جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-29@10:19:46 GMT

ليس المهم كيف تنشر.. ولكن كيف تكتب؟!

تاريخ النشر: 25th, March 2025 GMT

ليس المهم كيف تنشر.. ولكن كيف تكتب؟!

 

 

د. أحمد بن علي العمري

 

لقد أصبحت الكتابة مُيسَّرة ومتاحة للجميع وكذلك تسهلت عمليات النشر؛ فالكل يكتب والكل ينشر، والآخرون يصورون فيديوهات ويحكون سيناريوهات، وهناك من يكتب المقال وهناك من يكتب حتى الكتاب ومن يُبدي رأيه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، هذا إضافة لمن يحاضر ويقيم المؤتمرات والندوات عبر العالم سواء كان ذلك حضوريًا أو عبر الاتصال الإلكتروني، ويكاد أن يتساوى المُلقون والمُتلقِّين؛ فالجميع يشارك كلا حسب مستواه ومقدرته وإمكانياته المتعلم وغير المتعلم والكبير والصغير والذكر والأنثى.

وقد بلغ السيل الزبى عند بعض الكتاب دون التحقق من المفيد والغث والسمين والهزيل والجيد والضعيف، وكل له متابعيه ومحبيه ومعجبيه وحتى المدافعين عنه.

لكن ماذا عن الفكرة والمضمون والمحتوى وهذا هو الجوهر ولب الموضوع وبيت القصيد؛ فجودة الكتابة أهم بكثير من نشرها؛ حيث إنَّ المحتوى الأساسي كالفكرة والأسلوب والعمق هو المرتكز بينما الشكل كالتوزيع والمنصات والتسويق تبقى أمورًا ثانوية.

ومن الضروري التأكيد على الأولوية؛ إذ إن الكتابة القوية هي العمود الفقري لأي عمل أدبي أو فكري وبدونها يفتقد الموضوع تأثيره بغض النظر عن قنوات النشر.

وفي هذا العصر الرقمي أو ما يسمى بعصر الذكاء الاصطناعي، يمكن لاستراتيجيات النشر توسيع وتسريع الوصول لكنها لا تعوض عن ضعف المحتوى، ومثال على ذلك منشورات التواصل الاجتماعي الفيروسية التي تفتقر إلى العمق تختفي بسرعة من كل منصة؛ سواءً كانت كتباً أو مدونات أو مقالات أو حتى تغريدات تتطلب أسلوبًا مختلفًا لكن الجوهر يجب أن يبقى أصيلا وقويًا.

في السياق العربي؛ حيث البلاغة والأدب لهما مكانة عالية، ويتضح التركيز على جودة الكتابة أكثر إلحاحًا لأن الكتابة القوية تحترم القارئ وتترك أثرا طويل الأمد.

مثال على ذلك "ألف ليلة وليلة" بقيت آثارها إلى يومنا هذا، رغم تغير طرق النشر عبر القرون. وفي عصرنا هذا كتاب ناجحون على المنصات مثل مدونة أو (Medium) يعتمدون عمق الأفكار أكثر من الترويج، وعليه فإن النتيجة الحتمية والمؤكدة تقول: المحتوى أولًا ثم النشر.

ولهذا فإنني أوصي نفسي وأوصي الجميع أن نستثمر الوقت في تطوير الحرفة الأدبية وأن نستخدم أدوات النشر كوسيلة لا كغاية؛ لأن الكتابة الحقة هي الأساس الذي تبنى عليه جميع أشكال النشر مهما تطورت المنصات.

إن التأثير الحقيقي يظل نابعًا من قدرة الكلمات على لمس العقل والقلب معًا والنشر الذكي يوسع دائرة الوصول لكنه لا يخلق المعنى من العدم. لهذا اجعل دائمًا قلمك صادقًا وسوف تجد طريقك إلى القارئ، حتى لو بدأت من زاوية صغيرة في هذا العالم المترامي الأطراف.

وفي كل الأحوال يجب المراعاة والتقيد والالتزام بالخطوط الحمر أكانت دينية أو وطنية أو اجتماعية.

