الاقتصاد نيوز - متابعة

أبقى بنك إنكلترا على معدلات الفائدة دون تغيير عند 4.5%، وذلك في ظلّ مواجهة الاقتصاد البريطاني لحالة من عدم اليقين بشأن التجارة العالمية وركود مُحتمل داخل المملكة المتحدة.

هذا ويأتي القرار في وقتٍ تُواجه فيه المملكة المتحدة رياحًا لا تشتهيها سفنها الاقتصادية سواء في الخارج وفي الداخل، حيث أنه وعلى المستوى العالمي، تشكل الرسوم الجمركية التي يفرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب معضلة كبيرة للعديد من الدول، بالإضافة إلى تأثيرها المُحتمل على التضخم والنمو الاقتصادي في المملكة المتحدة، وفي الشأن الداخلي، يُظهر اقتصاد المملكة المتحدة علامات ضعف، حيث انكمش بنسبة 0.

1% على أساس شهري في يناير.

خفض توقعات النمو

هذا وخفّض بنك إنكلترا في فبراير توقعاته لنمو المملكة المتحدة لعام 2025 إلى النصف لتصل إلى 0.75%. في ذلك الوقت، صرّح البنك أيضًا أنه يتوقع تسارع التضخم مؤقتًا إلى 3.7% في الربع الثالث من هذا العام، مع ارتفاع تكاليف الطاقة.

تغييرات الحكومة البريطانية على الضرائب

ويأتي اجتماع يوم الخميس قبل أيام قليلة من دخول تغييرات الحكومة البريطانية على الضرائب حيز التنفيذ، والتي لم تحظَ بشعبية لدى الشركات، التي تقول إن أعبائها الضريبية المتزايدة قد تؤثر سلبًا على النمو والاستثمار والوظائف.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار المملکة المتحدة

إقرأ أيضاً:

تغيير النظام لن يوقف مساعي إيران النووية

ترتكز الضربة العسكرية «الأحادية» التي وجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضد إيران على فكرةِ إجبارِ الجمهورية الإسلامية على التخلي عن برنامجها النووي، أو إحلالها بنظام سيَمْتَثِل لمطالب إسرائيل والولايات المتحدة، ويتخلى عن طموحاته النووية.

في الحقيقة لن يتخلى أي نظام إيراني سواء في الماضي أو الحاضر أو المستقبل عن طموحات إيران النووية. وإذا كانت إسرائيل قد فعلت أي شيء بمهاجمة المواقع النووية الإيرانية فيما كانت طهران تتفاوض مع الولايات المتحدة؛ فإنها في الواقع عززت حافز الجمهورية الإسلامية للمسارعة إلى امتلاك رادع نووي.

أحلام إيران النووية وكوابيس الغرب النووية لم تولد مع الجمهورية الإسلامية في عام 1979. شاه إيران محمد رضا بهلوي هو الذي سَرَّع بشكل مثير البرنامج النووي المدني لبلاده عام 1974 بعد أزمة الطاقة العالمية التي رفعت أسعار النفط بشدة؟ وقتها -كما هي الحال الآن- كان هنالك قلق عميق في واشنطن من أن تطلق إيران النووية موجة انتشار نووي في الشرق الأوسط «تهدد» إسرائيل.

عندما اتجه الشاه إلى الولايات المتحدة؛ لتزويد إيران بمفاعلات نووية حاول وزير الخارجية هنري كسينجر فرض «حقوق فيتو» أمريكية على الوقود النووي المُستنفَد في إيران. كان يخشى من أن إيران مثلها مثل الهند أو باكستان ستستخدم برنامجها المدني؛ لتخزين المادة القابلة للانشطار، والتي يمكن استخدامها في نهاية المطاف؛ لإنتاج القنبلة النووية. اليوم أتقنت إيران دورة الوقود النووي. وهي -وفقا لمعظم التقديرات- على بُعد أسابيع من الحصول على يورانيوم مخصَّب وكافٍ لصُنع سلاح نووي.

اعترض الشاه على فكرة وجوب معاملة إيران بطريقة مختلفة عن البلدان الموقعة على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية في عام 1968.

وما كان من الممكن حتى لكيسنجر أستاذ الدبلوماسية أن يقنع الشاه بالموافقة على فرض قيود وضوابط احترازية إضافية على البرنامج النووي لإيران.

أصرَّ الشاه على حق إيران في تخصيب وإعادة معالجة وقودها النووي الخاص بها بدلا من الاعتماد على أي بلد أجنبي؛ لتزويد مفاعلاتها بالوقود. لكن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وافقت على هذه القيود والضوابط الإضافية في الاتفاق النووي لعام 2015 والذي مزقه ترامب عام 2018.

حذر وزير الخارجية الإيراني الأسبق أردشير زاهدي في عام 2018 من أن «التنمُّر نادرا ما ينجح. ولم ينجح أبدا مع بلد كإيران». ومن منفاه في سويسرا هاجم صهر الشاه السابق في رسالة نشرها على صفحة إعلان كاملة بصحيفة نيويورك تايمز تعليقاتِ وزير الخارجية الأمريكي وقتها مايك بومبيو والتي جاء فيها أن إيران ستُسحق إذا لم تمتثل لمطالب واشنطن. وتساءل زاهدي الذي وقَّع على معاهدة منع الانتشار النووي نيابة عن إيران في عام 1968 بقوله: «هل العقول في وزارة الخارجية في الولايات المتحدة ووكالة الاستخبارات الأمريكية جاهلة بالتاريخ إلى هذا الحد؟».

تذكّر زاهدي أنه على الرغم من علاقة الشاه الوثيقة بكل من الولايات المتحدة وإسرائيل كان هنالك عدم ارتياح عميق في الغرب من فكرة إيران النووية. ذلك الإحساس بالقلق التقطته رواية بول اردمان الصادرة في عام 1976 تحت عنوان «انهيار 79». رسمت الرواية التي راجت وقتها سيناريو يصنع فيه سرَّا شاهٌ مصابٌ بجنون العظمة سلاحا نوويا، ويخوض حربا؛ للهيمنة على الشرق الأوسط.

فكرة إيران القوية -بصرف النظر عمن يحكمها- هي مادة «كوابيس» في واشنطن وإسرائيل. ويبدو من المستبعد تماما أن تقبل إسرائيل التي هي نفسها دولة أسلحة نووية غير معلنة فكرة إيران النووية حتى لو لم تكن تحت القيادة الحالية. فإيران المسلحة نوويا ستُنهي الاحتكار النووي الذي تنفرد به إسرائيل في الشرق الأوسط، وتغير التوازن الاستراتيجي في المنطقة إلى الأبد.

يعلم الإسرائيليون تمام العلم أن أي نظام إيراني لن يقبل بدور متضائل في الشرق الأوسط. فإيران بعد كل شيء بلدٌ يبلغ عدد سكانه 90 مليون نسمة، ومساحته ثلاثة أضعاف مساحة فرنسا، ويملك ثاني أكبر احتياطيات للغاز الطبيعي، وثالث أكبر احتياطي للنفط في العالم.

أي زعيم إيراني عليه التعامل مع حقيقة أن سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران تضع مصالح إسرائيل في الاعتبار. الشاه نفسه كان يعرف هذا.

لقد شكا علنا من انحياز الصحافة الأمريكية لإسرائيل، وكان يقرّ بقوة اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة. نفس هذه المخاوف تشعر بها اليوم أيضا على الأقل شريحةٌ من حركة ماجا (صاحبة شعار لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى) والتي تكره فكرة جرجرة الولاياتِ المتحدة بواسطة إسرائيل إلى حرب مع إيران.

سيكون قادة إيران في المستقبل -مثلهم مثل قادتها في الماضي- على وعي حاد بأن إيران القوية لن يُرحَّب بها أبدا في إسرائيل أو واشنطن. فما لم تكن إيران مستعدة للقبول بمكانة أقل شأنا في المنطقة -وهو ما لا يمكن أن يقبل به أي سياسي إيراني في حقبة القومية الشعبوية- سيبدو حينها بحث إيران عن رادع نووي خيارا لا مفرّ منه.

روهام الواندي مدير مبادرة التاريخ الإيراني بمدرسة لندن للاقتصاد ومؤلف كتاب «نيكسون وكيسنجر والشاه: الولايات المتحدة وإيران في الحرب الباردة»

الترجمة عن «الفاينانشال تايمز»

مقالات مشابهة

  • خمنوا ماذا يكون الإرهاب في نظر الحكومة البريطانية؟
  • بنك المغرب يبقي على سعر الفائدة دون تغيير.. خبير: توجه يحمل مخاطر حقيقية على الإقتصاد الوطني
  • «مكافحة الاحتكار البريطانية»: جوجل قد تُضطر لتقديم خيارات بحث منافسة
  • بنك المغرب يتوقع نمو الاقتصاد بـ 4,6 في المائة سنة 2025
  • مجلس بنك المغرب يبقي على سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير ويتوقع تسارع النمو في 2025 إلى 4.6%
  • "الغرفة" تشارك في "القمة الاقتصادية العربية البريطانية الرابعة"
  • تغيير النظام لن يوقف مساعي إيران النووية
  • تجارة وصناعة عُمان تشارك في القمة الاقتصادية العربية البريطانية بلندن
  • محافظة حلب تطلق برنامج الحوار المجتمعي مع الحكومة السورية بلقاء مع وزارة الاقتصاد
  • الحكومة البريطانية: لم نتلق طلبا أمريكيا بدعم التحرك ضد إيران