تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

وسط أزمات متفاقمة، يجتمع قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل لمناقشة مستقبل الدفاع الأوروبي، وتعزيز القدرة التنافسية، ومواجهة تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، إلى جانب التعامل مع نهج واشنطن الجديد في مفاوضاتها مع موسكو.
يجتمع قادة الاتحاد الأوروبي الـ27 في بروكسل، الخميس، في قمة زاخرة بالقضايا الاستراتيجية، يتصدرها الصراع في أوكرانيا، وتأثير المفاوضات التي بدأها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول هدنة مؤقتة، إضافة إلى مشروع تحويل التكتل إلى قوة عسكرية عالمية، من خلال زيادة الإنفاق الدفاعي وإعادة تسليح أوروبا.


ووفقًا لما أوردته مجلة "بوليتيكو"، تركز القمة، الممتدة ليومين، على عدة ملفات رئيسية، تشمل:

تعزيز الدعم العسكري لأوكرانيا لمواصلة المواجهة مع روسيا.إصلاحات في ميزانية الاتحاد الأوروبي بعد أزمات اقتصادية متعاقبة.مناقشة استراتيجيات الحد من الهجرة غير النظامية.إدارة العلاقات مع الولايات المتحدة في ظل سياسات ترامب التجارية والعسكرية المتغيرة.مراجعة مسار انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي ومستقبل دول البلقان في التكتل.أوكرانيا 

محور القمة.. دعم أوروبي بلا شروط
تأتي القمة في وقت تتزايد فيه الضغوط على الاتحاد الأوروبي لاتخاذ موقف موحد بشأن دعم أوكرانيا، خصوصًا بعد الطرح الأمريكي لهدنة مؤقتة لمدة 30 يومًا، تهدف إلى حماية منشآت الطاقة الأوكرانية والملاحة في البحر الأسود.
في هذا السياق، أعرب المستشار الألماني أولاف شولتز عن رفضه لأي وقف لإطلاق النار لا يضمن تفوق كييف، قائلًا:"يجب أن نواصل دعمنا العسكري لأوكرانيا بموقف واضح، لأن أي سلام يجب أن يكون عادلاً، ويضمن استقلال كييف وسيادتها".
من جهته، أكد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أن على الاتحاد الأوروبي التركيز على تعزيز تكنولوجيا الدفاع بدلاً من مجرد زيادة مخزونات الأسلحة، مشددًا على أهمية تحديث القدرات الأوروبية لمواجهة التحديات المستقبلية.
أما رئيس وزراء السويد، أولف كريسترسون، فقد أبدى تفاؤلًا حذرًا بشأن المحادثات بين واشنطن وموسكو، لكنه أشار إلى أن الموقف الروسي لا يزال غير واضح، حيث قال:
"أوكرانيا والولايات المتحدة مستعدتان للتفاوض، لكن لا أحد يعلم ما تريده روسيا الآن. الكرة في ملعب موسكو".
هل تسبق أوكرانيا دول البلقان إلى عضوية الاتحاد الأوروبي؟
من بين القضايا الخلافية المطروحة خلال القمة، إمكانية انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي قبل دول البلقان، مثل صربيا والجبل الأسود، وهو ما أثار نقاشًا واسعًا بين القادة الأوروبيين.
أكد رئيس ليتوانيا، جيتاناس نوسيدا، أن ذلك يعتمد على سرعة الإصلاحات الأوكرانية، مشيرًا إلى أنه إذا تمكنت كييف من استكمال المتطلبات بحلول عام 2030، فقد تتفوق على دول غرب البلقان في سباق الانضمام إلى الاتحاد.
وفي السياق ذاته، شدد رئيس الوزراء الفنلندي بيتيري أوربو على أن أوروبا يجب أن ترحب بأوكرانيا "في أقرب وقت ممكن"، مؤكدًا أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يبعث برسالة واضحة للأوكرانيين بأن جهودهم الإصلاحية لن تذهب سدى.
خطوة نحو الاستقلال عن واشنطن
مع تصاعد التوترات العالمية، أصبح تعزيز القوة العسكرية الأوروبية أولوية قصوى، وهو ما ظهر في المناقشات حول "الكتاب الأبيض"، الذي قدمته المفوضية الأوروبية كمقترح لإعادة تسليح القارة.
في هذا السياق، قال المستشار النمساوي كريستيان ستوكر إن الوقت قد حان لأوروبا لإدارة أمنها بشكل مستقل، حتى مع التزام بلاده بالحياد وعدم عضويتها في حلف الناتو. وأشار إلى أن النمسا ستزيد إنفاقها الدفاعي للمساهمة في الأمن الأوروبي، وهو تحول استراتيجي جديد في سياستها الدفاعية.
العلاقات التجارية مع واشنطن.. مواجهة أم تنازلات؟
بينما ينصب التركيز على الدفاع والسياسة الخارجية، أثيرت تساؤلات حول السياسات التجارية الأمريكية وتأثيرها على الاتحاد الأوروبي، خاصة بعد فرض ترامب رسومًا جمركية على الصلب والألومنيوم، وتهديده باتخاذ إجراءات مماثلة ضد الاتحاد الأوروبي.
حذرت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد من أن أوروبا يجب أن تستعد لمحاولات واشنطن لاستخدام الرسوم الجمركية كأداة ضغط وابتزاز، قائلة بلهجة مباشرة غير معهودة:
"يجب أن نعزز استقلالنا الاقتصادي، لأن سياسة ترامب تعتمد على تقوية بلاده ثم إضعاف الآخرين، ومن ثم استخدام التعريفات كوسيلة ابتزاز".
ورغم أن التجارة لم تكن على جدول الأعمال الرسمي للقمة، إلا أن دولًا مثل إيطاليا، وإيرلندا، وفرنسا عبرت عن مخاوفها من تصاعد الحرب التجارية مع الولايات المتحدة، خاصة مع توجه المفوضية الأوروبية نحو إجراءات انتقامية ضد واشنطن.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي الحرب الاتحاد الأوروبی یجب أن

