ترحيل طبيبة لبنانية من أمريكا رغم حيازتها لتأشيرة والسبب: حضورها جنازة نصر الله
تاريخ النشر: 18th, March 2025 GMT
جدل واسع أثاره ترحيل الطبيبة اللبنانية رشا علوية من الولايات المتحدة، رغم امتلاكها تأشيرة سارية، بعد أن قالت وزارة الأمن الداخلي إنها تدعم زعيم حزب الله. ولاقى القرار انتقادات حادة من المجتمع الطبي، حيث اعتُبرت خسارتها ضربة للنظام الصحي في رود آيلاند والمناطق المجاورة.
أعلنتوزارة الأمن الداخلي الأمريكية، يوم الإثنين، أن طبيبة لبنانية تم ترحيلها إلى بيروت رغم امتلاكها تأشيرة دخول صالحة إلى الولايات المتحدة، وأنها قد أقرت علنًا بحضور جنازة زعيم حزب الله حسن نصرالله، فضلاً عن إبداء دعمها له.
وجاء الإعلان عبر بيان رسمي نشرته الوزارة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث قدّم تفسيرًا محتملاً لقرار الترحيل المثير للجدل بحق الطبيبة رشا علوية، البالغة من العمر 34 عامًا. ووفقًا للبيان، فإن القرار اتُّخذ رغم أمر قضائي فدرالي كان يمنع ترحيلها حتى عقد جلسة استماع.
وأكد محامو الحكومة أن مسؤولي الأمن لم يتلقوا الإخطار القضائي في الوقت المناسب، مما أدى إلى تنفيذ عملية الترحيل قبل صدور القرار الرسمي بوقفها، ما أثار قلقًا واسعًا في الأوساط الطبية والقانونية.
صدمة في المجتمع الطبي بعد ترحيل علويةوقد أثار ترحيل الدكتورة علوية ردود فعل قوية داخل المجتمع الطبي الأمريكي، خاصة في ولاية رود آيلاند، حيث كانت تعمل كطبيبةمتخصصة في زراعة الكلى وتقدم خدماتها في ولايات أخرى مثل ماساتشوستس وكونيتيكت.
وعلّقت زميلة علوية الدكتورة سوزي هو، قائلة إن علوية "واحدة من بين ثلاثة أطباء متخصصين في زراعة الكلى في ولاية رود آيلاند بأكملها، والتي تخدم أيضًا أجزاء من ماساتشوستس وكونيتيكت. وغيابها يشكل ضررًا بالغًا لبرنامجنا، وهو برنامج بالغ الأهمية في توفير الرعاية لمرضى زراعة الكلى."
من جانبه، أعرب الدكتور دوغلاس شيمين، الذي قام بتوظيف العلوية، عن أسفه العميق لترحيلها، مشيرًا إلى أن خسارتها تمثل ضربة كبيرة للمرضى والنظام الطبي في المنطقة.
Relatedالولايات المتحدة تبدأ أول رحلة ترحيل للمهاجرين إلى قاعدة غوانتاناموالهجرة في قلب حملة الانتخابات الألمانية: لماذا تَعِد الأحزاب بزيادة عمليات ترحيل الأجانب؟أمريكا تتجه لإلغاء إقامة 240 ألف أوكراني.. هل اقترب الترحيل الجماعي؟وأضاف "إنها طبيبة استثنائية بكل المقاييس، ومعلمة متميزة، وطبيبة سريرية بارعة. غيابُها سيمثل خسارة كبيرة للمرضى الذين نعالجهم في ولايتنا، سواء كانوا يعانون من مرض الكلى المزمن أو خضعوا لزراعة الكلى. كما سيكون غيابها خسارة للمقيمين والمتدربين الذين نقوم بتأهيلهم -من طلاب الطب إلى الأطباء المقيمين والزملاء- لأنها تملك معرفة متخصصة وفريدة لا يمتلكها الجميع. غيابها مؤسف للغاية."
جدل قانوني وسياسي حول القرارويثير ترحيل علوية تساؤلات قانونية وسياسية، خاصة أن القرار جاء رغم وجود أمر قضائي بمنع ترحيلها حتى استكمال الإجراءات القانونية. كما أن توقيت الترحيل، وسط التوترات المتزايدة بشأن سياسات الهجرة والأمن القومي، يضيف أبعادًا جديدة للنقاش حول مدى عدالة هذه الإجراءات ومدى التزام السلطات بتنفيذ الأحكام القضائية.
