في ظل تصاعد التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، أظهرت البيانات الاقتصادية الأخيرة بوادر تحسن في الاقتصاد الصيني، مدعومة بجهود حكومية لتعزيز الإنفاق المحلي ومواجهة التحديات المستمرة.

وبحسب وكالة أسوشيتد برس فإن هذه التطورات تأتي في وقت فرضت فيه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسومًا جمركية بنسبة 20% على المنتجات الصينية، مما زاد الضغوط على الاقتصاد الصيني الذي يعتمد بشكل كبير على الصادرات.

تحركات حكومية لإنعاش الاستهلاك

وكشف مجلس الدولة الصيني عن "خطة عمل خاصة" تهدف إلى تعزيز الاستهلاك المحلي، حيث تشمل الإجراءات زيادة دخل المواطنين وإنشاء برنامج لدعم رعاية الأطفال.

وتأتي هذه الخطوة -وفقا لرويترز- في ظل انخفاض مستويات الطلب الاستهلاكي خلال السنوات الأخيرة بسبب تأثيرات جائحة كوفيد-19 والأزمة العقارية المستمرة، مما أدى إلى ضعف ثقة المستهلكين وتباطؤ التضخم.

كشف مجلس الدولة الصيني عن "خطة عمل خاصة" تهدف إلى تعزيز الاستهلاك المحلي (الفرنسية)

ووفقًا لتقرير صادر عن مجلس الدولة، تم توجيه الخطة إلى جميع المناطق والجهات الحكومية "لتعزيز الاستهلاك بقوة وتوسيع نطاق الطلب المحلي في جميع الاتجاهات، وتحسين القدرة الشرائية من خلال زيادة الدخل وتخفيف الأعباء". كما أعلن لي شونلين، نائب رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، أن الحكومة خصصت 81 مليار يوان (11.2 مليار دولار) للحكومات المحلية في يناير/كانون الثاني كجزء من برنامج خصومات يهدف إلى تحفيز مبيعات السيارات والأجهزة المنزلية حسب ما ذكرته أسوشيتد برس.

إعلان تحسن في المؤشرات الاقتصادية

وأظهرت بيانات مكتب الإحصاء الوطني الصيني أن مبيعات التجزئة في الصين ارتفعت بنسبة 4% خلال شهري يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط مقارنة بالعام الماضي، بينما سجل الإنتاج الصناعي نموًا بنسبة 5.9%.

ورغم هذا التحسن، لا تزال سوق العقارات تمثل تحديًا رئيسيًا، حيث انخفض الاستثمار العقاري بنسبة 9.8% خلال أول شهرين من العام، مما أدى إلى تراجع ثقة المستهلكين وفق أسوشيتد برس.

وأكد متحدث باسم مكتب الإحصاء أن "الاقتصاد يسير في الاتجاه الصحيح، لكنه لا يزال يواجه تحديات كبيرة داخليًا وخارجيًا"، مشيرًا إلى أن استمرار الأزمة العقارية والتوترات التجارية مع الولايات المتحدة يزيدان من الضغوط الاقتصادية.

ورغم التحديات الاقتصادية التي تواجه الصين، إلا أن هناك مؤشرات إيجابية على تعافي اقتصادها مدعومًا بسياسات تحفيزية حكومية، شملت تقديم دعم مالي وإجراءات لزيادة الدخل وتعزيز الإنفاق. ومع ذلك، فإن التوترات الجيوسياسية المستمرة، سواء بين الصين والولايات المتحدة أو بين روسيا وأوكرانيا، تستمر في إلقاء ظلالها على الاقتصاد العالمي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان

إقرأ أيضاً:

المقرحي: ارتفاع أسعار الذهب في ليبيا يعكس هشاشة الاقتصاد المحلي

ليبيا – المقرحي: أسعار الذهب تعكس هشاشة الاقتصاد المحلي وقفزاتها تغذّيها عوامل متعددة

ليبيا – أكد المحلل الاقتصادي عادل المقرحي أن أسعار الذهب في السوق الليبية تعكس بشكل مباشر حالة الاقتصاد المحلي، خاصة في ظل المتغيرات الاقتصادية والمالية التي تشهدها البلاد.

تضخم وفوضى وضرائب تؤدي إلى ارتفاع الأسعار
أوضح المقرحي، في تصريحات خاصة لموقع “العربي الجديد” القطري، أن ارتفاع معدلات التضخم، وتراجع قيمة الدينار الليبي، وفرض ضرائب على بيع الدولار، بالإضافة إلى الفوضى الأمنية المستمرة، كلها عوامل تسهم في تغذية قفزات أسعار الذهب داخل السوق.

مقالات مشابهة

  • تصعيد خطير بين إيران وإسرائيل.. والضربات تهز الاقتصاد العالمي.. بالأرقام
  • خسائر الكيان الصهيوني الاقتصادية منذ 7 أكتوبر
  • مبيعات التجزئة في الصين تتجاوز التوقعات رغم التوترات التجارية
  • حرب إيران تشعل أسعار الذهب والنفط.. كيف أثرت التوترات الإقليمية على الاقتصاد؟
  • نمو مبيعات التجزئة في الصين
  • مبيعات التجزئة في الصين تنمو بأكثر من المتوقع في مايو
  • ارتفاع أسعار الغاز الأوروبية مع تصاعد الصراع في الشرق الأوسط
  • النفط يشهد تقلبات حادة مع تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران
  • مدبولي: القطاع الخاص يخلق وظائف بنسبة 80% ويقود 70% من الناتج المحلي
  • المقرحي: ارتفاع أسعار الذهب في ليبيا يعكس هشاشة الاقتصاد المحلي