إسناد غزة بعيداً عن الظواهر الصوتية
تاريخ النشر: 17th, March 2025 GMT
القرار الذي اتخذه اليمن ممثلا بقائد الثورة السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- وأيدته القيادة السياسية والجماهير اليمنية بمواصلة الإسناد للأشقاء في أرض غزة وفلسطين بعد أن توالى النكث والخرق من قبل الكيان المحتل لقرار وقف الهدنة؛ واستمراره في جرائمه بدعم صهاينة العرب والغرب؛ هذا القرار يمثل الإسناد الفعلي والحقيقي لمظلومية الأشقاء هناك، لأن الإجرام الصهيوني الصليبي لا يفهم سوى لغة واحدة وهي لغة القوة ولغة القول والفعل معا.
المهرجانات الخطابية التي تنظمها القمم الإسلامية والعربية من يتحكم بميزانها ونوعيتها هو العدو الصهيوني سواء كانت طارئة أو عادية ويغلب عليها الاستعراض المنمّق من اجل تخدير الشعوب وإلهائها عن القيام بواجبها في إسناد مظلومية الأشقاء هناك وتنتهي آثارها بانتهاء فعاليتها؛ لا فرق بين مكان انعقادها ولا نوعيتها.
يكمن الفرق بينها أن كل قمة أو اجتماع يستوعب القرارات ويضيف إليها المستجدات، بينما كيان الاحتلال يتحرك على أرض الواقع وكأنها غير موجودة، بل أحيانا يتعمد إهانتها حتى ولو كانت صادرة عن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.
القادة والزعماء العرب أدانوا حرب الحصار والتجويع وانتهاك قرار الهدنة وسطّروا القرارت لصالح نصرة الأشقاء، والكيان المحتل استغل سقوط النظام السوري واستولى علي بقية هضبة الجولان .
كانت القمم السابقة تطالبه بالانسحاب من هضبة الجولان ولبنان وفلسطين، واليوم في قراراتها تطالبه بالانسحاب من الهضبة والمنطقة العازلة وفلسطين ولبنان؛ تغيرت الأسماء والصور للزعماء والرؤساء ولم تتغير القرارات للقمم العربية والإسلامية.
الشعوب ليست عاجزة، لكن العجز كامن في قياداتها ولا أدل على ذلك من أن بعضها أصبح ممثلا للكيان المحتل بشكل رسمي، لكن بلكنة عربية، كما هو حال الإمارات والسعودية والمغرب ومصر وغيرها؛ لذلك لا غرابة أن تتناسق القرارات مع تحركات الكيان على أرض الواقع وأن تتم التضحية بالقضايا العربية والإسلامية وخاصة فلسطين بسبب تلك القرارات.
قرارات القمم خلال العدوان الإجرامي على غزة كان أقواها-التنسيق لإجراء اتصالات وزيارات للعواصم لشرح الخطة العربية …وحشد الضغوط الدولية لفرض انسحاب إسرائيل من كافة الأراضي العربية بما فيها سوريا ولبنان وهي قرارات مكررة منذ اغتصاب فلسطين .
العرب يؤكدون دوما أن خيارهم الاستراتيجي هو تحقيق السلام العادل والشامل والأراضي العربية تسقط واحدة تلو أخرى وهم يعولون على الإجرام والداعمين له في أن يوقفوا عدوانهم وإجرامهم.
المقاومة أصبحت هي الخيار لتجاوز المستنقع الإجرامي، لكن الأنظمة تحولت أولوياتها إلى محاربتها، لإنها أن لم تقم بذلك فسيتم إسقاطها واستبدالها بغيرها وبعد أن كانت الأنظمة في فسحة ممارسة الشجب والتنديد للإجرام الصهيوني علنا ودعمه سرا، أصبحت اليوم سرها كعلانيتها في دعم الإجرام وأصبح الجميع في حظيرة التطبيع يساعدون الإجرام بكل احتياجاته ماديا ومعنويا وسياسيا .
اليمن ومحور المقاومة غيروا المعادلة في المواجهة وتحولت كلمات الشجب إلى صواريخ ومُسيّرات تصل إلى عقر الكيان المحتل، بعد أن وصل الاستهداف لليمن والأمة العربية والإسلامية إلى أقصى مدى.