ومع استمرار التفاعل حول القضية، يسعى المراقبون لمعرفة ما إذا كانت هناك محاولات قانونية لإعادة علوية إلى الولايات المتحدة، أم أن قرار ترحيلها سيبقى نهائيًا، ليترك وراءه تداعيات إنسانية ومهنية في المجتمع الطبي الأمريكي.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية مزاد التعريفات الجمركية.. ترامب يهدد الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم بنسبة 200% على المشروبات الكحولية تصعيد جديد... ترامب يهدد كندا ويزيد الرسوم على الصلب والألومنيوم لأجل فلسطين.. متظاهر يتسلق برج البرلمان في لندن واستهداف ملعب ترامب للغولف في اسكلندا ترحيل - طرددونالد ترامبحزب اللهعلوم طبيةلبنانالمصدر: euronews
كلمات دلالية: سوريا إسرائيل غزة حزب الله أبحاث طبية حركة حماس سوريا إسرائيل غزة حزب الله أبحاث طبية حركة حماس ترحيل طرد دونالد ترامب حزب الله علوم طبية لبنان سوريا إسرائيل غزة حزب الله أبحاث طبية حركة حماس ضحايا الصحة إيران الأمم المتحدة الاتحاد الأوروبي دونالد ترامب المجتمع الطبی یعرض الآنNext
إقرأ أيضاً:
انتصار روسيا واستسلام أمريكا في أوكرانيا
لم ينته الجدال بعد حول “خطة دونالد ترامب” الجديدة لإيقاف حرب أوكرانيا، التي وصفت نسختها الأصلية ـ المكونة من 28 بندا ـ بأنها “قائمة أمنيات روسية “، وأن رجال “الكرملين” وراء صياغة نقاطها من الألف إلى الياء، ووصفتها موسكو بأنها تصلح أساسا لمناقشات تحقيق السلام، فيما كان غضب ورعب الرئيس الأوكراني “فلوديمير زيلينسكي” ظاهرا معلنا، وتعرض لتهديدات معلنة من الرئيس الأمريكي، الذى أعطى أوكرانيا مهلة أيام قصيرة لقبول عرضه، ثم عاد فخفف لهجته قليلا، ووافق على عقد اجتماعات ومناقشات حول الخطة في “جنيف” مع أوكرانيا والأوروبيين، نزلت ـ فيما هو معلن ـ بنقاط الخطة إلى 19 بندا، تجاوب معها “زيلينسكي”، وخففت قطعية النصوص الحاسمة حول رفض انضمام أوكرانيا في المستقبل إلى حلف شمال الأطلنطي “الناتو”، وجعلتها أكثر مرونة وقابلية للالتفاف عليها، كما أعادت صياغة نصوص خفض عديد الجيش الأوكراني، ووجود قوات غربية على ما يتبقى من أراضي أوكرانيا بعد نهاية الحرب، وشددت على الضمانات الأمنية الغربية المتاحة لأوكرانيا، واجتذاب واشنطن للمشاركة النشطة فيها، وجعلها في مقام المادة الخامسة من ميثاق “الناتو”، وإلزام الأعضاء بالانخراط المباشر في الدفاع عن “أوكرانيا” إذا هاجمتها روسيا مجددا، في حين تبقت المسألة الأخطر بلا وضوح، وهي تلك المتعلقة بالتنازل الرسمي النهائي قانونا عن أراضي أوكرانيا التي سيطرت روسيا عليها، وفتحت الباب لإمكانية مطالبة أوكرانيا باستعادة أراضيها بالوسائل الدبلوماسية لا العسكرية، وتركت هذه النقطة الحساسة لمباحثات تجرى في البيت الأبيض بين “زيلينسكي” وترامب شخصيا، قد تعيد التذكير باجتماع التأنيب والإهانة الشهير الذي تعرض له الرئيس الأوكراني في نهايات فبراير 2025 .
