بينما تتواصل احتجاجات عائلات الأسرى الإسرائيليين ضد قرار حكومة بنيامين نتنياهو استئناف الحرب على غزة، يخرج المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف  بتصريح يفاجئ فيه الرأي العام بانتقاده موقف نتنياهو بشأن كيفية استعادة الأسرى، رغم الدعم الكبير الذي تقدمه له الإدارة الأميركية.

وقال ويتكوف -في مقابلة صحفية مساء الجمعة- إن السمعة التي يتحصل عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه مهتم بالقتال أكثر من المحتجزين في قطاع غزة.

وحسب توماس واريك، الدبلوماسي السابق بالخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، فإن ويتكوف عبر عن رغبته في رؤية المفاوضات بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل تعود إلى مسارها الطبيعي، وأن تكون هناك حكومة في غزة دون حركة حماس.

غير أن نفس المتحدث أشار إلى أن إدارة الرئيس ترامب تتفق مع إسرائيل في أن الضغط العسكري يجب أن يمارس على حماس حتى تعود إلى طاولة المفاوضات، وتساءل بهذا الشأن عن ما إذا كانت واشنطن ستضغط على نتنياهو حتى ينهي الحرب.

وفي نفس الفكرة، يقول الكاتب والباحث بالشؤون الدولية حسام شاكر إن ويتكوف تحدث بوضوح عن إمكانية حدوث اضطرابات في الإقليم بناء على ما يجري بقطاع غزة من فظائع ترتكبها إسرائيل.

إعلان

ورأى شاكر أن "غزة قد تكون فتيلا لإلهاب المنطقة" مشيرا إلى أن ما يجري فيها من مذابح إسرائيلية يندرج في سياق ما أسماها مشروعات خطيرة على الأمن الجماعي بشأن التهجير، وبالتالي فإن "غزة قد تكون ثقبا أسود يبتلع كل آمال الإدارة الأميركية وغيرها من الحكومات الغربية" التي تراهن على استقرار منطقة الشرق الأوسط.

وأضاف أن غزة قد تقوض بعض مساعي الترتيبات الإقليمية، وأشار في ذات السياق إلى أن مخرجات القمة العربية الأخيرة بالقاهرة قد تمت الإطاحة بها والمفاوضات مع الوسطاء تم خرقها بعد أن قلب الاحتلال الإسرائيلي طاولة التفاوض والذهاب إلى استئناف الحرب.

وتحدث الكاتب عن لحظة مفصلية تشهدها المنطقة، وعلى الأميركيين أن "يلحظوا أن اللعب في غزة بإعادة إنتاج المذبحة الجماعية والإبادة قد تكون خطيرة وربما تقوض مساعي إدارة ترامب بأن تظهر كصانعة سلام عالمية".

منذ ساعة واحدة

وحول الضغوط الداخلية التي يواجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي، يشير الأكاديمي والخبير بالشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى إلى الشرخ العميق بالداخل الإسرائيلي، والذي ازداد بعد العدوان على غزة حيث تتصاعد الاحتجاجات المنددة بمواقف نتنياهو وحكومته على خلفية ملف الأسرى ومساعيه لإقالة رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) رونين بار، بالإضافة إلى مساعيه للسيطرة على جميع المؤسسات.

ويقول الدكتور مصطفى إن نتنياهو حاول أن يفتعل أزمات داخلية حول قضايا مختلفة لكن الأمور انقلبت عليه، حيث ساهم في توحيد المحتجين الذين خرجوا لأسباب مختلفة على معارضة الحكومة وسياستها.

وقد استضافت حلقة (2025/3/22) من برنامج "مسار الأحداث" ضيفين إسرائيليين للتعليق على المشهد المضطرب بالداخل الإسرائيلي، هما أستاذ العلوم السياسية بالجامعة العبرية في القدس مئير مصري، وكذلك الكاتب والباحث السياسي يؤاف شتيرن.

إعلان

وقد قلل الأكاديمي الإسرائيلي من الاحتجاجات والمظاهرات المتصاعدة ضد حكومة نتنياهو، واعتبرها أمرا طبيعيا في ظل ما وصفها بالديمقراطية والتعددية الإسرائيلية.

في حين اتهم شتيرن رئيس الحكومة بمحاولة السيطرة على المؤسسات المستقلة وعلى رأسها الشاباك، وقال إن هدفه من إقالة رئيس هذا الجهاز هو إلغاء التحقيقات القضائية التي تلاحقه هو.

وفي تحد واضح للمحتجين، قال نتنياهو أمس السبت إن "رونين بار لن يبقى رئيسا لجهاز الأمن الداخلي، رغم قرار المحكمة العليا تجميد قرار إقالته".

وتتواصل المظاهرات الحاشدة بإسرائيل احتجاجا على مساعي نتنياهو لإقالة رئيس الشاباك. وقال زعيم المعارضة يائير لبيد خلال مظاهرة في تل أبيب أمس إن "الحكومة تفعل كل شيء لبدء حرب أهلية ونتنياهو يدفع إلى ذلك علنا".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

محللون إسرائيليون: احتلال غزة مجرد تطلعات مجنونة لا يمكن تحقيقها

ربط محللون إسرائيليون تدهور الوضع الدولي لإسرائيل باستمرار الحرب وتصريحات الوزراء الذين يدعون لاحتلال قطاع غزة وضم الضفة الغربية حتى لو كان الثمن حربا قد تدوم سنوات.

