راشد عبد الرحيم: الحصون المهددة
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
بعد إنتصارات الفرقة ١٦ نيالا بيوم واحد تم إغتيال قائد الفرقة اللواء ياسر فضل المولي من قبل حرسه الشخصي .
طبيعة الحرب الدائرة حاليا تشير إلي العديد من مواقع الفتنة و الخيانة الواسعة التي يجب أن تتسع سبل مكافحتها لتشمل الاشخاص والمحاضن .
الحرب التي نعيشها اليوم أشعلها وقادها الرجل الثاني في الدولة ، ولم تنبهنا تهديداته الظاهرة لما يضمره من خيانة فقد هدد بكلمات واضحة بأن الحرب تعني أن تسكن القطط منازل الخرطوم كلها .
لم تقتصر الخيانة والتهديد علي قائد التمرد و من تبعه بل اشترك فيه سياسيون و قد سمع الناس القيادية في قوي الحرية والتغيير و هي تعلن أنه إذا لم يوقع الاتفاق الإطاري فإن لهم خيارات أخري وتبعها قادة في جماعتها السياسية . وإذا كان ثمة سبب لعدم سؤالهم والتحري معهم قبل وقوع الحرب فإن السؤال والتحقيق يكون أولي بعد أن سالت الدماء .
التحقيق مهم لنتمكن به من فهم حقيقي لمنطلقات ومسببات الحرب و يمكن عبره الوصول لمنهج وطني لحماية السودان ، و ذلك حتي لا يكون الوطن مستباحا ، تصريحاتهم قبل الحرب أعقبتها مواقف فعلية مساندة للتمرد ومشاركة له مثلما شاهدناه من أفراد كانوا أدلاء للمتمردين ورأينا صورة لمشارك من حزب المؤتمر السوداني وهو يحمل السلاح في واحدة من الولايات وصورة اخري للقبض علي أحدهم وهو يرشد جنود الدعم السريع لمنازل ضباط متقاعدين وشخصيات في بحري كما شاهدنا عضو لجنة التمكين وهو يحارب مع المتمردين ، كل الذين هددوا بأنه إما التوقيع علي الإطاري أو الحرب قد أسهموا فيها .
الذين هددوا مثل خالد سلك وفكي منقة وجعفر سفارات وطه ويحي وغيرهم من الذين أعلنوا إنضمامهم للتمرد أثناء الحرب أبوشوتال وكيكل والنقيب سفيان وبقال هم من مسببات إستمرار الحرب التي دمرت البلاد ونشرت الفوضي والقتل ولا سبيل لحماية الوطن إلا بمحاسبة عادلة وعقاب رادع لكل من أسهم في الخراب .
إذا أردنا أن نحمي وطننا ونحافظ عليه فأمامنا طريق واحد هو تحقيق شامل لا تكون معه حصوننا مهددة من الداخل .
راشد عبد الرحيم
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الجنود الذين لا يراهم أحد: كيف بقيت أميركا في العراق دون ضجيج؟
22 مايو، 2025
بغداد/المسلة:
خفَت صوت المطالبات بانسحاب القوات الأميركية من العراق، رغم أنها شكّلت لسنوات شعاراً سياسياً مركزياً لبعض القوى الشيعية المتحالفة مع طهران.
وتمادت بعض تلك القوى سابقاً في تبنّي خطاب المواجهة، ووصلت في يناير 2020 إلى حد تمرير قرار برلماني يدعو إلى إخراج كل القوات الأجنبية، في أعقاب اغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس بضربة أميركية.
وغيّرت الظروف الإقليمية والأمنية الكثير من الاصطفافات، وراحت جماعات شيعية، حتى تلك ذات التاريخ المسلح، تتحوّل إلى تنظيمات سياسية تسعى لضمان نفوذها داخل الدولة، بدلاً من رفع شعارات المقاومة.
وأكدت مصادر أمنية عراقية مؤخراً أنّ قرابة 2500 جندي أميركي ما زالوا منتشرين في قواعد محدودة في العراق، يعملون ضمن مهام استشارية وتدريبية وتحت إشراف قيادة التحالف الدولي، دون مهام قتالية مباشرة.
وأظهر استطلاع في مارس 2025 أن 61% من المواطنين لا يرون أولوية لخروج القوات الأميركية حالياً، مقابل 23% فقط يطالبون بانسحاب فوري، فيما عبّر الباقون عن عدم اهتمامهم أو عدم امتلاكهم معلومات كافية عن الموضوع.
واستعادت هذه الأرقام سجالاً مشابهاً شهدته البلاد عام 2011، حين انسحبت القوات الأميركية وفقاً للاتفاقية الأمنية، ليعود الحديث عن ضرورة عودتها بعد اجتياح تنظيم داعش في صيف 2014.
وشهدت تلك الفترة تجربة أمنية مريرة، خصوصاً في محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين، حيث انهارت قوات الجيش والشرطة خلال أيام، ما اضطر الحكومة العراقية لطلب الدعم الدولي العاجل.
وتجلت ظاهرة مماثلة في العراق مطلع التسعينيات بعد انسحاب الحرس الجمهوري من الكويت، إذ دفعت ظروف الحصار وغياب التوازن العسكري إلى تدخلات خارجية لاحقة، أبرزها قصف “ثعلب الصحراء” في ديسمبر 1998، الذي نُفّذ بالتنسيق بين واشنطن ولندن واستهدف مواقع استراتيجية داخل العراق.
وأوضحت دراسة صدرت عن مركز السياسة العالمية في أبريل 2025 أن القدرات الدفاعية الجوية للعراق ما زالت تعتمد بنسبة 78% على تغطية استخبارية من التحالف، وأن الطائرات العراقية القادرة على المهام القتالية لا تتجاوز 28 طائرة فعالة، معظمها سوفييتية المنشأ من طراز MiG-29 تم تحديثها جزئياً في أوكرانيا قبل الحرب.
وذكرت الدراسة أن العراق يسجل ثالث أعلى معدل في الشرق الأوسط لاعتماد القوات الأمنية على الدعم الفني الأجنبي، بعد اليمن وليبيا، ما يجعله في وضع هش إذا ما تم تنفيذ انسحاب مفاجئ أو غير منظم.
واعتبر مراقبون أن تراجع الخطاب الداعي للانسحاب يمثل في جوهره توازناً مؤقتاً بين الحاجة للاستقرار والضغوط السياسية، في ظل تعقيد الملف الأمني الداخلي واحتدام التنافس الإقليمي، مشيرين إلى أن الانسحاب، إن حصل، سيكون تدريجياً وتحت مظلة تفاوضية، لا قراراً أحادياً يصدر عبر البرلمان.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts