في اللحظات الأولى من فجر يوم الثلاثاء 18 مارس/آذار الحالي، بدأ الجيش الإسرائيلي في تنفيذ مذبحة دموية راح ضحيتها خلال ساعات المئات، معظمهم من الأطفال والنساء، ثم خرج قادة إسرائيل لينذروا القطاع بالجحيم.
ما يحدث هو تغول إسرائيلي، لإنهاء القطاع وإبادته، إذ تم استرخاص الدم الفلسطيني، وباتت أعداد كبيرة تُقتل من دون أن يكون هناك خوف من أي ارتدادات عالمية، خصوصاً في ظل استمراء العالم مشاهد الدم، بل ويُقدم الدعم لهذه الحكومة المتطرفة، التي سخّرت أعتى أنواع الأسلحة الأمريكية والأوروبية في القتل، بجانب نصوص دينية لشرعنة المذابح والتهجير، والقيام بكل الموبقات الإنسانية باسم «الرب والدين».
إسرائيل استخفت بالعالم، عندما قال مندوبها في الأمم المتحدة، «إن تل أبيب لن توقف حربها حتى لو اجتمع مجلس الأمن كل يوم»، كما يتضح حجم الإجرام بإعادة إيتمار بن غفير إلى الحكومة، وهو المعروف بمواقفه الشرسة ضد الفلسطينيين، ويعتبر إبادتهم عبادة، بينما كبيرهم نتنياهو الذي يوجههم لا يفتر لسانه عن استجلاب نصوص دينية تصف أهل غزة بأنهم «العماليق» والأعداء ولابد من قتلهم نساء ورجالاً وأطفالاً وحيوانات.
لغة الدم هي السائدة الآن في إسرائيل، والأصوات العقلانية المُحذرة عندهم غير مسموعة ومكبوتة لمصلحة هذه العصابة الحكومية ككل، وليس نتنياهو وحده، إذ إن ما يقال عن أن استمرار الحرب هي رغبة نتنياهو في الحفاظ على حياته السياسية وتأجيل محاسبته على ملفات الفساد، ليس دقيقاً، بل إن إسرائيل كمؤسسة تسعى إلى الحرب، طامحة بأهداف تاريخية، عبر توسيع رقعتها، وإزالة أي «صداع» يهددها، سواء على أرض فلسطين التاريخية، أو بالاعتداء على دول الجوار.
إسرائيل التي تقصف شمالاً ويميناً، في سوريا ولبنان والضفة وغزة، وتهدد الدول العربية المجاورة باستمرار، لن تتراجع، في ظل جنون العظمة الذي يتحكم فيها، فهي ترى نفسها سيدة في الإقليم، ولابد أن تكون الأقوى، ويحق لها فرض ما ترغب فيه، لكن كل هذا على المدى المنظور لن يكون في مصلحتها، خصوصاً أنها مع داعميها يتعاملون مع شعب صامد تقف خلفه أمة عريقة ذات تاريخ في وقف مد الغزاة، ومن الصعب تدجينه، أو منعه من التحرر، ودفعه للتخلي عن أرضه، لذا فإن إسرائيل تعمل على استعداء أجيال قادمة، وشلال الدم الذي صنعته ولا تزال، سيغرقها قبل غيرها، ويبدو أن الثأر قد أعماهم عن حقيقة أن التاريخ لا ينسى ولو بعد مئات السنين.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل يوم زايد للعمل الإنساني غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
يائير جولان: إسرائيل دولة منبوذة وحكومة نتنياهو عاجزة وفاقدة للأخلاق
حذر يائير جولان، زعيم حزب "الديمقراطيين الإسرائيليين"، من أن إسرائيل باتت على شفا أن تنبذ من المجتمع الدولي، في ظل "الحرب غير الأخلاقية" التي تشنها الحكومة الحالية، وتخوضها، حسب تعبيره، ضد المدنيين والأطفال في قطاع غزة.
وفي تصريحات نارية تعكس تصاعد الغضب داخل الأوساط المعارضة، قال جولان إن "الدولة الطبيعية لا تخوض حربًا ضد مدنيين، ولا تقتل الأطفال كهواية، ولا تضع لنفسها هدفًا يتمثل في تهجير السكان"، مضيفًا أن الحكومة الحالية "عاجزة، وفاقدة للأخلاق، ويقودها وزراء تتملكهم مشاعر الانتقام والفساد".
وهاجم جولان بشكل خاص وزيري الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش، قائلًا إن الحرب الحالية تجسد أحلامهما المتطرفة، محذرًا من أن السماح لهما بفرض رؤيتهما سيجعل من إسرائيل "دولة منبوذة بين الأمم".
وأضاف أن "أسلوب وزير الحرب السابق بيني جانتس في التودد لبنيامين نتنياهو وسموتريتش وبن غفير قد جرب سابقًا، وقد فشل فشلًا ذريعًا"، مشيرًا إلى أن "الوقت حان للدفاع عن قيمنا كدولة يهودية ديمقراطية وصهيونية".
وأكد جولان ضرورة إنهاء الحرب فورًا، وإعادة الأسرى، والانخراط في عملية إعادة بناء لإسرائيل داخليًا وخارجيًا، مشددًا على أن "الشعب مستقيم، ولكن الحكومة فاسدة".
وتأتي تصريحات جولان في وقت تواجه فيه حكومة نتنياهو ضغوطًا داخلية متزايدة، وسط اتساع رقعة الانقسامات بشأن إدارة الحرب علي غزة ومصير الأسرى الإسرائيليين، بالتوازي مع تراجع الدعم الدولي واستمرار الانتقادات الحقوقية بشأن العمليات العسكرية.