شيخ الأزهر: الإيمان باسم الرقيب يدفع المسلم إلى التزام التقوى واجتناب الفواحش
تاريخ النشر: 17th, March 2025 GMT
أكَّد فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، خلال حديثه اليوم بالحلقة السابعة عشر من برنامج «الإمام الطيب»، أن اسم الله تعالى "الرقيب" من الأسماء الحسنى الثابتة في القرآن الكريم والسنة النبوية.
واستشهد شيخ الأزهر، بقوله تعالى: (وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا) في سورة الأحزاب، وقوله سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) في سورة النساء، بالإضافة إلى حديث أبي هريرة رضي الله عنه الذي ضمّن الأسماء التسعة والتسعين المُجمع عليها بين المسلمين، موضحا أن هذا الاسم يُعدُّ دليلاً على سعة علم الله تعالى المُحيط بكل شيء، ورقابته الدائمة على خلقه.
وفي إجابة عن سؤال حول الميزان الصرفي لاسم "الرقيب"، أوضح شيخ الأزهر أن صيغة "فعيل" في اللغة العربية قد تأتي بمعنى "فاعل"، مثل "عليم" (عالم) و"سميع" (سامع)، لكنَّ اسم "الرقيب" خرج عن هذا السياق اللغوي لثبوته شرعاً، قائلا: "لو قِسنا على القاعدة اللغوية لكانت الصيغة «راقب»، لكن النصوص الشرعية جاءت بـ«رقيب»، فتمسكنا بها وغضينا الطرف عن القياس"، مبيناً أن الاسم تفرَّد بمعنى المراقبة الإلهية الشاملة التي لا تشبه رقابة البشر.
وأشار الإمام الطيب، إلى أن اسم "الرقيب" يجمع بين صفتي العلم المطلق والحفظ الرباني، موضحاً أن الله تعالى يعلم الأشياء في حال وجودها وعدمها، ولا يشغله شأن عن شأن، مستشهداً بقوله تعالى: (وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ) وقوله: (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)، مؤكداً أن العلم الإلهي لا حدود له، وأنه يُمثِّل ركيزةً لإيمان المسلم بأن الله مُطَّلع على كل صغيرة وكبيرة.
واختتم شيخ الأزهر حديثه بتوصية للمسلمين بالاستفادة من هذا الاسم الكريم في حياتهم العملية، داعياً إلى مراقبة الله في السر والعلن، ومحاسبة النفس التي تُعدُّ "أعدى الأعداء".
وقال: "الإنسان الذي يستشعر معنى الرقيب الإلهي لا يُقدم على ما يُغضب الله"، مُحذراً من وساوس الشيطان والنفس الأمارة بالسوء، مؤكداً أن الإيمان باسم "الرقيب" يدفع المسلم إلى التزام التقوى واجتناب الفواحش، تحقيقاً لقوله تعالى: (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ).
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: شيخ الأزهر الإمام الأكبر الرقيب القرآن السنة أسماء الله الحسنى مجلس حكماء المسلمين المزيد شیخ الأزهر
إقرأ أيضاً:
خريجي الأزهر تواصل فعاليات اليوم الثاني للبرنامج الثقافي بالمحلة
أقامت المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف فرع الغربية، برئاسة الدكتور سيف رجب قزامل رئيس فرع المنظمة بالغربية والعميد الأسبق لكلية الشريعة والقانون، فعاليات البرنامج الثقافي الاجتماعي بالتعاون مع الجمعية الشرعية برئاسة الدكتور حاتم عبد الرحمن رئيس الجمعية الشرعية بالمحلة والأستاذ بجامعة الملك عبد العزيز بالسعودية، بإشراف الدكتور محمود عثمان المشرف العام على البرنامج عضو مجمع البحوث الإسلامية، و الدكتور يسري خضر وكيل كلية أصول الدين والدعوة بطنطا والمدير التنفيذي للبرنامج بحضور الشيخ حسين طلحة مسئول العلاقات بفرع المنظمة، إيهاب زغلول المنسق الإعلامي للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر بالغربية.
وحاضر في ندوة اليوم، الدكتور أمين بدران أستاذ البلاغة والأدب بجامعة الأزهر حيث تناول أقسام الكلمة وأشار إلي أهمية علم النحو لفهم اللغة العربية بما في ذلك القرآن والسنه كما يساعد في فهم المعاني المختلفة التي قد تحملها الكلمات في سياقات مختلفة، مما يساهم في الفهم الدقيق للمقاصد.مشيرا إلي أهمية تعزيز الاهتمام باللغة والعربية وتنميتها وعدم اهدارها في لكنات غربية تهدم أصولها وتذوقها وتداولها بين الناس، وله أهمية كبيرة في فهم النصوص الشرعية، وحماية اللسان، وفهم المعاني المختلفة، والحفاظ على اللغة، تجنب الأخطاء اللغوية في الكلام، سواء في التحدث أو الكتابة. وقام ابو الأسود الدؤلي بوضع هذا العلم العظيم.
وأكد أن الكلمة في اللغة العربية هي لفظ يدل على معنى مفرد، وتنقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسية: الاسم والفعل والحرف واصطلاحا اللفظ المفرد الذي يدل على معنى في ذاته، سواء كان هذا المعنى اسمًا أو فعلًا أو حرفا، الاسم هو كل كلمة تدل على إنسان أو حيوان أو جماد أو بلاد مثل طالب، أسد، فلسطين، قلم، والفعل هو كل كلمة تدل على حدث أو موقف يحدث في زمن معين من الأزمنة الثلاثة (ماضي، مضارع، أمر)، مثل كتب، يكتب، اكتب، والحرف: هو ما لا يظهر معناه إلا بوجوده مع غيره من الأسماء والأفعال