ولكل ما سبق نؤكد أنه: ليس المهم كيف تنشر؛ بل المهم كيف تكتب؟

حفظ الله عُمان وسلطانها وشعبها. وكل عام والجميع بألف خيرٍ ومسرة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

كريمة أبو العينين تكتب: اكتئاب عالي الأداء

استوقفني كثيرا هذا المصطلح "اكتئاب عالى الأداء "  ولأول وهلة تخيلت أنه من قبيل التهكم على أصحاب الحالات النفسية التي  تملأ مجتمعنا وتملأنا جميعا ، ولكن مع البحث والسؤال وجدت انه حالة مجتمعية تسود كل  شعوب الدنيا من أقصاها الى أقصاها ولا تستثنى فئة ولا شريحة بعينها .

بمقتضى مايقوله علماء النفس فان الكثير من الأشخاص يواجهون صعوبة في الشعور بالسعادة والاستمتاع بالحياة مقارنة بغيرهم، دون أن يعلموا السبب وراء ذلك، وهي حالة قالت الطبيبة النفسية جوديث جوزيف إنها قد ترجع إلى نوع من الاكتئاب الخفي، يصعب على أصحابه حتى اكتشاف إصابتهم به، ويسمى «الاكتئاب عالي الأداء».

والاكتئاب عالي الأداء هو نوع من الاكتئاب يتمكن الشخص المصاب به من ممارسة مهامه وعمله بأداء عالٍ جداً، كما لو كان لا يعاني من أي شيء. وأحياناً يطلق عليه أيضاً اسم «الاكتئاب المبتسم» حيث يكون المصاب به دائماً مبتسماً، ويبدو سعيداً أمام الآخرين.

وتقول الطبيبة النفسية والباحثة المعتمدة الدكتورة جوزيف لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «إن الفرح ليس مجرد شيء نتمناه، بل هو جزء من هويتنا. لقد خُلقنا بهذا الحمض النووي للفرح. 

إنه حقنا الطبيعي كبشر، ومن ثم فإن صعوبة شعور الشخص بالسعادة أمر غير طبيعي، ولا بد من وجود سبب وراءه، ولا ينبغي تجاهله».

وأجرت جوزيف أبحاثاً رائدة حول الاكتئاب عالي الأداء، وألفت كتاباً جديداً عنه، داعية إلى ضرورة أخذه على محمل الجد.واكدت جوزيف: «أردت أن يعلم الناس أن هناك نوعاً من الاكتئاب يبدو مختلفاً في أعراضه عن الأنواع التي نعرفها».وأضافت: «هناك بعض الأشخاص الذين يعانون من انعدام المتعة، أي قلة الفرح. لا يبدو عليهم الاكتئاب، لكن ليس بالضرورة أن يكون الشخص حزيناً ليُصاب بالاكتئاب».

وبشجاعة فائقة تؤكد الدكتورة  جوزيف انها بنفسها ضمن أولئك الذين عانوا من الاكتئاب عالي الأداء، وأشارت إلى أن «العديد منا مُنتجون في عملهم بشكل مُرضٍ، وهو الأمر الذي يعتبر أحد أكبر التحديات في تشخيص هذا النوع من الاكتئاب»وتابعت بقولها : «يرتدي المصابون بهذا الاكتئاب قناعاً من الخارج يجعل كل شيء يبدو على ما يرام، يؤدون عملهم بشكل مثالي، يبتسمون، ويتحدثون مع الآخرين بشكل طبيعي، لكنهم يعانون من انعدام التلذذ، أو عدم القدرة على الشعور بالفرح والسعادة».

وأكدت جوزيف ان هذا النوع من الأمراض يعانى منه المحيطون بالمريض ايضا وفى نهاية بحثها وحديثها الشيق وضعت روشتة للعلاج تبدأها بالتساؤل للمصابين بهذا المرض الخفى وتقول لهم فى اول خطوة نحو العلاج الصحيح وأول دواء فى روشتتها العلاجية  : كيف تتغلب على ذلك؟ فتقول جوزيف إن هناك 5 طرق للتغلب على الاكتئاب عالي الأداء و هي: اولا ..تسمية مشاعرك
فتقول جوزيف: «سمِّ مشاعرك. اعترف بها. وتقبَّلها. فإذا لم نعرف ما نشعر به، وإذا لم نستطع تسميته، فإننا نشعر بالارتباك، ونشعر بعدم اليقين. ونشعر بالقلق.