ورغم أن روسيا لم تعلق رسميا بعد على تعديلات “خطة ترامب” الجديدة، إلا أن التعليقات العابرة التي صدرت عن مسئولين روس، خصوصا تلك المنسوبة لوزير الخارجية “سيرجى لافروف”، تكشف عن رفض ظاهر للتعديلات الأوروبية والأوكرانية على الخطة الأمريكية المواتية لروسيا، فقد شدد “لافروف” على أولوية الاتفاق الذي جرى بين الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” مع الرئيس الأمريكي في قمة “ألاسكا” في 12 أغسطس 2025، التي أنهت كل كلام عن البدء بوقف إطلاق النار وتجميد خطوط القتال، وركزت على صياغة اتفاق سلام نهائي قبل بحث وقف إطلاق النار، ورغم التقلبات المعتادة في تصريحات “ترامب”، وإعلاناته المتكررة عن إحباطه من تلاعب الرئيس الروسي به، وتراجعه عن تدابير عقد قمة جديدة مع “بوتين”، كانت مقترحة في العاصمة المجرية “بودابست” خلال أكتوبر 2025، في حين بدت التحركات الروسية مدروسة بعناية، فبعد ما سرى من أحاديث عن إلغاء أو تأجيل القمة الموعودة، كان ما تيسر من تصريحات «يورى أوشاكوف» مساعد الرئيس الروسي، يكشف أن تواصل موسكو وواشنطن لم ينقطع، ثم كان ما كان من ظهور المسئول الاستثماري الروسي «كيريل ديمترييف» في واشنطن، ولقاءاته المتواترة الغامضة مع المساعدين المقربين شخصيا من «ترامب»، ومع «ستيف ويتكوف» و»جاريد كوشنير» بالذات، وما تبين فيما بعد من مناقشة ورقة روسية غير رسمية حملها «ديمترييف»، بدت كأساس لما أعلن أخيرا من «خطة ترامب» ذات الثمانية والعشرين نقطة، التي سلمت لروسيا بأغلب مطالبها أو كلها تقريبا، وبما فيها رفع العقوبات الغربية عنها، وتضمنت ما يسميه «ترامب» تبادلا للأراضي، وهو تعبير مخادع لفظيا، فالأراضي التي يجرى تبادلها كلها أوكرانية، ولا تعني سوى التسليم لروسيا بكل الأراضي التي سيطرت عليها، من شبه «جزيرة القرم» إلى مقاطعتي الدونباس (لوجانسك ودونيتسك)، مع سحب القوات الأوكرانية من مدن تبقت بيدها غرب «دونيتسك»، ودونما إشارة إلى ما سيطرت عليه روسيا في مقاطعتي «زابوريجيا» و»خيرسون» شرق نهر «دنيبرو»، وهو ما قد يعني تجميد خطوط القتال الحالية .
وما جرى ويجري بعد تسريب الخطة الأمريكية الجديدة والتعديلات عليها، يظهر الفارق الشاسع بين دبلوماسية موسكو الاحترافية، وبين دبلوماسية «ترامب» البهلوانية، فالرئيس الأمريكي الحالي لا يقيم حسابا ولا وزنا لمؤسسات دولته الكبرى، ولا يبدو على وفاق تام مع وزير خارجيته ومستشاره للأمن القومي «ماركو روبيو»، وقد كان الأخير من صقور مواجهة روسيا، وكان منافسا سابقا ضد «ترامب» في الانتخابات التمهيدية داخل الحزب الجمهوري، وحوله «ترامب» إلى رجل لا يعلم شيئا عن طبيعة العلاقات مع موسكو و»بوتين»، وقد تعرض «روبيو» إلى حرج مهين، بعد أن نقل عنه عدم ارتياح لما يفعله «ترامب» مع الروس في اجتماع مع قادة في الكونجرس، واضطر «روبيو» إلى تكذيب ما نقل عنه حفظا لماء وجهه، بعد أن التف عليه «ترامب» وقفز على دوره، ولجأ إلى الاعتماد على أصفيائه من المقاولين والأصهار من طراز «ويتكوف»و»كوشنير»، ثم تخطى
«ترامب» دور وزير دفاعه أو وزير حربه «بيت هيجسيت»، ولجأ إلى «دانيال دريسكول» سكرتير الجيش الأمريكي، وأرسله للضغط على الرئيس الأوكراني لإقناعه بقبول الخطة، وإلى لقاء عسكريين روس في «أبو ظبى»، وربما يطيح «ترامب» بوزير البنتاجون ووزير الخارجية قريبا، تماما كما فعل بنظرائهم زمن رئاسته الأولى، ويبدو «ترامب» عازما على التوصل لاتفاق يرضي «بوتين»، ولأسباب كثيرة لا يزال بعضها ملتبسا، فيما لا يمانع «بوتين» في ترك الفرصة للرئيس الأمريكي، ولكن من دون تقديم أي تنازل عن أهدافه ومطامحه في حرب أوكرانيا، وهى لم تتغير أبدا منذ قرار شن العملية العسكرية الخاصة في 24 فبراير 2022، وقرار البرلمان الروسي «الدوما» بضم المقاطعات الأوكرانية الأربع (لوجانسك ودونيتسك وزابوريجيا وخيرسون) إلى السيادة الروسية أواخر سبتمبر 2022، استنادا لما تسميه الدبلوماسية الروسية بحق تقرير المصير للناطقين باللغة الروسية في أوكرانيا، واستعادة أراضي روسيا المقتطعة منها بقرارات صدرت في العهد السوفيتي، وإسقاط الاعتراف الروسي السابق بحدود أوكرانيا في «مذكرة بودابست» عام 1994، ووضع حد لزحف حلف «الناتو» إلى حدود روسيا، ومنع «جورجيا» وبعدها أوكرانيا من الانضمام لعضوية «الناتو»، حتى لو تطلب الأمر شن عمليات عسكرية محددة الأهداف، كما جرى في «جورجيا» عام 2008، وكما جرى ويجرى في «أوكرانيا» عامي 2014 و 2022 .