لقد اتخذ اليمن ومحور المقاومة خطوات عملية بعيدا عن الظاهرة الصوتية وهي اللغة التي يفهمها الإجرام، مما جعله يتحرك ضد اليمن تارة بتحريك أساطيله وسفنه وتارة بقراراته الإجرامية وتارة بأدواته ووكلائه في المنطقة.
دخول اليمن في المواجهة المباشرة مع الحلف الصهيوني والصليبي، أدى إلى تحقيق الكثير من المكاسب لصالح الأمتين العربية والإسلامية والمقاومة، ويكفي أن نشير إلى بعضها في المجالات السياسية والعسكرية والاستراتيجية:
سياسيا: دخول اليمن في مواجهة مباشرة مع العدو الأساسي للأمتين العربية والإسلامية بعد أن كان يدير إجرامه من خلال وكلاء المنطقة حيث كان يكتفي بالدعم الاستخباراتي وتقديم الأسلحة خلال السنوات الماضية، وكان يكتفي بالتدخل في الأوقات التي يحقق الجيش اليمني التقدم، فيمنع الهزيمة ويعمل على إسنادهم في الحصار والتجويع والقصف البري والبحري والجوي؛ وذلك لمعرفته المسبقة أن اليمن هو السند والداعم الأساسي للأمتين العربية والإسلامية في القضايا المصيرية في فلسطين ولبنان والعراق وإيران والسودان، بما يمثله هذا الدعم من دلالات إيمانية وعربية وإسلامية؛ فاليمن أرض المدد- كما جاء في الحديث النبوي الشريف؛ وأبناء اليمن هم أنصار الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وهم جيشه الذي نشر الرسالة وواجه قوى الكفر والشرك والإجرام والطغيان.
عسكريا: شكلت مفاجأة غير متوقعة للعدو خاصة وقد أرسل جنرالاته وخبراءه لتدمير الجيش اليمني وتدمير أسلحته وأوكل بقية المهمة لتحالف الإجرام لكن اليمن خرج بعد الحرب الإجرامية عليه كطائر العنقاء من بين الرماد، حيث صار يمتلك قدرات عسكرية يستطيع بها الصمود والمواجهة، من صواريخ ومُسيرات؛ ورجال من المؤمنين الصادقين لا يخافون إلا الله، ويخزيهم يعلنون البراءة والتحدي للإجرام الصهيوني الصليبي ويحققون في المواجهة رضوان الله إيمانا بوعده والتزاما بالقرآن الكريم لمسيرة قرآنية تواجه من تطاول على رب العزة والجلال قال تعالى ((أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (13) قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ))التوبة 13_14 .
وكما أكد على ذلك الشهيد القائد -رحمه الله- أن المؤمن مملوء قلبه برهبة الله والخوف منه فلا يرهب سواه من الظلمة والمجرمين، وخير مثال على ذلك القائد الشهيد سماحة السيد حسن نصر الله الذي واجه الكيان المحتل على مدى أكثر من عشرين عاما مع علمه أنه يواجه قوة تمتلك الأسلحة والقنابل الذرية لكنه لم يخشاها، أما الزعماء العرب فمن تحدث بكلمتين ضدها حسبوه بطلا.
مضى الشهيد القائد حسين بدر الدين، ولحقه في موكب الشهادة الشهيد القائد حسن نصر الله ثابتا على مواقفه ومبادئه من اجل القدس وفلسطين معلنا رأيه “لو اعترف العالم كله بإسرائيل؛ لا سمح الله فإننا لن نعترف بها”؛ وفعلا اعترفت كثير من الدول العربية والإسلامية ولم يعترف حزب الله؛ بل إن بعض القادة العرب كافأوه على إجرامه بالتطبيع وبموجب قرارات القمم العربية والإسلامية لكنه لم يعترف بها.
وكما في المثل المعروف “اللي اختشوا ماتوا” شنعوا عليه في دعمه لسوريا ودعمه لفلسطين، لكنه قالها بصراحة “من تسمونهم بجماعات جهادية هي جماعات إرهابية تنشر القتل والدمار قتلت من السُنة أكثر مما قتلت من الشيعة؛ وقتلت من السنة أكثر مما قتلت من النصارى”؛ هي في حقيقة الأمر جماعات إرهابية ممولة من الأنظمة المتصهينة والمطبعة عملت على إسقاط النظام لصالح ضم سوريا لمعسكر التطبيع .
