدة: نعمل لدمج أفغانستان دولياً وتحسين أوضاع حقوق الإنسان
  • عاجل- الأمم المتحدة تقلص نداء المساعدات لعام 2026 إلى النصف رغم تفاقم الأزمات الإنسانية عالميًا
  • أونروا: إسرائيل طرف في اتفاقية امتيازات الأمم المتحدة التي تنص على حرمة المقار الأممية
  • اقتحام إسرائيلي لمقرّ الأونروا في الشيخ جراح وسط تنديد وتحذيرات من انتهاك الحصانة الأممية
  • سيغريد كاغ المبعوثة الأممية الخاصة في الشرق الأوسط
  • الأمم المتحدة تندد بـلا مبالاة العالم وتخفّض نداءها للمساعدات الإنسانية