وبعد نحو أربع سنوات من الحرب في أوكرانيا، التي واجهت فيها روسيا حلفا غربيا عالميا من 54 دولة، وتعرضت القوات الروسية أحيانا لانتكاسات مفاجئة، لكن الرئيس الروسي أدار مراحل الحرب بكفاءة وذكاء، واستفاد كثيرا من تراث الحروب الروسية الوجودية الكبرى، وفيها كان الروس ينهزمون وينهزمون ثم ينتصرون في النهاية، وهذا بالضبط ما فعله «بوتين» في حرب أوكرانيا، التي لم يضطر فيها إلى إعلان تعبئة عسكرية شاملة ولا حالة طوارئ عامة، واستطاعت القيادة الروسية امتصاص أثر 24 ألف عقوبة غربية فرضت على اقتصادها متوسط الحجم دوليا، ونسج «بوتين» شبكة تحالفات جديدة إلى شرق العالم وجنوبه، وكون «حلف الشرق الجديد» استنادا إلى جدار قوة الصين العظمى، وتقدمت قواته إلى أهدافها العسكرية بصبر وإصرار و»مفارم لحم» دموية مرعبة، وتحولت بالتقدم العسكري الروسي إلى حافة انتصار مطلق، بدت معه خطة «ترامب» الأخيرة كأنها وثيقة تسليم نهائي بالانتصار الروسي، وقد لا يتوقع أحد عاقل، أن تقبل «موسكو» بأي تعديلات تخل بمعنى الانتصار الروسي العسكري، وهذا ما يدركه «ترامب»، الذى يحرص على استرضاء «بوتين»، بينما لا تبدو موسكو في عجلة من أمرها، وقد أعدت لاستمرار الحرب إلى سنوات مقبلات، ونجحت في استنزاف أمريكا والغرب الأوروبي مالا وسلاحا على الأراضي الأوكرانية، وفى تفكيك عرى حلف واشنطن مع الحلفاء الأوروبيين المرهقين المنهكين، ولن تقبل موسكو أبدا بأي وجود لقوات «الناتو» على أراضي أوكرانيا بعد الحرب، فما من تفاوض جدى لا يستند إلى موازين السلاح على الأراضي أو يتخطاها .
وبالجملة، فقد انتصرت روسيا عسكريا بيقين، وتبدو قادرة على أن تكسب بالحرب ما تريده بالسياسة، وهو ما يفسر معادلة موسكو الدقيقة السارية اليوم، فالرئيس الروسي لا يريد أن يفوت ما قد تصح تسميته «فرصة ترامب»، ولكن من دون التنازل عن أهدافه وتصوراته القومية الروسية، ولا يضره أن يوقف الحرب قريبا، إذا تحققت لروسيا كافة أهدافها المنظورة، كما لا يضيره أن يتواصل القتال لشهور إضافية، وقد تقدمت قواته خارج المقاطعات الأربع وشبه جزيرة القرم إلى مقاطعات «خاركيف» و»سومى» و»دنيبرو بيتروفسك»، إضافة للقصف اليومي العنيف على «كييف» ومدن غرب أوكرانيا ومنشآت الطاقة وخطوط إمدادات الأسلحة الغربية، وما من خيار آخر عند موسكو، إلا أن يرفع الغرب في أوكرانيا راية الاستسلام المعجل أو المؤجل .
كاتب مصري