رمضان زمان.. حكايات على ضوء الفانوس "الرجل الآخر".. صراع الهوية والذاكرة المفقودة
تاريخ النشر: 23rd, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
رمضان زمان لم يكن مجرد موسم درامي بل كان موعدًا مع الإبداع الأصيل
حقق نجاحًا جماهيريًا ضخمًا وجذب المشاهدين بقصته المشوقة
القصة جمعت بين الغموض والدراما العائلية والصراع النفسي
قبل أن تتحول الشاشة إلى ساحة سباق محموم، كان رمضان زمان يأتي ومعه سحر خاص، حيث كانت المسلسلات جزءًا أصيلًا من طقوس الشهر الكريم، لا مجرد عروض تملأ الفراغ، كنا ننتظر دقات الساعة بعد الإفطار لنلتف حول التليفزيون، نتابع الحلقات بشغف، ونحفظ تترات المسلسلات عن ظهر قلب، كأنها نشيد مقدس يعلن بداية الحكاية.
من "ليالي الحلمية" إلى "بوابة الحلواني"، ومن "هند والدكتور نعمان" إلى "رحلة السيد أبو العلا البشري"، كانت الدراما تلمس قلوب المشاهدين، تحكي عنهم، تناقش همومهم، وتضيء واقعهم بصدق وبساطة. لم تكن مجرد مشاهد عابرة، بل كانت انعكاسًا لأحلام واحتياجات جمهور كان يبحث عن الدفء، عن الفن الذي يشبهه، عن قضايا تُروى بعمق دون صخب.
رمضان زمان لم يكن مجرد موسم درامي، بل كان موعدًا مع الإبداع الأصيل، حيث اجتمع الكبار والصغار أمام الشاشة، ليشاهدوا فنًّا يحترم عقولهم، ويسافر بهم إلى عالم من المشاعر الحقيقية. واليوم، وسط زحام الإنتاجات الحديثة، يبقى الحنين لتلك الأيام حاضرًا، حيث كانت المسلسلات ليست مجرد أعمال درامية، بل ذكريات محفورة في الوجدان.
في أواخر التسعينيات، ظهر مسلسل "الرجل الآخر" ليكون واحدًا من أقوى الأعمال الدرامية التي جمعت بين الإثارة والتشويق والدراما الاجتماعية العميقة. المسلسل لم يكن مجرد قصة عن رجل فقد ذاكرته، بل كان رحلة في أعماق النفس البشرية، حيث تتصارع المشاعر مع المصالح، ويبحث الإنسان عن ذاته وسط غموض لا ينتهي.
عندما يصبح البطل شخصين في جسد واحد
"الرجل الآخر" لم يكن مجرد مسلسل درامي، بل كان رحلة ممتعة في عالم النفس البشرية، جعلتنا نتساءل، هل يستطيع الإنسان تغيير حقيقته، أم أن الماضي يظل يطارده مهما حاول الهروب؟.
دارت الأحداث المسلسل حول ، رجل أعمال ناجح وقاسي لا يعرف الرحمة في قراراته، لكنه يتعرض لحادث يفقد على إثره الذاكرة. ويستيقظ ليجد نفسه شخصًا مختلفًا تمامًا عن حياته السابقة، ويبدأ في اكتشاف حقيقة نفسه القديمة، ليصطدم بكمّ الظلم الذي مارسه على من حوله.
مع مرور الوقت، يبدأ رحل الأعمال في محاولة تصحيح أخطاء الماضي، لكنه يصطدم بأعداء صنعهم بنفسه عندما كان في قمة جبروته، فهل سيتمكن من استعادة هويته الجديدة دون أن يسقط في فخ الماضي؟
حقق "الرجل الآخر" نجاحًا جماهيريًا ضخمًا، حيث جذب المشاهدين بقصته المشوقة التي جمعت بين الغموض، والدراما العائلية، والصراع النفسي. كما أن أداء النجوم أضفى على العمل مصداقية كبيرة، خاصة الأداء المذهل للراحل نور الشريف، الذي قدم الشخصية ببراعة جعلت الجمهور يتعاطف معه رغم أخطائه.
كان المسلسل حديث الجمهور وقت عرضه، وظلت مشاهده وأحداثه محفورة في ذاكرة المشاهدين، خاصة مشاهد الصراع الداخلي لنور الشريف خلال الأحداث ومحاولته إعادة ترتيب حياته بعد أن فقد كل شيء.
المسلسل من تأليف مجدي صابر، وإخراج مجدي أبو عميرة، ومن بطولة نور الشريف، ميرفت أمين، ماجدة زكي، رجاء الجداوي، حسن حسني، حلا شيحة، أحمد زاهر، رانيا فريد شوقي.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: ليالي الحلمية الرجل الآخر الرجل الآخر لم یکن مجرد رمضان زمان بل کان
إقرأ أيضاً:
الدقنية
الدقنية ضريبة يأخذها الحاكم من المحكوم تعسفًا. أي: لا يسندها منطق بقدر ما هي خاضعة لمزاج الحاكم، وفقَا للغة (الكَجِم). وقد شهدها السودان منذ التركية السابقة، لتصبح سمة بارزة للحاكم في عهد خليفة المهدي. تلك المقدمة تقودنا لخبر الدقنية التي فرضها عبد الرحيم آل دقسو على الإدارة الأهلية بجنوب دارفور من أجل معيشة مرتزقته. صحيح هناك مفارقة؛ لأن عبد الرحيم ليس بحاكم بقدر ما هو قاطع طريق. ولكن في تقديرنا أنّ الرجل قد تقطعت به السبل، وله على تلك الإدارة (يد سلفت ودين مستحق). وقد تابعنا تلك المؤتمرات التي كانت تعقدها تلك الإدارة لتأييده، أيام تمرده الأولى، بل كانت ترفده بشباب قبائلها بعد إقناعهم بجنة الدنيا في دار صباح في حالة العودة بالغنيمة، وبجنة الله في الآخرة في حالة الهلاك. إذن تلك الإدارة شريكة للرجل في تمرده، وقد لبست الكدمول منذ أول طلقة. الآن الرجل في وضع لا يُحسد عليه، عاجز عن معيشة قواته، أما دفع مرتباتهم فتلك متروكة للسلب والنهب. عليه نتوقع تمرد تلك الإدارة عليه وذلك للخيار والفقوس الذي مارسه الرجل بينها وبين بقية القبائل ذات الثقل المجتمعي مثل: الرزيقات والمسيرية…إلخ. إضافة للعنصرية الواضحة فغالبية القبائل التي فرض عليها من قبائل (أم زرقة) ولم يفرض على القبائل العربية. وكذلك ترجيح كفة الجيش وبابه المفتوح لكل عائد من التمرد. بالتأكيد سوف يعجل بتلك الإدارة للعودة لصوت العقل قبل فوات الأوان. وخلاصة الأمر كثير من المراقبين للمشهد في حيرة من أمرهم بخصوص تراجيديا الرجل، ولكن الرجل بجهله وجهالته كفى المراقبين مؤونة البحث عن سرعة انهيار مرتزقته، لذا نتوقع إعراب التمرد خبرًا لكان في غضون أسابيع.
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الأحد ٢٠٢٥/٥/٢٥