استراتيجيا: أسقط اليمن الدعاية الأمريكية قولا وفعلا، انه لا أحد يمكنه الوقوف أمام شرطي العالم الذي تجوب بوارجه وسفنه بحار العالم فتدمر كل من لا يستجيب للأوامر الأمريكية الإجرامية سواء بالتدخل المباشر أو غير المباشر، لكن اليمن واجه الأساطيل والبوارج في البحار؛ وأسقط التحالفات الأمريكية التي راهنت على لعبة التدخلات بواسطة وكلاء المنطقة؛ والتدخلات من خلال العملاء والخونة الذين أوكل إليهم تدمير اليمن في كل المجالات.
وفي المحصلة الاستراتيجية أسقط اليمن مؤامرة تدمير الجيش ولعبة التدخلات؛ وتدمير الاقتصاد؛ ونشر الفتنة والاحتراب الداخلي من خلال الأحزاب والجماعات والطوائف، وغير ذلك من المخططات الإجرامية، وانحاز لدعم مظلومية الأشقاء على أرض غزة وفلسطين، واجه السفن المتجهة لدعم الإجرام الصهيوني الصليبي، مما اضطر أمريكا لتشكيل تحالف ضد اليمن تحت ذريعة حماية الملاحة الدولية، أرسلت البوارج والسفن لكن اليمن لم يتراجع عن مواقفه البداية ولكن تصدع التحالف بعد أن علم العالم أن اليمن يقف في الموقف الصحيح حماية للإنسانية والشرعية الدولية ويواجه جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي يرتكبها الإجرام الصهيوني مدعوما من التحالف الصليبي ومن صهاينة العرب والغرب؛ وبفضل الله تمكنت المقاومة ومحور المقاومة من هزيمة وإسقاط أسطورة الجيش الذي لا يقهر وإسقاط أسطورة شرطي العالم .
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
التحرك العالمي لنصرة فلسطين ومناهضة الإجرام
الحكومات والأنظمة الداعمة للإجرام الصهيوني والتحالف الصهيوني الصليبي، قد تتغاضى عن المظاهرات المناهضة لسياساتها وقد تتعامل بشكل من التعاطف واللين؛ لكن فيما يخص مناهضة الإجرام الصهيوني، فإنها تحركت وفرضت أقسى العقوبات على كل من ينتقد الإجرام الصهيوني أو يشكك في سرديته التي يبرر بها جرائم الإبادة والتهجير القسري وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية .
كانت أمريكا في مقدمة الأنظمة التي اتخذت عقوبات صارمة ضد الرأي العام المعارض للإجرام ولا يقل موقفها الآخر في الحرب إلى جانب كيان الاحتلال عنه، بل انه يتفوق على دورها في الجسر الجوي الذي قدمته له في حرب العاشر من رمضان والذي حول النصر إلى هزيمة؛ ومثل ذلك دول العدوان الثلاثي على مصر بريطانيا وفرنسا وغيرها وأيضا الأنظمة المتصهينة العربية مثل الإمارات والسعودية ومصر والمغرب وتونس والبحرين والأردن وغيرها.
اتخذت كل أنواع العقوبات ضد المعارضين للإجرام الصهيوني وجرائم التطبيع معه والفارق الوحيد بينهم أن صهاينة الغرب يسمحون بالمظاهرات ضد أنظمتهم، لكن لا يسمحون إذا كانت ضد الإجرام الصهيوني، أما الأنظمة العربية فإنها لا تسمح بها مطلقا، لأنهما وجهان لعملة واحدة.
الإجرام الصهيوني الذي يدافعون عنه يعتبرونه حماية للأمن القومي لبلدانهم وقد أكد ذلك مجرم الحرب (نتن ياهو) في خطابه أمام الأمم المتحدة (نحن نقاتل من أجلكم ونقاتل أعداءنا وأعداءكم ونقوم بالمهمات القذرة نيابة عنكم؛ لا نرتكب جرائم الإبادة الجماعية ولا غيرها ولم يتعد من قتلناهم عدد من أبادهم حلف الناتو في غزوه لأفغانستان والعراق)، بمعنى يجب عليكم شكرنا ودعمنا لا إدانتنا والاعتراف بحق تقرير المصير لفلسطين والاعتراف بالدولة الفلسطينية .
حررت غزة الرأي العام العالمي من هيمنة الطاغوت والاستبداد والتزييف والتضليل، فخرجت ملايين الجماهير تهتف (الحرية لفلسطين)، وهو ما أدى إلى تغيير آراء معظم سياسيي الغرب بعضهم حفاظا على شعبية أحزابهم وبعضهم لكسب الأصوات المعارضة وبعضهم انطلاقا من مواقف إنسانية .
المصلحيون ذهبوا لانتقاد الإجرام الصهيوني من باب المزايدة والمكايدة السياسية والمحافظة على الأصوات الانتخابية، يدعمون الإجرام بكل ما يحتاجه لكنهم يقفون أمام الجماهير منتقدين ومنددين؛ والراغبون في كسب الأصوات الانتخابية أثبتوا آراءهم التي يؤمن بها المتظاهرون، ليكسبوا حيث أخفق الداعمون للإجرام؛ وأما الداعمون انطلاقا من دوافع الإنسانية، فقد ذرفت دموعهم وهم يناشدون الضمير العالمي بوقف جرائم الإبادة التي يرتكبها العدو الصهيوني بصورة يومية وبشكل علني ومباشر على الهواء.
التحرك العالمي الداعم للقضية الفلسطينية، زعزع الثوابت التي رسختها الأنظمة الداعمة للتحالف الصهيوني الصليبي وخلق دافعا إنسانيا تتحرك من أجله الجماهير وجعل معظم الأصوات الداعمة منبوذة وغير مقبولة، وحسب رأي عالم الاجتماع البريطاني “مارتن شو”: فإن الإبادة الجماعية التي تشهدها غزة اليوم لا ترتكبها فقط الدولة والجيش الإسرائيلي؛ بل إبادة جماعية ديمقراطية دولية وعلى عكس الابادات السابقة، إبادة غزة غيرت العالم ومازالت تغيره.
ما قاله شو، يصدق إلى حد ما على جرائم الإبادة، لكن هناك من العوامل الأخرى لا تقل أهمية عنها وهو انكشاف حقيقة الإجرام والاستعمار للتحالف الصهيوني الصليبي، سواء في سياساته الإجرامية في حق الشعوب العربية والإسلامية وفي سياساته الداخلية التي تسيطر عليها لوبيات الفساد والإجرام دون بقية المواطنين .
التحرك العالمي الإنساني لصالح مظلومية الشعب الفلسطيني، قدم نماذج رائعة من الرؤساء والسياسيين وغيرهم ودول وأنظمة رغم التباينات والتباعد المكاني، فرؤساء كولومبيا والبرازيل وفنزويلا وسلوفينيا وإيرلندا وإسبانيا وقبلهم جنوب افريقيا وغيرهم ساندوا فلسطين وغزة، مقارنة بمواقف رؤساء دول الطوق العربي الأردن ومصر والسعودية والإمارات والمغرب والبحرين وغيرها، الذين بحت أصواتهم لإدانة المقاومة ودعم الإجرام الصهيوني من أجل إبادة أهل غزة وفلسطين والمطالبة بنزع سلاح المقاومة والقضاء عليها سرا وعلانية، لأنهم يعتبرونهم أعداء .
تحالف الإجرام العالمي، يرى كل تلك الجرائم التي ترتكب ضد الأطفال والنساء والأبرياء، وعلى رأسه مجرم الحرب نتن ياهو وترامب أنها بطولات تستوجب النياشين والرتب والمكافآت ويطلقون على المجرمين جيش الرب، لكن التحالف الإنساني وكل الأمم والحضارات، بما فيها الأمم المتحدة ومنظماتها وهيئاتها، تؤكد أنهم قطيع، من المجرمين من اعلى سلطة فيهم إلى ادناها، ومثل ذلك الداعمين والمؤيدين لهم.