وأكدوا أن ما يريده بعض الوزراء ليس سوى تطلعات مجنونة لا يمكن تحقيقها.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2واشنطن بوست تسأل جمهورها عن قضية إبستين ودور ترامبlist 2 of 2فريدمان: نتنياهو خدع ترامب في غزة ولن يحقق "النصر الكامل"end of list

فقد انتقدت القناة الـ13 حديث وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش التي تحدث فيها عن ضرورة احتلال غزة بشكل كامل، وكذلك فرض السيادة الأمنية والسياسية على الضفة.

وقالت القناة إن صدى هذه التصريحات سيكون سيئا في آذان الأوروبيين.

وكان سموتريتش قد دعا رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية- لاتخاذ قرارات عاجلة في هذا الشأن، مؤكدا أن الخرائط جاهزة وتنتظر التطبيق.

كما قال عضو الكنيست عن حزب الليكود موشيه سعادة، إن المهم حاليا هو الانتصار والتدمير واحتلال الأرض وفرض حكم عسكري كسبيل لتهجير السكان.

لكن الضابط السابق في جهاز الشاباك، ليئور أكرمان، قال إن من يديرون إسرائيل يتبنون رؤية الاحتلال الدائم والاستيطان وإقامة ريفييرا في غزة تحمل أسماء قادة إسرائيليين، مؤكدا أن هذه الأمور "مجرد تطلعات مجنونة لن تتحقق".

وقال أكرمان إن خروج المقاتلين الذين يلصقون عبوات ناسفة بالآليات الإسرائيلية فيقتلون الجنود يعني أننا نعيش حرب استنزاف قد تستمر سنوات، مؤكدا أن الجيش لن يصل لآخر مقاتل من مقاتلي المقاومة الذين يتجولون بالآلاف في القطاع.

الرأي نفسه تبناه القائد السابق لشعبة العمليات في الجيش يسرائيل زيف، بقوله إن الجيش "ليس ينبوعا لا ينضب، وإنما يستنزف، وهذا أمر يجب وضعه في الاعتبار"، مؤكدا أن على رئيس الأركان مراجعة نفسه.

وقال زيف إن على زامير أن يضع في حساباته احتمالية شن حزب الله اللبناني هجوما على إسرائيل بينما هي غير مستعدة بشكل جيد لما هو قادم.

وبالمثل، قال رئيس قسم الدراسات الفلسطينية في جامعة تل أبيب ميخائيل ميلشتاين، إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تلقت ضربة قاسية لكنها لا ترال تعمل بشكل منظم جدا من حيث القيادة والسيطرة.

إعلان

ويرى ميلشتاين أن حماس ليست معنية حاليا بقبول ما تعتبره "إملاءات إسرائيلية في المفاوضات".

هجوم على زامير

ووفقا لقناة "كان" الرسمية، فقد هاجم سموتريتش رئيس الأركان إيال زامير، خلال اجتماع المجلس الأمني المصغر، قائلا إنه فشل في تدمير حماس خلال 3 أشهر كما تعهد، وذلك في إشارة لعملية عربات جدعون.

كما قال سموتريتش إنه يعتذر لرئيس الأركان السابق هرتسي هاليفي وإنه يشتاق إليه.

وقال مراسل الشؤون السياسية في القناة ميخائيل شيمش، إن الحكومة اكتشفت أن زامير، الذي كانوا يصفونه بـ"الهجومي"، لم يكن على قدر التوقعات ومن ثم فإنهم مشتاقون لهاليفي.

وتعليقا على الوضع الميداني، قال مراسل الشؤون العسكرية بالقناة الـ13، أور هيلر، إن إسرائيل عالقة تماما كما هي حالها في المفاوضات وهو ما دفع المجلس الأمني المصغر لبحث عدد من البدائل خلال اجتماعه الأخير، أمس الثلاثاء، من بينها ضم أجزاء من غزة.

أما محلل الشؤون العربية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" آفي يسخاروف، فقال إنه لا يعرف إن كان من يتحدثون الآن عن خيارات أسوأ كاحتلال كامل للقطاع يدركون تداعيات ما يقولونه على دولة إسرائيل أم لا.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يدعم سياسة التصعيد ضد الأسرى
  • محللون إسرائيليون: احتلال غزة مجرد تطلعات مجنونة لا يمكن تحقيقها
  • محللون: لبنان يريد نزع سلاح حزب الله لكنه لا يضمن إسرائيل
  • بعد فضيحة أخلاقية.. نتنياهو يقرر إعادة السفير الإسرائيلي من الإمارات
  • رسوم ترامب تكلف الأميركيين أكثر.. 6 قطاعات تحت الضغط
  • حصيلة القتلى في قطاع غزة تتخطى 60 ألفا منذ بدء العدوان الإسرائيلي
  • الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 30 فلسطينيا من الضفة الغربية
  • رئيس شعبة العمليات السابق في جيش الاحتلال: العالم يتوحد ضد “إسرائيل” وذاهبون لفشل مطلق
  • نتنياهو يهدد بضم غزة إذا لم توافق حماس على صفقة تبادل الأسرى
  • هآرتس تكشف خطة نتنياهو التي سيطرحها على الكابينت بشأن غزة