إقرأ أيضاً:

غارديان: الاتحاد الأوروبي وجد مؤشرات على انتهاك إسرائيل حقوق الإنسان.. فماذا بعد؟

قالت صحيفة غارديان البريطانية إن الاتحاد الأوروبي خلص إلى وجود "مؤشرات" على انتهاك إسرائيل التزاماتها في مجال حقوق الإنسان بسبب سلوكها في غزة والضفة الغربية، لكن هذا لا يعني أنه سيفرض عقوبات عليها في وقت قريب.

وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم جينيفر رانكين في بروكسل- أن دائرة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي توصلت إلى استنتاج حذر مفاده أن "هناك مؤشرات" على انتهاك إسرائيل التزاماتها في مجال حقوق الإنسان، وذلك في مراجعة لاتفاقية الشراكة بين الاتحاد وإسرائيل التي دخلت حيز التنفيذ عام 2000، والتي تشكّل أساس العلاقة بين الطرفين فيما يتعلق بالتجارة والتعاون الاجتماعي والبيئي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2واشنطن بوست: على إسرائيل أن تكمل المهمة في إيران بنفسهاlist 2 of 2هل نجح نتنياهو في زرع فوضى وسط أوروبا بهجومه على إيران؟end of list

واستندت المراجعة، التي أطلقتها الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس تحت ضغط الدول الأعضاء التي روعها الحصار الإنساني المفروض على قطاع غزة، إلى المادة الثانية من الاتفاقية، وهي تنص على أن احترام حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية "عنصر أساسي".

كايا كالاس ستقدم قائمة بالخيارات الممكنة قد تشمل تعليقا كاملا للتجارة مع إسرائيل (غيتي)

ومن المتوقع أن تقدم كالاس التقرير، الذي لا يزال مسودة مسربة غير منشورة، إلى الحكومة الإسرائيلية، وإلى وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرين المجتمعين في بروكسل يوم الاثنين.

ورغم أن الوضع الإنساني في غزة لا يزال كارثيا، مع حوادث إطلاق نار يومية مميتة على طوابير انتظار الحصص الغذائية، وتحذيرات من المجاعة وانهيار شبكات المياه، فإن إجراءات الاتحاد الأوروبي تسير ببطء، كما تقول الصحيفة.

وستقدم كالاس قائمة بالخيارات الممكنة لوزراء الخارجية في يوليو/تموز، قد تشمل نظريا تعليقا كاملا للتجارة مع إسرائيل، أو تجميد مشاركتها في برامج الاتحاد الأوروبي، لكن ذلك سيتطلب المزيد من الإجراءات القانونية، والموافقات غير المؤكدة.

إعلان

ومع ذلك خلصت غارديان إلى أن هذه الوثيقة المسربة تمثل، حتى مع لغة الاتحاد الأوروبي الهادئة والمليئة بالتحذيرات، لحظة مهمة في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، وإن كان من غير المتوقع أن تغير حسابات الحكومة الإسرائيلية.

مقالات مشابهة

  • طفرة بالصادرات الزراعية| الموالح والبطاطس تتصدر القائمة.. ومصر أكبر المصدرين للفول السوداني للاتحاد الأوروبي
  • الاتحاد الأوروبي يعقد "اجتماعا حاسما" غدا لبحث تصاعد الأزمة في غزة
  • 17 خطوة نحو السلام.. مبادرة أمريكية لرسم مستقبل أوكرانيا
  • غارديان: الاتحاد الأوروبي وجد مؤشرات على انتهاك إسرائيل حقوق الإنسان.. فماذا بعد؟
  • الاتحاد الأوروبي: هناك مؤشرات على انتهاك إسرائيل لحقوق الإنسان
  • الهلال ينتقل من مانشيتات الصحف الأوروبية ليضيء سماء واشنطن .. فيديو
  • 9 دول بالاتحاد الأوروبي تدعو لإنهاء التجارة مع المستوطنات الإسرائيلية
  • أخبار الوادي الجديد| المحافظة تتصدر نسب التسجيل بمبادرة سحب الأدوية منتهية الصلاحية.. وآخر تطورات ملفات التصالح
  • في مواجهة ترامب.. رايتس ووتش تدعو الاتحاد الأوروبي للدفاع عن الجنائية الدولية
  • سفير إسرائيل لدى الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو: إيران تشكل تهديدًا لأوروبا أيضًا