يتحججون بنصوص التوراة المحرفة لارتكاب أبشع الجرائم ضد الأطفال والنساء والأبرياء والعزل؛ لأن كل الأديان والقوانين والأعراف القديمة والحديثة، لا تسمح بذلك، حتى من يدعون أنهم تعرضوا لاضطهادهم، لم يفعلوا ما يرتكبونه اليوم من إجرام على أرض فلسطين.
التحالف الإنساني العالمي ينطق من ضمائر الأحرار رجال ونساء من جميع أقطار العالم ..وجدناه في بكاء وزيرة خارجيه ايسلندا وهي تتحدث عن معاناة أطفال غزة وما يتعرضون له من إجرام على أيدي شذاذ الآفاق؛ وفي استعداد رئيس كولومبيا لتشكيل جيش لتحرير فلسطين؛ وفي بيان عضو مجلس النواب الإيطالي ريكاردو ريكاردي، الذي فند دعايات التحالف الإجرامي من صهاينة العرب والغرب أن السابع من أكتوبر هو البداية والنهاية، فالشعب الفلسطيني له أكثر من سبعين عاما يتعرض لأبشع الجرائم من الاحتلال الصهيوني ومن المتحالفين معه؛ وفي مواقف دول مثل إسبانيا وتصريح رئيس وزرائها الذي صرح بقوله “ما تفعله إسرائيل ليس دفاعا عن النفس بل إبادة جماعية وسعيا للقضاء على شعب أعزل”.
التحالف الإجرامي العالمي، يبرر حصار وقتل وإبادة أكثر من مليوني إنسان لأنه يعدهم إرهابيين ويرسل كل أنواع الأسلحة المحرمة عليهم لإفنائهم؛ قتل منهم نحو 70 ألفا غالبيتهم من الأطفال والنساء .
تحالف الإنسانية العالمي، قدم الدعم لمظلومية الشعب الفلسطيني رغم التهديدات وكل أساليب الترهيب والترغيب الذي أخضع الأنظمة العربية والإسلامية، لكن لم يستطع مواجهة محور المقاومة (اليمن وإيران ولبنان والعراق)، حيث وصفوهم بمحور الشر (نتن ياهو وترامب وحلفاؤهما) ومضاف اليهم بلير الذي صرح قائلا: إن معركتنا ليست مع الإسلام بل مع الإسلام الراديكالي الذي يمثله المتطرفون من السنة والشيعة؛ مع أن العالم يعرفه بأنه كاذب ومجرم حرب، تعاون مع أمريكا في غزو العراق وأفغانستان وتدميرهما وقتل وإبادة الملايين من الأبرياء تحت مزاعم كاذبة.
التحرك العالمي الإنساني استفزه الإجرام، فخرجت المظاهرات تجوب شوارع المدن شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، نادى فيها المتظاهرون بالحرية لفلسطين؛ وقاوموا العقوبات والقمع والحصار وكل الإجراءات البوليسية في مواجهة الأنظمة واللوبيات المتحكمة، لم يخرجوا بدوافع المصلحة ولا المنفعة أو الترغيب أو الترهيب، يقابله التحالف الإجرامي الذي يتحرك بالمال الحرام ويسفك دماء الأبرياء ويرسل المؤن والأسلحة والطائرات للمجرمين، في مقابل أسطول الصمود الذي حمل المواد الإغاثية والإنسانية وهو يعرف أنه سيواجه أعتى المجرمين وأشدهم سفالة وانحطاطا في تاريخ البشرية كلها.
الأنظمة المتصهينة تدعم الإجرام وربطت مصيرها ومستقبلها به، بل انه من أوجدهم ومكنهم من السلطة والحكم، ماتت ضمائرهم وانقلبت موازين الحق والباطل، فأصبحوا ينظرون إلى المعروف منكرا والى المنكر معروفا والقتل والإبادة بطولة وشجاعة في مواجهة الأطفال والنساء .
التحرك العالمي الإنساني يواصل تحركه ويكسب كل يوم المزيد من المؤيدين ومن ذهبت الغشاوة التي كانت تغطي عيونهم بسبب التزييف للوعي من لوبيات الفساد والإجرام، فقد تراجع كثير ممن كانوا يدعمون الإجرام الصهيوني وغيروا مواقفهم لصالح التحرك الإنساني بفضل تلك الدماء الزكية التي سالت على تراب فلسطين.