لذا فإن تحديد مشاعرنا وقبولها أمران بالغا الأهمية». وبعد تسمية المشاعر تأتى الخطوة الثانية وهى التنفيس فقد نصحت الطبيبة النفسية بالبحث عن شخص تثق به للتحدث معه عما تمر به، مع الحرص على أن يكون هذا الشخص هادئاً، وقادراً على منحك شعوراً بالاطمئنان.

 وبعد ذلك تأتى الخطوة الفاصلة فى طريق العلاج وهى ان تفكر في النعم التي تمتلكها فتقول جوزيف: «ينبغي عليك التفكير باستمرار في النعم التي تمتلكها. فهذه الأشياء لا تقدر بثمن وستمنحك معنى وهدفاً للحياة». 

وكل الخطوات السابقة ستكلل بالنجاح اذا اتبع مريض اكتئاب عالى الأداء  نمط حياة صحي من تناول طعام صحي، وممارسة الرياضة بانتظام، والحصول على نوم جيد وبالتالي سيزداد شعورك بالسعادة، وتقلل من الاكتئاب بشكل ملحوظ. 

وعلى أصحاب هذا الاكتئاب ايضا التوقف عن التفكير في الماضي والتركيز على التخطيط للأحداث المفرحة في المستقبل  لان ذلك النمط الفكرى يجعلك أكثر سعادة، ويقلل  من الحزن والاكتئاب.

واضيف الى ما ذكرته العالمة النفسية الكبيرة أن على مرضى الاكتئاب عالى الاداء ان يكونوا فى معية الله ويفعلوا ما يقربهم من المولى سبحانه لان طمأنة القلوب تأتى من ذكر الله عز وجل.

من المؤكد ان ما ذكرته دكتور جوزيف ليس بغريب على الأوضاع الحالية فالكثير منا ان لم يكن معظمنا يمضى فى حياته وهو مثقلا بالهموم محاطا بالاحزان ملفوفا بالالم ومع ذلك يتماشى ويتأقلم ليس حبا فى الحياة ولكن لان الكثيرين ممن يحبهم لا يستطيعون العيش بدونه وبدون مساعدته ودعمه المالى فى الأساس ، كثيرون معلقون بأذيالنا ونحن نجر داخل هذه الأذيال والاثواب قلوبًا متعبة وعقولا مرهقة واجسادا واهنة ولن نجد من يرحم من يتعلقون بنا اذا سقطنا وانتهينا ولذا فنحن نتحايل على الحياة طمعا فى الراحة التي تأتى حتما وتطوى بها متاعبنا وترتاح اجسادنا ويهدأ تفكيرنا ونخلد فى نوم عميق غير منتهى حتى يشاء الله جل علاه.

طباعة شارك الحالات النفسية علماء النفس السعادة الاستمتاع الاكتئاب عالي الأداء

مقالات مشابهة

  • تعزيز المحتوى المحلي في القطاع الصناعي بمحافظة ظفار
  • الكتابة من تحت الأنقاض.. يوسف القدرة: في الشعر لغة فرط صوتية ضد عار العالم
  • مسؤولون يزورون عددا من المصانع لتعزيز المحتوى المحلي في ظفار
  • إنقسام السنابل لا يسر وطني ولكن الأحزاب السودانية تتجاهل الدروس
  • مؤسس تليغرام يكشف كيف تتجسس أمريكا على شركات التكنولوجيا
  • شيخة الجابري تكتب: كنز ليوا الأخضر
  • ضمن حملة المحتوى الهابط.. آسايش أربيل يعتقل تيكتوكر شهير
  • بريطانيا تشكّل وحدة شرطة خاصة لمراقبة المحتوى المعادي للمهاجرين
  • كريمة أبو العينين تكتب: اكتئاب عالي الأداء
  • فتح باب تلقي أعمال النشر الإقليمي بفرع ثقافة قنا بداية من 3 أغسطس